![]() |
Arabic keyboard |
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
دراسة أكاديمية حول الأسباب المباشرة لصلب يسوع الناصري
(من منظور اليهود والرومان، مع التفسير المسيحي في الختام) فؤاد زاديكى + الذكاء الاصطناعي أولًا: الخلفية التاريخية والسياسية 1. الوضع السياسي في اليهودية تحت الحكم الروماني في منتصف القرن الأول، كانت اليهودية مقاطعة تخضع لسلطة روما بشكل مباشر من خلال ولاة رومانيين مثل بيلاتس البنطي (26–36 م). كان الرومان يراقبون أي بوادر اضطراب أو نشاط مسيحاني (messianic) لأنّ: المنطقة عُرفت بتمرّداتها. فكرة “المسيا” كانت ذات طابع سياسي في الوعي الشعبي وترتبط بملك محرِّر. لذلك، أي شخص قد يُثير تجمّعات شعبية تُفسَّر سياسيًا كان ينظر إليه بعين الرّيبة. 2. الوضع الدّيني الدُاخلي كان المجتمع اليهودي منقسمًا بين: الفريسيين الصدوقيين (المرتبطين بالهيكل والنّخبة الكهنوتية) الغيورين (الزَّيْلوت) الأسينيين وكان الصدوقيون والكهنة هم أصحاب النّفوذ الفعلي في الهيكل، والمسؤولون أمام روما عن حفظ النظام الديني والسياسي. ثانيًا: الأسباب المباشرة لخصومة القيادات اليهودية مع يسوع 1. تهديد سلطتهم الدينية والمؤسسية بحسب المصادر اليهودية والمسيحية القديمة: كان يسوع ينتقد بشدّة ممارسات قادة الدين (مثل الكتبة والفريسيين). اعتبر الكهنة هذا تحدِّيًا لسلطتهم وهيبتهم أمام الشعب. حادثة “تطهير الهيكل” كانت نقطة تحوّل حاسمة؛ إذ طرد باعة الحمام والصيارفة، ممّا فُهم كاعتداء مباشر على النظام الاقتصادي الديني الذي يُديره الكهنة. هذا التدخّل في الهيكل كان يُعدّ تجاوزًا خطيرًا من منظور الكهنوت الصدوقي. 2. الاتهام بالتجديف (Blasphemy) وفق الروايات اليهودية: اعتُبرت بعض أقوال يسوع “تجديفًا”، خصوصًا ما كان يُفهم على أنّه مساواة نفسه بالله أو ادّعاء سلطة نبوية أعلى من السلطة التقليدية. اجتماع السنهدريم (المجلس اليهودي الأعلى) اتّهمه بأنّه “يُفسد الأمة” و“يدّعي مقامًا فوق مقام الأنبياء”. التّجديف في الشّريعة اليهودية عقوبته الموت، لكنّ اليهود لم يكن لهم حقّ التّنفيذ تحت سلطة روما. 3. الخوف من ردّ فعل شعبي واسع كان يسوع يجتذب جموعًا كبيرة، وهذا أثار قلق القيادة اليهودية من: أن يُفسّر الرومان التجمعات كحركة تمرّد. أن تُحمِّل روما كهنة الهيكل مسؤولية أيّ اضطراب. يذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس أنّ روما كانت شديدة الحساسية تجاه أيّ حركة ذات طابع messianic خشية تحوّلها إلى ثورة. ثالثًا: الأسباب المباشرة لقرار الرومان بإعدام يسوع 1. الروح العامة لسياسة روما في المنطقة روما كانت تفرض: منع أي دعوة لملك جديد قمع أي احتشاد جماهيري ذي طابع سياسي أو ديني متوتُر التّهمة التي عُرضت أمام بيلاطس البنطي لم تكن دينية، بل سياسية. 2. الاتّهام الذي وصل إلى بيلاطس: “يدّعي أنّه ملك اليهود” القادة اليهود نقلوا إلى الوالي الروماني أنّ: يسوع يدّعي لقب “ملك اليهود”. وهذا الادّعاء يُعدّ جريمة سياسية ضد الإمبراطور، لأنّها قد تُفهم كدعوة إلى حركة تحرر. لذلك وضع الرومان على الصليب عبارة "يسوع الناصري ملك اليهود" (INRI)، ما يدلّ على نوع التّهمة في المنظور الروماني. 3. الحفاظ على النظام العام وتجنُب الاضطرابات كان بيلاطس البنطي معروفًا بقسوته وتشدّده (وفق فيلو الإسكندري ويوسيفوس). وأيّ اشتباه بإمكانية حدوث اضطراب كان يكفي لإعدام شخص يجذب الجموع، خصوصًا في موسم الفصح حين تكون القدس مكتظّة والحساسية الأمنية عالية. رابعًا: تفاعل البُعدين اليهودي والروماني في قرار الصّلب لا يمكن فهم الصّلب بأنّه قرار جهة واحدة. بل هو نتيجة تفاعل معقّد بين: الدّوافع الدّينية اليهودية التي رأت في يسوع خطرًا على سلطتها واتهامًا بالتّجديف. الدّوافع السياسية الرومانية التي رأت في يسوع خطرًا أمنيًا محتملاً بسبب لقب “ملك اليهود”. السنهدريم كان يريد موته لأسباب دينية ومؤسسية. روما صلبته لأسباب سياسية وأمنية. خامسًا: التفسير المسيحي التقليدي لأسباب الصلب من منظور الإيمان المسيحي: الصلب لم يكن مجرّد حادثة سياسية أو دينية؛ بل حدث خلاصي. المسيح، بحسب العقيدة، صُلِب لأنّه: أعلن هويته المسيانية. تمّم النبوءات العبرانية التي تتحدّث عن "العبد المتألم". قدّم نفسه فداءً عن البشرية. لكن في الوقت نفسه، تعترف الأناجيل بأنّ: القيادات اليهودية لعبت دورًا أساسيًا في تحريك القضايا ضد يسوع. الرومان نفّذوا الحكم لأنّهم الجهة المخوّلة قانونيًا بالإعدام. وبالتّالي فإنّ التُفسير المسيحي يجمع بين: أسباب تاريخية بشرية: صراعات دينية وسياسية. أسباب لاهوتية: إتمام خطة الخلاص. الخلاصة الأكاديمية السبب المباشر لصلب يسوع يشكل تفاعلاً بين مستويين: 1. من وجهة نظر القيادات اليهودية التجديف. تهديد النظام الديني وهيبة الهيكل. الخوف من اضطرابات شعبية قد تثير غضب روما. 2. من وجهة نظر الرومان الادّعاء بوجود "ملك اليهود" جديد. الخِشية من أيّ مظهر تمرّد. ضرورة حفظ الأمن في موسم الفصح. وفي التفسير المسيحي الصّلب كان: تنفيذًا لاتهامات اليهود. بحكم روماني سياسي. وفي عمقه حدثًا لاهوتيًا لتحقيق الفداء. |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|