Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى العام

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2013, 04:17 PM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي إبتكار مدرسة فنون رسم وتشكيل التّراث القروي

إبتكار مدرسة فنون رسم وتشكيل التّراث القروي
بقلم: حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس
المُصمّم المُبتكر والمخترع اللبناني, الفنّان التّشكيلي المتمرّس القدير والرّسّام الهندسي الفنّي الخبير





الشّعب القروي أينما وُجد, هو شعب طيّب النّفس, ليّن العريكة, شهم معطاء ومحافظ, صادق إن حكى, وفيّ إن وعد, صدوق إن صاحب, مضياف إن إستضاف, عربيّ الأصول والجذور, عريق التّاريخ وارث المناقب الرّفيعة والأخلاق العالية, حياته مليئة بالرّجولة والكرم والعنفوان وإغاثة الملهوف وحماية المستجير, وحياته تكتنز بالكثير من التّقاليد والعادات والأعراف والقيم والآداب الموروثة, وحياته الإجتماعيّة قوام العمل المتواصل في القرية, قبل أن تجذبها المدنيّة والحياة العصريّة وحضارة العولمة وعالم الأنترنت والهاتف الذّكيّ وبرمجيّات التّواصل والفضائيّات...
ومظاهر الفنون الشّعبيّة والفلكلوريّة القرويّة, تُعتبر جزءً لا يتجزّأ من القاموس الحضاري لكلّ بيئة, بحيث وراء كلّ صورة من صور مدرسة فنون رسم وتشكيل التّراث القروي, هناك قصّة طريفة قديمة قِدم التّراث... وما حرّضني على العمل الجادّ لإبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل للتّراث القروي, هو التطلّع إلى حركة فعل التّوثيق لمشهديّات الفنون الشّعبيّة القرويّة, كون هذه الفنون هي عمر هذا الشّعب, إنّها حياته الحقيقيّة, ووجهه الأصيل... ولا يستطيع أحد من أن يرى معالم وصور ومشهديّات هذه الحضارة القرويّة, التي أصبحت في طريق الزّوال, إلاّ إذا توغّل أحدنا في القرى النّائية, وعاش بين أبنائها الطّيّبين...
ولادتي كانت في رحاب قريتي اللبنانيّة الرّيفيّة النّائية, والتي تتربّع هادئة ساكنة في سهول بقاع لبنان الممتدّة بين سلسلتيّ جباله الشّرقيّة والغربيّة, والتي تتربّع في بيوتها وأزقّتها وناسها الطّيّبين إلى الغرب من مدينة التّاريخ, مدينة الشّمس بعلبك, عند أطراف النّهر التّاريخيّ القديم, نهر الليطاني...
هناك في قريتي البقاعيّة البعلبكيّة تلك, عشت تفاصيل جميع معالم ومظاهر وأدوات وفلكلوريّات وفنون حضارة قريتي, تلك الحضارة التي أصبحت في طريق الزّوال, والتي غدت من الماضي الغابر, وأصاب غالبيّة عناصرها وأجزائها ومفرداتها النّسيان...
من هنا راودتني فكرة إبتكار مدرسة فنّيّة خاصّة, تُعنى برسم وتشكيل الفنون الشّعبيّة القرويّة, وتهتم بصناعة مشهديّات من رحم الحضارة القرويّة وهي في طريقها للنّسيان والّزوال... وأنا الذي عشت في رحاب القريّة اللبنانيّة ردحاً زمنيّاً من عمري, فكان لا بُدّ لي, وأنا المُهتمّ بالفنون الأدبيّة والفنون التّشكيليّة والفنون الهندسيّة, إلاّ أن أقوم بتطبيق وفائي وإخلاصي لقريتي الرّيفيّة اللبنانيّة, أينما كانت وأينما نشأت, جبلاً أو سهلاً أو ساحلاً, بقاعاً أو جنوباً أو شمالاً أو وسطاً... فعزمت الأمر وعلى الله توكّلت, ومارست زياراتي المكّوكيّة الكثيفة لغالبيّة القرى اللبنانيّة إضافة لقريتي وقرية زوجتي في رحاب قرى قضاء الهرمل, تُرافقني قرينتي الكاتبة والفنّانة التّصويريّة, وضحة سعيد شعيب, بحيث إستطعنا رؤية وتصوير وجمع ما تيسّر لنا من بقايا أدوات ومعالم ومظاهر وصور الحضارة القرويّة, وعكفنا سويّاً على توثيقها بعد رسمها وتشكيلها في لوحات ومشهديّات ترفل لها العين, إختلط فيها مداد قلمي وألوان ريشتي فوق الخامات المتنوّعة, وتماذجت فيها أحباري وخطوطي وأشكالي بمياه ينابيع وأنهار لبنان الفيّاضة, والتي تترقرق منسابة في مجاريها الملتوية إلتواء الأوديّة, لتصل مطمئنّة في موسقات خريرها بين الحصى, وتصبّ في شاطيء بحر لبنان الممتدّ من الشّمال إلى الجنوب غرباً بمسافة طوليّة تتجاوز المائتيّ كيلومتر...
مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل التّراثي القروي, تختزن الكثير من المشهديّات واللوحات والصّور, ومنها على سبيل المثال لا الحصر: صناعة الخبز المرقوق على الصّاج, صناعة خبز التّنّور, مشهديّة العين, صورة البئر, درس القمح على البيدر, ذري القمح على البيدر, الدّبكة التّسائيّة, درب العين, النّاطور, لعب السّيف والتّرس, قيمة الجرن, ساحة الضّيعة, الكبّة, الرّقصة النّسائيّة, الدّبكة الجامعة, قطف المشمش والتّفّاح, قطف العنب, حصاد القمح, الحطّاب, الدّكّان, الرّاعي, لعبة الكماش, المغربي, سلق القمح, مجلس المختار, قافلة المكاريّة, القرية, شيخ شباب القرية, دبكة الرّجال, نافخ المزمار, عازف الرّبابة, غزل الصّوف, فرك الكشك, صناعة القورما, صناعة المربّيات, صناعة المخلّلات, جمع الزّوفا والبابونج, صناعة البرغل, المطحنة القديمة, السّهرات القرويّة, الشّـاء القروي والثّلوج, وحدل السّطح التّرابي بالمحدلة والقوس, وصيانة حوافّ السّطوح وطرقها بالمخباط الخشبي, وكذلك مراسم العزاء لرحيل أحد من أهل القرية, وتربية دود القزّ, وأشغال المطرّزات والمنمات والإبرة والخياطة, وصناعة الأطباق من سنابل القمح, وصناعة الحصر من أوراق عرانيس الذّرة, وصناعة البسط والسّجاجيد من شرائط الثّياب العتيقة...
هذا, ومن التّراثيّات القرويّة, بناء البيت القروي, وتفصيلاته الخارجيّة والدّاخليّة, وبناء زرائب المواشي والحيوانات, وبناء مستودعات التّبن والحطب, وحفظ المونة في توابيت ترابيّة في الجدران المنزليّة, وتنجيد الفرش واللحف والوسائد والطّراريح, والموقدة في زاوية غرفة الجلوس, وأدوات الفلاحة القديمة, من صمد ونير ومسّاس... وزوج الثّيران, وتربية الغنم والماعز, وإستخدامات الخيل, والحمير والجمال والبغال والكلاب... والحاكورة وتربية الدّجاج, وتربية النّحل لجني العسل, والأدوات المطبخيّة, وجرّة وإبريق الفخّار, ومظاهر العرس القروي, وزفّة العروس, وتقاليد طلب العروس من أهلها...
هذا, وجميع هذه العناصر والأدوات والمعالم, تُشكّل في مجموعها الخزّان الذي لا ينضب, لتكون مرجعاً واسعاً لتطبيقات لوحات ومشهديّات وصور مدرسة فنون رسم وتشكيل التّراث القروي والفنون الشّعبيّة القرويّة والفلكلوريّات القرويّة, بأساليب فنّيّة متنوّعة, ذات لون أحاديّ أو بألوان مختلفة, وموادّ متنوّعة وخامات عديدة...
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke