Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2006, 01:37 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي وجعٌ يتغلغلُ في مرافئِ الرّوحِ

وجعٌ يتغلغلُ في مرافئِ الرّوحِ
(شمعون يا شمعةً ساطعة بدفءِ العطاءِ)


إهداء:
إلى روح الغالي شمعون جورج عيسكو


وجعٌ يتغلغلُ
في مرافئِ الرّوحِ
حزنٌ يعبرُ مفارقَ غربتي
قدرٌ من دكنةِ اللَّيلِ
يتربَّصني
يحدِّقُ في شراهةِ القلمِ!

تجمحُ الرّوحُ
نحوَ بيادرِ الصِّبا
نحوَ الأزقّةِ الضّيّقة
حيثُ الدُّموعُ تنسابُ
على ضفافِ الطُّفولةِ
مثلَ بصمةِ الوَشمِ!

أكبرُ فيكبرُ حزني
يخلخلُ أجنحةَ غربتي
مَنْ يستطيعُ
أن يخمدَ حرائقَ سُفُني
أن يخفِّفَ
من جذوةِ الألمِ؟!

تزدادُ روحي أسىً
تشطحُ نحوَ أغوارِ الجراحِ
كأنّها شُهُبٌ متدلِّية
من بحارِ الأنينِ
من رغوةِ الوَرَمِ!

وحدُهُ قلمي
يضعُ حدّاً لتلاوينِ التِّيهِ
لخضمِّ الاشتعالِ
لجراحِ الحرفِ
لبؤرةِ السَّقَمِ!

آهٍ .. خانَنا البحرُ
خانَنا البرُّ
خانَنا الأصدقاءُ
خانَنا مسقطُ الرّأسِ
حتّى أقاصي الحلمِ!

خانَنا الخبزُ
خانَنا الحبُّ
خانَنا العناقُ
خاننا التُّرابُ
ماتَ حنينُ القلبِ
جنونٌ أن يَذبحَ المرءُ
خمائلَ النِّعَمِ!

عجباً أرى
طوابيرُ الخياناتِ
تعصفُ ببسمةِ الشَّبابِ
تقصفُ الظَّهرَ
تُدمي بياضَ الشّوقِ
تخرُّ مثلَ نوافيرِ الحِمَمِ!

لم أنَمْ ليلةَ البارحة
ولا أوّلَ البارحة
استرخيتُ بين أنينِ الجراحِ
بينَ سديمِ الذِّممِ!

جراحي تنزفُ
فوقَ أوجاعِ القلبِ
فوقَ بُرَكِ الدِّماءِ
من اِشتدادِ الغَضَبِ
أغلي إلى حدِّ الاشتعالِ
من خلخلاتِ العمرِ
من قهرِ الهِمَمِ!

هل أنا في حُلُمٍ
أو في كابوسٍ
وباءٌ يتفشّى
في منابعِ الأملِ
في حبّاتِ النَّدى
في زهوةِ الكَرَمِ!

خبرٌ يخلخلُ الرُّوحَ
يسمِّمُ كلّ ما تبقّى
من شموعِ الصَّفاءِ
يحرقُ ما تبقّى
من أعشابِ القلبِ
يهرسُ بهجةَ النَّغَمِ!

جنونٌ أن يغزَّ الإنسانُ
سكِّيناً
في رقبةِ النُّورِ
في ظلالِ الحبِّ
في عذوبةِ القِيَمِ!

ضياءُ الإنسانِ
قنديلٌ يسطعُ
في قِبابِ القلبِ
ينيرُ دروبَ العمرِ
يشمخُ عالياً
مثلَ رفرفاتِ العَلَمِ!

جنونٌ حتّى النِّخاعِ
أن نحاورَ الحياةَ
بلغةِ الحماقاتِ
بغدرِ الأصدقاءِ
بعيداً عن مناحي الحِكَمِ!

وجعٌ لا يفارقُ ليلي
لا يبارحُ براعمَ قلمي
وجعٌ لا ينزاحُ
من دروبِ الطُّموحِ
من مرافئِ الأملِ!

وجعٌ يستوطنُ
في قلوبِ الأبرياءِ
في عزِّ النّهارِ
وجعٌ يتعاظمُ
منذ انشراحِ الفجرِ
حتّى شحوبِ المُقَلِ!

تبكي روحي
تشكي همّها
لنسيمِ البحرِ
للنجومِ الباذخاتِ
لأحزانٍ تضاهي
مراراتِ الحنظلِ!

آهٍ ..كيفَ توارتْ
قامةُ الوردِ
بخورُ العطاءِ
نجمةُ الصَّباحِ تاهت
عن ظلالِ الحُلَلِ!

أشرُدُ هارباً
من لظى الأنينِ
أغفو من غورِ الانكسارِ
على مقاعدِ المحطَّاتِ
أخفي ملامحي
عن أوجاعِ الهلاكِ
عن ضغائنِ الدَّجَلِ!

تمرُّ السَّاعاتُ كئيبةً
في استراحاتِ غربتي
في ظلالِ القهرِ
كأنّنا في ساحاتِ الوغى
تحتَ ركامِ الْمَلَلِ!

تشتعلُ أغصانُ القلبِ
من شدّةِ العطشِ
إلى دفءِ النّومِ
من آلامِ الضُّحى
من تفاقماتِ العِلَلِ!

أرَقٌ لا يفارقُ شهقتي
يعبرُ تخومَ الحلمِ
يتناثرُ مثلَ شظايا النَّارِ
فوقَ جبهتي
فوقَ وجنتي
كأنّهُ منهمرٌ
من خفايا الأزلِ!

أغوصُ في دهاليزِ المتاهاتِ
كأنّي بينَ أنيابِ الحيتانِ
في شفيرِ الغرقِ
أهربُ من ذاتي
من سعيرِ الحوارِ
من عتمةِ الحِيَلِ!

جرحٌ من لونِ اللَّهيبِ
من بقايا الحنينِ
من خفايا غربتي
جرحٌ لا يبارحُ قلمي
يغدرُ باخضرارِ الشَّبابِ
يشبهُ عوالقَ الشَّلَلِ!

عبرنا الخطوطَ المؤدّية
إلى معابرِ الحزنِ
على اِيقاعِ الألمِ
تناثرَتِ الدُّموعُ
على خرائطِ الرُّوحِ
من شخيرِ الْخَلَلِ!

عجباً
تجمّدَتْ حرارةُ الحديدِ
ونحنُ في أوجِ اللَّهفةِ
إلى حضورِ قدّاسِ وجنازِ
شمعة الشُّموعِ
حيثُ الأحبةُ غرقى
في انسيابِ الدُّموعِ
في المصابِ الجلَلِ!

فاتنا الدَّفنُ
فاتنا القدّاسُ
فاتنا لقاءُ الأحبّةِ
فاتنا عناقُ الجرحِ
تهنا من شدّةِ الوجعِ
فَفاتنا وداعُ نسائمِ البحرِ
ومروجِ النَّفلِ!
*****
قلبي يخفقُ
من لهيبِ الحنينِ
إلى صدورِ الأحبَّةِ الهائمة
فوقَ وشاحِ الغربةِ
فوقَ صقيعِ الأنينِ!

آهٍ تجمَّدَ قلبُ الحديدِ
من مهابةِ الخشوعِ
لحشرجاتِ الموتِ قبلَ الأوانِ
أوانُ الفراقِ
فراقُ أحبائنا
عن شهيقِ الدُّنيا
عن عبقِ البساتينِ!

غابت بسمةُ فرحٍ
من اخضرارِ الحياةِ
من خيوطِ الصَّباحاتِ
خمدَت شمعةُ الرّوحِ
بعيداً عن ربوعِ الرّياحينِ!

غصنا في دنيا
مطرّزة بهفهفاتِ البكاءِ
شمعون شمعةُ خيرٍ
موجةُ بحرٍ غارقة
في نداوةِ الياسمينِ!

جنَّ جنوني
عندما تجلّدَتْ حدائدُ العبورِ
عندما ترقرقَ الدَّمعُ
في تلافيفِ الجفونِ
أراني مكبَّلاً
كأنّي غارقٌ
في قاعِ الزَّنازينِ!

قدرٌ مثلَ السَّيفِ
يبقى في طريقِ الاشتعالِ
سيحترقُ لبُّ الحديدِ
لو عبرنا
جهةَ الأسى
شرخٌ يزدادُ اِندلاعاً
من أوكارِ الثَّعابينِ!

قطّبْتُ وجهي
أنظرُ إلى حالي ..
حالٌ يُرثى لها
ضبابٌ على مدارِ العمرِ
اِشتعالٌ مضرَّجٌ
في نَسَغِ الشَّرايينِ!

دمعةٌ هائجة خرّتْ
نحوَ القلبِ
تخفِّفُ من قرِّ
الصَّقيعِ الهاطِلِ
فوقَ لواعجِ الموجِ
فوقَ وميضِ اللُّجَينِ!

شعرتُ كأنَّ أجنحةَ النّسورِ
تحلِّقُ فوقَ أوجاعِ غربتي
عدْتُ خائباً
بعيداً عن أسرارِ الرّدى
عن الأسى الدَّفينِ!

دارتِ السّماءُ
حول دُسُوتِ المآتمِ
أخفى مُرافقي حزناً هجيناً
وجعٌ ينمو
حولَ شواطئِ ليلي
أهرعُ بعيداً
كي استرخي
تحتَ شجيراتِِ التِّينِ!

أكتبُ ما يعتريني
من أوجاعٍ
قلمي يمتصُّ حزني
يخلخلُ رغوةَ القهرِ
جنوحَ المجانينِ!

لم أجِدْ صديقاً أوفى
من خمائلِ القلمِ
من حنينِ الحرفِ
وهو يندلقُ
فوقَ نصاعةِ الحلمِ
فوقَ أبهى الأفانينِ!

أفتحُ قلبي للهواءِ النَّقيِّ
تتبرعمُ أمامي قامةُ شمعون
تخرُّ من عينيهِ دمعتانِ ساخنتانِ
ألملمُهُ بينَ أحضاني العطشى
إلى نجومِ الشَّرقِ
إلى بهاءِ السّنينِ!

أعانقُهُ رغمَ أنفِ الصَّخرِ
ورغمَ صقيعِ الشِّمالِ
ورغم أنفِ المسافاتِ
رغمَ هديرِ الرِّيحِ
رغمَ خفايا الكمينِ!

تخفُّ جاذبيةُ الأرضِ
أطيرُ مثلَ فراشةٍ
نحوَ أوجاعِ الرَّحيلِ
عناقٌ من عبيرِ الأزقّةِ القديمة
يضمُّنا
يخفِّفُ من شفيرِ الدَّمارِ
من غدرِ الشَّياطينِ!

حيرةُ كبرى مرتسمة على محيّاهُ
تدلّى رأسُهُ على صدري
بكَتِ النَّجومُ
من طيشِ هذا الزّمانِ
هطلَتِ السَّماءُ أسىً
من هولِ الثَّعابينِ!

دمعتي .. آهٍ يا دمعتي
وحدُه قلمي يلملمُ
تدفُّقاتِ حلمي
من خشونةِ الألمِ
ترتسم بسمةٌ حائرة
فوقَ أجنحةِ اللَّيلِ
يفرُّ العمرُ سريعاً
لا تحميه أقوى الميامينِ!

غداً سيولدُ يومٌ جديدٌ
حزنٌ جديدٌ
فرحٌ جديدٌ
أفراحنا معفَّرة
بِوَبَرِ العناكبِ
بفسادِ الملحِ
بجراحِ الملايينِ!

أريدُ أن أتطهَّرَ
من سمومِ العمرِ
من مكائدِ الدَّهرِ
أريدُ أن أغدو ناصعاً
كأمواجِ البحرِ
كاخضرارِ الكرومِ
منساباً كحبّاتِ المطرِ
كالثَّلجِ
كانسجامِ هديلِ التَّلاوينِ!
... ... .. ..... ... يتبع!

صبري يوسف ـ ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-04-2006, 08:24 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,993
افتراضي

يا رفيق العشق قد أقبلت نحوي .. بعدما غبتَ طويلا في الفيافي
كان لي في الصدر حزنٌ مستديمٌ .. يوخز قلبي بما زاد التجافي
أيّها الصّبرُ المعربشُ فوق صبري .. عدتَ لي يا ضوء عيني ما بخاف ِ
أزهر وردي وسال شوق عطري .. يا جميلا في فؤادي هل توافي؟
بعد هذا البعد قلبي فهو ذاب .. من جفاء جئتَ, هل تأتي التصافي؟
إنّنا ندري فما فينا عظيمٌ .. والذي بين الأحبة غير خاف ِ
يا حبيبي كن قريبا من شعوري .. مثلما كنتَ على نهري, ضفافي
قبلتي تسعى إليك يا صديقي .. لا عتاباً بل بروح الاصطياف ِ!


جراحي تنزفُ


فوقَ أوجاعِ القلبِ

فوقَ بُرَكِ الدِّماءِ
من اِشتدادِ الغَضَبِ
أغلي إلى حدِّ الاشتعالِ
من خلخلاتِ العمرِ
من قهرِ الهِمَمِ!


شعور صادق وفكر نبيل وقد آلمنا المصاب وعبّرنا عن ذلك بجميع حزننا ولوعتنا ونتمنى له الرحمة ولأهله وأصدقائه ومعارفه كل العزاء.
ومجددا أهلا بك أيها البلبل المغرّد في سموات عشق فؤاد زاديكه
بشاعريّة شلويّة معتّقة. دمت لي وستسعد سميرة حين تراك مرة أخرى.

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 01-04-2006 الساعة 07:57 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-04-2006, 10:18 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

عزيزي الغالي الصديق الشاعر فؤاد زاديكه
العزيزة سميرة مع عموم آل زاديكه

تحيّة مسربلة بالعناق العميق

لا تقلقوا، فأنا لا أقاطع أحداً، أستمد نصّي، شعري، حرفي حتّى من "مجانين" هذه العالم، فكيف سأكتب نصّي لو لم أتواصل مع هذه المجانين، يفيدونني كثيراً في الكتابة .....!
لم أنقطع عن الموقع، كنتُ أزوره بين الحين والآخر وأنشر أخبار الوفيات، وكأنّي مختار في سجلات نفوس ديريك وما جاورها!

اشتغلت على نصّ الغالي الراحل شمعون جورج عيسكو بشكل دافئ وحميمي وبحزن معتّق، وبصبر أيوب! وقد تركَ في نفسي وروحي غصّة لا تنسى أبداً، أخذ النّص وقتا طويلاً، وطويلا جدّاً، منذ أن حلّت الكارثة بنا وأنا أشتغل على كارثة النص، كي تتوازى مع حجم جنون هذا الزّمان!
كنتُ وما زلت مشغولاً بالكثير من المشاريع الإبداعية، ففي المرحلة القريبة الماضية كانت صحيفة الدستور الأردنية قد أجرت معي حواراً طويلا حول أعمالي الشعرية والدواوين التي أزمع على نشرها، فجاء الملف كثيفاً وطويلاً وأخذ وقتاً طيبا منّي، عندما أرسلت ردودي الحوارية للصحيفة، تبيّن لي أن المشرف على الصفحة الثقافية الأدبية رجّح نشر الحوار في الملحلق الثقافي للصحيفة لأنه على ما يبدو لا يتّسع في الصحفة الثقافية والملحق الثقافي يصدر كل يوم جمعة، فحالما يتم نشر هذا الحوار سأنشره في موقعكم الفسيح يا صديقي، يبدو أنني ترهبنت عشقياً مع عالم الفرح حيث بهجة الحرف تعانقني "وتخرّب بيت بيتي!" أعتقد ستعجبكم عبارة "بيت بيتي" خاصة أنها جاءت بعد خرابٍ من نوعٍ لذيذ!
هل وجدتم في تاريخكم خراباً لذيذاً؟!
من جهتي أراه لذيذاً، طالما يتناثر فوق حديقة الشعر.

عزيزي فؤاد، لا أريدكَ أن تفكر يوماً ما أنني أقاطع الموقع الفلاني أو ...، أو أي موقع كان، من جهتي كل عمري مسخّر للكلمة للحرف للشعر للإبداع للمحبّة والسلام والوئام، أحاول أن أكتب جديدا مغايراً، دائماً أسعى لاكتشاف واحات فسيحة في حديقة الشعر والسرد غير مطروقة، لهذا تراني غائصاً في غيبوبة انتشائية مسكرة مع رحاب الشعر، فلا أجد وقتا للنشر إلا بعض المواقع التي تطلب مني أو شبه ملتزم بها لأنني أتواصل عبرها مع القارئ الذي ينتظرني!

موقع فؤاد زاديكه يا صديقي هو موقعي، هل نسيتَ كم كان التركيز والتنويه والتأكيد من قبلي لكم بضرورة الدخول في عالم النت والنشر وتأسيس موقع ما لكَ ونشر عوالمكَ الفسيحة وكتاباتكَ الطيبة والجميلة؟!
لو تعلم كم أنا بشوق لك ولكل الأصدقاء الرائعين، يا صديقي لو تعود وتقرأ نصاً كتبته حول الذاكرة البعيدة، كان يدور حول وجبة العدسية ونشرته في موقعكم الطيب، وكان للوالدة والدتكم حضوراً قوياً، حوار دافئ وحميمي دار في ربوع ذلكَ النص، وهو منشور في موقعكم وغير محفوظ في آرشيفي، آمل أن لا يكون قد ضاع في خضم النصوص المنشورة.
أشتغل حالياً على الجزء التاسع والعاشر معاً من أنشودة الحياة، كما أهيئ نفسي لإعداد برنامج تلفزيوني ربما قريباً جدّاً أبداُ في رحاب عوالمه، يتوقف الأمر على بعض الترتيبات والاجراءات، من جهتي وضعت برنامج عمل للبرنامج الذي أود تقديمه عبر تلفزيون سوريويو سات الذي قريباً سيبث برامجه ولم أسجل أي برنامج حتى الآن لكن آمل أن تسير كل الأمور كما يناسب الجميع كي أبدأ بالعمل، وبالمناسبة أنتَ من الضيوف الأصدقاء الذين أدرجتهم في قائمة ضيوف برنامجي القادم و... !

لهذا تراني مشغولاً جدّاً، إضافة إلى أنني خلال الفترة الأخيرة أشتغل كمدرس في مدرسة ابتدائية وعَقدي لغاية بداية تموز القادم، وأغلب الظن أنني سأنهي تجديد عقدي مع المدرسة للعمل في القسم العربي من الفضائية السريانية الجديدة سوريويو سات!

أتصفح الموقع وأزوره بين حين وآخر، لكني نادراً ما كنتُ أعقب، وهذا ما حصل مع بقية المواقع التي تخصّ الجزيرة العليا في بلاد الاغتراب.
قالت لي عزيزتنا ابتسام، مندهشة كيف لم أعقب على الحوار الذي أجرته معك في موقع القامشلي، فقلت لها كيف لم أعقب يا شيخة، فقد عقبت لكنكم لم تتمكنوا من قراءة تعقيبي؟ فقالت صدّق لم أشاهد لكَ تعقيباً حتى تاريخه، فقلت لها قرأت الحوار وعقبت عبر عوالمي الفسيحة دون ان أكتبَ على الشاشة الصغيرة ولا عبر نصاعة الورق، والتعقيب الذي يحمل إنطباعات طيبة خلال لحظة القراءة ربما أفضل من التعقيب لمجرد التعقيب، مع انني سأعود يوماً لذلك الحوار وأكتب رداً ..
من جهة أخرى طلب منّي الروائي السوري عبدالرحمن حلاق المقيم في الكويت، قراءة رواية له ستصدر قريبا بعنوان قلاع ضامرة، كي أكتب بضعة سطور بعد قراءة الرواية كي ينشر انطباعاتي على ظهر الغلاف، ووعدته بقراءة روايته وكتابة بضعة سطور، وهذا أخذ منّي وقتاً طيباً، أنني كنتُ محاصرا بالوقت، فوجدت حلاً أن أطبع الرواية على ديسكيت لأنها وصلتني أصلا عبر الإيميل المرفق، وأخذت الديسكيت معي للدوام وهناك كنتُ أختلى مع عوالمي في الدوام بعيداً عن "زيغاني"، وزيغاني ما أحلى زيغاني، وأقرأ فصول الرواية ثم كتبت له بضعة سطور ولم أرسلها له حتى الآن، وقد أدرجت في برنامجي أن ارسلها له اليوم عبر حضارة العصر، الإيميل!

أنا بخير، وأتمنّى لكم وللجميع الخير كل الخير ..
بقي أن أعانقكم عناقاً عميقاً على أن تبحثوا على عوالم نصي الذي كان يدور على هجومنا المباغت على العدسية، وإذا لم تجدوا ذلك النًّص "سأقطع قوشكم"..... هاهاهاها
هذا وللحديث عن العدسية ومتفرعاتها بقيّة!

صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-04-2006, 10:56 AM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

نرجس زاهي يتغلغل في حنايا الروح
نسيم ربيعي يعانق فرح اللقاء
إشراقة صباحات نيسان
نكهة قهوة الإشتياق
شموخ تحية ٍ لعلم حرية
تفجر ينابيع حروف ٍ وردية
زهر ياسمين بيد صبية ٍ حورية


لا ينتهي الوصف وللحديث بقية ....

هكذا نقرأ كتابات الأديب الفنان الأستاذ صبري ونحس إبداعه غيرالمحدود .
شكرا ً لأن لطول غيابك نشوة لقاء ٍ مفرح ...
__________________
المهندس فادي حنا توما
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-04-2006, 01:12 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

عزيزي الجميل المهندس فادي حنّا توما

هل أنتَ شقيق العزيز تميم ما غيره؟!
إذا كنتَ أنتَ مَن أخمّنه فتحية لأم تميم أولاً، هذه الزَّميلة الرائعة، وتحية للوالد ولكل الأحبة تميم وشقيقتيكَ الهادئتين هدوء الفرح في زمنٍ من رماد!

أهلاً بك يا عزيزي وأهلاً بكلِّ القرّاء الذين يتابعون قراءة نصوصي ..
تفضّل هوذا موقعي الجديد الذي أؤسسه خلال هذه الفترة لكنه غير جاهز لكن أرسله فقط للإطلاع على قسم الفن التشكيلي وهناك حوار طري في قسم الحوارات وبعض النصوص .. آمل أن تتمتّع بمشاهدة لوحاتي التي رسمتها من وحي العشق والفرح والوئام والغربة والسلام والشوق إلى سهول القمح حيث تعانق شهقة النجوم!



www.sabriyousef.com


مع خالص مودّتي العميقة
صبري يوسف ـ ستوكهولم

تنويه: أقسام الموقع مجهّزة عندي لكني لم أثبتها بعد على الموقع ، أخرجتها وبوّبتها و... لكني بصدد تثبيتها قريباً على النت من قبل معدّ ومؤسِّس الموقع ..

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 01-04-2006 الساعة 01:18 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-04-2006, 07:32 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

أستاذي الأجمل دائما ً بقلمه المعمّد بماء الإبداع وريشته المبشّرة بفرحة الألوان :

نعم هو أنا ، ذلك التلميذ الذي تحتفظ ذاكرته بانطباعات وصور لأستاذ انعكست أناقته المعهودة على نتاج أدبي وفني راق ٍ تسربله العذوبة ....

لطالما شدّني حضورك المفعم بالثقافة وأنا التلميذ في إعدادية يوسف العظمة ...
لطالما أثرت فضولي وأنت تعيد لمرات قراءة مكتبة بأكملها في ترددك على مكتبة ثانوية الطليعة ...
لطالما اعتبرتك طائرا ً مغردا ً خارج سرب ٍ امتهن النشاز ....


وتقاذفت أمواج الحياة الأستاذ وتلميذه لتلقي بهم على شواطىء غربة الأحلام .... وأنت ما زلت أنت وستظل ... فارس الكلمة اللغز التي مفتاح حلها الإبداع بكل معانيه وصوره .

كلما مررت على نصوصك الرحبة آثرت صمت المستمتع المتابع على كلام المتلقي العابر .

تحيتي لك هي بسمة تلميذ خجول أمام أستاذه القدوة .
__________________
المهندس فادي حنا توما
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-04-2006, 07:57 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,993
افتراضي

كيف الوصول إليكما .. صبري وفادي ها هنا
كلّ يفتّق جرحه .. والجرحُ أعمقُ في أنا
مهلا أذيبت لهفتي .. والشوق كان المزمنا
هلاّ بوكفٍ منكما .. يأتي شعوراً هزّنا!
صبري طريقٌ حيّر .. جمعاً غفيراً أمعنَ
فيما يبدّعُ شعره .. واللغزُ كان الأبينَ
إنّي سعيدٌ أنّه .. قد جاء داري, موطنا
يدري شعوري نحوه .. يدري ويدري مَنْ أنا!
فادي أفضتَ متعة .. أزهت وزانتْ أغصنا
ربّاه كم لي فيكما .. ممّا أعاينُ أعينا
ترنو إلى إبداعة .. صاغتْ جميلا ليّنا
أهلا وسهلا ولتكنْ .. هذي الزيارةُ أمتنَ
كم كان ردّك فاخراً .. فادي أفاض و زيّنَ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-04-2006, 08:04 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

كيف الوصول إلى معارج بلاغتك
كيف الاقتراب من شيطان شاعريتك
كيف الدخول إلى حوانيت عكاظك ..... ؟
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-04-2006, 08:07 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,993
افتراضي

قلبي يقول مشاعري .. والحبّ منّي شاعري
أنت ملكتَ نصفه .. والنصف صبري يشتري
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-04-2006, 02:19 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيز فادي
تحيّة يا صديقي

أرفق لك وللأحبّة القرّاء نص طازج منشور في كيكا، وهو الجزء السابع من أنشودة الحياة، هذه الأنشودة التي أشتغل عليها بطريقة لا يمكن توقعها، لأنها فكرة حلمية خيالية، لكني بطريقتي الصبر أيوبيّة، أحاول أن أحوّل هذا الحلم الخيال إلى واقع ملموس أو شبه ملموس، وهو كتابة نص مفتوح، غير مطروق سابقاً، وقد أنجزت حتى هذه اللحظة الجزء التاسع 900 صفحة شعرية من النص المفتوح تحت عنوان أنشودة الحياة، وأعمل على الجزء العاشر، وهناك ترتيبات في جدول أعمالي لهذا العام ان أصدر الأجزاء العشرة الأولى من الأنشودة عبر دار نشري في ستوكهولم وعلى نفقتي الخاصة، وبأعداد محدودة جدّاً، أخصّصها للصحافة وللأصدقاء المقربين والنقاد ولمن يرغب الحصول على شراء الأنشودة، واعبتاراً من أيار القادم سأعمل على كتابة بداية الصفحة الأولى بعد الألف، لأن الحلم الخيال الذي يروادني، هو نوع من العشق العميق لعوالم الشعر وترجمة آهاتي التي تتسع لأوجاع الكون وأفراح ديريك العتيقة، مسقط الرأس، بكل طينها ومراراتها وأفراحها التي كانت بالقطارة، حيث لا أتذكر نفسي مررت شهراً واحداً سعيداً أو مسروراً، لا في مسقط الرأس ولا في أوربا لكني منذ سنوات بدأت البحث عن الفرح والعشق رغم مرارات الكون برمتها، وأذ بي اكتشف أن الرسم والحب والعشق محاور جديرة بخلق حالات فرحية، وهكذا عبرت عوالم الفرح، السعادة، العشق لترجمة خصوبة الحياة والولوج إلى أسرار هذا الغليان البشري، ووجدت أن أبهى حالات الفرح تصب في عوالم الحرف، فغدا الحرف محراب عشقي وأسباب وجودي على وجه الدُّنيا ..

منذ فترة طيبة، كتبت نصاً حول الموت، تحت عنوان: موتنا مؤجل إلى حين، أهديت النصّ إلى الفنان الراحل أحمد زكي، والبارحة حضرت برنامجاً حول أحمد زكي تقدمه المتألقة الرائعة صفاء أبو السعود، عندما تحدثوا عن عبقرية أحمد زكي وكيف كان انطون كوين نفسه معجبا بأحمد زكي شعرت بفرحٍ عميق، لأن نصّاً طويلا عن الموت كتبته في لحظات غير طبيعية، حيث كانت ديريك تودّع موتانا بطريقة اسطورية غير عادية فولد النص من وحي تواصلي مع الموت، وأحببت أن أتغلب على الموت عبر الكتابة، مما جعلني أن أفرح حتى بفكرة الموت لأنها كانت سببا في إنبعاث نص، أمتعني كثيراً الغوص في متاهاته الفسيحة، وتزامن وفان أحمد زكي بنفس اليوم الذي انتهيت من الصياغات الأخيرة للنص، وكنتُ محتاراً لمن أهدي هذا النص، فجاء أحمد زكي وأنتشل بعبقريته رحاب عبوري في عالم من رماد، ثم أعدت صياغة النص بعد صياغته النهائية وأستوحيت من عوالم زكي وعوالم عبثية الحياة، لأنني ارى في الكثير من حياتنا نوعاً من العبث في بعض تلافيفها، وبالحقيقة النص هو للإنسان، كائنا من كان، مع أنه مهدى لروح زكي، لكن الإهداء نوع من الترميز، لربما أريد أن أقول، أن الإنسان رحلة عابرة حتى ولو كان عبقري عصره كممثل وفنان ومبدع مثل أحمد زكي ....

نشر موقع كيكا الذي يصدر من لندن والذي يشرف عليه الروائي العراقي الرائع صموئيل شمعون، صاحب رواية عراقي في باريس الصادرة بالانكليزية والعربية وحقَّقت حضورا رائعا في الأوساط النقدية والأدبية، مما دفعني أن أقرأ الرواية بشغف وكتبت رؤية تحليلية نقدية ولم أنشرها حتى الآن، لكن قريبا سيتم نشرها عبر بعض الصحف والمواقع الالكترونية
اليوم نشر موقع كيكا، القسم الأول من انشودة الحياة ـ الجزء السابع، بخور الأساطير القديمة، عبر الرابط التالي



http://www.kikah.com/indexarabic.asp...txt&storytitle=


هذه القصيدة هي مائة صفحة من القطع المتوسط، سيتم نشرها تباعا عبر موقع كيكا ثم في الصحافة والمواقع، بما فيها مواقع الجزيرة العليا

سررت يا عزيزي المهندس فادي توما حنّا، أنّكَ من تخمّنته، وسررت لأن كلمتي تصل إلى أحبائي الرائعين، فالطين الذي كنتُ أغوص فيه وأنا في طريقي إلى الدوام أصبح عبقاً مبهجاً لعوالم غربتي، ولو عدتَ إلى آرشيفي عبر الشبكة وقرأتَ قصة : استمرارية القهقهات الصاخبة، والتي تدور محاورها حول أكوام الطين التي كنتُ اغوص فيها، وقد حوّلت تلكَ الأكوام الطينية إلى نصوص حميمة وكأن الطين كان ورداً يعانق عوالمي ولا أدري ثم تبيّن لي أنني رجل طيني، وعندما تمعّنتُ في طينيّتي، تبيَّن لي أنَّي أعود أصلي، ففرحت لهذه الأصول الطينية مع أنني كنتُ أشكي كثيراً زملائي رؤوساء البلدية تباعاً، الزملاء الأحبّة المساكين، لا حول ولا قوّة، ولكن بعد عبوري معترك الغربة، شعرت بفضلهم الكبير عندما كانوا يتجاهلون تعبيد الشارع المطل علي منزلي الكائن في ديريك العتيقة ثم المنزل المطل على المشفى غرب المصرف الزراعي، وهناك كان الطين الأحمر يأخذ امتداده في"دلنكاتي" وفي أحذيتي مما جعلني أن أفكِّر بطرق وأتحايل على أكوام الطين فوجدت حلاً مناسبا ولو مؤقتاً، وهو ان أضع حذاءاً نظيفاً في بيت ابنة خالي أم جوني الواقع بيتهم على الشارع المعبد أو المرمّل بقليل من الرّمل، كنت أعبر الشارع بحذاء مخصص لعبور أكوام الطين ثم ارتدي حذائي النظيف وأترك الحذاء المعفر بالطين يرتجف في بلكون أحبائي إلى توقيت عودتي، وهكذا تخلصت من مشكلة العبور في رحاب الطين إلى الأبد، رحلة طينية رائعة بإمتياز، لم يعجبني الكثير مما عشته في طفولتي من فقر مدقع حتى النّخاع، ومن عذاب مفتوح، لكني استدركت المعادلة مبكراً منذ أن شببت عن الطوق، وهو أن أحوَّل هذه الجراح إلى نصوص إبداعية، وأعتقد انني تغلّبت على المآسي كلها جملة وتفصيلا من خلال الكتابة، ولو تعود إلى موقعي عبر الشبكة وتقرأ الحوار الذي أجراه د. ليساندرو، دكتور في الأدب المقارن، من جامعة ميونيخ ستجد أن هناك بعضاً من تشكيلات عوالمي مع فضاءات الكتابة ..
الكتابة بالنّسبة لي ليست هدفا ما، ولا طلباً للشهرة أو الجاه الخ، هي بكل بساطة حاجة حياتية، مرتبطة بالمتعة أولا وأخيراً وتأتي نتائج الكتابة على المتلقي كتحصيل حاصل تحمل أهدافاً ورؤى يحملها الكاتب بين أجنحته الهائجة بنداوة أمواجِ البحار، لكن هذه الأهداف ليست في جدول أعمالي ولا في قاموسي أثناء الكتابة، لأن الخيط الجارف والأعمق هو حالة النشوة وبهجة الاشتعال مع الفضاءات التي أرسمها على الورق، فيها متعة تضاهي انتعاشات المتعة العشقية، حتّى الحزن عندما أرسمه، أصيغه بطريقة اشتعالية وكأني ملتحم في محراب الروض الذي أعبره، شراهة غريبة تعتريني، تدفق مفتوح ..

يزعجني جدّاً ضرب مليون مرّة جدّاً أنني لستُ متفرغاً بشكل نهائي للكتابة، فأنا أرى انني لا أصلح سوى للكتابة ، للإبداع، وأي عمل آخر أقوم به، أراه عملاً سخيفاً حتى ولو كنتُ أعمل عميد جامعة من أرقى مستوى الكون، فالعمل التقليدي لا يستهويني ولا يروي غليل آهاتي التي تراكمت على شهقة الروح مثل جبال هيمالايا وكأنني متعبّد هندي في محراب الكلمة ..

ديريك يا شهقة الروح، نص سردي منشور في أكثر من موقع وصحيفة، أشتاق لديريك جدّاً، إليكم جميعاً، لكني قادرٌ أن لا آتي إليكم حتى الأبد، لأنني معكم في كل حين وفي كلِّ آن، أتواصل معكم بشكل حميمي وكأنني في وسطكم، عندما أرقص، أشعر بفرحٍ ونوع من التجلّي، حضرت هنا الكثير من عروض الرقص في السويد، أذهلني تجليات رقصة الفلمنكو، وعندما كانت ستوكهولم عاصمة اوربا للثقافة أعددنا وكنا مجموعة من المهتمين المغتربين والأوربيين الكثير من مهرجانات الفنية والشعرية والغنائية ومن جملة ما اذهلني من عروض، العرض الذي قدمته راقصة الفلمنكو كبرئيلة غوتارا، حيث قدمت عرضاً على إيقاع فرقة هجينة هندية شرقية اسبانية، والراقصة الراقية من أصول غجرية اسبانية، حيث أنَّ غجر أوربا وخاصة الاسبان منهم لهم حضور عالمي في رقص الفلمنكو، والطريف بالأمر أن هذه الراقصة شاهدت في إحدى المهرجانات والعروض عوداً معي ثم قالت ما هذه الآلة فشرحت لها .. ثم طلبت مني أن أعزف لها بعض الأغاني التي تحمل إيقاعاً رقصيا قريبا من ايقاعات الفلمنكو، ترددت في بداية الأمر لكنها أصرت ثم اقترحت علي أن تدعوني مع مجموعة من الأصدقاء في مقر مركز رقص الفلمنكو الذي تشرف عليه هي وأختها وأمها، وهناك بدأت تسمع إلى إيقاعات الأغاني الغجرية التي عزفتها لها، لأن خلفيتي الموسيقية يغلب عليها الإيقاع الغجري، والذي أذهلني أن أغنية: والله كوفند نارابا، والتي نرقصها على إيقاع هلاية، تتطابق إلى حدِّ بعيد على إيقاع الفلمنكو، ثم قالت لحظة أعطني الإيقاع ثم بدأت ترقص وإذ بي أجدني أمام حالة فرحية أشبه ما تكون بالطيران في نسائم الليل البليل، وأكّدت لي أن هذا الإيقاع هو من أصولٍ غجرية، فأعترفت لها آنذاك بغجريتي الثقافية، لأن هذا النوع من الأغاني فعلاً يعد من الأغاني القرجية، والقرج هم غجر الشرق، والذي كان يتوقف عندها بمهارة طيبة المطرب صلاحو من القامشلي، واكرمو وحسينو من ديريك وأغلب أغانيهم يتم الرقص عليها رقصة العادي الخاصة بهزِّ الكتفين والجبكي أي الرقص العادي نحو اليسار والهلاية والخ من الإيقاع السريع، وإذ بكبرئيلة تطلب مني بعد أن اختارت أغنيتين على إيقاع الهلاية ، ان أشترك في تقديم الأغنيتين خلال أحد عروضها، كي تقدِّم للمشاهد لوحة جديدة وفعلاً قدمت لمدة ست دقائق بالجمبش في حفلة محتشدة بمحبّي الفلمنكو، لأن الجمبش أكثر خشونة لهذا النمط من الإيقاع ... وقد تصوّرني الكثير من الحاضرين أنني من غجر أسبانيا، فتساءلت هل من المعقول أن يكون: للشلويين جذوراً اسبانية ولا ندري؟!

راودني أن أعلن غجريتي طالما الإيقاعات تسيرُ بشكل شفيف، لكنّي أتفاجأ أن الغجر الذين يرقصون الفلمكنو لهم عوالم رحبة وفسيحة تمتد من "باجريق" ومروراً بديريك العتيقة وشواطئ بحر البلطيق وسهول اسبانيا حيث الشموخ العشقي يلامس وجنة الشمس! فآثرتُ فقط التمتّع بهذه العوالم الحميمة لا أكثر ..



وعدت كبرئيلة أن أكتب نصّاً شعرياً من وحي عوالم تجلياتها الرقصية، فاستوتها الفكرة، ولم أفِ بوعدي حتّى الآن، لأن جمالية وروعة عرضها كان يشعرني أن نصي سيكون باهتاً أمام هذا التجلي البهيج، وفي إحدى دردشاتنا همست أمّها في اذني وقالت بنوع من الحذر والنصيحة، إياكَ أن تتورّط وتفكر بكبرئيلة، فقلت لها ما قصدكِ، فقالت، قصدي واضح، وما راح تطالعها رأس معها، لأن كبرئيلة لا تصلح إلا للرقص!!! تأمَّلتُ رؤية الأم ثم همست في سري وأنا هل أصلح إلا للشعر؟ ثم همست للأم: لو أغوص مع كبرئيلة في العمق على الأرجح سننجب رقصاً مسربلا بالشعر، ضحكت الأم ثم فتحت زجاجة نبيذ وقالت بصحتك، وألحَّت كبرئيلة أن تعرف على ماذا نضحك بهذه الطزاجة، .... عندما عرفت الشطر الأخير من أسباب القهقهات نهضت ثم عانقتني عناقاً طرياً أشبه ما يكون ببسمة النجوم للقمر، ثم قلت لها أودُّ أن أعلّمك رقصة آشورية تراثية لكن ربما تأخذ معكِ وقتا كي تتعلمينها وعندما غنّيتُ الايقاع وأنا أؤدّي لها طريقة تأدية الدبكة ضحكت، وقالت هذه ستأخذ معي وقتاً؟؟؟ فقلت ربما درس أو درسين، كل درس نصف ساعة على الأقل، فنادت اختها سارة، وقالت تفضلي، جاءت سارة وهي تنظر إلي وانا أقدِّم تفاصيل الدبكة، أمسكتْ كبرئيلة بيدي وسارة بيد كبرئيلة ورقصا أفضل منّي من حيث الإيقاع والأداء، ذهلت فعلاً، ضحكت كبرئيلة وقالت أنتَ نسيتَ أنني أول راقصة فلمنكو في اسكندفايا، فقلت لها لكن باكية لا تمت لرقصة الفلمنكو بصلة؟ قالت كل رقصة إيقاعية لا تأخذ مني سوى دقائق لأدائها مثلما يؤدّيها المصدر لأن جسدي مثل صولفيج رقصي يفك شفرة دبكات الكون بكل إيقاعاتها .. نظرت إليها مذهولاً، كيف سأكتب نصّي حول تجليات هكذا أنثى شفيفة مندلقة من وجنة غيمة تائهة في زرقة السَّماء؟!

هذا وللحميمات صلة لا تخطر على بال!


صبري يوسف ـ ستوكهولم

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 02-04-2006 الساعة 07:40 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke