![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() جداولُ الرُّوحِ عطشى 3 ..... .... ... ... .... حروبٌ في بداياتِ القرنِ في نهاياتِ القرنِ في خاصراتِ القرنِ حروبٌ من لونِ الاصفرارِ اصفرارُ العقاربِ حروبٌ طائشة كثيرةُ الإنتشارِ تزرعُ خلفها أوبئةً قميئةً .. أمراضٌ في طورِ اليرقة خسائرٌ أكبر من مساحاتِ الحلمِ خارَتْ مفاصلُ الجبالِ .. خارَتْ أجنحةُ السَّماءِ لم تعُدْ للربيعِ نكهةً .. ولا للصيفِ بهجةً تحوَّلَت شهقةُ الاشتياقِ إلى رماد! إلى ضبابٍ مغلَّفٍ بالسُّمومِ إلى حالةِ اختناقٍ دوراتٌ حلزونيّة دوَّخَت خيالَ المبدعين حوَّلَت أجملَ الأشياءِ إلى سرابٍ! زمنٌ تهربُ مِنْهُ الفراشات أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟ جداولُ الرُّوحِ عطشى ماتَت فراخُ العصافيرِ فراخُ طيورٍ برّية ماتَت كائنات بحريّة قَبْلَ أنْ ترى السَّواد.. نورٌ كثيفُ الغبارِ يحملُ بينَ ثناياه طبقاتٌ سميكة من دخانِ العصرِ عصرٌ حافلٌ بالمراراتِ حافلٌ بكنوزٍ مخبوءة في فوّهاتِ المدافعِ حافلٌ بموتِ المبادئِ بتضخُّمِ جموحِ الصَّولجان زمنٌ مبرقعٌ بالفقاقيعِ يذهلكَ بنموِّهِ بانزلاقِهِ في آبارِ الجنونِ .. لماذا وجهُكِ متصدِّعٌ أيّتُها الحرّية؟ آلافُ السَّلاحفِ ماتَت على شواطئِ البحار!ِ صديقتي .. لماذا وجهُكِ مضرَّجٌ بالكآبةِ وخدّاكِ الحنونانِ باهتان؟ هل نضحَتْ كآبتُكِ من لوعةِ الاشتياقِ، أمْ تفاقمَتْ من أوجاعِ هذا الزَّمان؟ تاهتِ الجِمالُ بعيداً هربَتْ مِنْ هطولِ الشَّظايا من تراكماتِ تدفُّقِ الحنظلِ فوقَ جباهِ المدائنِ فوقَ شفاهِ الأريافِ الحزنُ حائمٌ حولَ حدباتِها لَمْ يفارقْ شفاهَهَا المتدلّية عطشاً يزدادُ قلقُهَا بازديادِ مساحاتِ الاصفرارِ عَبَرَتْ من غيظِهِا أعماقَ الصَّحارى تجترُ أوجاعَ السِّنين! فَقَدَ الهواءُ نقاءَهُ والرِّيحُ تراخَتْ أوصالَهَا ارتطمَت فيوجْهِ الوطاويطِ وطاويطُ هذا العالم تتحدّى عنفوانَ الرِّيحِ تريد أنْ تكسرَ أعناقَ الرِّيحِ ترشرشُ وساوسُها بَيْنَ أجنحةِ الرِّيحِ! الشَّارعُ يبكي دماً مَنْ أجَّجَ هذِهِ النِّيران الملتفَّة حولَ خاصرةِ الصَّباحِ؟ من خلخلَ كلّ هذِهِ الأغصانِ؟ ضجرٌ من طعمِ الحنظلِ يلتفُّ حولَ أوتارِ الرُّوحِ تَحَشْرَجَ الكلامُ في سماءِ الْحَلَْقِ ولم يعُدْ للشهيقِ شهقةَ الاشتياقِ مَنْ رمى تلكَ الوردة على قارعةِ البكاءِ؟ ... ... .. ... ... ....! صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|