Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2005, 12:44 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي صراخ الوجع

صراخ الوجع


صرختْ (سعاد) في وجه زوجها (أحمد) قائلة: "أنت أحلتَ حياتي إلى جحيم لا يطاق فأنا مذ تزوجتك منذ إحدى عشرة سنة لم أهنأ معك يوماً واحداً... ولم تحاول أنْ تفهم ذلك بل استمرّ تجاهلك لمشاعري وأحاسيسي وتمرجلك على ضعفي واستغلال ذلك لتفرض عليّ هيبتك بالقوة لا بالاحترام والقناعة التي من المفترض أن تنبع من ذاتي، فيما أنت من داخلك إنسانٌ ضعيفٌ لا يقوى على مواجهة الحياة ومجابهة الواقع.

حاولتُ ومنذ الأيام الأولى لهذا الزواج أنْ أقنع نفسي بأن هذا الوضع يمكن أنْ يتغيّر وأنّ تعاليك وغرورك يمكن أنْ يتحوّلا ذات يوم إلى حبّ حقيقي تشعرني به واحترام ألقاه منك ولو على استحياء، بيد أني كنتُ أتوهّم فأنا لم ألمس أيّ تغيير إيجابي في سلوكك تجاهي يمكن أن يغيّر هذه القناعات التي تولّدت مع مرور الزّمن من خلال معاناة كبيرة لم أقو على حملها لوحدي فناءت بظهري وقصمت الكثير من الآمال الحلوة التي كنتُ أمنّي نفسي بها كغيري من الفتيات! وليس هذا فقط بل أنّ الوضع صار من سيء إلى أسوأ وفي اليوم الذي كنتُ ألملمُ فيه شجاعتي لأصارحك بما أعاني وبعدم مقدرتي على التحمّل أكثر ممّا تحمّلتُ لكي تستمرّ العلاقة بيننا على نحو أفضل كطموح أي زوجين سعيدين، كان تعنّتك وسلطان غرورك يأبيان المواجهة ويلزمان التهرّب ممّا يجعلني مهزوزة الثقة معتقلة الرأي مسلوبة القرارفأنحرف عن مسار رغبتي في الإفصاح كي لا أجعل الشرّخ الذي أصاب حياتنا يتّسع أكثر، علماً أنّ مثل هذا الشّرخ موجود بالأصل وهو يزداد - تلقائياً - اتساعاً وفزعاً... كنتَ متشبّثاً برأيك لا تقبل الحوار وتعتبر إبداء المرأة لرأيها من المحرّمات فتسعى سريعاً إلى قطع المجادلات والنقاشات وتأمرني بالكفّ عن ذلك وأنّ يتوجّب علي الخضوع والخضوع وحده ليس سواه.

إنّ هذه التراكمات من القهر اليومي وهذا الكمّ الهائل من الغبن الفظيع جعلني أفقد كلّ ثقة بنفسي وبمن حولي وبك أيضاً! وكانت هذه هي الخطوة الأولى للانتقال الخطير إلى المجهول الذي لا يعلم أحدٌ إلى أين سيقود.

لم تسألني يوماً ماذا تريدين؟ أو بماذا تفكرين؟ لم تشعرني في يوم من الأيام بحقيقة وجودي ككائن بشري يقف إلى جانبك على مسيرة درب مشترك... كنتَ دائماً تضعُ مشاعري على الرّف لأنها لا تهمّك أو أنّها ليستْ ذات اعتبار وتلقي بأحاسيسي ومشاعري واهتماماتي واحتياجاتي على قارعة الطريق لتدوسها الأقدار وتسحقها أنت بنعل إحمالك ولا مبالاتك المتكرّرة. دون أنْ تحاول في يوم من الأيام فهم أنّ لك شريكاً في حياتك وأنّ له عليك حقوق انسانية، يأتي من خلال التزام لك به.

كثيراً ما كنتُ أتحدّثُ عن معاناتي لوالدتي حين كانت تأتي إلى زيارتنا - دون رغبة منك في هذه الزيارة - لم تقلْ لي يوماً افعلي يا بنتي كذا أو كذا... أو هي لم تدلّني على مخرج من هذا التخبّط وإنما كانتْ تواسيني وتحاول زرع شئ من الصبر في نفسي وهي لم تكن تعلم أنني استنفدتُ كلّ صبر العالم، وما كان يتعبني أكثر قولها لي: "إنّها أزمة وستعدّي، وأن جميع النساء في مجتمعاتنا يعشن مثل هذا القهر والغبن، لكأنه أمر مكتوب علينا وقدر لا بدّ لنا منه" لماذا هو قدرٌ مكتوبٌ علينا؟ أقول بيني وبين نفسي. أليس مكتوبٌ عليهم أيضاً؟
هل تقبل أنْ تعاني أختك من مثل هذا الظلم في علاقتها مع زوجها؟ ثمّ لماذا تعاملني بكلّ هذا الإهمال وهذه اللامبالاة وأنت تزعمُ بأنك تحبّني؟ هل يفعل المحبّ بمحبوبه ما تفعله أنت بي؟

قالتْ له كلّ هذا وهي تذرف دموع القهر والانفجار الذي لم يعد يحتمل، وهي تقول في نفسها: "ليكن ما يكون فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السّلخ" إنّها دموعٌ غزيرةٌ تنجدر بخيبة أمل مريرة وقاصمة قتلتْ فيها كلّ أحلام الفتاة الشابّة والتي انتزعتْ من واقع إلى واقع آخرغدا كلّه جحيماً... بكتْ ... وبكتْ ... وبكتْ ولم ترد الكفّ عن البكاء لعلّه يكون المتنفّس الوحيد للقليل من تراكمات هذا الكمّ الهائل من تلك المأساة والمعاناة القاهرة.

رأى غزارة دموعها وأحسّ بمرارة خيبتها وتوجّع سني عمرها معه وبدل أن يتقدّم إليها ماسحاً خدّها بلمسة حنان أو يجفّف دموع لوعتها ليخرس لديها بعض هذا الهيجان ، بدل من أن يفعل هذا ويضمّها إلى صدره بحنوّ أبوي أو زوجيّ يشعرها بندم أو شعور بالذنب أحسّ به... رحل عنها بلا كلمة وداع واحدة ربّما شعر في أنّه لو قالها فقد يفقد بعض زهو رجولته ويتنازل عن جبروت عرشه المعتوه... خرج ولم يعدْ.

ألمانيا في 20/5/2005 م

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-08-2005 الساعة 12:48 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-08-2005, 01:29 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

يا لها من ماساة.. اني اسال نفسي احيانا عندما اسمع هذا وذاك ، كيف يستطيع المرء على تصرف كهذا ،كيف لا يلين القلب وهو ليس الا عبارة عن قطعة لحم ام انه حجر،،كيف عليه ان يسمع كل تلك المااسي والتي هو سببها ولا يشعر باي شعور مذنب،،ام انها التربية التي تربو عليها والتي تعطى من جيل الى جيل،ام انه كما قلت رجولة ولكن بظني ان الرجولة لاهل الشهامة والكرم ومن له شهامة وكرم فلا يفعل كهذه افعال، وبالاخير من بظنه هذا المتحجر انه يؤذي ؟ من ؟ نعم انه لا يؤذي الا نفسه والانسانة التي هي جزء منه فيا لغباوة ذاك الانسان الذي لا يدرك انه يخرب بيته بيديه ولماذا لانه رجل والرجل عليه الجبروت فيا لتعاستكم ايها الرجال//الذين يعيشون على ذاك المنوال// اذا كنتم تظنون ان العالم بكم يقوى وبرجولتكم يكبر،، افتحو عيونكم وانظرو فان الدنيا تكبربالحب والتفاهم والامم تزدهر بالتعاون والمحبة ،انسو الماضي واتو الى الحاضر وعاملو زوجاتكم كفرد موازن لكم وقادر مثلكم...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-08-2005, 07:17 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي انه عصر المراة

أخي.
انها قصة تستحق العطف الانساني ، هذا مالا يستطيع ان ينكره صاحبي المروءة ، وصاحبي العقل السليم ، المراة مخلوق ضعيف يتوجب على كل قوي الاحساس به .
القصة التي رويتها كانت في زمان الأزمان ، الزمن الذي كان يسيطر عليه التخلف الفكري والاجتماعي،
والانحطاط الانساني الذي عاشه اجيال من قبلنا ، اما الأن نعيش عصرا يختلف كليا عن العصر
الحجري ، او بلأحرى ما كان مسمى بعصر الرجولة .
اما عصر المراة اي عصرنا الحالي ، الذي سميا بعصر التقدم بالمراة ، لم يعد يستطيع الرجال صاحبي
النفوذ والجبروت ان يعاملون نسائهم تلك المعاملة البشعة ، بل مايتمنوه من الله هو ان ترضى عليهم
المراة ، يعيشون تحت ظلها بامان دون فضائح ومشاكل.
قد يتواجد بعد قليلا من الناس متمسكين بالعصر الحجري ، فهؤلاء يتوجب حرقهم كما فعل هتلركما فعل باليهود.

قد لاترى اليوم المراة التي تكتم لواعج حبها في نفسها ، او تغمض عينيها على شيئ لا ترتاح به، او غير
واثقة منه ،اما كبرياء الرجل وجبروته حطمه ذكاء المراة ، وهذا باساليبها اللبقة وحنكتها اللذان هما
سلاحها.
مسكينة هي صاحبة القصة ،انني لا استطيع ان اشبهها باية فتاة من هذا الزمان وإلا لكانت قالت له.
يارجل يا همام ، نسيتني كل الأيام ، الى متى ستبق عل هذاالمقام.
إن لم تراجع نفسك ، وتنحني لي بعنقك ، لقطعت عليك عيشك.
انا مثلك انسان ، حقي كحقك في كل مكان ، لا تنسى ايها الغفلان.
ان لم تعرف قدري وقيمتي ، ساجبرك ترضخ لطاعتي ، حتى انال منك مقامتي.


اخوك الياس زاديكه

التعديل الأخير تم بواسطة الياس زاديكه ; 17-08-2005 الساعة 02:02 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke