Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2007, 02:53 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي أغرب قصيدة لأغرب شاعر

أغرب قصيدة لأغرب شاعر -منقول




نعم شاعرنا هذا غريب بل إنه جعل الغربة عنوانا له غريب عن العارفين بالأدب فلم يعرف من سيرته إلا اسمه وحتى ماعرفوه عن فقره وعن كونه من محلة الكرخ ببغداد وعن أنه كان متزوجاً كل هذا استنبطوه من قصيدته هذه التي نحن بصدد الحديث عنها وهو غريب في شعره فلايعرف من شعره إلا هذه القصيدة ولم يرو الناس له بيتاٌ واحداً غيرها بل والأغرب من ذلك هو كيف يقول هذه القصيدة المتناهية في الروعة والتي فاقت في مستواها وتأثيرها قصائد عظماء الشعراء كيف يقولها شخص لم يشتهر بالشعر . وبالإضافة إلى كل هذه الغرائب فإن شاعرنا كما تحكي قصته أجبره فقره على التغرب عن وطنه والبعد عن زوجته الفائقة الجمال والرحلة في طلب الرزق من بغداد إلى الأندلس وهذه غريبة تضاف إلى غرائب هذه القصة فبغداد مدينة غنية وكانت في جميع عصورها مهوى لأفئدة طالبي العمل فماالذي يدفع أحد أهلها للبحث عن الرزق في بلد غيرها ؟! وأين؟! في الأندلس! ولكثرة الغرائب في قصة القصيدة والشاعر أضافوا الناس لها أم الغرائب وقالوا أن هذه القصيدة ليست من شعر شاعرنا هذا ولكنها من شعر الجن قالوها وهم يعايشون قصته المؤلمة وكتبوها ثم وضعوها في رقعة تحت رأسه.

شاعرنا أحبائي هو أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.


انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها.

وقد عرف ابن زريق بقصيدته المشهورة ( لا تعذليه فإن العذل يولعه )
والتي يقال أنه تزوج بابنة عمه وكان قليل المال فرحل في طلب الرزق ومات ووجدت له هذه القصيدة التي تعد من عيون الشعر العربي


(لاتعذليه فإن العذل يولعه)








لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذل يولعه ..

قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ





جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِه ..

مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ





فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً..

مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ





قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ ..

فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ





يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ..

مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ





ما آبَ مِن سَفَرٍ إلا وَأَزعَجَهُ..

رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ





كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ..

مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ





إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً..

وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ





تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه ..

للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ





وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ..

رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ





قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ ..

لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ





لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى..

مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ





وَالحِرصُ في الأرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ..

بَغِيُ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ





وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ..

إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ





اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً..

بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ





وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي..

صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ





وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً..

وَأَدمُعِي مُستَهِلاتٍ وَأَدمُعُهُ





لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ..

عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ





إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ..

بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ





رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ..

وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ





وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا..

شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ





اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ ..

كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ





كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ ..

الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ





أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ ..

لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ أتبَعُهُ





إِنّي لأقطَعُ أيّامِي وَأنفِقها ..

بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ





بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ ..

بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ





لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعٌ وَكَذا ..

لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ





ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي ..

بِهِ وَلا أَظن بي الأَيّامَ تَفجعُهُ





حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ ..

عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ





فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ ..

وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ





مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ ..

كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ





وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا ..

جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ





لأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي ..

بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ





عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً ..

فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ





عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا ..

جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ





وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ ..

فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

التعديل الأخير تم بواسطة وديع القس ; 01-03-2007 الساعة 02:55 PM سبب آخر: تعديل العنوان
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-03-2007, 06:13 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي

الأستاذ وديع أشكر لك هذه اللفتة الجميلة في إتيانك بهذه القصيدة التي أعجبت بها كثيرا لكني أرى بعض التناقض فيها من حيث كون الشاعر فقير وهو هاجر بسبب فقره يبحث عن مصدر رزق تاركا زوجته ليموت في غربته وفي القصيدة بعض الأبيات التي تدل على فقره وتؤكده لكن انظر إلى هذا البيت:

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ..


وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وهذا البيت من الشعر يدل على أنه كان صاحب ملك ومال ولكنه يعود في مكان آخر ليقول:

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه ..
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ





وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ..

رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

وكذلك قوله:

وَالحِرصُ في الأرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ..

بَغِيُ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ


وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ..

إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

ومن المعروف أت الكثير من تاريخ العرب وخاصة الشعر العربي مشكوك فيه حتى ذهبوا إلى القول أن الجن أنشدت شعرا عربيا. إن واقع الخرافة والأساطير في تاريخ العرب وتضخيم الخصائص التي يرونها حسنة والتعتيم بل القضاء على الخصائص السلبية والسيئة هي لسان حال العرب لذا لا أستطيع الجزم بأن القصيدة هي للشخص ذاته والذي ذكر اسمه مرافقا للقصيدة على ما قال الرواة وأكثرهم رواة غير موثوق برواياتهم وأحاديثهم.
لك خالص المحبة والتقدير وهي قصيدة قوية.




__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-03-2007, 07:51 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

قصيدة فعلا حلوة وحزينة
أشكرك أخ وديع
لنقلها ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke