Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > شخصيات و رجالات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 04:49 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,326
افتراضي سيرة حياة الموجّه التربوي ومربي الأجيال الأستاذ كابي أفرام إعداد : ميلاد كوركيس صاح

سيرة حياة الموجّه التربوي ومربي الأجيال الأستاذ كابي أفرام
إعداد : ميلاد كوركيس
صاحب مشروع : Memora 360 - Arabic
ليست سيرة الأستاذ كابي أفرام مجرد حكاية معلمٍ قضى عمره بين الجدران المدرسية، بل هي حكاية إنسانٍ جعل من التعليم رسالة عمرٍ ووسيلة بناء وطنٍ بأكمله. إنها سيرة رجلٍ آمن بأن المعلم ليس موظفًا، بل باني الأجيال وحارس القيم، الذي يزرع بذور الوعي والانتماء في العقول والقلوب معًا.
وُلد كابي أفرام عام 1958 في قرية الجسر، المعروفة باسم بركة، وسط أسرةٍ كبيرة تضم ثلاثة أولاد وست بنات. في ذلك البيت الريفي البسيط، حيث الراديو نافذة العائلة على العالم، تربّى على المحبة والاحترام والتعاون. كانت السهرات العائلية آنذاك مدرسةً في القيم، ومنها تعلم أن الأخلاق أساس القوّة، وأن التواضع سبيل الاحترام.
أكمل المرحلة الابتدائية في قريته، ثم انتقل إلى مدينة ديريك (المالكية) لمتابعة دراسته الإعدادية والثانوية في ثانوية الشهيد يوسف العظمة. هناك، وفي الصف السابع تحديدًا، كانت نقطة التحول التي غيّرت مسار حياته. إذ لفتت إجاباته في اختبار اللغة العربية نظر معلمه، فقال عنه مبتسمًا: “مثل القمر”، فرد أحد أقاربه ممازحًا: “إذاً اجعله مثل الشمس.”
تلك الجملة البسيطة تركت أثراً عميقاً في نفسه، وأيقظت شغفه باللغة العربية، ليقرر أن يجعلها رسالة عمره.
نال الشهادة الثانوية الفرع الأدبي عام 1976، ثم التحق بـ كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة حلب، لكنه لم يتمكن من إكمال دراسته لأسباب خاصة، فعاد إلى ديريك والتحق بـ معهد إعداد المدرسين عام 1978 وتخرج عام 1980، ليبدأ رحلته العملية في حقل التربية والتعليم.
بدأ عمله في مدرسة القرية عام 1980 – 1981، ثم انتقل إلى مدينة ديريك ليعمل معلم صف عام 1981 – 1982. وفي 16 آب 1982 التحق بـ خدمة العلم التي استمرت حتى 6 آذار 1986. بعد إنهاء خدمته العسكرية، عاد إلى ميادين التعليم بعزيمةٍ أكبر وإيمانٍ أعمق برسالته.
عُيّن موجهاً تربوياً في ثانوية يوسف العظمة لمدة سنتين، ثم أصبح مديراً لمدرسة الشهيد رفعت الحاج سري لمدة عشر سنوات (1988–1998)، ليعود بعدها إلى التوجيه التربوي ويستمر فيه أربعة عشر عاماً حتى نهاية عام 2013، حين قدّم استقالته بعد ثلاثةٍ وثلاثين عاماً من العطاء.
كانت سنواته تلك حافلةً بالتجارب والتحديات. تنقله بين التعليم والإدارة والتوجيه أكسبه خبرة شاملة في جميع جوانب العمل التربوي. واجه صعوبات كثيرة، لكنه كان يؤمن أن الحكمة والهدوء طريق الحل لكل مشكلة. لم يُعرف عنه أنه احتاج يوماً لتدخل أحدٍ لحل خلاف، فقد كان العقل والعدالة رفيقيه الدائمين.
شارك في العديد من الدورات التدريبية والنقاشات حول تطوير المناهج التعليمية، وساهم مع زملائه في إقامة دورات صيفية لتأهيل المعلمين في المنطقة. وكان يرى أن أعظم إنجاز يمكن أن يحققه المعلم هو أن يلتقي بأحد تلاميذه بعد عقود وقد أصبح طبيباً أو مهندساً أو معلماً بدوره، فيشعر عندها بأن جهده لم يذهب سدى.
كانت إنجازاته ثمرة سنوات طويلة من الإخلاص والتفاني، فلم يكن مجرد معلم يؤدي واجبه الوظيفي، بل مربي أجيال ناجح وموجه تربوي متميز، ترك بصمته في كل مدرسةٍ مرّ بها وكل جيلٍ تتلمذ على يديه. في كل موقع عمل فيه، سواء في الصف أو في الإدارة أو في التوجيه، كان نموذجاً في الانضباط والاحترام والإخلاص.
نجح في أن يجعل من المدرسة بيتاً للعلم والمحبة، وأن يغرس في نفوس زملائه وتلاميذه الإيمان بأن التعليم رسالة لا وظيفة.
تميّز برؤيته الواضحة حول أهمية تطوير العملية التربوية، فشارك في مناقشة المناهج التعليمية الجديدة في مركز المحافظة، وأسهم في إقامة دورات تدريبية للمعلمين، مؤمناً بأن المربي يحتاج دوماً إلى التعلم ليبقى قادراً على العطاء. لكن أعظم إنجازاته لم تكن في المناصب أو الأوراق، بل في الإنسان نفسه؛ في تلك الثمار التي نضجت على يديه من تلاميذه الذين صاروا رجال علمٍ ومعرفة.
لقد خلد اسمه في ذاكرة أبناء وطنه ورفاقه في سلك التعليم لأنه جمع بين العلم والأخلاق، القيادة والتواضع، الصرامة والإنصاف. كان المعلم الذي إذا تكلم أصغى الجميع، وإذا وجّه نصيحة وصلت إلى القلوب قبل العقول. ترك أثراً لا يُمحى في نفوس من عرفوه، حتى صار اسمه مرادفاً للمعلم والمربي والموجّه الناجح الذي حمل رسالة التعليم بإيمانٍ ومسؤولية.
وقد شهد له زميله ، الأستاذ عبدالكريم رسول (المصور)، قائلاً:
"عمل الأستاذ كابي أفرام جل عمره في حقل التربية والتعليم بالتوجيه التربوي، وكان نموذجاً يُحتذى به في عمله التربوي والاجتماعي. تميز بحبه من قبل الوسطين التربوي والاجتماعي، وكنت ألاحظ قوة اندفاعه وحبه الشديد للعمل التربوي، فقد كان ذا شخصية محبوبة يفرض احترامه بالمودة لا بالمنصب. أخلاقه كانت كالبلسم الشافي، يفرض شخصيته على الجميع بمحبة لا بفرضٍ وظيفي. باسم صفحتي 'ذاكرة ديريك وريفها' وباسم جميع المعلمين والمعلمات الذين عرفوه، نحسب محبتنا له أكبر وسامٍ نعلقه على صدره، ونتمنى له كل الصحة والتوفيق."
كما شهد له العديد من زملائه ومعلميه قائلين:
"كان الأستاذ كابي أفرام معلماً ناجحاً، ومديراً متميزاً، وموجهاً تربوياً صادقاً، صاحب رسالة تعليم نبيلة وصادقة. لم يبخل يوماً بعلمه أو وقته أو محبته، وكان نموذجاً يُحتذى به لكل من عمل معه أو تتلمذ على يديه."
غادر وطنه بعد خمسٍ وخمسين سنة قضاها هناك، حاملاً معه كل تفاصيله وأصواته ودفئه. وكان يقول دوماً:
“على الإنسان أن يترك أثراً إيجابياً في كل مكانٍ وزمانٍ يعيش فيه، فالوطن ليس أرضاً فحسب، بل هو الأرض والشعب والثقافة.”
يسرّني، أنا ميلاد كوركيس، أن أعبّر عن عميق امتناني وإعجابي بسيرة هذا المربي الفاضل. لم تكن هذه السيرة مجرد كلمات تُروى، بل نافذة على زمنٍ جميلٍ تجسّد فيه المعلم كرمزٍ للعطاء والقدوة والمسؤولية. كانت البداية معه، لأنها بداية تليق برجلٍ وهب عمره لبناء الأجيال، وأضاء طريق غيره بجهده وصبره ومحبةٍ لا تعرف حدوداً.
إن ما قدمه الأستاذ كابي وأمثاله من المربين الشرفاء هو إرث تربوي وإنساني خالد، يستحق أن يُروى للأجيال القادمة كي تعرف أن التعليم كان، ولا يزال، أجمل وجوه الوطن.
أتوجه إليه، وإلى كل من يشبهه من المعلمين والمعلمات الذين لم يبخلوا بوقتهم ولا بقلوبهم، بكلمة شكرٍ صادقة من القلب تقديراً لتضحياتهم وصبرهم ونبل رسالتهم. أنتم من صنعتم الإنسان قبل أن تنشئوا الأجيال، ومنكم تعلمنا أن الوفاء للمهنة هو وفاءٌ للوطن نفسه.
ويبقى المعلم، مهما تغيّرت الأزمنة، هو النور الأول في دروب المعرفة، يزرع الأمل في عقولٍ صغيرة لتصنع غدًا أكبر.
وكابي أفرام واحدٌ من أولئك الذين مرّوا بصمت، لكن آثارهم بقيت ناطقة في ذاكرة الوطن.
#كابي_أفرام #مربي_الأجيال #ذاكرة_ديريك_وريفها #المعلم_باني_الأجيال #التربية_رسالة #تعليم_وقيم #Memora360 #mxr #milad_korkis #ميلاد_كوركيس
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:04 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke