Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > قصص دينيّة

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2007, 03:43 PM
الصورة الرمزية فريدة زاديكه
فريدة زاديكه فريدة زاديكه غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 896
افتراضي لمن تدق الأجراس

لمن تدق الأجراس


في مدينة بعيدة كانت توجد قديما كنيسة عظيمة بنيت على قمة جبل عالي حتى يراها الناس من مسافات طويلة.
و كان أعجب ما في هذه الكنيسة أجراسها فقد كانت لها منارتان عاليتان في أعلاهما الأجراس العجيبة.
و كثرت الأقاويل حول هذه الأجراس فقال بعض الناس أن رنينها أشبه بأناشيد الملائكة لأنها ترن في الأعالي فتصل أنغامها إلى الآذان عذبة رقيقة.
و لكن أحدا لم يسمع رنين الأجراس في حياته بل كان الناس يتناقلون هذه الأحاديث عن أجدادهم.
كانت هذه الأجراس عالية علوا شاهقا حتى انه لم يكن في إمكان إنسان أن يصل إليها ليدقها بل لم يكن مقصودا أن يدقها إنسان فقد كانت العادة أن يأتي الناس بهداياهم ليلة العيد و يضعوها عند أرجل "الطفل" في المذود. و كان المتداول بين الناس انه حين توضع أعظم هديه، فحينئذ يسمعون رنين الأجراس لأن الملائكة تدقها عند ذلك، معلنة رضاء السيد المسيح عن الهدية و صاحبها.
و استمر الناس- عاما بعد عام- يأتون بالهدايا و لكنهم عموما كانوا يفتكرون بان أعظم الهدايا هي أغلاها ثمنا غير مدركين ما يطلبه الطفل العجيب.
و في إحدى القرى و على بعد أميال كثيرة من الكنيسة العظيمة كان يعيش ولدان صغيران أكبرهما اسمه "بدرو" و الصغير "جون" و كانا قد سمعا عن روعة الصلاة ليلة عيد الميلاد في هذه الكنيسة و تمنيا لو استطاعا حضورها.

اشتد البرد في اليوم السابق لعيد الميلاد و عصفت الريح و لكن برغم ذلك خرج "بدرو" و "جون" في سكون متجهين إلى الكنيسة و عندما قاربت الشمس المغيب رأيا المدينة بوضوح و تلألأت أنوارها و بينما كانا يهما بالدخول من إحدى البوابات إذ بشيء اسود واقع على الأرض يعترض سبيلهما فاقتربا ليعرفا ما هو فوجداه امرأة عجوز سقطت من الإعياء و فكر "بدرو" انه لو تركها وحدها في مكانها فسوف تنام نومتها الأخيرة و أخذ يبذل كل جهده لإيقاظه و قال لجون "لا يمكنني أن اترك هذه السيدة و اذهب إلى الكنيسة فليس أمامنا إلا أن تذهب بمفردك. أحس جون بخيبة أمل فخاطب أخاه قائلا "وحدي ؟؟ و أنت لا تحضر صلاة العيد" أجابه "بدرو" بخيبة أمل " سأظل بجوارها حتى تستيقظ و أعطيها ما معي من كعك لا داعي لأن يبقى كلانا. الطفل يسوع يعرف مقدار شوقي لحضور الصلاة و لكنه سيعذرني ثم اسمع يا آخى خذ هذا القرش و حين تجد الفرصة لأن تدخل في سكون و من غير أن يراك احد ضعه عند قدمي الطفل العجيب ثم عد إلى"
شرع "جون" في السير و وقف أخوه يتأمله و هو يبتعد و قد حبس الدموع التي ترقرقت في عينيه
كانت الكنيسة في تلك الليلة في أبهى حالاتها حتى قال الجميع أنهم لم يرونها أبدا بهذا الجمال و تصاعدت أصوات مئات المصلين حتى أحس جون الصغير أن الأرض تهتز تحت قدميه.
و لما انتهى القداس بدأ موكب الأغنياء و الوجهاء يضعون هداياهم الفاخرة في زهو و غرور أمام طفل المذود و قال الناس لا بد أن الأجراس ستدق إذ لا توجد هدايا أعظم من هذه.
و انتهى الموكب و بدأ المرتلون آخر لحن و فجأة توقف ضاربا الدف و المثلث و تطلع الجميع نحو الكاهن الواقف رافعا يديه نحو السماء يصلى في صمت و ساد الكنيسة سكون تام و أرهف الناس آذانهم فسمعوا رنين الأجراس يأتيهم من بعيد في عذوبة و حنان لا مثيل لهما بين أجمل الأنغام.
و عندئذ وقف جميع الحاضرين كأنهم رجل واحد و تطلعوا ناحية المذود ليروا ما هي الهدية التي دقت لها الأجراس فلم يروا غير "جون" الصغير ينسحب في هدوء بعد أن وضع هدية "بدرو" الصغير عند قدمي مولود بيت لحم.
منقول
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke