أتدرين إلى أين يا لبنان..؟

[وديع القس]

أتدرين إلى أين يا لبنان ...؟

من أنت ..؟ وكيف تسيرين ..؟ وإلى أين ...؟
أصحيح ٌأنت قيثارة الشرق..؟ ونغمة الغرب ..؟
أم زهرة العاشقين ..؟
هل أنت الحرية ...؟ أم مثال الديمقراطية ..؟
أم أنت لكل حرّ ٍ عرين ..؟
أنت قلم الشعراء
أنت بسمة البراعم ومأوى الفقراء
وخبزٌ لكل ّ المساكين .
أنت الفكر ..أنت الحب
أنت النبض والقلب
أنت الحمل وأنت الذئب..!
أنت المحيط وأنت التنين .
أنت حمامة البسطاء
وأنت ثورة السماء
أنت الطاعة وأنت العناد
أنت الجمال في وجه الحزين .
إذا ً لماذا تُغتصبين ..؟
بقروا بطنك بكل أنواع الحراب
وأغلقوا في وجهك القرمزيّ
كل الأبواب
لماذا لا تدرين ..؟
أتدرين لماذا ..؟ نعم يجب أن تدرين
الجواب أنت حُبلى
الجواب كي لا تلدين ..!
أجل لأنك حُبلى بتوأمين
الأول :
طفل ٌيبتسم بصدق ٍللديمقراطيّة
الثاني :
طفلة ٌترقص على أنغام الحريّة
إذا ً يجب أن تُجهضين ..!
وهناك أمرٌ لا تعرفيه لأنك لا تسمعين
وتجاوزت حدود الخط الأحمر
وتعانقت ِبصفاءٍ مع الله وأكبر
فيجب أن تُحرقين .
أنت لا تسمعين ولا ترين ولا تعرفين
حرية الغرب المتقدم بالحضارة والقوانين
والمثل الأعلى للحضارة عند جارتك
وشقيقتك فلسطين .
وللإشارة يا جارة انظري إلى وجه الحضارة
في مخيّمات الإنسانية الراقية
في جنين .
لم َلا تصحين يا نائمة..؟
لم لا تفكّرين بالحسّاد ..؟
حسدوك يا جارة
حسدوك من جراح العراق وفلسطين ..!
ولم لاولم لا تكونين فريسة طيّعة
تلهو بها مخالب السّاديين ..؟
أجل : وقع عليك الدور
وتم الموعد لفتح القبور
ولا فرق بين صيدا وصور
ولا بيروت ولا قاناولا مرجعيون
ولا مروحين .
لماذا تعلّمين الحب ّللظالمين ..؟
وفي زفيرك يعلو صوت الحقّ
من حين ٍ إلى حين .
إذا ًيجب أن تدمرين ..!
يجب أن تعلمي بأن الصوت الأعلى
والكرسيّ الأعلى والدم الأغلى
في( هيئة الذمم )مرهون ٌ –مرهون ٌ
بإبن صهيون المدين .
إذا ًانتظري المسيح الدّيان يا لبنان
وبشوقك للحرية على صدورهم
ستمشين ...!
وبمسامير الديمقراطية نعوشهم
تدقّين ..!
وبدموع الثكالى أوساخهم ستغسلين .
وبأشلاء الطفولة البريئةأرواحهم
ستحرقين .
وبصمود رايات الأرز الأبدية
والدماء الطاهرة الذكية –
قلوبهم ستشعلين .
وأنت يا لبنان ستبقين درسا ً
أبديا ًلكل الوحوش والظالمين .
وأصبحت وساما ًللأحرار
ورمز للشيوخ الكبار
وحلم الطفولة للصغار
ودرسا ًللشموخ أبد الداهرين .