Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى العام > منتدى الحوادث و الأحداث و الجرائم وغيرها

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2010, 03:12 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي ثمن الطائفية الدمار.. والحل في دولة مدنية

ثمن الطائفية الدمار.. والحل في دولة مدنية
مقالات | 15-11-2010

د. فاضل فضة
يستمر قانون الغاب في عقول المتطرفين ليقتل الأبرياء الذين لاعلاقة لهم من قريب او بعيد بما يحدث من الصراع على الدمار في العراق اليوم. وقتل من قتل في مسلسل يبدو انه يرغب بادخال المنطقة كلها وليس العراق وحده في صراع طائفي دموي لا حدود له. بعد الحرب الاميركية على العراق واسقاط نظام صدام حسين، كان الأمل ان يتحول العراق 'المثقف' و'الشاعر' و'الاديب'، إلى عراق الحضارة المليء بامجاد سابقة من حضارة سومر، إلى بابل إلى اشور إلى العباسيين، لكن ما حدث ومازال يحدث اليوم يدّل على ان الثقافة في العراق وفي اي بلد عربي هي ثقافة عنف وثقافة محملة بالتخلف اكثر مما هي محمّلة بعوامل تدفع إلى ما يسمى بلد حضاري متقدم، مدني الهوية.
لقد ظهر بعبع الطائفية الخانقة عبر القتل اليومي، واظهر الشعب العراقي الحزين: انه يحمل كفنه بأيديه، وان حاجته إلى البعد الروحي، لا تقتصر على ايمان فردي بينه وبين ربه، بل تحول هذا البعد الروحي من حمل سياسي وديع، إلى قاتل عنيف، عندما اخطأ وسلم امره السياسي لرجال الدين، الذين اصرّوا على دخول اللعبة بشكل ادّى الى ان تفلت من ايديهم أو من ايدي بعضهم، مشحونين بعوامل الكبت التاريخي السابق لقرابة نصف قرن من الزمن، مما صاعد من تطوّر النظام الديمقراطي وتشعباته في بيئة الطائفية محولاً اياها، إلى شبه حرب اهلية، هجرت وابعدت واقتلعت فئات من الشعب العراقي من احيائها. هذه الحرب التي اعتقد البعض انها خمدت لفترة، عادت لتستفيق عبر تفجيرات معظمها من النوع الطائفي، بين السنة والشيعة، عندما تستهدف ابناء العراق انفسهم. يضاف إلى ضحاياها الأقليات العرقية والدينية الأخرى، وما حدث منذ عدة ايام في كنيسة سيدة النجاة في الكرادة، ومقتل قرابة 52 شخصاً، تلاه بعد يوم او يومين تفجيرات في المناطق الشيعية ادّت إلى مقتل عدد مشابه او اكثر.
إن ما يحدث يدل على عقل وحشي لا علاقة له بمعنى الإنسان، بعد تخليه عن صفاته البشرية واقدامه على هذا القتل الجماعي المنظم يوماً بعد يوم، غير المبرر، مهما كانت الدوافع والأسباب.
لقد مرّت الحضارات الغربية بهذه الحقب من التاريخ، وكانت خلال ذلك وباسم الإله تقتل وتظلم وتحرق، وقدّمت من الضحايا الكثير في كل منطقة جغراقية جرّبت حماقة ايديولوجية النوع الواحد من قومية او دين او طائفة.
اما عرب اليوم، فهم شعوب لا تحب القراءة، شعوب تحولت من زمن كان يحب الترجمة والتأليف والإبداع والاختراع، إلى زمن يصر فيه الحكام والشعوب ومعظم المثقفين فيه، إن وجدوا بالمعنى الحضاري للكلمة، إلى اغلاق العقل عن كل مفردات وتجارب الشعوب الأخرى حول معنى الصراع المذهبي او الطائفي او العرقي. شعوب البعض منها يرغب ويمارس الغوص في انتحار اجوف، لن يؤدي في اية حال إلا إلى القتل والمعاناة وما يعقب من دمار للأبرياء من السكان من اية طائفة او عرق كان.
هذه التجربة المريرة اليوم والأمر مستقبلاً، التي خاضها ويخوضها العالم العربي في معظم زواياه، ومناطقه المتزايدة من الصومال إلى السودان، إلى الجزائر، إلى لبنان، إلى العراق وإلى اليمن، إلى مصر، لم تهدأ، وإن هدأت فهي معادلات 'صامتة' لم تحل، ولا يمكن ان تبقى على وضعها الحالي غير الطبيعي. ولا بد لها ان تنفجر لكي تؤدي إلى وضع سليم، للسكان وللشعوب وللبشر.
وإن انفجرت تلقائياً او بعد التغذية من اي مصدر، فالدمار للجميع بالمرصاد، وما يحدث اليوم في الصومال والعراق، شاهد على حالة لا يرغب الكثير في حصولها في بلده. وإن حصلت فالويل للجميع، فهي كالنار في الهشيم التي تهجر البشر وتدمر الحجر وتقتل الأبرياء. وهي حرب لا تهدأ بسهولة، حرب الفوضى وحرب المصالح الضيقة والصغيرة.
وبعد زمن الحرب الطويل دائماً، بعد التعب المضني والإنهاك والدمار، قد يستفيق الوعي الإنساني في المجتمع، 'نقول قد'، حيث لم يستفق حتى اليوم في اي بلد عربي، نقول قد يستفيق البعض على معادلة مستوردة من الغرب، معادلة بسيطة موجودة من اكثر من نصف قرن، وهي ان الدولة الدينية فاشلة والطائفية فاشلة والعرقية فاشلة، والحل الأوحد للعيش بسلام لاي شعب في اية دولة، هو الدولة المدنية، وفصل الدين عنها، دولة بعقد اجتماعي لجميع افرادها، عقد 'قانون' يمكن تطبيقه على الجميع سواسية. دولة حيث القانون فيها سيد اقوى من سلطة الجيش، واقوى من سلطة اي رئيس او مسؤول فيها.
عندما يستفيق الشعوب والمفكرون والكتاب والسياسيون على حقيقة ان الدمار قد انتهى، وقته، يمكن لتلك الدولة ان تقوم، ليس في العراق فقط، بل بكل اقطار الدول العربية.


http://www.uragency.net/index.php?aa=news&id22=13931
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 71705_10150105986158496_813973495_7539965_3099509_n.jpg‏ (8.5 كيلوبايت, المشاهدات 2)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke