![]() |
Arabic keyboard |
#3
|
|||
|
|||
![]()
الصديق العزيز يوسف وارطو
تحية الغربة بالنسبة إليّ كنزٌ ثمين للكتابة، تفجِّر بي طاقات شوقية وحنينية جارفة إلى منابع الطفولة والصبا والشباب، وهناك في محطاتي الأولى أنثر وهج عشقي لمرابع تلك المنعطفات البكر، أنثرها فوق وجنة الحرف فتأتي نصوصي مخضبة بعوالم مفتوحة على ضياء القمر، عوالم خصبة لا حدود لها. لا تقلق، فمهما كانت الغربة قاسية، فقد عانينا الأمرّين هناك أيضاً، والحياة يا صديقي هي عبارة عن محطات ملوّنة، لكل محطة رونقها وجمالها وعبقها رغم بعض التعاسات والمنغصات التي يتخللها عبر أية مرحلة من مراحل عمرنا، لكننا مع هذا نحنُّ إلى تلك التعاسات وإلى الدفء المرافق لها في الكثير من الأحيان لأنها جزء من تاريخنا وذكرياتنا وآهاتنا المنقوشة على جدار الزمن. الحياة جميلة بمتناقضاتها وغرائبيتها ومفاجآتها، ولولا هذا التضاد وهذه الغرائبية وهذه التوترات المشحونة بالتأفف والقلق والضجر لما شعرنا بغليان داخلي في كياننا ولما فجرنا هذه الطاقات عبر نصوص دافئة، وقدمناها للحياة لأنها منبعثة من الحياة! عزيزي يوسف حياتنا بحد ذاتها تشبه قصة، قصة غير مكتملة، أحيانا نكملها عبر أحلامنا وأحياناً تستكمل عبر موتنا المؤجل إلى حين، وربما هذا الحين يطول أو يقصر ولكنه بالنتيجة هو حين، هو وقت، لهذا فنحن مجرد ضيوف عابرين على وجه الدنيا وليس لدينا سوى أقلامنا نشهرها في وجه قباحات هذا العالم! دمتَ صديقاً وفياً لديريك وللأحبة كل الأحبة مودة خالصة صبري يوسف ـ ستوكهولم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|