انظر أخي الدكتور فيليب إلى الجهود المضنية و الحثيثة التي يقوم بها علماء الغرب المستشرقون و هم يبحثون و يدققون و ينظرون و يقارنون إلى أن يتوصلوا إلى نتاج علمي صحيح غير خاضع للأساطير أو للتخويف و الترهيب على أنه تحدي للعزة الإلهية. فيما علماء المسلمين يسلمون بدون أي دليل عقلي لكل ما جاء به القرآن و للشروحات التي وضعها مفكروهم بدون دراية و لا دراسة و لا تمحيص و هم هلى عماهم الكبير. إنهم يعمون الأبصار عن رؤية الحق و يحاولون أن يلتفوا عليه ليخنقوه. هذا هو الفرق بين علماء هدفهم معرفة و كشف و تحصيل و بين علماء هدفهم تخدير و تعتيم و ترهيب و تكفير. يجب أن يتم إخضاع القرآن لدراسة دقيقة وافية و تبيان ما فيه من أخطاء و من أصول غير عربية لكي يعترف المسلمون بزيف ما بين أيديهم و أنه ليس محفوظا في السفر الأبدي كما يزعمون. إنهم يخضعون كل شيء للقرآن حتى اللغة العربية و قواعدها و أصولها يجب أن تخدم القرآن علما أن القرآن كتب باللغة العربية و ليست اللغة العربية هي التي كُتِبَتْ بالقرآن. فقد كانت اللغة قبل القرآن بمئات السنين و كتب شعراء كثر بها و منهم ما أخذ القرآن عنهم أشعارا و أسموها آيات. هذا هو الواقع المحزن للمسلمين فهم لا يحاولون و متى حاول غيرهم يتهمونه بالكفر و بالزندقة و يدعون إلى قتله بهدر دمه و بحجة الدفاع عن إلههم الضعيف و نبيهم الدجال. كيف يمكن أن يتطور الفكر العربي أو لغتهم أو أن يكونوا حضارة محترمة لطالما أحبوا العيش في الظلمة الفكرية و ضمن قوقعة الطقوس الإلهية التي تشلّ لديهم كل طاقة إبداعية. لا تحاوروا.. لا تجادلوا.. لا تناقشوا. حرام.. جريمة.. كفر .. ارتداد و غيره من الأوصاف يتم لصقها بمن يحاول الخروج عن هذا الطوق المحكم حول الفكر و حرية الرأي و الرغبة في المعرفة و السعي إليها بعقل و تبصّر فهذا يخيفهم. إن أمة الإسلام سوف ينهيها جمودها لأن الحياة لا تسير إلى الوراء و لا تقف دون حركة و المجتمعات و الأفكار و العلوم و البشر يتطورون في جميع المناحي. شكرا لنصك الرائع يا دكتور.
__________________
fouad.hanna@online.de
|