تسلّم دكتوراه فخرية في باريس: أبحث عن المسيح في القرآن

[fouadzadieke]

تسلّم دكتوراه فخرية في باريس: أبحث عن المسيح في القرآن

باريس - من سمير تويني:

سلّم معهد القديس سرج للاهوت الارثوذكسي في باريس الى متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج خضر دكتوراه فخرية خلال احتفال الجمعة حضره عدد من رجال الدين وشخصيات ديبلوماسية وعدد من ابناء الجالية. واعتذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن عدم الحضور، وتوجه بكلمة الى المطران خضر أشاد فيها "بمناقبيته ودوره في حوار الحضارات والأديان".
وتلت السيدة كارول سابا كلمة باسم متروبوليت أوروبا للروم الارثوذكس المطران غفرائيل صليبي الذي اعتذر عن عدم الحضور لأسباب صحية. وجاء فيها ان "هذه الدكتوراه الفخرية تسر جميع أبناء الطائفة الأرثوذكسية الإنطاكية وتجعلهم فخورين به". وقال ان "المسيحية بالنسبة إلى المطران خضر هي التعايش مع المسلمين، والعروبة التي يناضل من اجلها هي هويته"، متناولا كل جوانب حياة المطران خضر، من رجل دين ومرشد وعالم ديني ورجل حوار وانفتاح، "وهو اختصاصي بالإسلام كجامعي، وكاتب ومعلق صحافي".
وقدم الارشمندريت غريغوريوس، باسم المطران صليبي، قلادة تحمل صورة العذراء الى المطران خضر.
وبعدما عرض العميد الفخري للمعهد الأب بوريس بوبرينسكوي سيرة حياة المطران خضر "وانجازاته الكثيرة والكبيرة من عام 1945 في خدمة الكنيسة الأنطاكية والشبيبة الأرثوذكسية"، قدم الاب جيفكو، باسم المعهد، الدكتوراه الفخرية الى المحتفى به.
خضر
ثم ألقى خضر محاضرة بعنوان:"طبيعة الإسلام" قائلا: "في قراءة للأديان، تحتل المسيحية مركزا مميزا في الإسلام أكثر مما تحتله في الديانة اليهودية. وقد ذكرت المراجع الإسلامية المسيح كنبي. وهذا الاعتراف ليس موجودا في اي ديانة أخرى. وهو مذكور في القرآن كنبي موقر ومقدس. ورغم ان الاختلاف بين المسيحية والإسلام شاسع، لا يمكننا ان نتعامل معه كالبوذية والهندوسية. لذلك سأقدم لكم هذه الديانة. والفرق بين الإسلام واليهودية شاسع لاعتراف الأول بنبوة المسيح".
وبحث في الموضوع من "افق ديني"، متوقفا عند "الخلافات التي أدت بالتفسير القرآني إلى العودة للعقيدة المسيحية ليجبهها سلبيا". واشار الى ان "الأجواء عند كتابة تفسيرات القرآن الكريم كانت متشنجة بين العرب والبيزنطيين، مما جعل العلاقة بين الديانتين متأثرة بالحروب. اما الآن، فيعتبر الإرهاب الإسلامي الذي زعزع الإنسانية ان المسيحيين صليبيون، لان الجرح كان عميقا منذ ذلك الزمن، وخصوصا ان البلدان الإسلامية عاشت الاستعمار الغربي".
وقال ان "الإسلام هو حاليا بين الديانات الالهية الأكثر تكاثرا خلال العقود الاخيرة، وخصوصا في القارة الإفريقية، وذلك يعود الى الدعوة لنشر الإسلام في هذه القارة". وان عبارة الله اكبر لا تعني ان الله هو الأكبر، لكن الله الوحيد، ومحمد التقى الله الوحيد لليهود والمسيحيين".
ورأى انه "لا يوجد في الإسلام، كما في الديانات الإلهية الأخرى، عقيدة الخلاص. وهو كدين بعيد من فكرة التسامح والمحبة التي تكلم عليها السيد المسيح"، لافتاً الى ان "العذراء مريم هي المرأة الوحيدة التي يأتي القرآن على ذكرها. وهي بالنسبة الى الكتاب عذراء دون أدنى شك ودون شائبة، هي وابنها".
وقال: "القرآن هو من طبيعة التنبؤ، أي اعلان القدرة الالهية. ولا يشكل أي تطور في الأديان، لان الله ابلغ رسالة واحدة، وليس رسائل. ومحمد لا يدّعي تقديم أي جديد في رسالته الالهية".
وأشار الى ان "الصراط المكية قريبة جدا من الإنجيل. وهذا يعود الى علاقة محمد بورقة بن نوفل ابن عم زوجته خديجة. وبعد وفات ورقة، فتر الوحي ثم عاد بعد مدة. وكان محمد من رسل كلام الله، واعتبر نبيا مثل إبرهيم والمسيح، ولم يكن يطمح الى إنشاء امة مستقلة". واعتبر انه "تكلم على النصارى تيمنا بمدينة الناصرة، ولم يشر اليهم كمسيحيين تيمنا بعبارة مسيح عندما تكلم على الثالوث الاقدس في القرآن".
واوضح ان "الإسلام لم يتبن صلب المسيح الذي هو رسالة مهمة في الديانة المسيحية". وتناول "التقارب في فكرة يوم الحساب والجنة بين الديانتين (الاسلامية والمسيحية)، فأوضح ان "الإسلام لا يذكر الجسد الممجد، وهذا الفرق هو أساسي بين الديانتين"، وان السماء بالنسبة الى الإسلام هي بيت الله، وليس جنة المسيحيين، لان الخالق لا يتقاسم مجده مع المخلوق".
وشرح معنى الجهاد في الإسلام، مشيرا الى ان "الذين كانوا يؤمنون بالله لم يتعرضوا للقتل، لان قتلهم كان يشكل خطيئة". وختم مرددا قولا من اقوال النبي (لجبران خليل جبران): "لكم دينكم ولي ديني"، قائلا: "اريد ان ابحث عن المسيح في القرآن، وعلينا ان نتفهم الإسلام، لأننا نتعايش معه يوميا".
وكانت سبقت احتفال التكريم صلاة الغروب في كنيسة المعهد.

Published: 2007-06-26