Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2005, 08:26 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي لعنة قاييل تلاحقنا...

لعنةُ قاييل تلاحقنا...


لا أعرف هل قصة الخلق الواردة في بداية التكوين هي قصة حقيقيّة؟ أم أنها رمزٌ من الرموز التي يحمل في مدلولاتها عظات للإنسان وعبراً تيسّر له رحلة حياته على هذا الكوكب؟ وعلى فكرة فإنّ أغلب الذين التقيتهم من المثقفين الألمان - هنا في ألمانيا- وخاصة من أبناء الكنيسة الكاثوليكيّة يعتقدون بأن قصة آدم وحوّاء ليست حقيقيّة بل هي قصة رمزيّة لاغير، وعلى الانسان أنْ يستخلص منها ما يراه من الفائدة والحكمة والتعقّل وخاصة بعدما ظهرت آثار ودلائل تدلّ على وجود الحياة قبل ذلك التاريخ بكثير من خلال الحفريات والاكتشافات والبقايا البشرية والحيوانيّة، لكنْ ليس هذا بباب القصيد ولا الغاية من هذا الموضوع فالإنسان كائنٌ له مشاعره و أحاسيسه وأحلامه وطموحاته ومشاريعه الحياتيّة يسعى إلى تحقيقها من خلال نمطية فكرية وذهنية تختلف من شخص إلى آخر تهدف بالنتيجة إلى الوصول إلى المبتغى وهو قيمة ووعي وتفهّم.
لكنْ متى كان الانسان يشكّل كلّ هذه القيمة من الرقي والرفعة والسمو فلماذا ينحدر أحياناً إلى مستويات الدرك الأسفل من مجموع هذه القيم ليتحوّل بالتالي إلى إنسان آخر، إنسان من طراز آخر يسعى إلى التعدي والاعتداء ويمارس القهر والاغتصاب ويميل إلى الشر والموبقات كحيوان مفترس؟ هل لأنه ضعيفٌ بطبعه أمام بعض المغريات أوالظواهرالأخرى القوية؟ أم أنه غير محصّن كما يلزم بقيم ومفاهيم متطورة تجعله ينحدر إلى هذا المستوى من الممارسة المتدنية والتي تفقده الكثير من قيمه الراقية هذه ومن سموّه الانساني فيصير أقرب إلى حيوانيته من بشريّته تسيطر عليه ميوله ورغباته وتجرفه بحور أهوائه فيجمد لديه كلّ نشاط للتفكير المتعقّل ومنطق الحياة الواجب التعامل معه؟ أم هي الحماقة التي لم تفارق الانسان منذ ظهوره؟ هل تكمن بذرة الشّر في الانسان منذ ولادته؟ أم أنه يكتسبها صفات وممارسات مع مرور الزّمن وكيف يكون ذلك ويقول الكتاب المقدّس "وكان كلّ ما صنعه الله خيراً" من أين يأتي الشّر؟ وهل هو مجرّد تفكير يتحوّل فيما بعد إلى ممارسة فعلية؟

أسئلةٌ كثيرةٌ وشائكةٌ ومتشعّبة ربّما قلّةٌ من الحكماء والفلاسفة والأنبياء و العباقرة واللاهوتيّون وعلماء الفقه استطاعتْ أنْ تكشف النقاب عنها وتعطي أجوبة شافية وحلولا لأسبابها وأعراضها! أمّا السؤال المطروح اليوم هو: إلى متى ستظلّ هذه اللعنة "لعنة قاييل" إنْ -صحّت القصة - تلاحق الانسان في جميع مراحل حياته التاريخية وهي تأخذ أسباباً تختلف من آن لآن ومن مجتمع لآخر ومن انسان لانسان آخر؟ هل الغاية تبرّر الوسيلة؟ لا اعتقد أن الأمر على هذا النحو سيكون سليماً في أن تكون لنا غاية ومن أجل تحقيق هذه الغاية نسعى إلى مختلف الأساليب والسبل والوسائل للوصول إلى هذه الغاية كمبدأ ميكيافللي. حتى لو أدّى ذلك إلى تحطيم كلّ شئ!

إنّ السعي لتدمير أية جمالية من جماليات الحياة الكثيرة لهو جريمة في حدّ ذاتها ومنْ يعجز عن استيعاب هذه الفكرة وفهمها سيبقى تصوّره ناقصاً في هذا المجال ولن يعي خطورة النتائج المترتبة عن سلوكه الطائش هذا. فهل يُعقل أن يقتل الأخ أخاه والانسانُ الانسانَ لسبب أو لمنفعة أو لسلطة أو لمزاج أو لكونه يملك وجهة نظر مغايرة عما يؤمن به هو والخ...؟ هل يعقل أن نستمرّ في خلق طروحات مهترئة وتصوّرات معتمة تشوّه معالم هذه الصورة الجماليّة للمخلوق الأعلى؟ هل يعقل أن يصير الانسان ضعيفاً إلى هذا الحدّ فلا يعود يقوى على التفكير المتأني والمتعقّل ولو لبعض الوقت؟ وهل متى استمرّ الوضعُ على ما هو عليه - بحيث تتعدّد هذه المسببات لتوجد لها أرضية ً تبرّر دوافع حصول هذه الجريمة وتسوّغ لها المبرّرات مبتدعة من خيالها كلّ ما تملك من محاولات الأقناع ومسوّغات الحجج لتسبغ على فعلتها طابع الحق أو ضرورة الحصول- يكون فيه نفع الانسان أم ضرّه؟

لا أرى أنّ في تعدّد اتجاهات الأديان ما يبرّر حصول مثل هذه الموبقات واستفحال هذه الآفة المهلكة، وحين كان الانسان بمفرده دون أن تكون له هذه التشعبات الدينية - كما نشهد اليوم - أو رؤى فلسفيّة -كما يسود العالم منذ زمن - في تلك الأزمنة أقدم على الجريمة بدافع أو بآخر وفرّغ ما بداخله من شحنة الإجرام متمثلا في القتل وما القتل سوى أحط درك يصل إليه الانسان فهو يتجرّد فيه من دواعي انسانيته ومن مبررات وجود هذه الانسانية التي تميّزه واستمراريتها في الحياة! إنّه وغولٌ متوحّشٌ و موحشٌ في متاهات التخلّي عن هذه القيم المجتمعة له والتي تخوّله لأنْ يطلق عليه لفظةُ إنسان، كمكوّن بشري وكقيمة اجتماعيّة متحضّرة، ولنعد مجدداً إلى طرح السؤال: هل لعنةُ قاييل هي التي تلاحقنا؟ أم لعنتنا نحن كبشر غير أسوياء تقودنا إليها أطماعنا وتغلبُ علينا أهواؤنا فنسقط في فخّ الضعف؟


ألمانيا في 14/2/2005 م

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-08-2005 الساعة 09:16 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-08-2005, 01:51 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

مع العلم ولسوء حظي انني واحدة من الذين يصدقون باللعنة والملعون،ولكن هذا السؤال المطروح ليس له البتة مع اللعنة /فلعنت قاييل/ لم تكن بلعنة بل بتصميم مدروس ناتج عن كره وعجز..
نحن كانسان لسنا كاميلين ،فان ضعف النفس مها كانت قوية شيئ واقعي والابليس قوي جدا .عندما نهزاء به وبقدرته فيجب علينا ان نكون متمسكين بقوة الرب تماسكا لا يجعل مننا فريسة لابليس وذلك ليس دائما بالسهل ،فهو شرير ويعلم علم اليقين اين يكمن ضعفنا وهو دائما مستعد وجاهز،،،اما اذا تصور الانسان بانه مؤمن وابليس ليس له تاثير عليه فليراجع نفسه ثانية/الم تنظر عينه بخبث لزوجة جاره**الم يشتهي مال جاره**الم يتمنى لهذا او ذاك الشيطان في رقبته*/فاين هي عظة الرب ايها المؤمن واذا كنت مؤمن فلما كل ذلك ؟ نعم لانك ضعيف..اي ان اللعنة الحقيقية هي لعنة النفس ونحن بانفسنا نلعن ارواحنا او نخلصها وكل شخص مسؤل عن اعماله ملعونة كانت ام لا//هذا هو رائي فقط//
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:32 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke