Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > أخبار ومتفرقات منوعة أخرى

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-09-2007, 06:17 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,069
افتراضي الوجود المسيحي في الشرق جوهر اللقاء مع الشرع بقلم مفيد سرحال - عن الديار

الوجود المسيحي في الشرق جوهر اللقاء مع الشرع

البابا ثمّن لسوريا دورها في احتضان مسيحيي العراق

بقلم مفيد سرحال - عن الديار


المسيحيون في الشرق حاضرهم ومستقبلهم كان في اللقاء الذي جمع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بقداسة الحبر الاعظم بنديكتوس السادس عشر خصوصا انه جاء في لحظة تاريخية تغلي فيها المنطقة على نار التذرر المذهبي والطائفي خدمة لمشهدية مشرقية تعيد تركيب البناء الجغرافي والاجتماعي وفق دوائر متافرة تسمح لدولة اسرائيل بالاستمرار بعدما ثبت استحالة ديمومتها خلف الأسلاك الشائكة وداخل ثكنة عسكرية اميركية متقدمة.
هذه اللحظة التاريخية تبدو أنها دهر من الأحداث المكثفة يتصدرها القلق المسيحي الوجودي المصيري في مهد المسيحية.
ففي العراق المثقل بالدماء والتهجير سار المسيحيون علىدرب الجلجلة هرباً من القتل والإبادة ودفع الجزية وتفجير التجمعات والكنائس على يد العصابات الظلامية شأنهم شأن اخوانهم المسلمين ما دفع بالبطريرك ما ردنخا الرابع إلى توجيه نداء الى اعضاء الحكومة والبرلمان العراقي جاء فيه: "نحن المسيحيين ومنذ ألفي سنة عشنا وما نزال نعيش في هذه البلدان المشرقية خاصة ما بين نهري العراق، معاً مع جيراننا المسلمين بالمحبة والاحترام والسلام نحن ابناء العراق الاصليون، فماذا اليوم وفي القرن الحادي والعشرين ترتكب اعمال ظلامية لا انسانية ضد مسيحيي العراق".
وكانت سوريا الحضن الدافئ والملاذ الآمن لما يزيد عن خمسمئة وخمسين الف مسيحي عراقي من الكلدان والآشوريين والسريان الكاثوليك والأرثوذكس والأرمن الكاثوليك والارثوذكس الذين توزعوا على تجمعات سكنية في ريف دمشق ومحيط جرمانا وصيدنايا وقد اصدر الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد قرارا بالتعاطي معهم "كمواطنين سوريين من خلال توفير اماكن الايواء وشروط ومقتضيات الامن والامان كافة على قاعدة انهم مواطنون عرب يجب الحفاظ على كرامتهم ليشعروا بالطمأنينة وسط اخوانهم السوريين".
وفي فلسطين المسحيون على طريق الاندثار والتشتت في اصقاع الارض حيث تقوم "جمعية الارض اليهودية" التي نشطت على نحو مريب وخطير في جنوب لبنان طيلة فترة الاحتلال حتى العام 2000 وتمثلت انشطتها بشراء اراضٍ من المسيحيين او تلك العائدة للاوقاف المسيحية ليجري تسجيل تلك الارض في الدوائر العقارية بأسماء لبنانيين ورجل "دين متهود"، هذه الجمعية اضافة لعوامل اخرى وبالاسلوب عينه تقضم اراضي المسيحيين في القدس وبيت لحم وبالتحايل العقاري تحت حجة تحسينات تنموية بغية تفريغ فلسطين من الوجود المسيحي وكل ذلك يجري بغفلة من السلطة الفلسطينية وتحت ستار الاقتتال الاخوي الفلسطيني – الفلسطيني.
أما في لبنان فالمسيحيون الذين تجاوزوا عقدة الخوف عبر اتفاق عام 1943 او الميثاق غير المكتوب بتلك الصلاحيات المطاطة في السلطة ليأتي اتفاق الطائف فيستيقظ شعورهم المزدوج الغبن الذي كان سمة اسلامية عام 43 والخوف الذي تبدد عام 43 وتناسل في العام 1989 وهذه تجليات لاتفاق الضرورة او افضل الممكن اتفاق الطائف الذي انتزع الكثير من صلاحياتهم لتقع تلك الصلاحيات في يد طوائف اخرى ليبقى الحضور المسيحي ولظروف شتى حضورا ديكوري المظهر لاستكمال المشهد ومواءمة الصيغة مع تجويف صارخ للجوهر خاصة عندما لا تعكس المشاركة حقيقة التمثيل المسيحي المستولد في احضان طوائف اخرى ما حدا قيادات روحية وزمنية رغم التصاقها بالموالاة كجزء منها شريك في السلطة على الجهر بالافتئات على الحقوق بما يشبه الذمية السياسية.
هذا الارتجاج المسيحي على خط الزلازل في منطقة متصدعة تبتلع الاقليات وتهضم حضورها بالرغم من كون تلك التلاوين الرد الصارخ والصادق على الصراع الحضاري الذي يروّج له لغايات سياسية توسعية، هذا المشهد الكارثي يبدو انه بدأ يفعل فعله في العقل الغربي المتحرر من النبض الاميركي الذي لا يعمل الا على وقع مصلحتين اثنين الاولى ماء الحضارة (النفط) والثانية الحفاظ على "الابنة المدللة اسرائيل" وهاتان المصلحتان مع مجاراة اوروبا لطيش الرئيس الاميركي بوش وتهوّره وهو الساعي لقيام اسرائيل الكبرى بخلفية لاهوتية تتقمص سياساته في العالم، حوّلا الوجود المسيحي في الشرق الى حبّة قمح يكاد يسحقها حجر رحى تلك السياسات هذا العقل الغربي المتنبه مؤخرا لمخاطر الغوص خلف لجج المصالح الاميركية تحسس وتحسست الفاتيكان ملامح اندثار المسيحيين من مهد المسيح ومن بين ظهراني المنطقة الحيّة المشعة بالرسالة التي انطلقت فعل هداية للعالم.
في هذا السياق قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الديار" "ان لقاء الشرع بقداسة البابا كان لقاء على درجة عالية من الاهمية كونه لامس وبصورة مباشرة للمرة الاولى قضايا حساسة غلفتها السياسات الأممية العبثية بكثير من التبسيط وفي طليعتها قضية الوجود المسيحي في الشرق".
وتقول المصادر عينها أن قداسة البابا تفهّم الموقف السوري من قضايا المنطقة سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان بعدما اسعادت سوريا دورها المحوري وراكمت نقاط القوة التي ظهّرتها مجددا كلاعب مركزي في المنطقة، من الغباء لا بل من السخف القفز فوقه او تجاوزه خاصة بعد هزيمة اسرائيل في حرب تموز ولهاث الاميركيين خلف السوريين لاستنفاذ الجيش الاميركي العائم على بحر من الدم والدموع اضافة الى النفط، بحثا عن خروج مشرّف".
وتقول المصادر عينها: "ان قداسة الباب ثمّن عاليا لسوريا قيادة وشعبا احتضانها المسيحيين المهجرين من العراق وتحمّل اعباء جمة في هذا المجال على حساب الشعب السوري الذي يفرض الغرب المستلحق بأميركي حصارا عليه تحت ذرائع وحجج أقرب إلى الاكاذيب والاضاليل منها الى الحقائق الملموسة".
ونقلت المصادر نفسها عن دوائر الفاتيكان "ارتياحها لحال المسيحيين في سوريا والذين ينعمون بأعلى قدر من الامان والحرية في ممارسة شعائرهم ولا افتئات على حقوقهم في السلطة حيث يتواجد المسيحيون في اعلى المراكز والمناصب دونما تمييز او تفرقة".
ونقلت المصادر عينها عن دوائر الفاتيكان خشية تلك الدوائر من انجرار مسيحيي لبنان خلف متاهات سياسية عقيمة تضع السوريين في مصاف الاعداء دون تعقّل او تفهّم لدور سوريا الحاضن للوجود المسيحي لأن استعداء النظام السوري دون فهم لأبعاد هذا العداء وتداعياته سيجر الويل على المسيحيين ولا يفرحن المسيحيون كثيرا في حال تعرّض النظام السوري لانتكاسة ما، وهنا يبدو خلاف الاوروبيين والفاتيكان المستجد مع الاميركيين او على الاقل كان هذا التوجه موجودا بخجل الا انه فرض نفسه بقوة مع تعاظم الخطر على المسيحيين المهددين بوجودهم في لبنان من خلال التوطين وفي فلسطين عبر التهجير المنظم وفي العراق بالتهجير والتكفير والقتل".
وختم المصدر: لقد سمع قداسة البابا شرحا وافيا من الشرع حول موقف سوريا من المقاومة التي رعتها وشرّعتها القوانين الوضعية والإلهية وإن سوريا نالت نصيبها من الارهاب والاصولية قبل غيرها فيما ترى سوريا حقها بالدفاع عن مصالحها امرا طبيعيا للوصول الى سلام عادل وشامل في المنطقة في وقت تمارس فيه اسرائيل ابشع انواع ارهاب الدولة المنظم. وقد حمّل قداسة البابا السيد الشرع تحية حب وتقدير للرئيس السوري بشار الاسد على امل التواصل الدائم عبر دوائر الفاتيكان في قضايا المنطقة لفهم وجهة النظر السورية من اصحابها بدل تسقطها من دوائر اخرى لها غايات ومقاصد قد تكون غير بريئة.
وتقول المصادر: ان التفهم والتفاهم السوري الفاتيكان سيؤسس في المستقبل القريب لتوجهات جديدة في المنطقة ستكون اوروبا ركيزتها ومنطلقها.






Published: 2007-09-14
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke