![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
جبرانيات ( 2 )
مقتطفات من كتاب النبي ... لجبران خليل جبران الزواج ..... وقالت المطرة ثانية : حدثنا عن الزواج ؟ فقال : ولدتما معاً ، وتظلان معاً. حتى في سكون تذكارات الله. ومعاً حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء . ولكن ، فليكن بين وجودكم معاً فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض ، حتى ترقص أرياح السموات بينكم . أحبوا بعضكم بعضاً ، ولكن ، لا تقيدوا المحبة بالقيود بل لتكن المحبة بحراً متموجاً بين شواطئ نفوسكم . ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه ولكن ، لا تشربوا من كأس واحدة . أعطوا من خبزكم ولكن ، لا تأكلوا من الرغيف الواحد . غنوا وارقصوا معاً, وكونوا فرحين أبداً . ولكن ، فليكن كل منكم وحده كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعاً تخرج نغماً واحداً . ليعط كل منكم قلبه لرفيقه ولكن ، حذار أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ لأن الحياة وحدها تسطتيع أن تحتفظ بقلوبكم . قفوا معاً ولكن ، لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين ، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها . ********** الأولاد ..... ثم دنت منه إمرأة تحمل طفلها على ذراعيها وقالت له : هات حدثنا عن الأولاد . فقال : أولادكم ليسوا لكم ... أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها ، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم . ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم . أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم . وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادكم ، ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم . فهي تقطن في مسكن الغد ، الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم . وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم ، ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم . لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس . أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم ..... فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية ، فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى . لذلك, فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة . لأنه كما يحب السهم الذي يطير من قوسه هكذا يحب القوس الذي يثبت بين يديه ..... ********** يتبع ... المحبة - الصداقة |
#2
|
||||
|
||||
![]()
صديقي المهندس الحبيب فادي
إن هذه الجبرانيات التي أستطيع أن أطلق تسمية أخرى عليها أكثر دقة لأقول: هذه الروحانيات من عبق فكر جبران والممتزجة بفلسفته ومفهومه في الحياة إنما هي عبر ودروس ذات قيمة غنية لنا كجنس بشري ولو كان جبران غير عربي لبلغ أضعاف ما بلغه من التقدير والاهتمام في كل أنحاء العالم. إن جبران ثروة فكرية هائلة يحق للبنان أن يفخر ويتباهى به ومن يتأمل عميقا في روح هذه المباديء السامية يرى فيها دينا جديدا أراد له جبران أن يصمد في وجه رياح الحقد والحسد والضغينة وغيرها من الأوبئة السائدة في المجتمع والمنتشرة فيه. شكرا لك يا عزيزنا فادي. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|