عندما تحب...

[الياس زاديكه]

عندما تحب...

بقلم: سحر ابو ليل
تساءلتُ كثيراً قبل ان اخوض تجربتي في الحب ، لماذا هذه الحيرة التي تطغى على تعريفات العلماء والفلاسفة ، ولماذا تكثر هذه المرادفات والجمل والتحليلات حول كلمة لا تتعدى حرفين من حروف العربية ، وظللتُ اتفلسف كما جميع من عرفت بأن الحب هو هيامٌ، صبابةٌ ، عشقٌ وجنون ، وان من يحب هو انسان اعمى ، فالعلماء انفسهم اثبتوا ان مناطق عديدة في الدماغ تلك المسئولة عن التفكير السلبي والتقييمات النقدية لا تعمل بشكل صحيح عندما تفكر بمن تحب او حتى مجرد ان تنظر اليه!
وبقيت لا افقه شيئاً عن هذا العالم المجهول ، الا عندما دخلته صدفةً ومن اوسع الابواب ..غير قاصدةٍ او دارية ما معنى ان تعشق روحاً اخرى بكل جوارحك:
هو ذاك الطفل القزحي المخلوق من نورٍ بين روحين ، بابتسامة يجعلك محلقاً في سماوات اخرى غير تلك التي عهدتها يوماً ، وبدمعة حزنٍ يقلب كل الأكوان على رأسك دفعة واحدة حتى تكاد تظن ان شمس حياتك لن تشرق بعد تلك اللحظة فتتوه بين طبقات متفاوتة من الظلمة والكآبة!
عندما تحب تولد انت من جديدٍ كما لو كنت انساناً خرافيا غير الذي عرفه من حولك ، خرافي الملامح، جديد الفكر والتصرف ، مثير بكل شيء ..ببساطة تبدأ حياة اخرى لا حياة تشبهها ، فتدب الالوان في كل شبر من ارض دنياك ، ويتحول الخريف ربيعاً وكل شيء يرتدي حلة زاهية خضراء حتى يظهر في جسد طيفك جناحان لم ترهما من قبل لتحلق فوق محيطات الهوى بعيداً عن البشر..في عالم لا احد به سواك والحبيب ، حتى تصل حد الجنون احياناً وربما ابعد " فقد قالت جننت بمن تهوى/ فقلت لها العشق اعظم مما بالمجانين"
فإن كنت تظن ان زمن المعجزات والمغامرات قد ولى ، فستكتشف انه يبدأ معك من جديد حين تحب !
أجل، فعندما تجد تلك الروح التي لا تعرف حتى لماذا احببتها ، ستجد انك في جنة الفردوس على هذه الارض حتى تبيت تسأل نفسك " كم انا..كم انا احبه /حتى ان النفس من نفسها تتعجبُ " ، ولن تجد اجابة وببساطة انت تحب ولن يفيد فرارٌ او نسيان ، فحتى هذا الحبيب زائر لك في المنام لا محالة ، ولا حل لديك سوى بوصله " فالهجر والمنون سواء "!
روحان امتزجا معاً في كأس الحياة بنظرةٍ، همسةٍ او حتى ابتسامة ، حتى يبيت الفؤاد كعصفور مبلل مهزوز كل ثانية!
ولأنني اعرف انك عندما تحب سيصير للقبلة طعم آخر ، وللدفء لون جديد ، وللشعر وزن وحدك انت تخترعه بمقاييسك ، وفي صدرك طبول تقرع، فأنا اعرف انك اخيراُ عرفت معنى الحياة ، ولن يدرك معنى هذا الحديث ومعناه سوى من خفق قلبه بالعشق مرة فطوبى له ، وهنيئاً لذاك الفؤاد.
كل عيد حب وانتم بخير