Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-04-2025, 09:41 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,821
افتراضي عبارة: الله أخذ أمانته العبارة "الله أخذ أمانته"

عبارة: الله أخذ أمانته



العبارة "الله أخذ أمانته" تُقال عند وفاة شخص للإشارة إلى أنّ الحياة هبةٌ من الله، و أنّ الإنسان في الأصل أمانة عند ربّه، فإذا مات، فقد استعاد الله أمانته.

المقاصد و المعاني وراء العبارة:

التّسليم بقضاء الله و قدره: تعبّر الجملة عن الإيمان بأنّ الموت حقّ، و أنّه جزءٌ من سنن الحياة، التي قدّرها الله.

التّخفيف عن أهل المتوفّى: تُقال هذه العبارة للتّخفيف عن أهل الفقيد، و تذكيرهم بأنّ الله أرحم بعباده و أنّ ما حدث هو لحكمة إلهيّة.

التّذكير بأنّ الحياة مؤقّتة: تشير إلى أنّ الإنسان ليس مالكًا لحياته، بل هي وديعةٌ من الله، و عند انتهائها تعود إليه.

الرّضا و التّصبّر: تدعو إلى الرّضا بالقضاء و القدر، و تشجّع على الصّبر و الاحتساب.

الرؤية الدينيّة:

من منظور إسلامي، الحياة و الموت بيد الله وحده، كما جاء في القرآن:
"إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (البقرة: 156)، و هي الآية التي تُقال غالبًا عند سماع خبر الوفاة.

بالتُالي، العبارة تعكس مشاعر الحزن، لكنّها تحمل أيضًا طابعًا إيمانيًّا يعزّز الصّبر و التّسليم بأمر الله.

إنّ هذا المفهوم ليس حصريًّا على الإسلام، بل يوجد في ديانات أخرى أيضًا، حيث تعبّر العديد من العقائد عن فكرة أنّ الحياة هبة من الخالق و أنّ الموت هو استردادٌ لهذه الأمانة. إليك بعض الأمثلة:

1. المسيحية:

في المسيحية، يُنظَر إلى الحياة على أنّها عطيّة من الله، و الموت هو عودة الرّوح إليه. تقول بعض النّصوص في الكتاب المقدّس:

"الرب أعطى و الرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا" (أيوب 1:21)، و هي عبارة تعبّر عن الإيمان بأنّ الحياة و الموت بيد الله.

يُستخدم تعبير "استدعاه الله" أو "عاد إلى رحمة الله" للإشارة إلى عودة الإنسان إلى خالقه.

2. اليهوديّة:

في اليهوديّة، هناك مفهوم مشابه، حيث يُنظر إلى الحياة كأمانة من الله، و عند الوفاة تعود الروح إليه. يستند هذا إلى نصوص مثل:

"فيرجع التّراب إلى الأرض كما كان، و ترجع الرّوح إلى الله، الذي أعطاها" (سفر الجامعة 12:7).

العبارة الشائعة عند التعزية "باروخ دايان هامت" (مبارك قاضي الحق) تعبّر عن التسليم بمشيئة الله.

3. الهندوسيّة و البوذيّة:

في الهندوسيّة، يُعتقد أنّ الرّوح خالدة، و أنّها تنتقل من جسد إلى آخر، و لكن تبقى فكرة أنّ الحياة مؤقتة و الجسد ليس ملكًا للإنسان نفسه. تُستخدم عبارات مثل "عاد إلى دار الحق" أو "انتهى دوره في هذا العالم".
أما في البوذيّة، فالحياة تُعتبر مرحلة من دورات التّناسخ، و الموت يُنظر إليه كجزء طبيعيُ من التغيّر الأبديّ في الوجود.

في الزرادشتية، و هي من أقدم الديانات التوحيدية، هناك مفهوم مشابه لفكرة أنّ الروح تعود إلى مصدرها الإلهي بعد الموت. وفقًا للعقيدة الزرادشتيّة:

الحياة عطية من أهورامزدا (الإله الأعلى): يُنظر إلى الحياة على أنّها نعمة من أهورامزدا، الإله الحكيم في الزرادشتية. و عندما يموت الإنسان، فإنّ روحه تمرّ برحلة روحيّة لتقييم أفعاله في الحياة.

عودة الروح و محاسبتها:

بعد الموت، يُقال إنّ روح الإنسان تبقى لثلاثة أيام بالقرب من الجسد، و خلال هذه الفترة تتذكّر أعمالها الصّالحة أو السّيئة.

في اليوم الرّابع، تعبر الروح "جسر شينفات"، و هو الجسر، الذي يفصل بين عالم الأحياء و عالم الآخرة.

إذا كانت أعمال الإنسان صالحة، يعبر الجسر بسهولة إلى الجنة (بيت الأغنية)، و إذا كانت سيئة، يسقط في الجحيم (بيت الأكاذيب).

الموت ليس النهاية: الزرادشتيون يؤمنون بأنّ هناك يومًا للحساب النهائي، حيث ستُبعث الأرواح من جديد، و سيتمّ القضاء على الشّرّ، و يعود الجميع إلى النّقاء الأصلي.

ما علاقة هذا بعبارة "الله أخذ أمانته"؟

في الزرادشتية، لا يُستخدم تعبير مشابه تمامًا، لكنّ الفكرة الجوهرية قريبة جدًا: الحياة مؤقتة، و الروح في النّهاية تعود إلى حيث جاءت، و تُحاسب وفقًا لأفعالها. بمعنى آخر، يمكننا القول إنّ الزرادشتية تشترك مع الديانات الإبراهيمية في الإيمان بأنّ الموت هو انتقال و ليس فناءً، و أنّ الرّوح تعود إلى مصدرها الإلهي وفقًا لنظام أخلاقيّ محدّد.

الخلاصة:

فكرة أنّ الحياة أمانة و أنّ الموت هو عودة إلى الأصل أو إلى الخالق موجودة في كثير من الأديان، و إنِ اختلفت التّفاصيل الفلسفيّة و اللاهوتيّة. عبارة "الله أخذ أمانته" في السّياق الإسلامي لها نظير في معظم العقائد، التي تؤمن بوجود قوّة إلهيّة تمنح الحياة و تستردّها وفقًا لمشيئتها.
Ai
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-04-2025 الساعة 05:00 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-04-2025, 12:07 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,821
افتراضي

اشكركم شكرًا خالصًا مع كل المودة ة التقدير معالي الدكتور حسن الفياض و أكاديمية الفياض الدولية للسلام و الثقافة و الفنون لتوثيق نصي عبارة الله أخذ أمانته و نشره في هذا العدد من مجلة الأكاديمية دام عطاء محبتكم
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 488885611_1207858130995162_3991183964512445217_n.jpg‏ (95.5 كيلوبايت, المشاهدات 2)
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-04-2025, 05:26 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,821
افتراضي

حنين كوكي كريمة عبدالوهاب شكرًا من الأعماق لشخصكم المحب و الفاضل استاذة حنين كوكي و قسم الآداب و الشعر ديسك بوابة الإخبارية الالكترونية لتوثيق نصي عبارة الله أخذ أمانته دمتم برقي العطاء

https://alakhbrianews.blogspot.com/2...IeOCNWfVzXbx-A
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke