![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
المسيحيون يرون سوريا ملاذا في منطقة غير مستقرة
دمشق- تمتزج دقات أجراس الكنائس بصوت الآذان في المدينة القديمة بدمشق التي تعيش بها طوائف مسيحية ترجع جذورها الى ما قبل الحقبة الإسلامية بفترة طويلة.ومسيحيو سوريا الذين تتراجع أعدادهم يعيشون في سلام مع المسلمين في دولة يعتبرها الكثير منهم ملاذا آمنا في منطقة تشكو فيها الاقليات الدينية من مظالم كثيرة.وتنظيم فرقة جوقة الفرح المسيحية حفلا مشتركا مع فرقة انشاد اسلامي بمناسبة احتفالات عيد الميلاد ليس غريبا في بلد يعتبر نموذجا للتعايش بين أتباع الديانتين السماويتين.ويشعر البابا بندكت السادس عشر بالقلق على المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط المعرضة لنشوب الصراعات الى حد أنه دعا أساقفة المنطقة الى الفاتيكان الشهر الجاري لبحث شكاواهم. وفي فترة الاجتماع "المؤتمر" الذي يشارك فيه زهاء 180 أسقفا جلهم من منطقة الشرق الأوسط يبحث المشاركون مشكلات تتراوح بين النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والنزاع في العراق وحتى التشدد الاسلامي والأزمة الاقتصادية والانقسامات بين الكنائس المسيحية الكثيرة في المنطقة. وتتباين الظروف التي يعيش فيها المسيحيون من بلد الى آخر الا ان الصورة العامة تنطوي على تغير مذهل. فقد كان المسيحيون يمثلون قرابة 20 في المئة من سكان المنطقة قبل قرن ولا يمثلون الان الا زهاء خمسة في المئة وما زالت النسبة تنخفض. ويوم الاثنين "11 أكتوبر" قال مسؤول رفيع في الكنيسة الكاثوليكية ان تنامي الاسلام السياسي في الشرق الأوسط يمثل تهديدا للمسيحيين في العالم العربي ويتعين مواجهته. الا ان سوريا لا تزال مكانا جيدا للمسيحيين. والأب الياس زحلاوي قس كاثوليكي أنشأ جمعية خيرية لمساعدة الفقراء. وقال زحلاوي لتلفزيون رويترز "أن أمد يدي لأخ مسيحي أو مسلم بالنسة الي أمد يدي للانسان. لا فرق عندي بين مسلم ومسيحي ولو كان هناك يهودي بحاجة لما ترددت في مساعدته. الانسان هو الاول .. وصورة الله على الأرض وخليفة الله على الأرض هو الانسان. انما هذه السياسة الهوجاء العالمية تحرك الشياطين الكامنة في أعماق كل انسان. والشياطين عندما تنفلت تحرق الأخضر واليابس." ويتمتع المسلمون والمسيحيون بحقوق متساوية هنا بخلاف مادة في الدستور تنص على أن يكون الرئيس مسلما. وعادة ما يتفقد مساعدو الأب زحلاوي أحوال المحتاجين الذين ينتمون لطوائف عديدة وبعضهم من المسلمين. ويقوم فادي وكلير عادة بمهام تقديم الرعاية لأمثال رائد ذلك الشاب الذي يعاني من عرض داون "العته المغولي". وقالت أم رائد المسلمة التي اعتادت حضور صلوات في الكنيسة على الرغم من انها مسلمة "انا ما بأفرق. يعني عندي كل الناس مثل بعض. يعني ما بأفرق بين ...يعني ما بأفرق بين دين ودين أو شيئ." وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار الأسد قد واجه انتفاضة مسلحة قامت بها عناصر تنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في أوائل ثمانينات القرن الماضي. وانتشر التأثير الاسلامي في المجتمع منذ ذلك الحين - مثلما حدث في مناطق أخرى بالشرق الاوسط- وتسعى الحكومة الى استمالة المعتدلين من القيادات الاسلامية. ويخشى مسيحيو سوريا من أن يوصموا بالارتباط بالغرب الذي أذكى دعمه لاسرائيل وللغزو العسكري للعراق وأفغانستان العداء بين المسلمين. وتنكمش الطائفة المسيحية التي يعتقد أنها كانت تمثل عشرة بالمئة من سكان سوريا في الاربعينات. وتفيد احصاءات ابرشية جمعتها قيادات الكنيسة أن المسيحيين لا يمثلون الان سوى ستة بالمئة. ويعود هذا التراجع الى تسارع وتيرة الهجرة وانخفاض معدلات الانجاب بين المسيحيين أكثر من المسلمين وهو اتجاه مرتبط بارتفاع مستويات التعليم والتمدن بينهم. http://www.coptreal.com/wShowSubject.aspx?SID=38930 |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|