المسيحيون والمسلمون العرب.. تطابق في كل شيء,,,

[kestantin Chamoun]

29-12-2010 9:29:15

المسيحيون والمسلمون العرب.. تطابق في كل شيء

زياد أبو شاويش

لم يكن مؤتمر دمشق للإخاء الإسلامي المسيحي الدولي، الذي انعقد في الخامس عشر من الشهر الجاري في قصر الأمويين، نشاطاً منقطع الصلة عن جملة الأنشطة والتحركات التي قامت وتقوم بها دمشق من أجل منع الفتنة المذهبية ووقف القتل الذي يمارس من خلفية دينية متعصبة أياً كان مصدره ودوافعه.

إن مشاركة ألفي رجل دين من أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية في المؤتمر يشير إلى أهمية الحدث وانعكاسه إيجاباً على تحقيق الهدف المنشود، وكذلك على أهمية إظهار الوحدة بين المسلمين والمسيحيين في مقاومة التدخل الغربي في شؤونهم الداخلية.

الكل يعرف أن الشرق عموماً، والعربي على وجه الخصوص، يمثل النموذج الطيب للعيش المشترك والتعايش الأخوي بين كل مكونات المجتمع مع تميز واضح لسوريا على هذا الصعيد.

المسيحيون العرب ركيزة أساسية لا يمكن القفز عنها لفهم التاريخ العربي وفي الشرق عموماً ولرسم مستقبل واعد للأمة العربية.

إن الدارس لتاريخ المجتمعات العربية وتطورها منذ مطلع التاريخ لا بد سيلحظ الدور الكبير الذي لعبه هؤلاء في تكوين الأمة وخلق الروح العربية الأصيلة لديهم، كما سيلحظ التطابق المدهش بين صفات وملامح وحقوق الفريقين على مستوى الأفراد والجماعات، ولا يمكن التفريق بين المواطنين من خلال انتمائهم الديني أو المذهبي.

التطورات السياسية على المستوى الدولي والإقليمي أظهرت كم هو مهم قطع الطريق على التدخل الغربي في الشأن العربي وبالخصوص ما يرتبط بالعلاقات الدينية بين مكونات المجتمع في الأقطار العربية التي يتعدد فيها الانتماء الديني والمذهبي.

إن التفريق بين المواطنين على أساس انتمائهم الديني أو المذهبي أو حتى الفكري السياسي يقترب من الخيانة الوطنية لأنه يؤسس لوجود صواعق متفجرة تدمر كل شيء لو ترك لها العنان الذي يهدم أسس الحياة والعيش المشترك القائم على المساواة وحرية الاعتقاد.

لا بد من وقفة جدية أمام ما جرى في أكثر من مكان لتشريد المسيحيين العرب من بلاد كان لهم فيها الريادة وقصب السبق الحضاري والانتماء القومي ولا زالوا يمثلون مع المسلمين وحدة قائمة على التسامح والفهم المشترك وليس فقط العيش المشترك، وقفة تنهي هذه الظاهرة السوداء والمسيئة لكل ما هو عربي وإسلامي، ولفضح المحرضين والممولين لها ومطاردتهم أينما كانوا ولأي جهة انتموا.

Alarab Online. © All rights reserved.