Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى العام

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-05-2013, 05:20 AM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي إبتكار مدرسة فنون رسم وتشكيل الصّخور

إبتكار مدرسة فنون رسم وتشكيل الصّخور
بقلم: حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس
المُصمّم المُبتكر والمخترع اللبناني, الفنّان التّشكيلي المتمرّس القدير والرّسّام الهندسي الفنّي الخبير




تعتبر الصّخور ذات ميزة أخرى مُغايرة لما نعتقده, وهي ثمينة في وجوديّتها التّكوينيّة التي أبدع الله صنعاً في خلقها وإيجادها, وعدل حكمة سبحانه في صناعة كينونة وعناصر هذه الأرض من عناصر وأجزاء الصّخور... سيّما إذا عرفنا علميّاً, أنّ كلّ شيء يجعل الحياة ممكنة, يعود في أصله إلى هذه الصّخور, وأنّ كلّ أنواع التّربة في هذه الأرض, وجانباً كبيراً من الهواء والماء, أصلها من الصّخور... والتّربة ثمينة أيضاً, وليست بخسة, لأنّ كلّ شيء يعيش على البرّ, يُدين بحياته للتّربة, والتّربة ليست إلاّ صخراً متحلّلاً ومتفتّتاً بفعل العوامل الطّبيعيّة, ولولا الصّخور ما كان وجود النّبات ولا الحيوان ولا حتّى الإنسان...
وإذا ما نظرنا حولنا, وأجلنا في تطواف أبصارنا قريباً وبعيداً, فإنّنا سنُدهش من قائمة الأشياء المألوفة المحيطة بنا من كلّ حدب وصوب, والمصنوعة من الصّخور أو من نواتجها... ونحن في زمن العولمة في كلّ شيء, وفي زمن حضارة ثورة المعلومات, وثورة الثّقافات, وثورة الإكتشافات والإختراعات وغيرها... ما زلنا نعتمد في وجوديّاتنا على هذه الأرض على أنواع الصّخور وتصنيعها, أكثر ممّا كان يعتمد عليه الأوّلون منّا...
وغالباً ما كنت أثناء تجوالي وترحالي في ممارسة نشاطات الحركة الكشفيّة, أتفرّس دائماً في الصّخور وتكويناتها الطّبيعيّة, التي تتجلّى عظمة وقدرة الله في معالم ومطاوي تكويناتها, ودائماً وما زلت أتفكّر في كيفيّة تكوينها الإعجازيّ, إلى جانب مشهديّات جمالها التّكويني في الشّكل والهيأة العامّة عبر تعاقب الحقب التّاريخيّة... وغالباً ما كان يتناهى لوجداني, كلّما فتّحتُ عينيّ ونظرت من حولي, وتفحّصت بعض الصّخور, المتواجدة فوق أرض وطني لبنان, أنّها لم تتكوّن فجأةً, وتخضع لنظام الأرض الذي أوجده الخالق حكمة وعدالة, بحيث كيفما أمعنت النّظر والبصيرة في كلّ مكوّنات هذه الأرض تراها منتظمة, سيّما وجوديّات الصّخور فيها, والتي جعلها الله رواسي حتّى لا تميد الأرض بنا...
ومن المعروف علميّاً أنّ المياه تُبلي وتفتّت وتحتّ أقسى وأصلب الصّخور, والموادّ التي تبليها المياه من الصّخور اليوم ستصنع منها صخور الغدّ... وهو ما يتراءى لأبصارنا في الكثير من المغاور, سيّما في لبنان بمغارة جعيتا على سبيل المثال, حيث تتدلّى أشكال جميلة وفاتنة لا حصر لها في تكويناتها من سقف المغارة, فيما تتعامد أشكال أخرى جميلة ومميّزة ولا حصر لها كذلك في تكويناتها فوق أرض المغارة, ممّا يُشكّل متحفاً جماليّاً طبيعيّاً لأبدع وأفتن المنحوتات الفنّيّة الطّبيعيّة, التي من رحم كينونتها تراءى لوجداني العمل على إبتكار تصميم مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل والنّحت الصّخري الطّبيعي...
وعندما كنت أجوب وقرينتي القدريّة ترافقني أينما توجّهت, في أرحبة وإمتدادات بعض أنحاء بلادي في السّهول وفي الجبال وفي الأودية, بحكم نشاطاتنا الخلويّة ومتابعاتنا البحثيّة وجمع المعلومات اللازمة... كنت أمارس إطالة التّفرّس في تكوينات أنواع الصّخور, المنتشرة فوق أرض وطني الممتد, والتي تتماهى في التّلال وقمم الجبال وحول مجاري المياه في الأودية... وكنت أقف طويلاً أمام هذه الصّخور, وخاصّة تلك التي في مناطق جبال لبنان الغربيّة والشّرقيّة الوسطى منها والشّماليّة, وفي أغوار أوديته السّحيقة, وما في بطن ترابه من مغاور في بلدة زوجتي القريبة من الهرمل... حيث كنت أسلك الطّريق الجبلي الذي يشقّ في بعض منه غابات من الصّخور على جوانب الطّريق, الذي يمرّ من جونية إلى فاريّا فعيون السّيمان فبلدة الحدث الواقعة ضمن شريط قرى وبلدات غربي بعلبك, تلك البلدة النّموذجيّة فيما تبقّى فوق ترابها من بقايا الصّخور المميّزة والمغاور, إضافة لما في مدينة الشّمس بعلبك وما حولها من مقالع أثريّة قديمة, ما زالت تحتضن أكبر صخور العالم حجر الحبلى الكبير والأحجار الأخرى القريبة منه... تلك الصّخور الفائقة التّكوين الجمالي, وهي مشرئبّة الرّؤوس تتعالى إلى فضاءات المنطقة التي فيها وكأنّها تتحدّى صلف الطّبيعة, وقد نحتتها وأحالتها منحوتات تتماهى بالجمال في أحضان الطّبيعة... كنت أقف طويلاً فاغراً فاهي, مذهولاً وأنا في حالة من الثّمل, أغرق في غيبوبة سكرتي, لما يتراءى لي من مشهديّات صخريّة, وآلاف الأفكار تتزاحم في رأسي, ومثلها يحملني ويرتحل بي على صهوات التّفكّر في البعد الآخر, تعظيماً للخالق, وكثيراً ما كان الوقت يمضي طويلاً, قبل أن أنتزع نفسي من ذلك الإبحار اللاإرادي وأعود لوعيي القدريّ...
الأرض أقدم بكثير ممّا نظنّ, والطّبيعة بأمر الخالق تصنع الكثير من أشكال الصّخور, وتحيل بعضها الآخر حطاماً... فمياه أمواج البحار تنحت من الشّواطيء الصّخريّة, وتصنع ما يحلو لها من تكوينات نحتيّة فنّيّة مستحدثة, وهو ما يظهر كمثال عند شاطيء مدينة الغدّ بيروت عاصمة لبنان, حيث منحوتة صخرة الرّوشة, التي تظهر فيها عوامل نحت المياه جليّة وواضحة, وكيف أحالتها تلك المياه بالتّعاون مع قوى الطّبيعة كالرّياح والهواء والشّمس والأمطار وغيرها أحالتها منحوتة صخريّة فاتنة الجمال, يقصدها الزّوّار والسّوّأح من كلّ حدب وصوب للتّمتّع برؤية شكلها المميّز...
وقمم الجبال تتغيّر أيضاً بحكم التّأثير الجوّي, بحيث ترى عند سفح الجبل كوماً من الصّخور تتغيّر بحكم التّأثير الجوي, والتي بليت قليلا قليلا بفعل تأثير الهواء والرّياح وبرودة الطّقس وحرارة الشّمس, بحيث يعتبر الهواء هو عدو كبير للصّخور, إنّه ينحت موادّ الجبل بإستمرار... وكذلك الشّمس التي تلفح الصّخور نهاراً, لتعود فتنكمش ليلاً من البرودة... والثّلوج كذلك لها فعلها في تشكيل الصّخور وأيضاً الجليد... فالمثالج هي عدوّ الصّخور الدّائم... فالصّخور تتكوّن كما أنّها تتفكّك أيضاً, وهي ترتفع وتشمخ كما تندكّ وتُسوّى مع الأرض... وبالرّإم من أنّ الصّخور تُبلى وتزول, فإنّ صخوراً جديدة تقوم وترتفع في مكان ما فوق هذه الأرض...
هذا, وألوان الصّخور قد تكون رماديّة فاتحة أو قاتمة, وقد تكون خضراء قاتمة, وقد تكون مائلة للبياض والسّواد واللون البنّي... وأنواعها كثيرة, منها الصّخور الخفّافة والصّخور الرّمليّة والصّلبة والقاسية, ومنها الصّخور الكسيّة والصّوّانيّة والصّخور الجبسيّة والجيريّة, ومنها الصّخور الرّخاميّة...
وعليه, تتجلّى جماليّات الصّخور في تلك الأعمدة الجميلة المتدلّية من رحم الصّخور المسمّاة بالهابطة أو الإستلاكتيت, وهناك الصّخور القائمة والّنامية كما الأعمدة والمسمّاة بالصّأعدة أو الإستلاجميت... وهي في تشكيلاتها المتنوّعة والمختلفة الألوان, تعكس جمايّاتها الطّبيعيّة, لترفل أمامها عيون النّاظرين والمتلقّين...
والصّخور من ناحية أخرى, بأنواعها وأشكالها وحجومها, فوق الأرض أو في جوف البحار والمحيطات, وما تكتنز في جوفها من متحجّرات نباتيّة وأحياء حيوانيّة وسمكيّة وأشياء أخرى منقرضة... تُعتبر متحفاً غريباً وعجيباً, يعكس أنّ هناك قوّة عظمى صانعة لهذه الصّخور, بحيث تتجلّى عظمة الخالق وقدرته ووحدانيّته من خلال ما يتراءى لنا من عظمة الخلق والإبداع في صنع مخلوقات الله وتكوينات الأشياء في هذه الكينونة ومنها هذه الصّخور المتنوّعة الأشكال والألوان والأحجام في المكان التي هي فيه بأمر الخالق سبحانه وتعالى....
من هنا, من هذا الإبحار في البعد الآخر, لعظمة تكوينات أشكال الصّخور وألوانها وأحجامها, وإنتشارها في هذه الأرض التي شاء الله أن تكون لنا ممرّاً إلى ذلك المستقرّ القدريّ, تلك الصّخور التي أشار لها الله في محكم كتابه, وجعلها رواسي في هذه الأرض حتّى لا تميد بنا... من رحم هذه الرّؤى كانت الفكرة التي تناهت إلى وجداني والتي قضت بإبتكار تصميم مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل الصّخري الطّبيعي...
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke