حزينٌ جدّا"

[توما بيطار]

حزينٌ جدّا"
لأنني لازلتُ صغيرا"
وبعدُ لم أكبرْ
حزينٌ..
لأنَّ الصوتَ غارقٌ
والشعورَ مسافرٌ
ووجهكِ حزينٌّ أصفرْ
كيفَ لي..
أن أعيدَ الفرحَ لعينيكِ
والبسمةَ لشفتيكِ
وأجعلَ حلمَ الليلِ يسكرْ؟
حزينٌ جدّا"
لأنني وحدي
لاأملكُ جمهورا"
ولاأملكُ عسكرْ
وقدْ ماتَ قلمي
وانتحبَ السطرُ في الدّفترْ
حزينٌ جدا"
لموقفٍ آلمني
وبدا صغيرا"جدا"
وأنا من يملكُ قلبا"
يتسعُ لنهدكِ الأسمرْ
فأعتذرُ جدا"
وأموتُ غدا"
لتبقَ عيناكِ صافيتين
كحبّتي ثلجٍ
في وسطهما حبّتي خردل
أو أكبرْ
حزينٌ جدا"
لأنَ السنينَ طوتني
وضاعتْ عيناكِ منّي
وانحسرَ وردكِ في المظهرْ
وأنتِ ياجنّةَ عمري
كلُّ الأنهرِ في عينيكِ تجري
ويسافرُ دمي في قلبكِ الأخضرْ
حزينٌ جدا"
لأنَّ الأيامَ سرقتني
ولمْ يعدْ بإمكاني أن أكبرْ
لمْ يعدْ بإمكاني حجبَ الآهاتْ
ولازرعَ الشوارعِ بالخطواتْ
ولاإعادةَ شعريَ الأشقرْ
لمْ يعدْ بإمكاني أن أطول
أو ألملمَ تجاعيدَ وجهي
أو أرتدي ثيابا"بلون الفصول
لمْ يبقَ لديّ ماأعطيكِ حبيبتي
إلاّ حبّا"صافيا"لاأكثرْ
حزينُ جدا"
لأنَّ عينيكِ بكتا
وسالتْ منهما الدررْ
عسليتي
نواقيسَ عمري
دفتري
صومعتي
غصنَ زيتونٍ وعنبرْ
كلَّ الطرقِ إلى السماءِ
تمر من تحت يديكِ
تأخذ إشارة"من عينيكِ
وأقولُ : أُحبكِ
وأنا حزينٌ جدا"جدا"
لأنني لاأستطيعُ أن أحبكِ أكثرْ.
مهداة : إلى الحبيب يعقوب لحدو