ضعف الرجل وقوة المرأة

[fouadzadieke]

ضعف الرجل وقوة المرأة

لماذا أحسّ بضعف شديد لا أقوى فيه على أية مقاومة عندما ألتقيك؟ لماذا أريدُ الغوص إلى أقصى أعماقك من خلال خيال جامح يستقصي عطشي إلى مروجك الخضراء؟ لماذا أبوح لك بسرّي وأنت تكتمين عنّي كلّ أسرارك ومعها تكتمين على نفسي في عدم الإفصاح هذا؟ لماذا أيتها المرأة أظلّ هكذا مشدوداً إليك متأثراً بك وتحكمين على مشاعري بالهياج والتفاعل والتناغم مع كلّ همسة تخرجُ من فمك، مع كلّ لمسة من يدك تلامس خدّي كدغدغات نسيمات عليلة تتركُ انطباعات مريحة بهيجة؟ لماذ أنت قويّة هكذا عندما أحتاج إليك؟ لماذا تأخذني رحلةُ العمر إليك لتطوفي بي معارج الأنوثة التي فيك، ومكامن المتعة التي أشاءُ أن أنهلَ منها؟
لماذا أظلّ جائعاً إلى نظرتك ومشدوداً إلى صدرك أسعى إلى ضمّة منه ألقي بها بعيداً حمل معاناتي وكومات شقائي؟ لماذا تعبرين عالمي كحلم لا تقبلين أنْ أحسّ به، أنْ أضمّه بيدي أتحسّس مسامات جلده... أنْ أرسم بلوحة شفتي خطوط سعادتي على مساحات هذه الرقعة من المسامات؟
لماذا تتقصّدين شقائي وتقرّين بحكم عذابي وتجودين بكلّ هذا الجفاء القاسي؟ ألا تعلمي أنّي أحبّك... كما يحبّ النسيمُ خصلات شعرك؟ وكما يعشقُ الطيرُ هدهدات صدرك؟ وكما يستقرّ الوجد بين حنايا عذريتك؟

إني مخمورٌ بك أيّتها المرأةُ... محتاجٌ إليك بكلّ عنفوان قهري وتمرّد شقائي... بكلّ خضوع ضعفي وصمت أهوائي. أحبّك وأسعى إلى أنْ أنتزع منك اعترافاً بهذا الحبّ... اعترافاً بأنّك تحبّينني. أم إني تائهٌ في محيط أوهامي المترامي؟ وضائعٌ بين أقبية تلذذاتك في وسائل النيل من منعتي لآتيك صاغراً وأشقى بما لا تسمحين به؟

هل أكذبُ على نفسي وأتظاهرُ بتملّك رباطة جأشي وانا أمامك أضعف مخلوقات الكون؟ هل أنت القوية أم أنا الضعيف؟ أجيبيني بالله على هذا السؤال السّخيف والذي لا أرى له طعماً... لكنّه سؤالٌ يفرض نفسه وأبحث عن إجابات شافية ومريحة لكنّي لم أتلق وحتّى هذه اللحظة إيماءة جواب أو حنوّ كلمة تجودين بها... تلفظينها... تهمسين بها... تبوحين بها أو حتّى تومئين بها.

إني أحبّك وسأظلّ أكرّرها ألف مرّة ولتضحك عليّ الدنيا بأسرها، فأنت امرأةٌ تملك قرار الحسم وتتحكّم بوجهة المصيرلقدر قلبي فتسوق دفة مشاعري إلى حيثُ تشاء ومن أجل ذلك أظلّ ضعيفاً أمامك مقهور الإرادة مسلوب الوسيلة... أنتظرُ فرج السماء الذي تمطربه عيناك... وإشراقة الشمس التي تخرج من هيبة محيّاك... وإطلالة النسيم التي تنبثقُ من شلاّلات شعرك المتدلّي. إنّك نغمةٌ موسيقيّة عذبة تحتاج إلى موسيقارها المبدع ليستطيع بخبرة أنامله العزف على أوتار صفائها فيعزفها لحناً حيّاً ممتزجاً مع روحانيّة الواقع الممتليء عشقاً ومحبة وهو يذوبُ على نيران منعتك مكتوباً بنار أبدية هذه المنعة أيّتها المرأة الحبيبة!

ألمانيا في 5/3/2005 م