Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2006, 04:39 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي أيّتها الملوّنة بأريج الزّيزفون ـ [من أدب الرسائل]

أيّتها الملوّنة بأريجِ الزَّيزفون
[من أدب الرّسائل]

يكبر عشقي فأزرع قبلتين، بين وميض العينين قبلة وعلى شواطئ الاشتعال أخرى.
تنمو الزُّهورُ البرّية كي تمنح حرفي حفيف الحروف المختبئة بين هديلِ الحلم، فجأةً أجدني محاصراً باخضرارِ أنثى تحملُ نكهةَ البحارِ، تشمخُ أمامي فارشةً فوق وهج المسافات أرخبيلات القلب فلا أجد أمامي سوى بهجة الرُّوح تعانق بعذوبةٍ راعشة جموح اللَّيل.

عندما تشعرين بالبرد، لا تقلقي، اِلتحفي بحرفي فهو ساطع بدفء الحنين وبهجة السّنين المتعانقة مع خصوبة الرُّوح!
هداهد الشَّوق تنمو وبيادر العمر تزهر نسيماً مكحَّلاً بندى من لون الطُّفولة.
تعبرين ليلي خلسةً، مهدهدةً أوجاعي الخفيّة، ثمَّ تلملمين حبقَ الحقول وأعشاب اللَّيل كي تصنعي منها وسادةً نسترخي فوقها من تعب النّهار. خدّاكِ معفّران بأريجِ النّعناع وختمية سهول القمح المتماوجة في أعماق الذَّاكرة البعيدة، تغفين بين تلالِ الحلم، ويرتسم فوق ثغركِ بسمة فرحٍ منبعثة من هلالات عذوبة الرُّوحِ، كيفَ تصمدين في وجه رعشات القلب وأنتِ تائهة بين لجين العشقِ؟! اشتعالٌ حارقٌ يتهاطلُ من لهيب الحنين.. غداً سأعبرُ البحار ممتطياً أمواج المساءِ كي أرتمي بعد غربةٍ طويلة بين تلالكِ المخضوضرة بخصوبةٍ تضاهي نداوة عشبة الخلاص. أنتِ أنثى متلألئة بموشورِ الحنين، موجةُ عشقٍ معلّقة بين طيّات الغيوم، هل راودك يوماً أن تحضني عاشقاً مفهرساً بين أمواجِ البحر؟
تعالي يا موجتي أمتطيكِ على إيقاعاتِ حفيف النَّسيم، كم من العشق حتى ترعرع النَّدى فوق بتلات الزُّهور! البارحة عبرتُ غابات الرُّوح المتاخمة لخميلةِ القلب، صادفتُ فراشات ملوّنة بألوان المحبّة تغفو فوق وجنتيكِ، ترتشف حبقَ الزُّهورِ المتناثرة حول وميض عينيكِ، فرّت الفراشات تاركة خلفها رذاذات فرحٍ ململمة بين مرافئ بهجة العناق!
آهٍ .. يا تائهتي، لماذا تنامين بين معابر الغابات، ألا تخشين هطول الثَّلج فوق سفوح نهديكِ، أم أنّكِ تتحصّنين بدفء العشق المترعرع بين قممكِ الشامخة؟! .. رعشة فرح تهفو أن تعبر رعونة الرِّيح كي تنام فوق وبر المحبّة الغافية فوق حاجبيكِ، تحطُّ سنونوة محمّلة بالارتعاش فوق جبينكِ، ينظرُ بلبلٌ من بين أغصان البيلسان إلى السّنونوة وهي تغرّد على اِيقاع تغريدة البهاء أنشودة الفرح الآتي، يرفرفُ البلبل ثمَّ يحلِّق عالياً، عابراً سديمِ اللَّيل ثم يهبطُ رويداً رويداً إلى أن يحطَّ على تلالِ العشقِ حيث وهج الحنان ينتظر رعشة الارتقاء. ثمّة مزامير فرحٍ تنمو بين أجنحتي، تريدُ أن تعبر بريق الشَّوق المتوهّج في جموح القلب، هل تراءى لكِ حلماً من لون الاشتعال، تعالي يا صديقة عشقي نشتعلُ في أعماقِ الحلم لعلّنا نطهّرُ الأوجاع العالقة بين تلالنا منذ فجر التكوين، تعالي يا صديقة روحي وازرعي بهجة اللَّيل على مساحات شوقي ولا تنسي أن تلملمي أحزاني وترمَيها في شقوق اللَّيل! كم من الحنان حتّى شهقَت الأشجار شهقة العناق، وكم من الدُّفء حتى زرعت خيوط الشَّمس خصوبة العشق فوقَ جبينِ الكونِ!
أنتِ يا شهقتي، أنشودةُ فرحٍ غافية بين براعم الرُّوح، لماذا لا تعبرينَ مساحات الحنين المفروشة بكلِّ أنواعِ الزُّهور كي تزيدي اشتعالي اشتعالاً، تفضّلي يا عبقي الآتي وانثري فوق رعشتي بهجة العناق ونحن نتألّق مثل عذوبةِ الثَّلج تحتَ بسمة الشَّمس. قبلتان تائهتان تحطّان فوق ثغر الهلال، ثمّة حنان أبهى من عذوبة الطفولة ينمو فوق قبَّة الذَّاكرة، شوقاً إلى أراجيح الحلم المتدلدلة في ليالينا القمراء، الغافية بين بسمة الشَّفق وبهاء زرقة السَّماء! .. تساؤلات مسربلة بوهج البحار تغمر ليلي الطَّويل، فأرى قامتكِ تنمو أمامي شامخة، تملأ قلبي بهجةً وتغدق على روحي عذوبة الماء الزُّلال، هل أنتِ أُنشودةٌ منبعثةٌ من أريجِ الزَّيزفون أم أنَّكِ مزاميرُ عشقٍ مزنّرة بحبقِ النَّارنجِ؟!

ستوكهولم: 15 . 12 . 2004
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

نقلاً عن جريدة العرب اليوم الأردنية الصادرة 27 ـ 9 ـ 2006
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-09-2006, 09:07 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

أنتِ يا شهقتي، أنشودةُ فرحٍ غافية بين براعم الرُّوح، لماذا لا تعبرينَ مساحات الحنين المفروشة بكلِّ أنواعِ الزُّهور كي تزيدي اشتعالي اشتعالاً، تفضّلي يا عبقي الآتي وانثري فوق رعشتي بهجة العناق ونحن نتألّق مثل عذوبةِ الثَّلج تحتَ بسمة الشَّمس.
روعة الاحاسيس تتالق بين سطورك ورعشة المشاعر تعانق روحها
فعلا يا استاذي ابدعت مرة اخرى
محبتي
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين
im Namen des Vaters
und des Sohnes
und des Heiligengeistes amen
بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-09-2006, 10:02 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

عزيزتي الغالية جورجيت

تحيّة
شكراً لمروركِ الطيب ..
نصوصي هي هدية للقراء والقارئات، يفرحني عندما يحقِّق نصّي المتعة والفائدة للمتلقي.

هناك نصوص أخرى في طريقها إلى النشر في صحيفة العرب اليوم الأردنيّة ثم سأنشرها في الموقع تباعاً!
مع خالص المودّة

صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28-09-2006, 10:11 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,292
افتراضي

كعادتك متألق دائما أيها الشاعر الأديب تمتعنا من خلال رحلة الكلمة وهي تمخر عباب السحر وتشدو على مدى العمر أناشيد العطاء الجميل دمت لنا بكل خير يا أديبنا الكبير.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28-09-2006, 10:21 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

غداً سأعبرُ البحار ممتطياً أمواج المساءِ كي أرتمي بعد غربةٍ طويلة بين تلالكِ المخضوضرة بخصوبةٍ تضاهي نداوة عشبة الخلاص. أنتِ أنثى متلألئة بموشورِ الحنين، موجةُ عشقٍ معلّقة بين طيّات الغيوم، هل راودك يوماً أن تحضني عاشقاً مفهرساً بين أمواجِ البحر؟
حضورك بيننا يعطر أطياف وخبايا أرواحنا دمت لنا طائرا مغردا في عالمنا المبهج ...
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28-09-2006, 11:20 PM
الصورة الرمزية Sabah Hakim
Sabah Hakim Sabah Hakim غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,315
افتراضي

عندما تشعرين بالبرد، لا تقلقي، اِلتحفي بحرفي فهو ساطع بدفء الحنين وبهجة السّنين المتعانقة مع خصوبة الرُّوح!

عندما يكتب قلمك
نجد الاحساس والابداع من خلال حروفه
و التألق من خلال كلماته
فهو يترجم صدى بوحك
و
همس قلبك
فقد انتقيت اجمل الكلمات

وارقى الجمل
ودمت مبدعا


محبتي


____________________
مــالــي أرى الــشــمــع يــبــكــي فــي مــواقـــده
مـن صــحــبــة الــنــارأم مــن فـــرقـــة الــعــــســـــل
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30-09-2006, 10:23 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز أبو نبيل

تحية
وصلتني البارحة صحيفة العرب تلغراف الصادرة من لندن وفي عددها الأول أحد نصوصي مقاطع من السلام أعمق من البحار، وقد اعتمدت الصحيفة أن تنشر النص كاملاً بشكل متسلسل على مدى ثلاثة شهور حيث ستصدر كل اسبوع مرة، ثم ستصبح الصحيفة يومية، تصدر من لندن وتوزع في جميع أنحاء العالم وهي صحيفة جديدة تهتم بشؤون السلام والوئام بين البشر!
وقد اتصل معي رئيس التحرير وتم الاتفاق على نشر النص ونصوص أخرى تباعاً ..

نصوصي هدية لكم وللأحبة القراء كل القراء والقارئات ..
مع عميق مودتي
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-10-2006, 02:07 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيزة سميرة أم نبيل

تحيّة
يسرّني أن أكون بينكم، ويسرّني جدّاً أن حرفي يسرّكم ويفرحكم ويحقِّق الفائدة والمتعة للقارئ والقارئة، فهدفي من الكتابة يتماوج ما بين تحقيق الفائدة والمتعة، ومن جهتي أعتبر أفضل الفوائد من النص الأدبي هو تحقيق متعة للقارئ، متعة القراءة، لأن النص عندما يحقّق متعة أثناء القراءة يكون قد حقّق الفائدة أيضاً فلتكن الفائدة هي المتعة نفسها ...!

مع خالص المودّة
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-10-2006, 04:03 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديقة العزيزة صباح

تحية أيّتها المتغلغلة في غربة فسيحة تكاد تلامس شهوة القمر!
أكثر ما يغيظني أنني لم أؤرشف رسائلي التي أرسلتها للأحبة الأصدقاء والصديقات على امتداد تجربتي في عالم الرسائل والصداقات، إلا القليل القليل منها، وقد أقتنصت بعضاً منها وصغت منها قصصاً قصيرة وقصائد ولم أتركها في سياقها الرسائلي!

مثلاً قصة الكرافيتة والقنّب التي كتبتها انبعث من خلال رسالة كتبتها للعزيز الصديق متى ابراهيم سارة، وعندما انتهيت من كتابة الرسالة وقرأتها وجدت انها تحمل بين طياتها قصة قصيرة جاهزة ولا تحتاج إلا لبعض الصياغات الخفيفة والاصطفاءات وفعلاً اقتنصت الرسالة ولم أرسلها له إلا بعد أن نقلت كل ما في مضمون الرسالة وكتبتها بطريقة قصصية ثم أرسلت له رسالته بعد أن كانت الكرافيتة والقنّب تتربّع على صفحات الصحف الصادرة من لندن ودنيا الشرق والمواقع الالكترونية!
وقد استطعت أيَضاً أن أستثمر الكثير من القصائد والرؤى والمقالات من عوالم الرسائل التي كتبتها للأحبة ولكن مع كل هذا فإنني فقدت الكثير الكثير لأنني ما كنتُ أحتفظ بنسخ عن الرسائل المرسلة لأصحابها!

جاءني منذ فترة طيبة من أديبة شابة طموحة من ربوع الخليج تنوي إعداد كتاب حول أدب الرسائل، إيميلاً ودعوة للمساهمة في إعداد كتاب عن أدب الرسائل وبعد أن قرأت إيميلها وعرضها أرسلت لها ردّاً متسائلاً ماذا تريدين بالضبط؟ فقالت اعداد كتاب حول أدب الرسائل من مجموعة الكتاب والشعراء والروائيين الشباب لأن هذا الجنس الأدبي شبه منقرض؟ ضحكت في عبّي متمتماً، شبه منقرض! مئات الصفحات ذهبت في جعبة الريح، وتقول شبه منقرض، معكِ حق يا عزيزتي أن تقولي عن هذا الجنس الأدبي شبه منقرض لأننا لا نكترث لأهمية رسائلنا إلا بعد فوات الأوان، كنتُ آنذاك ململماً ومبوِّباً إلى حدٍّ ما بعض الرسائل وكان بين أجنحة آرشيفي بعض الرسائل التي تحمل حبق النص السردي الشعري على شاكلة هذا النص الذي بين أيدينا، فأرسلت لها نصين من نصوصي حول أدب الرسائل، وعندما قرأتهما قالت لي هل عندك المزيد، فقلت لها ليس لدي سوى بضعة نصوص أخرى لكني أستطيع ان أكتب لكِ المزيد والمزيد جدّاً لأن هذا النوع من الأدب لا يحتاج إلى أية استعدادات للكتابة والتخطيطات سوى وجود شخص ما إنسانة ما تنتظرني لأن أكتب لها نصاً على هذا الإيقاع أو ذاك، ضحكت وقالت طيب اعتبرني هذه الانسانة وأكتب لي نصوصاً على هذا الإيقاع العشقي والإنساني العميق! ضحكت وقلت لمَ لا! ثم تاه كلِّ منّا في معمعانات غربته في الحياة!

يستهويني هنا أن أشير إلى مسألة طريفة، غاية الطرافة، هذه المسألة حصلت معي منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث أنني كنتُ وما أزال على تواصل عبر الشبكة العنكبوتيّة مع الكثير من الكتاب والكاتبات والشعراء والشاعرات من خلال نصوصنا وأشعارنا وهمومنا المشتركة، ففي إحدى الأيام جاءني إيميل قصير جدّاً لكنه ذو مفعول كبير! رسالة إيميلية من قارئة معجبة بنصوصي الشعرية العشقية! وبدأت أردُّ عليها بشراهة رسائلية غير معهودة من قبل، نصوص عشقية من الطراز العميق، أكتب رسالة تلوى الأخرى ويردني على رسائلي بضعة كلمات لا أكثر، ولم تتواصل معي على الماسنجر نهائياً، فقط عبر الإيميل وهكذا استمر الأمر معي قرابة عام ونصف العام تقريباً!
كنتُ غائصاً في عوالمها الشوقية حيث بدت أنها رومانسية من الطراز الرفيع، كانت مفصّلة على مزاجي وجموحاتي المتدفقة مثل مياه دجلة أثناء قمة هيجانه، وأجمل ما في هذه التجرية أنني أرشفت أكثر الرسائل التي أرسلتها إليها لأنني في عهد التواصل الالكتروني وسهولة نقل وتبويب وأرشفة النصوص جعلني قادراً على الإمساك بهذا السيل الجارف من الرسائل، وفيما كنتُ في قمّة جموحي وتواصلي وتدفقي الشعري، تلقيت صدمة ولا كلّ الصدمات! ربما يخيل إليكم ان المرسلة كانت شاباً، لا كانت أنثى من لحم ودم، لكنها كانت أنثى افتراضية غير موجودة على أرض الواقع، كانت قارئة افتراضية صنعتها وأوجدت لها إيميلاً صديقة من صديقاتي المبدعات وسلَّطتها عليَّ كنوع من الدعابة، ثم تطوَّرت الدعابة إلى أن وصلت إلى مرحلة أنها لا تستطيع أن تنقطع عن مراسلتي، كانت ربّما تستمتع برسائلي العشقية التي كانت أكثر من الطراز المنشور هنا، عبر هذا النص، لأنها كانت نصوص لأنثى من نكهة الفرح الخفي وليس للنشر، وهكذا وصلت صديقتي إلى مفترق طرق فلم تستطِع أن تستمر في مراسلتي ـ على حدِّ قولها لي لاحقاً ـ خوفاً عليّ لأنها بدأت بدعابة وأنا استهوتني بادرتها لأنني تصورتها قارئة رومانسية تصلح أن تكون ملهمة من ملهماتي ومحفزة لنصوصي، لأن شرارة بسيطة كانت كافية أن تجمحني للكتابة، وهكذا عندما وجدتني صديقتي غارقاً في هذه القارئة الافتراضية دخلت على الخط عبر الماسنجر وقالت لي في سياق دردشاتنا هناك موضوع مهم تود أن تصارحني به لكنها لا تسطيع أن تبوح به عبر الماسنجر، وكنّا نتواصل عبر الماسنجر فقط بالكتابة، لا صوت ولا صورة لكني أعرفها معرفة عميقة للغاية وهي عزيزة علي لأنها كاتبة محترمة ولها حضورها الأدبي الجيد، فقلت لها ولو، معقول أن تنحرجي منّي، تفضلي خذي راحتكِ فأنا رهن إشارتكِ، ففهمت منها أن الموضوع كبير ويحتاج أن تراسلني عبر إيميلي الشخصي، فقلت لها على راحتك يا عزيزتي.
بعد يومين جاءني رسالة عبر إيميلي وإذ بي أجدني أمام مقدمات وشروحات طويلة، وزودتني بالكود السرّي للايميل الذي كانت تراسلني وصرحت لي أنها هي التي صنعت إيميلا لهذه القارئة الافتراضية وهي التي كانت تراسلني بجملة وجملتين وأنا كنت أغوص في عالم الكتابة والردود العشقية العميقة، وقدمت اعتذارها عبر رسالتها وزودتي بكل الرسائل التي أرسلتها لها لأنها كانت محفوظة في ملف خاص، ولأنها وجدت في الرسائل نصوصاً شبه جاهزة مع الخروج قليلاً عن أعراف النشر، لأنني كنت عبر رسائلي آخذي امتدادي على المليان! هاهاهاها، لكن هذا المليان كان ملياناً حضارياَ رومانسياً انسانيا منعشاً للروح، وهكذا خرّبت بيتي وبيت بيتي في تصريحها لي، لأن الذي أزعجني بالأمر ليس لأنها صديقتي وصنعت قارئة افتراضية بل أن هذه القارئة ستختفي من حياتي وستختفتي معها شراهتي المفتوحة على ظلالِ الهلال!
وبعد أيام ظهرت صديقتي على الماسنجر، فوجّهت دعوة للكتابة لها، قبلت الدعوة وبدأنا نناقش الأمر فصرحت لي انها خافت علي أن أصل إلى نقطة خطيرة في علاقتي مع هذه القارئة التي صنعتَها، فقلت لها أن جل تركيزي يا عزيزتي كان منصباً على الكتابة، وأما هي فكانت قارئة وصديقة غامضة، حتى انني وضعت في الحسبان أن تكون افتراضية أيضاً والذي كان يهمني منها أن اللعبة كانت رائعة، فلم أنزعج منكِ لأنكِ قمت بهذا العمل بل مزعوج لأنك قضيت على القارئة وما يرافقها من كتابة، ضحكت وقالت ولا يهمك سأسلّط عليك قارئة أخرى أفضل منها بكثير، وغصنا في عالم القهقهات ..
الآن عندما أفرش رسائلها وأقرأها أشعر أن أدب الرسائل فيه من الحميميات والمشاعر الشيء الكثير، فإذا كانت قارئة افتراضية قادرة على تفجير كل هذا التدفق الشعري فكيف لو كانت أنثى من لحم ودم وشَعرُها يتدلى على غدائرِ القصيدة!


مع عميق مودتي واحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 03-10-2006 الساعة 12:23 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke