Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   قصص دينيّة (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=199)
-   -   لمن تدق الأجراس (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=11573)

فريدة زاديكه 22-05-2007 03:43 PM

لمن تدق الأجراس
 
لمن تدق الأجراس


في مدينة بعيدة كانت توجد قديما كنيسة عظيمة بنيت على قمة جبل عالي حتى يراها الناس من مسافات طويلة.
و كان أعجب ما في هذه الكنيسة أجراسها فقد كانت لها منارتان عاليتان في أعلاهما الأجراس العجيبة.
و كثرت الأقاويل حول هذه الأجراس فقال بعض الناس أن رنينها أشبه بأناشيد الملائكة لأنها ترن في الأعالي فتصل أنغامها إلى الآذان عذبة رقيقة.
و لكن أحدا لم يسمع رنين الأجراس في حياته بل كان الناس يتناقلون هذه الأحاديث عن أجدادهم.
كانت هذه الأجراس عالية علوا شاهقا حتى انه لم يكن في إمكان إنسان أن يصل إليها ليدقها بل لم يكن مقصودا أن يدقها إنسان فقد كانت العادة أن يأتي الناس بهداياهم ليلة العيد و يضعوها عند أرجل "الطفل" في المذود. و كان المتداول بين الناس انه حين توضع أعظم هديه، فحينئذ يسمعون رنين الأجراس لأن الملائكة تدقها عند ذلك، معلنة رضاء السيد المسيح عن الهدية و صاحبها.
و استمر الناس- عاما بعد عام- يأتون بالهدايا و لكنهم عموما كانوا يفتكرون بان أعظم الهدايا هي أغلاها ثمنا غير مدركين ما يطلبه الطفل العجيب.
و في إحدى القرى و على بعد أميال كثيرة من الكنيسة العظيمة كان يعيش ولدان صغيران أكبرهما اسمه "بدرو" و الصغير "جون" و كانا قد سمعا عن روعة الصلاة ليلة عيد الميلاد في هذه الكنيسة و تمنيا لو استطاعا حضورها.

اشتد البرد في اليوم السابق لعيد الميلاد و عصفت الريح و لكن برغم ذلك خرج "بدرو" و "جون" في سكون متجهين إلى الكنيسة و عندما قاربت الشمس المغيب رأيا المدينة بوضوح و تلألأت أنوارها و بينما كانا يهما بالدخول من إحدى البوابات إذ بشيء اسود واقع على الأرض يعترض سبيلهما فاقتربا ليعرفا ما هو فوجداه امرأة عجوز سقطت من الإعياء و فكر "بدرو" انه لو تركها وحدها في مكانها فسوف تنام نومتها الأخيرة و أخذ يبذل كل جهده لإيقاظه و قال لجون "لا يمكنني أن اترك هذه السيدة و اذهب إلى الكنيسة فليس أمامنا إلا أن تذهب بمفردك. أحس جون بخيبة أمل فخاطب أخاه قائلا "وحدي ؟؟ و أنت لا تحضر صلاة العيد" أجابه "بدرو" بخيبة أمل " سأظل بجوارها حتى تستيقظ و أعطيها ما معي من كعك لا داعي لأن يبقى كلانا. الطفل يسوع يعرف مقدار شوقي لحضور الصلاة و لكنه سيعذرني ثم اسمع يا آخى خذ هذا القرش و حين تجد الفرصة لأن تدخل في سكون و من غير أن يراك احد ضعه عند قدمي الطفل العجيب ثم عد إلى"
شرع "جون" في السير و وقف أخوه يتأمله و هو يبتعد و قد حبس الدموع التي ترقرقت في عينيه
كانت الكنيسة في تلك الليلة في أبهى حالاتها حتى قال الجميع أنهم لم يرونها أبدا بهذا الجمال و تصاعدت أصوات مئات المصلين حتى أحس جون الصغير أن الأرض تهتز تحت قدميه.
و لما انتهى القداس بدأ موكب الأغنياء و الوجهاء يضعون هداياهم الفاخرة في زهو و غرور أمام طفل المذود و قال الناس لا بد أن الأجراس ستدق إذ لا توجد هدايا أعظم من هذه.
و انتهى الموكب و بدأ المرتلون آخر لحن و فجأة توقف ضاربا الدف و المثلث و تطلع الجميع نحو الكاهن الواقف رافعا يديه نحو السماء يصلى في صمت و ساد الكنيسة سكون تام و أرهف الناس آذانهم فسمعوا رنين الأجراس يأتيهم من بعيد في عذوبة و حنان لا مثيل لهما بين أجمل الأنغام.
و عندئذ وقف جميع الحاضرين كأنهم رجل واحد و تطلعوا ناحية المذود ليروا ما هي الهدية التي دقت لها الأجراس فلم يروا غير "جون" الصغير ينسحب في هدوء بعد أن وضع هدية "بدرو" الصغير عند قدمي مولود بيت لحم.
منقول

الياس زاديكه 22-05-2007 08:30 PM

ذكرتني قصتكي ياعزيزتي فريدة بما حصل مع تلك الأرملة التي لم تكن تملك إلا فلسا ،، حيث تقبله الله أفضل من اللذين تباهوا بأنفسهم بتبرع اللأف من القطع النقدية لله ...
فعلا عزيزتي الإيمان هو بالقلب وليس بالمظاهر بتكحيل عيون الناس ...
تقديري ومحبتي
ألياس

joumana 22-05-2007 08:38 PM

اسمح لي عزيزتي فريدة ان اضيف على قصتك من اقوال سيدنا يسوع المسيح انجيل متى الاصحاح السادس

حين قال احترزوا من ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي تنظروكم والا فليس لكم اجر عند ابيكم في السموات فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع والازقة لكي يمجدوا من الناس واما انت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية


شكرا عزيزتي فريدة على هذه القصة الروحانية ولك من اجمل تحية

فريدة زاديكه 22-05-2007 09:37 PM

الأحبة الغوالي ألياس وجومانا شكرا لمروركم الجميل وجزيل الشكر للإضافات القيمة *
حبيبتي جومانا سلامي العطر للجميع وقبلاتي للأولاد *

georgette 24-05-2007 09:24 PM

قصصك حكم رائعة يا مرة اخوي ربي يديمك ويقويك
تشكري حبيبتي

SamiraZadieke 24-05-2007 11:15 PM

العطاء الحقيقي هو العطاء الذي يعطى بالخفية والرب هو الذي يرى بالخفية أيضا والعطاء يجب أن يكون بمحبة وكل حسب إمكانياته تشكري يافريدة لقصتك الحلوة والتي لها مغزى جميل .


الساعة الآن 12:04 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke