Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > شعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2009, 11:27 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي كيفَ لامسَ خدُّكِ تبرَ الحرفِ؟ [14 ـ 20]


كيفَ لامسَ خدُّكِ تبرَ الحرفِ؟

[14 ـ 20]




14


.... .... ... ..
تمرَّدَ الحرفُ
على سنابِكِ السَّأمِ
أينَ تخبِّئينَ دمعةَ الرَّحيلِ
زمنٌ يحلِّقُ في نصاعةِ الفراغِ
تاركاً لظى الشَّمسِ
يفتِّتُ صلابةَ الصَّخرِ

تهرُّ أوراقُ العمرِ
كأشجارِ اللَّوزِ
وحدُها الذّكرياتُ تغفو
فوقَ مجسَّاتِ المروجِ
بعيداً عن غبارِ الغربةِ

تدمعُ عيناكِ شوقاً
إلى دُرفةِ البيتِ العتيقِ

أمٌّ من طينِ الوداعةِ
مشلوحةٌ فوقَ خشونةِ الصَّولجانِ
تنتظرُ سطوعَ الضَّوءِ
تحلمُ بعودةِ شاعرة
انبعثَتْ فجراً من كينونتها
شاعرة مخضّبة بالبكاءِ
تحملُ بينَ روابيها
أحلاماً غارقة في العواصفِ
غَرقَ الشَّرقُ
في طوفانِ الطَّيشِ
تاهَ في عرى القهرِ
في مهبِّ الغبارِ

وحدهُ الشِّعرُ ينتشلُ أوجاعنا
من تيهِ الضّياعِ
يغربلُ شوائبَ العمرِ
يبلسمُ جراحَ الجياعِ

هل تحنِّينَ إلى احتضانِ الأمِّ
إلى خريرِ البوحِ الزُّلالِ
أمٌّ على بوَّابةِ الأملِ
تغفو على مروجِ الحلمِ
تنتظرُ منكِ قصيدةً مطعّمةً
بكنوزِ المزاميرِ

لماذا لا تنثري مزاميركِ
فوقَ شهيقِ الرِّيحِ
لعلّها تخفِّفُ
من قيحِ الجراحِ
لعلَّها ترسمُ وردةً
فوقَ ثغرِ الصَّباحِ
كيفَ لامسَ خدُّكِ تبرَ الحرفِ
غافياً فوقَ أغصانِ القصيدةِ؟

تطهَّرَتِ الرُّوحُ من طحالبِ القهرِ
تكلَّلَتْ عذوبةً بوهجِ الشِّعرِ

حبرُكِ يا أميرةَ الحزنِ
يناغي حفاوةَ الصلصالِ
تتناثرُ دماءُ القصيدةِ
فوقَ عرشِ الطِّينِ
يتلألأ قمرٌ في بحارِ الرُّوحِ
تغارُ منه نُجيماتُ اللَّيلِ
عناقٌ يضاهي فراديسَ الحلمِ
يلامسُ شغفَ الطُّفولةِ

قصيدةٌ من بهاءِ إندلاعِ النَّيازكِ
تنبعثُ من وميضِ عينيكِ
تصبُّ في قلاعِ الحنينِ
غداً سيرقصُ الموجُ
على رفرفاتِ البساتينِ

يحفرُ القلمُ حرفاً عميقاً
في عتمةِ الزَّنازينِ
يصفِّي شوائبَ الحياةِ
من مخابئ القاعِ
يمحقُ رعونةَ الضَّجرِ
يرسمُ حنينَ الرُّوحِ
في محارِ القصيدةِ
في إيقاعِ الأغاني!

فرّتِ العاشقة من دفءِ القصيدةِ
من بحبوحةِ الألوانِ
جفَّتْ مآقي الرُّوحِ
ضجرٌ في سماءِ الصَّباحِ ينمو

تصحَّرَتْ أغصانُ الخيالِ
لماذا غِصْتِ في هوامشِ الحياةِ
عشقٌ من وهَجِ الزمُرُّدِ
يخبو في زبدِ البحرِ
يفرُّ بعيداً عن أراجيحِ العناقِِ

تلظّى القلبُ
تيبَّسَ حلقُ الشِّعرِ
من عطشِ الشَّوقِ
بركانٌ من الأسى
يلوحُ فوقَ روابي اللَّيلِ!
.... .... .. ... يُتْبَعْ!




صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-09-2009, 03:35 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,886
افتراضي

وحدهُ الشِّعرُ ينتشلُ أوجاعنا
من تيهِ الضّياعِ
يغربلُ شوائبَ العمرِ
يبلسمُ جراحَ الجياعِ


وحدُهُ الشّعرُ، المُعَزّي
عندما تقسو الحياة

عندما يبكي رضيعٌ،
عندما تصفو القناة

عندما يشدو حنينٌ،
رغمَ أوجاعِ الحياة.

وحدُهُ الشّعرُ، الشّهيدُ
الشّاهدُ المُغري الصّفات

ينتقي ما شاءَ لفظاً،
صاغَهُ صوغَ الأداة

ينثرُ الإحساسَ، ذوقاً،
مُبدعاً، يهوى الأناة

مُبحرٌ في عُمقِ عَدلٍ،
ليس يخشى مِنْ طُغاة

يرسمُ الآفاقَ نظماً
ليس فيهِ تُرّهات

إنّه الوجهُ الجميلُ،
في مُحيطِ المُفجِعات

كلّما غرّدتَ شعراً
يا عزيزي. قلتُ: هات

إنَّهُ ما يشفي روحي،
ما يجيءُ المُعجِزات.

عصرُنا أمسى بليداً،
قد أضرَّ الكائنات

فكرُنا أمسى عقيماً،
راضخاً للمُفزِعات

قلبُنا أضحى هواءً،
مثلُهُ، مثلُ النبات

ليس إحساسٌ بوعي،
ليس يُعنى بالحياة.


شكرا لإبداعك أيّها الشاعر الثائر.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke