Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > منتدى فرعي للأب القس ميخائيل يعقوب > مقالات - أبحاث - دراسات - نشاطات الخ

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-05-2008, 06:16 PM
الأب القس ميخائيل يعقوب الأب القس ميخائيل يعقوب غير متواجد حالياً
Ultra-User
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 304
افتراضي ضروريٌّ جداً قراءته

وصلتني الرسالة التالية بالبريدالالكتروني
الأب الكريم ميخائيل
لك كل محبة واحترام وتقدير


أود أن اشرح بعض النقاط الهامة التي يتوقف عليها سلامة الشعوب المسيحية من سيطرة إبليس عليهم والتي ظهرت في الكنيسة منذ عصور سابقة وهي انتشار الصور والتماثيل والأيقونات وان الشعوب تقدس هذه الأشياء التي ليس لها أي قيمة فعلية وان الإباء الكهنة تبخر لتلك الأشياء في الكنائس إنني لا أريد أن تغضب من هذا الكلام وسوف اثبت لك حقيقة هذا الأمر هل قراءة لوحات سوز التي يعود تاريخها إلى حوالي 1500 عام قبل الميلاد وهذه اللوحات قد وجدت على أنية فخار وكانت هذه اللوحات مغطاة بنوع من أنواع الطلاء لإخفاء رموز ولم يستطيع العلم فك هذه الرموز ولكن استطاع شخص أن يفك تلك الرموز ووجدت هذه اللوحات في سيلوسيا على ضفاف دجلة وقد كتبت هذه اللوحات باللغة المسمارية وكان البابليون والآشوريون يستخدمون إشارات مسمارية نادرة آنذاك في عهد السيلوسيين قبل العهد المسيحي، ولم أستطيع في الوقت الحاضر أن احصل على صورة من تلك الرموز ولكنني قد رايتها وسمعت شرح كامل من بعض الإباء الكهنة عن طبيعة تلك الرموز الخريطة الرمزية المسمارية مقسمة إلى جزأين الجزء الأول يوضح أن الديانة الوحيدة التي يجب أن تكون متواجدة في العالم هي الديانة المسيحية ولكن سوف يسيطر إبليس على الكنيسة بسب جهل قيادات الكنيسة وانتشار الصور والتماثيل في الكنائس وهناك بعض الكنائس سوف تضع أجساد قديسين وبالتالي سوف تتحول الكنائس إلى معابد وثنية ويسيطر إبليس على الكنيسة وسوف يسيطر على فكر الكهنة ويسيطر على الشعوب المسيحية بسب تلك الأمور وتصبح الكنيسة مقيدة غير حرة وكذلك الشعوب المسيحية وقد ظهر في تلك اللوحة الباب الضيق وهو التحرر من تلك الصور والتماثيل وتصبح الكنيسة تحمل الصليب فقط وبالتالي تتحرر الكنيسة من إبليس لان تلك الطقوس التي تحدث في الكنائس تعتبر أمام الخالق كفر وزنا وهي عدم احترام الخالق الحي في أماكن العبادة وفي لحظة التحرر من هذه الأشياء مثل الأيقونات والصور والتماثيل قد يحدث تجمع لإعداد بشرية كثيرة تستعد للذهاب إلى أماكن الراحة الأبدية وقد ظهر هذا المكان عبارة عن شكل مدينة متكاملة تأخذ رمز جديد بدل من الصليب وهو رمز السمكة أما كل من بخر لتلك الصور والأيقونات أو اعتبرها شيء مقدس فقد هلك في مكان على اللوحة شكله غريب كما لو كان هاوية.

وقد قال الكاهن العجوز بعد تفسير تلك اللوحات وبانية الفخر تسحقهم وبقضيب الملك ترعاهم.

مع خالص الشكر.

وقد قال لي هذا الكاهن أن الشعوب المسيحية تهلك بسب هذا الجهل لا يجوز رشم أيقونات أو تماثيل بزيت مقدس أو تقديسها أو الاستباركة منهم أن إبليس مسيطر على الكنيسة والشعوب بسب هذا الجهل .

أنا أبلغت كاهن أمام الله الحي.

الجــــواب :

قبل كل شيء إنني لم أذكر اسم صاحب الرسالة كونه أرسلها بالبريد الالكتروني وأنا أعتبر أنه لا يريد ذكر اسمه وإلا لكان كتبها على صفحات المنتدى ليقرأها كل من يدخل ليتصفح . ولذا فإنني مبدئياً لن أذكر اسمه احتراماً لرغبته لو كانت هذه هي رغبته .
وأما بالنسبة إلى ما جاء في الرسالة فإنني أتوقف عند النقاط التالية :
1 – بالنسبة إلى القول بأن تلك الرموز في قسمٍ منها تشير إلى أن المسيحية يجب أن تكون الديانة الوحيدة في العالم أقول :
إنني لا أختلف معك عن هذا الوجوب ولكن كان السومريون والكلدانيون والبابليون والآشوريون ..... شعباً وثنياً عبر مراحل تاريخه ( عبادة ، سلوكاً ، فكراً ............. ) أي أنه لم يكن شعباً يعرف الله ولا كان لهم الأنبياء فمن أين جاءت تلك النبوّة ؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إذا كانت نبوّة جاءت في صورة فلماذا إذاً حضرتك ترفض الصور ؟
2- أما عن تحوّل الكنائس إلى معابد وثنية بسبب أجساد القديسين أقول : يبدو أن فكرتك عن العبادة الوثنية غير واضحة ، فالعبادة الوثنية باختصار هي جعل المخلوق إلهاً وعبادته ، أما الكنيسة فلم تجعل من أجساد القديسين أو من القديسين بشكل عام آلهة ولا تدعو إلى عبادتهم ولكنها تستخدمهم كاستخدام الطفل لأمه حينما يريد شيئاً من أبيه ، حيث كانت في العالم ولا تزال في الشرق عادةً أن الابن ولمهابته لوالده فإنه يطلب منه عن طريق والدته . فهل أصبحت الأم والحالة هذه كائناً دونياً لا قيمة له وهل أصبحت الأسرة بسبب هذه العادة معبداً وثنياً ؟
3- أما بالنسبة إلى ما ورد في الرسالة عن أن الطقوس التي تحدث في الكنائس تُعتَبَر أمام الخالق كفراً وزنى أقول :
يا لهول الإساءة للمسيح من وراء هذا الاتهام . لماذا ؟
لأن الطقوس التي نمارسها في الكنيسة يا عزيزي هي احتفال بما قام المسيح بالذات . مثلاً :
- في طقس القدّاس تحتفل الكنيسة بتحويل الخبز والخمر جوهرياً إلى جسد ودم المسيح كما قام المسيح بذلك ( مت26: 26- 30 ) .
- في طقس الغطاس تحتفل الكنيسة بتقدّم الرب إلى العماد من يوحنا .
- في طقس القيامة تحتفل الكنيسة بقيامته من بين الأموات وتجديد طبيعتنا البشرية .
- في طقس الصعود تحتفل الكنيسة بصعوده إلى السماء .
- في طقس العنصرة تحتفل الكنيسة بتحقق وعد المسيح بإرساله الروح القدس في يوم الخمسين ليدير الكنيسة إلى منتهى الدهر .
وهكذا كل الطقوس .
والآن . إذا كانت هذه الطقوس تُعْتَبَر كفراً وزناً ، فإنك يا عزيزي تتهم المسيح بالكفر والزنا . فهل كان المسيح كذلك ؟ حاشا وكلا .
4- وبالنسبة إلى القول : في لحظة التحرر من هذه الأشياء مثل الأيقونات والصور .... قد يحدث تجمّعٌ لأعداد بشرية تستعد للذهاب إلى أماكن الراحة الأبدية أقول : إنك لم تحدد زمن تلك اللحظة ولذا فإنني أضع هذه الاحتمالات:
أ?- إذا لم تكن لديك الفكرة عن زمن تلك اللحظة فماذا لو أنها لن تحدث وإذا حدثت فماذا لو أن ذلك التجمع لن يحدث ؟
ب?- إذا كان قصدك بتلك اللحظة هو يوم القيامة فأنا أقول لك بأن في يوم القيامة سوف يتحرر الإنسان من كل شيء حتى لباسه وليس من الصور فقط .... وسيحدث التجمع الأعظم في التاريخ وسيتمّ الفرز فقسم من ذلك التجمع الكبير إلى الهلاك الأبدي ، وقسمٌ إلى الحياة الأبدية وإني أصلي أن تهتدي لتعود إلى حظيرة المسيح وتكون من هذا القسم .
ج – أما إذا كان القصد هو زمنٌ قبل مجيء اليوم الأخير فإن هذه هي دعوة للتحرر من النظام المسيحي الذي وضعته الكنيسة بحسب سلطان الحل والربط الذي منحه إياها المسيح حينما قال : ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً في السماء وما ربطتموه على الأرض يكون مربوطاً في السماء ( مت18: 18 ) وإن التحرر من هذا النظام لا يخدم إلا أعداء الإيمان من ناحية ، ومن ناحية ثانية فأنا أسألك هذا السؤال ؟
إذا كان ربنا يسوع المسيح قد قال عن الروح القدس الذي سيحل في الكنيسة ويمكث فيها إلى الأبد بأنه سوف يعلم الكنيسة كل شيء ( يو14: 26 ) فهل :
- قام الروح القدس بتعليم الكنيسة تعليماً خاطئاً مثل إكرام صور القديسين ؟
- أو هل نام الروح القدس طيلة الـ 2000 سنة التي مضت واستيقظ الآن ؟
- أو هل غاب الروح القدس في مشوار استغرق معه 2000 سنة وعاد الآن ليبدأ من جديد مهمة تعليم الكنيسة ؟
- أو هل نسي الروح القدس أن له مهمة وهي تعليم الكنيسة والآن تذكّر أن عليه أن يقوم بها ؟
- أو ......... إلخ .
5- أما عن أن الصليب سيتحوّل إلى رمز السمكة فهذا ما لم أقرأ عنه في الكتاب أو أية إشارة إلى ذلك ، وإذا قرأت أنت ذلك فأرجو أن تكتب لي . ولكن لابد من قول كلمة وهي أنك ذكّرتني بما هو مكتوب في النظام الداخلي لكنيسة الاتحاد المسيحي المادة (5) : ولا صحّة للقول أن المسيح مات عن خطيئتنا الأصلية ...... وبما أن المسيح مات على الصليب فهذه دعوة مبطّنة إلى رفض الفداء على الصليب وبالتالي فإن المسيح بحسب هذا المعتقد لم يأتي ، وإذا كان المسيح لم يأت فلا يزال الصليب إذاً لعنة ولكان قول الرسول بولس : الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين قوة الله ، لكان قوله هذا سفاهة . ولكانت البشرية تقرأ حتى الآن في سفر يونان النبي متصورة تلك السمكة الكبيرة التي ابتلعته وكانت رمزاً للقبر الذي سيوضع فيه المسيح ثلاثة أيامٍ يقوم بعدها ليختم الخلاص للبشر ، وبالتالي لكانت البشرية حتى الآن في حالة انتظار لمجي المسيح الذي كان يونان يرمز إليه .
6- وعن قولك بأن إبليس يسيطر على الكنيسة فهذه إساءة للروح القدس الذي يديرها ، فإذا كان إبليس يسيطر على الكنيسة فقد صارت الكنيسة مملكة لإبليس ، وبما أن الكنيسة هي جسد المسيح وهو رأسها وهي عروسه وروحه القدوس فيها فإذاً وبحسب قولك هذا قد سيطر إبليس على المسيح وعلى روحه القدوس ..... ( حاشا ) . أليس هذا كلاماً غايته الإساءة إلى كرامة المسيح ؟ فالأصح أن تقول يا عزيزي بأن إبليس سيطر تاريخياً على بعض الشخصيات القيادية في الكنيسة لا مجال لذكرهم الآن ونجح في إسقاطهم وحينما سقطوا فإن الكنيسة حرمتهم وحرّمت تعليمهم ، لكنه ( أي الشيطان ) لم ينجح حتى الآن في إسقاط الكنيسة ، لأنه لو سقطت الكنيسة لقامت القيامة ، حيث أن من علامات القيامة انحدار الإيمان إلى مستوى ضحل الذي هو مستو السقوط ,
7- من هو ذلك الكاهن الذي حدّثك عن رموز تلك الصورة ؟ فأنا أشك في أن يكون كاهناً ، وإذا كان كاهناً فهو إما أنه جاهل لا يفقه شيئاً أو أنه منحرفٌ وقد أسقطه الشيطان وهذا هو الاحتمال الأقوى .
8- وأما عن قولك : أنا بلّغت كاهن الله الحي . فإذا كنت أنا هو المقصود بقولك هذا فأنا أشكرك من ناحية ومن ناحية أخرى أنا أعلم نفسي جيداً والحمد لله ، وأعلم أنني أسير في طريق الإيمان الصحيح إيمان كنيستي السريانية الخالدة المجد وستبقى خالدة المجد دائماً أبداً آميـــــــــــن .
__________________


مسيحنا الله

الأب القس ميخائيل بهنان صارة

هـــــــــــــــــــــ : 711840
موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314

التعديل الأخير تم بواسطة الأب القس ميخائيل يعقوب ; 02-05-2008 الساعة 06:24 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-05-2008, 06:47 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,041
افتراضي

بارخمور أبونا ميخائيل الرب يكون معك. لقد وصلني نفس البريد الإلكتروني و لم أشأ الردّ عليه لكنك و قد نشرته هنا لوجوب الاطلاع و ربما لإبداء الرأي كذلك فإني سأسمح لنفسي بنقل موضوع كامل بهذا الخصوص في ردّ توضيحي على مضمون هذا البريد و إني متأكد من أن الأخ في الرب الذي أرسل لك و لي هذا البريد هو مؤمن بالرب يسوع و غيور على مصلحة الكنيسة تماما مثل كل مسيحي. و ليس أبدا غير مقبول أن تختلف وجهات النظر بين الإخوة المؤمنين فالرب يسوع و نور الكلمة هو الذي يصحح المسار و هو الذي يفتح القلوب و العيون. إني أحب أن تتم مناقشة هذه الفكرة بعقل نيّر و بفكر واسع و باحترام لرأي الآخر و عدم المساس الشخصي بأي أحد من المتحاورين أو المتناقشين لأن هدفنا بالنتيجة هو الوصول و بمحبة إلى ما يمكن أن يجمعنا لا أن يفرّقنا. ربما تكون لي مقدرة ذاتية على الردّ و توضيح الفكرة التي تقوم عليها الإيقونة و حيث أنه من المؤكد لا أحد منا يعبد صورة أو تمثالا لأنه يقول لا تصنعوا لكم تمثالا مما في الأرض و مما في السماء ففكرة عبادة الصور مفروغ منها لأنها غير موجودة في كنيستنا و كنيستنا حرصت منذ الأيام الآولى من نشأتها أن تعمل على احترام و تقدير قديسيها و تكريم ذكراهم و الصور ليست مقدسة بالمطلق لأنها من صنع البشر لكنها دلالات و رموز علينا أن نحترمها و نجلها و نعمل على إحيائها و من المعلوم أن أية فكرة أو قصة أو قول متى أرفق بالصورة التي تدلّ عليها فهي تثبت في الذهن و الفكر أكثر كما يفعل أبناء المدارس كوسائل إيضاح لكن وسائل إيضاح لها تكريمها فهؤلاء القديسون قدموا حياتهم و جهودهم من أجل نشر الكلمة و العمل على بقاء الكنيسة قوية فليس من المعقول أن نعتبر تكريمنا لصورهم نوعا من البدعة أو الخروج عن طاعة الرب. و لا أريد أن أطيل لكني سأرفق ردي بالرد الذي أخبرت عنه في بداية مداخلتي أرجو أن يكون مدخلا لمزيد من المحبة و التفاهم و الانصهار في بوتقة الوحدة الكنسية و العمل على تقديس و تعظيم و تكريم آباء كنيستنا و قديسيها الأبرار. و قد قمت بتثبيت الموضوع نظراً لخطورته و أهميته شاكراً لأبينا المبارك و الغيور القس ميخائيل على فتح هذا الباب للحوار الأخوي المسيحي الذي آمل أن يكون مثمراً, لا بل أنا على يقين من أنه سوف يكون مثمرا و يعطي فائدة لكل من يشارك فيه أو يمرّ عليه مطالعة و قراءة.

الأيقونة
الأرشمندريت بندلايمون فرح

مدخل:
منذ الصغر ترافقنا الأيقونات في كل جهة من الكنيسة، وخاصةً على الأيقونستاس. وكنائسنا هي نوع من الاحتفال، بالشكل واللون، لحضور الله في كنيسته. كما أن للأيقونة مكانتها وتوقيرها في البيت المؤمن، إذ توضع عادةً في إحدى الزوايا، فيتوجّه الجميع إليها بالصلاة. ولكي نفهم معنى استخدام الأيقونة في كنيستنا الأرثوذكسية، لا بد من رؤيتها فناً ليتورجيا نستعملها في إطار العبادة الأرثوذكسية ونكرمها. ليست إذاً فناً دينياً نزيّن به الجدران ونتأملّه كأي معرض فني.

إن شخصاً اعتيادياً لا يسأل "لماذا" و"كيف" تكون الأيقونة "اتصالا حقيقياً" مع الله؟ وكيف هي منبع للنعمة والتجديد الروحي في عالم تشوّهت فيه الصورة الإلهية؟ لا يستطيع أن يسبر عمق الأيقونة وروحانيتها.

من يحيا روحياً ليتورجية الكنيسة الجامعة وباستقامة رأي وحياة وتمجيد، هو وحده يستطيع الارتقاء بكل فن إلى مستوى الاتصال بأسرار الأيقونة التي أمامه. هذا يستطيع أن يصل إلى الرؤيا التي تعبّر عنها الأيقونة.




فما هي الأيقونة ولماذا نستعملها؟

1 – الأيقونة

هي تعبير تصويري لموضوعات دينية، تصوّر بوفاء ملامح اللاهوت الأرثوذكسي، فتبرز صورة المسيح، وبعض القديسين، وتذكّرنا بحوادث التدبير الخلاصي كالنزول إلى الجحيم مثلاً، وقد تظهر حدثاً تاريخياً من حوادث الكنيسة والكتاب المقدس ( ضيافة إبراهيم وأحد المجامع المقدسة).

تُطلق كلمة أيقونة على الرسومات ذات الطابع الروحي التي تعكس حقيقة إلهية، وما عداها فهي لوحات وفنون شعبية. ولقد أوجدتها الكنيسة واضعة لها قواعد للرسم لتكون لقاء مع الخليقة الجديدة، والمسيح هو رأس هذه الخليقة الجديدة. ومن ناحية أخرى، فالأيقونة نافذة على "العالم الآخر"، حيث لا سيطرة للزمان والمكان، ولهذا تبدو الخطوط في الأيقونة غريبة بعض الشيء لأنها لا تنقل صورة كالفوتوغرافية و الفن الطبيعي naturaliste ولأن النور الإلهي يطرد كل ظل خطيئة. تستخدم الأيقونة البعيدين بدون ظلال، وهذا لأننا نصّور الطبيعة المفتداة والمنوّرة والمقدسة. تبرز الأيقونة حضرة الله بين الناس، وهذا فكر أرثوذكسي ضميم، إذ تلعب الأيقونة دوراً تعليمياً وإعلامياً رائعاً في ليتورجيا كنيستنا المقدسة. ففن التصوير المقدس يثقّف شعب الله إذ يوصل تعليم الكنيسة بما تؤمن، وهكذا تترسّخ الخبرة الحقيقية التي للرؤيا الداخلية حين نراها مصورة أمامنا.

نتعلم الإيمان مشتركين بالحدث كأنه حاصل أمامنا، وهذا ينطبق تماماً على استخدام كلمة "اليوم" في معظم تراتيلنا، والتي تظهر الحضور الدائم لحقيقة تصميم الله لخلاصنا. الإدراك لا يستطيع إظهار الإله غير المنظور ولكن في أعماق النفس يجد الإنسان ضالته بخصوص وجود الله. وهكذا يعبر المؤمن الأرثوذكسي من خلال إنعكاس الألوهة في الأيقونة إلى اللقيا والإتحاد. إن الأيقونة تثير في الإنسان أسرارية، وعندما يتجاوب مع هذا بحياة روحية، فيلتقي الإله والإنسان في القلب فيشاهد المؤمن رؤية مسبقة عن العالم الذي كان، والذي سيكون، مقدّساً.

فالأيقونة مجرد صلة بين الحدث التاريخي والحدث الليتورجي والعالم المتجلّي بالمجد الأبدي. إنها نقطة تركيز النعمة، نعمة روح قدس الله التي تؤثّر في المؤمن عبر الحدث المقدس. وبالإضافة إلى ذلك فالأيقونة هي "منبع النعمة" لكونها حضور الإلهيات المقدسة في هذا العالم (استبيان خاص بي).

قرون مضت وأجيال أنقضت والرسامون في الكنيسة الأرثوذكسية لا يزالون يعيدون رسم بعض النماذج الأولى للأيقونات المقدسة. طبعاً مع وجود بعض الفروقات بين عصر وآخر، وبتباين أسلوب بلد عن بلد آخر. وهذا الموقف ليس مجرد رفض للتطور لكل طابع شخصي، بل لأن الكنيسة الأرثوذكسية لا تستخدم عنصر الخيال الحر، ذلك أن لها وجهة نظر خاصة بدور الفنان الفرد، ونلاحظ أن أغلبية الرسامين الأرثوذكس ما زالوا مجهولين لأن الأيقونة بنظرنا ليست من صنع فنان بالمعنى الحصري، بل هي مهنة تمارس في الأديرة التي اكتسبت صيتاً في مثل هذه الأعمال. لا ترتكز مدارس الرسم عندنا على فنان حقّق قفزة جديدة واختراعا خلاقا، بل ترتكز على تقليد محفوظ بعناية تامة ومسّلم من جيل إلى جيل عبر الرهبان الذين لكل واحد منهم عمل محدد في رسم الأيقونات، فالواحد يرسم الوجه وأما الآخر فيرسم الجسم والثالث الأثواب، وهكذا نجد عنصر الخلق الفني للفرد قد أمّحى في عملية رسم الأيقونة المقدسة، وأنصّب الأمر في قالب جماعي شركوي، إلهي إنساني. ولهذا نلاحظ أن الفنان لا يوقع على الأيقونة كسائر الأعمال الفنّية، بل يكتب "بيد الرهبنة الفلانية، وبيد الراهب فلان" دلالة على إيماننا "بسينرجية" (الإشتراك معا في العمل) بين الله والإنسان، فالله الْهَم وأنار الفكر وأوضح الرؤى، والفنان قدّم اليد لتخطّ ما ينظر الفكر المنور والأعين المنفتحة على مشاهد السماء والقلب النقي. ولهذا فالأيقونة بيد فلان وليست من إنتاجه الخاص.



2- عبادة أم تكريم

التمييز بين العبادة والتكريم مهم جداً، فالعبادة هي تكريم الله وحده اعترافا بأنه هو الكائن والخالق والرب والعادل والمخلص. وأما التكريم فهو احترام مخلوقات الله التي تعبّر عن قدرته وعن محبته. وهكذا نحن نكرّم الأيقونات لكونها تظهر شخصيات مقدسة كالرب يسوع وأمه النقية وسائر الملائكة والقديسين.

أمّا العبادة فنقدّمها من عمق الكيان إلى الثالوث الأقدس وحده، وما تكريمنا لأيقونات السيد سوى تعبير عن شكرنا له إذ تجسّد وأظهر بشخصه صورة الآب السماوي. ولأنّ القديسين هم متّحدون بالمسيح فيليق بهم كل تكريم لأننا بذلك نكرّم من أعطاهم النعمة والقداسة.

لم تستخدم الكنيسة الأيقونة على أنها لوحة فنية جذاّبة. بل اعتبرتها تعبيراً عن ظهور النماذج السماوية لأنها نافذة بين الأرض والسماء، والتطلّع من خلال نافذة الأيقونة إنما هو التطلع مباشرة إلى العالم السماوي. اذاً، فالبعدان الإثنان للأيقونة والهالة الذهبية مرتبطة إرتباطا حميماً بصفتها المقدسة.

لقد وُجدت الأيقونة كعلامة لتجديد صورة الله في الإنسان. إنها نقطة لقاء بين الإنسان والسر وهي منبع النعمة. وبما أن تشبّه الإنسان بالله لا يمكن أن يخفى، كذلك الأيقونة التي هي تعبير خارجي عن التماثل الإلهي الحاصل في الإنسان لا يمكن أن تخفى أيضاً.

يتحدث القديس
يوحنا الدمشقي عن فاعلية الأيقونات المقدسة، فيقول: "إن لم يكن لدي كتب. فأني أذهب إلى الكنيسة... فأن الرسوم تجعلني مفتوناً كما تفعل الأرض المعشوشبة والمزهرة، فتحرّك مجد الله في روحي".

من دواعي التشجع على تكريم الأيقونات: ميزتها العملية التي تقدمها ككتاب لغير المتعلمين "إن الأيقونة مثل كتابة مقدسة. هي تعبير عن غير المعّبر عنه، لأن التجسد هو أساس رسم الأيقونة، تماماً كما هو أساس كلمة الله المكتوبة في الإنجيل. والكلمة المسموعة والصورة المنظورة كلاهما يقدمان أفضل مساعدة في تحقيق المشاركة في العبادة الحقّة".

هذا هو تعليم القديس الكبير: "إن معرفة نفس الأمر الآتي بشكل حسّي بالاشتراك ما بين الكلمة المنقولة عبر السمع والرسم الصامت والظاهر من خلال الصوَّر". وبنفس الهدف يتحدّث القديس نيلوس السينائي، فيقول: "الذين لا يحسنون القراءة يمكنهم تذكر تصرفات خدام الله من خلال صوَر العهدين القديم
والجديد. وأيضاً يمكنهم السعي لمشابهة هؤلاء القديسين الذين استبدلوا الأرض بالسماء مفضّلين غير المنظور على المنظور".

يقول القديس فوتيوس القسطنطيني: "كلّ من يقول أنه يحب الكتاب ويكره الأيقونة يكون مجنوناً ولا منطقياً. فإننا نقبل التعليم المأخوذ من الصورة تماماً كما نقبل نفس التعليم الآتي من خلال الكلمات المكتوبة. نتقبّل المواعظ بسمعنا، وكذلك نتسلّم الشكل من خلال النظر، كلاهما ينقل الحقيقة ذاتها ولكن بطرق مختلفة". "تمسك العذراء الخالق في يديها كطفل (في الأيقونة) فمن ذا الذي لا ينبهر لمجرد النظر إليها أكثر مما لو سمع وصفاً كلامياً لعظم هذا السر؟ "



3- الأيقونة والليتورجيا


تبلغ الليتورجيا الأرثوذكسية قمّتها في الإحتفال بسر الإفخارستيا، فتتذوّق وتختبر الجماعة المصلية ظهور المسيح في سر الإفخارستيا كما أنها تتذوق بهذا الظهور ملكوت الله والمجيء الثاني الذي للمسيح إلهنا. أكثر من ذلك، ففي سر الشكر يجتمع المصلّون السماويون كافة مع المصلين الأرضيين، وتنزل السماء إلى الأرض حيث تملأ المكان المقدس. فيدخل المسيح سيداً منتصراً محاطاً بالملائكة بحال غير منظور.

والأيقونة في الكنيسة تمثّل هذا الظهور وتظهر هذا الحضور، فمن المهم جداً أن تكون في الكنيسة أماكن مخصصة للأيقونات المقدسة. إن الأيقونة تجعل ما يتمّ بصورة سرية في الخدمة ظاهراً حسيّاً. تحاول الأيقونة إفهامنا بالوسائل الحسيّة النظرية، أي البصرية، سر التدبير الخلاصي. تكلّم الأيقونة المؤمن بالرموز والأشكال المأخوذة من الواقع، وبما أن الليتورجيا تتوخى العبادة بالروح والحق، فلا بد إذاً من وسائل رسم روحية.

ولمحاولة فهم السر نرى رسم القداس الإلهي في حينه الهيكل، حيث يقيم المسيح الذبيحة على نفسه معطيا جسده ودمه للرسل، والكاهن يمثل على الأرض هذه الذبيحة السماوية. علماً بأن الأيقونة ليست لوحة نزيّن بها الكنيسة بل هدفها الليتورجي هو التعبير بالرسم عن "ليصمت كل جسد بشري" بأشكال الملائكة اللاماديين، فإذا ما رأى المؤمن هذا واهتزّ كيانه يفهم حقاً أن "القوات السماوية تخدم معنا"، ولو صوّرت الأيقونة بأشكال عالمية لما ساعدت على فهم سر الليتورجيا.

بهذه الطريقة، وبالارتباط الصميمي بين الأيقونة والليتورجيا، تظهر حياة المسيح ووالدة الإله والقديسين، وخاصة صراع القديسين وجهادهم. ليس فقط لفائدة غير المتعلمين حتى أننا بالنظر إلى الرسوم نحفظ الأعمال الشجاعة التي قام بها القديسون فنتمثّل بهم. وهي بالإضافة إلى هذا وثيقة مهمة لشرح أهم مواضيع العبادة. صور عن القداس، المديح، رفع الصليب...

ونشير أيضاً إلى أن لغة الليتورجيا قد أوحت بالكثير من الأيقونات، فمثلاً اشتهار المديح أوحى بالكثير من الأيقونات، إذ أوحى بأربع وعشرين أيقونة، وكذلك تأثّر الرسامون بالشعر الكنسي فاستفادوا من صيغة تكليل المسيح للشهداء فرسموه وفي أعلى الأيقونة يُكَلَل الشهداء بالغار.

إذاً، ترتبط الأيقونة بالليتورجيا من ناحية النص أيضاً وهما متشابهان إلى حد بعيد.



4- ترتيب الأيقونة في الكنيسة

يطالعنا الأيقونستاس، الذي كان مجرد حاجز منخفض يفصل ما بين الهيكل وصحن الكنيسة، والذي أخذ يرتفع قليلاً قليلاً مع مرور الزمن وتراكم الأحداث. فصار جداراً عالياً فيه ثلاثة أبواب يدخل منها الكهنة إلى الهيكل لإتمام الخدمة، ومن الباب الوسطي (الباب الملوكي) يتّصل الكاهن بالشعب ليعطي السلام والبركة والقدسات وليقرأ الإنجيل والوعظ.



وعلى هذا الجدار رتبت الأيقونات كالتالي :

أيقونة السيد دوماً موجودة على يمين الباب الملوكي، وعلى شمال الباب أيقونة والدة الإله "قامت الملكة عن يمينك..."، وعن يمين أيقونة السيد توضع أيقونة يوحنا المعمدان، فهو صديق العريس (يو3: 29 ). أمّا بالقرب من أيقونة العذراء التي هي عروس الله والتي تمثل الكنيسة فنرى أيقونة القديس شفيع الكنيسة.

وعلى الباب الملوكي ترسم أيقونة البشارة التي فيها حصل اتحاد الله بالبشر، ومن خلال الاتحاد صارت أبواب السماوي مفتوحة، وعادت علاقة الناس بالله إلى مجراها الأول في بكر المصطلحين مع الله، ألا وهي العذراء التي نسميّها في صلواتنا "باب السماء".

أما على البابين الآخرين فنرسم أيقونة رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل أرفع جند السماء، وفوق هذه الأيقونات التي عادة ما تكون بمقاس الحجم الطبيعي للإنسان، توجد ثلاثة وأربعة صفوف من الأيقونات الأصغر حجما وعددها يتوقف على كبر الكنيسة وصغرها. فتترتب كالتالي:

· الصف الأول للرسل

· الصف الثاني للقديسين والأبرار والشهداء.

· الصف الثالث هو مصفّ الأنبياء

· الصف الرابع هو مصف آباء العهد القديم.

ثم أننا نضع فوق الباب الملوكي أيقونة الشفاعة والصلاة "Δέησις" التي تمثّل المسيح جالساً على عرشه كدّيان للكون ومريم أمه ويوحنا المعمدان واقفين عن يمينه وعن يساره في وضع صلاة وتشفّع من أجل العالم.

وفي أعلى الأيقونستاس صورة آلام الرب يسوع البارزة أي صليب الرب يسوع، وأمه ويوحنا الحبيب واقفين عند الصليب. وهكذا نرى أن ترتيب الأيقونات بهذا الشكل يقدّم الكنيسة السماوية كلها لجماعة المصلين الأرضيين.

ثم أننا نرى في أعلى حنيّة الهيكل الشرقية صورة العذراء الأرحب من السماوات
( ІІλατιτέρα τον Ωρανον) تحضن المسيح معطي الحياة مقدمة إياه إلى العالم وحولها أجواق الملائكة. وعلى الحنية حول المائدة يقف الآباء القديسون معلمو المسكونة الذين اهتموا بالليتورجيا الإلهية وعلّموا الإيمان، ونصّوِر المسيح مع الرسل يتممون القداس الإلهي. وعلى اليمين والشمال يصطف الآباء والشمامسة ثم آباء البرية والشهداء والأنبياء وبعض المشاهد التي تمثل حوادث الخلاص في العهدين.

في القبة الوسطية أعلى الكنيسة يظهر الضابط الكل ناظراً إلى الناس برأفة وحنان كما بجدية ووقار وتحته الإنجيليون وتحتف به الملائكة.

في النارثكس نصَّور مشاهد من العهد القديم (لكونه المدخل إلى العهد الجديد).

وللأيقونة أيضاً مهمة ليتورجية أخرى، إذ لكل يوم أيقونة خاصة بشفيع ذلك اليوم والمناسبة التي لها نعيّد.



5- تكريس الأيقونات


يكرِّس الكاهن الأيقونة كتأكيد وإثبات تعطيه الكنيسة لمطابقة الصورة المقدسة مع النموذج الأصلي لها: "نحن لا نعبد الأيقونات، ولكننا نعلم أن الاحترام المستحق للأيقونات يرفع للنماذج الأصلية". إذ ليست الصورة هي المقصودة بالاحترام والإكرام بل الأنموذج الأصلي الذي يظهر فيها. وفي صلوات التكريس تذكير دائم وملحّ بأنه لا يجب أن تضلِّل الأيقونة أحداً مبعِدةً أيّاه عن عبادة الله الذي له وحده تجب العبادة كأنموذج أصلي للقداسة. وفي صلوات التكريس تفسير لسبب السماح بصنع الأيقونات واستدعاء لبركة الرب لكي تحلّ على الأيقونة وبركة وشفاعة المصوَّر عليها ولكي أنّ كلّ من يصلّي أمامها ينال طلبته فيستخدمها كوسيلة روحية لرفع صلاته ولسكب نفسه أمام الرب.



6- الكلمة والصورة

يبدأ إنجيل القديس يوحنّا بسر الإبن ويدعوه "الكلمة". ونجد أنّ لغة الكتاب المقدس هي لغة الحوار حول الواقع الحي. ويحتفظ القداس الإلهي بلغة الحوار أيضاً فيتوسّط "الكأس" المذبح لأن "الكلمة" يتحقق في الإفخارستيا، ويستعلن الله الحي الواهب ذاته طعاماً.

ويدخل الكلمة التاريخ ولكنه لا يتكلّم فحسب بل أنه يصنع التاريخ أيضا ويهيب بألناس إلى تأدية أعمال تعلن عن روحهم بوضوح. وكلّ كلمة بنّاءة تتوجّه إلى السمع والبصر، فيقول لنا يوحنا الرسول: "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد..." (1يو1: 1-3). يعطينا هذا النص شهادة مثلى للسمة البصرية التي للكلمة المتجسد. فإلى جانب الإدراك الذهني يقف الإدراك الحسّي، وإلى جانب الكلمة تقف الصورة، فنسمع أيوب يعلن: "بسمع الأذن سمعت عنك أمّا الآن فقد رأتك عيناي" (أيوب 42: 5).

ولهذا السبب حينما عاهد الله الإنسان على عدم إهلاكه، أعطاه قوس قزح علامة. ومقابل صرخة أشعياء "لو تُمَزِّق السماوات وتنزل على الأرض" (أش64: 1) يجيبنا الفادي الحبيب: "الحق أقول لكم من الآن ترَونَ السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو1: 51). كذلك يعلن لنا "طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه..." (لو10: 23). وكما شفى السيد المسيح الصُّم فتح أعين العميان. فتكشّف اللامرئي في المرئي. ومذّاك أصبحت الصورة من صميم المسيحية كالكلمة تماماً: كلاهما وسيلة للتعبير عن الروحيات.

وفي النهاية قدّم لنا الكلمة المتجسد ذاته طعاماً لنا: "خذوا كلوا هذا هو جسدي". أمّا في يوم الخمسين فقد اشتعل الكلّ بألسنة النار. وهكذا يجيئنا اللامرئي عن طريق المرئي في الأيقونة القداس الإلهي السماوي.



7- ملاحظات حول تقنية رسم الأيقونات

تُرسم الأيقونات مهيأة بدقة. ويستخدم الرسام خشب السرو والسنديان والزان والكستناء وأكاسيا، شريطة أن يكون خالياً من العقد. يهيء صفحته بمحلول الصمغ، ثم يلصق على هذا المحلول نسيجاً رقيقاً يتّحد بالخشب اتحاداً وثيقاً. وبعد ذلك يطلي مرات عديدة هذه الصفحة بالطبشور وبمسحوق المرمر الأبيض الممزوج بالصمغ الحيواني. وان هذه الصفحة المطلية بالطبشور، عند الفراغ من تحضيرها، تجفَّف جيداً بورق الزجاج و بخرقة ناعمة. ثم تنقش خطوط الرسم خفيفاً، وتلصق حولها أوراق الذهب.

ثم ينصرف الفنان إلى الرسم، مستخدماً ألواناً صادرة قدر الإمكان من رغوة مسحوق طبيعي ممزوج بصفار البيض، فيسمى ذلك: "التنبير". عند انتهاء الرسم، تُبسط فوقه طبقة من أفخر زيوت الكتان. ثم تُضاف إلى هذا الزيت أصناف من راتنج الأشجار، أي من صمغها المستحلب، كالعنبر الأصفر. وهكذا فإن هذا الطلاء، يشرب الألوان، ويجعل منها مجموعة متجانسة قاسية ثابتة. ومع الأيام، تكسب أكسدة الألوان لوناً معتماً. وإذا جلونا أديم الأيقونة نستطيع رؤية اللمعان الأصلي لهذه الألوان.

للنور شأن خطير في الأيقونة. ولقد تضاء منها عموما المساحات العليا، لأن النور يهبط من العلاء، اذ هو النور السماوي. وفي الوقت نفسه يكون النور خلفية الأيقونة، واذا ما عبرنا بالأوضاع العلمية، نقول أن الخلفية الذهبية في الأيقونة تدعى نورا، وان طريقة الرسم هي "لايضاح التدريجي " فالرسام، وهو يعالج وجها، يغطيه اولا بلون قاتم، ثم يلقي فوقه صبغة اكثر وضوحا، يحصل عليها بأضافته، إلى المزيج السابق، كمية من مسحوق أصفر، أي من نور.وبعد ذلك تتوالى تلك المساحات متراكمبة عدة مرات بطريقة أكثروضوحا. وهكذا فان ظهور وجه من الوجوه يأتي نتيجة تدرج، هو صورة لنمو الضوء في الإنسان.

لم يهتم القدماء بألتفاصيل المشهدية حول شخص القديس، ذلك لنقل المشاهد من حيز المكان والزمان، بتحرير اليقونة من ارتباط بالمكان والزمان. فالمهم في اليقونة هو الشخص والحادثة، أي المعنى الروحي للحادثة التاريخية أكثر من " اين ومتى حدثتا " وبتحرير الحادثة من المكان والزمان، تكتسب مدى لا نهاية له، وتمتد من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر، فلا مجرد تذكر لأشخاص ولأحداث، بل تؤكد وجودهم الفعّال. فالأيقونة ترفع الأشخاص إلى حاضر دائم.

نستمد من الشكل الفيزيولوجي أساس الرسم، ولكن نروحنه ونظهره لا كما كان في شكل جسمه على الأرض، بل الانسان المتأله تتغير صورته كما غيّر الرب صورة وجهه في ظهوره للتلاميذ بعد القيامة، حيث أظهر مجد البُّشرة وكذلك في حادثة التجلي. اذا، لا نصّوره نقلا عن صورة فوتوغرافية، ووجدت له واحدة منها، كنسخة طبق الأصل.


الرابط http://web.orthodoxonline.org/legacy.../iconfarah.htm




__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-05-2008, 02:35 AM
يوحنا يوحنا غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 52
افتراضي لكم كل محبة وتقدير واحترام

عدم المحبة في هذا المنتدى

التعديل الأخير تم بواسطة يوحنا ; 09-05-2008 الساعة 04:25 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-05-2008, 08:17 AM
الأب القس ميخائيل يعقوب الأب القس ميخائيل يعقوب غير متواجد حالياً
Ultra-User
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 304
افتراضي

الأخ يوحنا
سلام ونعمة
في الحقيقة هناك مشكلة غالباً ما تظهر عند المهتمين وهي عدم الانتباه إلى الإشارة الصحيحة المضمنة في الحديث الإلهي ومنها حينما قال قال الله : لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض . لا تسجد لهنَّ ولا تعبدهنّ . ( خر20: 4-5 ) .
وفي ( تث 4: إذا .............................. وصنعتم تمثالاً منحوتاً صورةَ شيء ما وفعلتم الشر في عينيّ الرب ......................

يجب أن تنبته إلى الإشارة التي هي من جوهر المعنى والقصد الإلهي وليس إلى صورة حرفية الكلمة وهذا شيء مهمٌ جداً
فإن الله يشير في هذه الوصية إلى ترك الإنسان عبادة الله ويجعل من تلك الأشياء آلهة ، لأن قوله : لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ يشير إلى جعل الإنسان لتلك الصور آلهة ويعبدها ولذا فإن الإشارة الحقيقية في هذه الوصية هي أن العبادة هي لله وحده لأنه وحده تحق له العبادة .
وفي القول الثاني يشدد الرب الإله على رفضه للتمثال الذي هو شكل مجسّمٌ فيقول : وصنعتم تمثالاً منحوتاً صورةَ شيءٍ ..................
ومن هذا المنطق فنحن قلناها منذ 2000 سنة ولا زلنا نقولها قبل أن تقولها أنت : إننا نرفض عبادة غير الله الآب والابن والروح القدس ، الذي بمشيئته كثالوث أقدس تجسّد الأقنوم الثاني وولد من العذراء كإنسان وصلب من أجل فداء الجنس البشري .
إذاً فنحن قبل كل الناس تناولنا كلمة الله بالتفسير الصحيح وأخذنا بعبادة الله عبادة مسيحية صحيحة ، ولا نعبد صوراً . بدليل أننا حينما نصلي نبدأ الصلاة بــــ باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ثم نتدرج في الصلاة إلى أن ننتهي كما ابتدأنا ، وأثناء الصلاة لا نبتهل لأي من القديسين ، فلا نصرخ قائليك : يا قديس الله فلان ..... بل نصرخ طيلة الصلاة قائلين : يا الله أبا ربنا يسوع المسيح .................
أما أن تكرم الكنيسة صور القديسين فهذا إكرام وليس عبادة لأن القديسين هم شفعاء للمؤمنين أمام عرش النعمة ، ألم تقرأ ( رؤ5: 8 ) خرت الاربعة الحيوانات والاربعة والعشرون شيخاً أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخوراً هي صلوات القديسين .
نعم إن كل مؤمن مسيحي اعتمد باسم الآب والابن والروح القدس بيد الكاهن فهو نال روح القداسة ولكن برأيك من يستحق أكثر صفة القديس ؟ أهو المؤمن الذي نال هذه النعمة بالمعمودية ولكنه منشغل في أمور هذه الحياة بسبب أتعابها وآلامها ......... وذلك من أجل تأمين لقمة عيش طيبة لأسرته ، أم هو الذي ترك العالم بكل ما فيه من ملذات ولا أقصد الملذات الغير مقبولة بل أقصد الملذات المقبولة إلهياً وخرج من العالم ليعيش أصعب ظروف العيش وقضى كل أوقاته صوماً وصلاةً ؟
ألا يستحق هذا أن تكرمه الكنيسة ليكون مثالاً يحتذى في محبة الله ؟
أعود يا أخ يوحنا وأذكّرك بما ذكرته في معرض ردي على الرسالة وهو : إذا كان ربنا يسوع المسيح قد قال عن الروح القدس الذي سيحل في الكنيسة ويمكث فيها إلى الأبد بأنه سوف يعلم الكنيسة كل شيء يو14: 26 ) فهل :
- قام الروح القدس بتعليم الكنيسة تعليماً خاطئاً مثل إكرام صور القديسين ؟

- أو هل نام الروح القدس طيلة الـ 2000 سنة التي مضت واستيقظ الآن ؟
- أو هل غاب الروح القدس في مشوار استغرق معه 2000 سنة وعاد الآن ليبدأ من جديد مهمة تعليم الكنيسة ؟
- أو هل نسي الروح القدس أن له مهمة وهي تعليم الكنيسة والآن تذكّر أن عليه أن يقوم بها ؟
- أو ......... إلخ .
__________________


مسيحنا الله

الأب القس ميخائيل بهنان صارة

هـــــــــــــــــــــ : 711840
موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-05-2008, 08:43 AM
يوحنا يوحنا غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 52
افتراضي الشكر والنعمة لابونا ميخائيل

حل وبارك ابونا ميخائيل


المقصود برمز السمكة


رمز السمكة في الكتاب المقدس في وقت المسيح تعني الخير وفي عصر اضطهاد الكنيسة كانت الكنيسة قد وضعت للمؤمنين (كلمة سر) هي السمكة بمعنى حينما يلتقي مؤمن مع الأخر يقول كلمة السر ويرسم نصف سمكة ومعناه (يسوع المسيح) ويقوم المؤمن الأخر برسم الجزء الأخر من السمكة ومعنا( ابن الله الحر) .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-05-2008, 11:49 AM
الصورة الرمزية هيلانة زاديكه
هيلانة زاديكه هيلانة زاديكه غير متواجد حالياً
Super VIP
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,794
افتراضي

قبل كل شئ اقبل اياديك الطاهرة قدس ابوناميخائيل لانك دائما تحمل جسد ودم المسيح .

انا عم حاول افهم معنى الكلام والناقش الذى يدور بخصوص هذا الموضوع وقلبى ينزف دما على شعب الذى اغلق باب قلبة والذى يحاول يشوى اسم كنيستنا وهى اكيد كنيسة الام وانا لا اقصد اخى حنا أطلاقا ولكن من خبرتنى فى الايمان ومن عشرتى مع اولاد المسيح من كل نوع .ليس لي سوى انا اقول اننا فعلا فى زمن الاخير وابليس بيحاول يوقع حتى المختارين ايضا لانة فقط كنيستنا وهى الام هى الوحيدة التى يحاربها كل من انقسموا عن كنيسة الام .ولكن ابواب الجحيم لن تقوى عليها لانها مؤسسة على الصخر .

اسمحولي انا اشاركم فى هذة المقالة
تأملات فى طقس تدشين الأيقونة

لنيافة ألانبا رافائيل .
وارجوا من الرب ان يكون سبب بركة لي كل من يشك فى تقديس صور قديسينا الذين سفكوا دماهم من أجل الكنيسة حتى تكون قائمة حتى الان .
1- الأساس اللاهوتى للأيقونة :
إن إكرام الأيقونات فى كنيستنا الأرثوذكسية يستند إلى أهم عقيدة نؤمن بها ، ولها أثر مباشر فى قضية خلاصنا ، وهى عقيدة تجسد الله وحضوره الحقيقى بيننا ؟ فعندما نكرم الأيقونات فإننا نعلم إيماننا بحقيقة تجسد وتأنس ربنا يسوع المسيح .
ففى العهد القديم تعامل الله على الناس بواسطة أفعال إلهية وعن طريق أفواه الأنبياء أما فى العهد الجديد فقد تجسد كلمة الله "وحل بيننا ورأينا مجده" (يو 14:1) ، "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة . كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه .. الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمته قدرته" (عب 1:1-3) أى أن الآب نفسه ظهر للبشر بشخص الابن "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفنى يا فيلبس ؟! الذى رأنى فقد رأى الآب" (يو 9:14) أى أننا نستطيع أن نرى الله فى شخص ربنا يسوع المسيح ، وهذا ما نتميز به عن الوضع فى العهد القديم لأن المسيح هو "صورة الله غير المنظور (كو 15:1) ، لذلك أمكننا أن نرسم أيقونة للمسيح "الذى هو صورة الله" (2كو 4:4) كفلاحة منظورة لحضور الله غير المنظور وتأكيد لهاذا الحضور الإلهى وتنبيه للذهن إلى أصل الصورة أى المسيح نفسه . فنحن لا نخلط بين الصورة والأصل ولا نعبد الخشب والألوان والأوراق التى تكون الصورة بل نعبد الله الحى وحده ونكرم أيقونته .

2- عهد الناموس والأيقونات :
لقد منع شعب العهد القديم من صنع الأصنام والصور وعبادتها : "لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء من تحت الأرض . لا تسجد لهن ولا تعبدهم" (خر 20: 4،5) فكيف نفس هذا الأمر؟
إن المعنى الحقيقى لهذه الوصية واضح فيما قبله من آيات : "أنا الرب إلهك الذى أخرجك من ارض مصر من بيت العبودية . لا يكن آلهة أخرى أمامى" (خر 20: 2،3) فالغرض من الوصية ألا ينقاد الشعب إلى عبادة غريبة عن الله ، خاصة وأنهم كانوا قد خرجوا للتؤمن أرض مصر التى تلوثت بعبادات وثنية عديدة وآلهة كثيرة وكانوا - وقتئذ وحتى مجئ المسيح - محاطيه بأمم كثيرة تعبد آلهة عديدة مصورة فى تماثيل وأحجار وألواح ... لذلك كان يؤكد الله عليهم دائماً آلا يختلطوا بالأمم وألا يتنجسوا بعباداتهم الرديئة "أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيرى" (اش 6:44) ومع ذلك فقد سقط الشعب الإسرائيلى مراراً عديدة فى العصيان وعبادة الأوثان لذلك كان من المنطقى أن يشدد الله عليهم آلا يلتفتوا إلى النحوتات ومصنوعات الأيادى والصور وأن يعبدوا فقط الله غير المنظور .

ومع وجود هذا المنع القاطع إلا أن الله قد أوص شعبه فى العهد القديم أن يصنع بعض الأدوات المادية التى تساعد فى العبادة وأن تنال هذه الأدوات كرامة وتقديساً يليق بالله الحاضر فيها والمعلن عنه بواسطتها مثل :

1- لوحى العهد : "ثم قال الرب لموسى أنحت لك الوصية من حجر مثل الأولين . فأكتب أنا على اللوحين الكلمات ..." (خر 1:34) ولا شك أن هذين الوصية قد نالا كرامة ومجداً واحتراماً من بنى إسرائيل ولم يكن أحد يجرؤ أن يلمسها أو حتى أن ينظر إليهما إذ قد حفظا فى التابوت الذى لا يلمسه أحد به يحمله اللاوليون بطقس خاص دون أن يلمسوه ومع كل هذا التوتير الزائد للالواح لم يكن يعتبر هذا انحراف أو عيادة ألواح .

2- محتويات خيمة الاجتماع : وقد شرح الرب لموسى أدق تفاصيل صناعة التابوت والمائدة والمذبح مرحضة النحاس والمسكن وكل هذه كانت تعامل بوقار وهيبة ولا يقترب إليها إلا اللايون باستعدادات خاصة وبطرق خاصة حتى أنه عندما "مد عزة يده إلى تابوت الله وأمكن لأن الثيرات انشمصت ، محمى غضب الرب على عزة وضربه الله هناك لأجل غفلة فما ، هناك لدى تابوت الله" (2صم 6: 6،7) .

3- تماثيل أخرى : فقد أوصى الله بعمل تمثالين من الذهب للكاروبيم "وتصنع كروبين من ذهب . صنعة خراطة تصنعهما على طرفى الغطاء . فاصنع كروبا واحداً على الطرق من هنا . وكروبا آخر على الطرق من هناك . من الغطاء تصنعون الكروبين على طرفين . ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما إلى فوق مظللين بأجنحتها على الغطاء ووجهاهما كل واحد إلى الآخر . نحو الغطاء يكون وجهاً الكروبين" (خر 25: 18-20) وهذا الكاروبان اسماها معلمنا بولس " كاروبا المجد" (عب 5:9) .

4- فى هيكل سليمان : "وعمل فى لامحراب كروبين من خشب الزيتون على الواحد عشر أذرع ... وشكل واحد الكروبين ... وغشى الكروبين بذهب . وجميع حيطان البيت فى مستديرها رسمها نقشاً بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج ... ورسم عليها نقش كروبيم ونخيل وبراعم زهور ... وبنى الدار الداخلية ثلاثة صفوف منحوته وصفاً من جوائز الأرز" (1مل 6: 23-36) وأشكال أخرى كثيرة عملها الملك سليمان نعمل تماثيل لأثنى عشر ثوراً يحملون حوضاً كبيراً للمياه له شفة منقوشة بمنظر قثاء مستديراً صغير والشفة نفسها كمثل شفى كأس بزهر سوسن (راجع 1مل 7: 23-26) ، ومناظر أسود وثيران وقلائد زهور وأكاليل أعمده مزينة برمانات ... الخ (راجع 1مل 7: 29-50) .

كل هذا يدلنا على أن الله عندما أوصى بعدم عمل صور وتماثيل لم يخطر استعمال أدوات للعبادة ولكنه منعاً قاطع عبادة الأوثان وتألين المادة .
3- عهد النعمة والأيقونات :
لقد تغير الوضع بسبب التجسد :
1- التجسد قدس المادة وأعاد إليها بهاءها الأول وإمكانية اتحاد الله بالإنسان وتجليه فى المادة .

2- صار الله حاضراً فينا ورأيناه وتلامسنا معه فلم يعد قريباً لذهن الإنسان أن يتخيل الله فى شكل وثن كما حدث قديماً بسبب احتجاب الله وانحجاب موفته .

3- ترقت البشرية وصار الله يعاملها كالبنين الناضجين "سمعتم أن قيل للقدماء .. أما أنا فأقول لكم ..." فلم تعد هناك رعبة انحراف العبادة إلى الأوثان .

4- الله بتجسده قد جدد طبيعتنا الساقطة الفاسدة وجعلنا مشابهة صورته "لأن الذين سبق نعرفهم سبق نعينهم ليكونوا مشبها ينه صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين" (رو 29:8) ، "الذى سينير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (فى 21:3) ، لذلك صار فى إمكاننا أن نعاين الصورة الأصلية للإنسان التى قصدها الله فى أدم ... نراها فى أولئك الذين جددهم المسيح بتجسده وحفظوا بطهارتهم نقاوة الصورة فلبسوا "صورة السماوى" (1كو 49:15) ، "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرأة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو 18:3) .

فالأيقونة الكنسية لا ترسم شخصياً عادياً (كالفوتوغرافى) ولكنها ترسم "الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق" (أف 24:4) .
4- ماذا يحدث فى طقس تدشين الأيقونات ؟
1- التدشين هو التكريس أى التقديس والتخصيص لله ... فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار .

2- يقوم بطقس التدشين الأب الأسقف وليس غيره ... والأصل فى ذلك أن كل أعمال الكهنوت كالمعمودية والأفخارستيا وسيامات الكهنوت والشمامسة والتدشين والزواج وغيره كان يقوم بها الأب الأسقف ويعاونه فى ذلك الأباء الكهنة ... وعندما اتسعت المسيحية وكثر المؤمنون وظهرت الحاجة ملحة إلى ممارسات كهنوتيه فى كل مكان وفى أطراف الإيبارشيات ، سمح للكاهن بأن يمارس الممارسات المتكررة كالمعمودية والافخارستيا والزواج ومسحة المرضى وغيره ... أما الطقوس التى قد تمارس مرة واحدة فى العمر وفى مناسبات نادرة مثل تدشين الكنائس والمعموديات والأيقونات وإدارة المذبح فطلب من اختصاص الأسقف بالإضافة إلى سيامات الكهنوت والشمامسة ...

3- فى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابى واللاهوتى لعمل الأيقونات :

أ- الأساس الكتابى : "أيها السيد الرب الله ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى من قبل عبده موسى أعطانا الناموس منذ البدء أن يضع فى قبة الشهادة (خيمة الاجتماع) نماذج للشاروبيم (تماثيل) هؤلاء الذين يغطون بأجنحتهم على المذبح . وأعطيت كلمة لسليمان من جهة البيت الذى بناه لك فى أورشليم" وهنا فى ايجاز تذكر الكنيسة مرجعها الكتابى فى عمل الأيقونة .. وكأنها ترفع أذهان المؤمنين وأن يرجعوا فى الكتاب كل الزينة والنقوش والصور والمثالات التى صنعها كل من موسى وسليمان عند بناء بيت الله سواء أيام أن كان خيمة أو عندما بنى كحجارة ...

ب- الأساس اللاهوتى : "وظهرت لاصفيائك الرسل بتجسد ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ليبنوا لك كنائس وأديرة على اسم قديسيك وشهدائك" وهنا تبرز الكنيسة إن الأساس الخريستولوجى الذى تبنى عليه الكنائس وما فيها هو ظهور الابن الوحيد وتجسده كما سبق أن شرحنا فى هذا المقال .

ج- عمل الروح القدس : "من أجل هذا نسأل ونطلب منك يا محب البشر أرسل روحك القدوس على هذه الصور التى للقديسين أو (للشهداء) (الفلانيين)" إننا نؤمن إيماناً قاطعاً أن الروح القدس يحل على الأيقونات بالصلاة وبالدهن بالميرون فيقدسها ويؤهلنا للكرامة والتوقير الذين تستحقها فيرشم الأسقف الأيقونات بالميرون وينفخ فيها نفخة الروح القدس قائلاً : "فليكونوا ميناء خلاص . ميناء ثبات .. لكى من يتقدم إليهم بأمانة (بإيمان صادق) ينال نعمة من الله بواسطتهم لمغفرة الخطايا" .

إنه تعبير رائع تطلقة الكنيسة على الأيقونة إنها ميناء خلاص وميناء ثبات لكل نفس متعبة فى بحر العالم المتلاطمة الذى يزعج سلامنا وأمننا ويهددنا بالفرق فى الخطية والمشاكل والهموم الدينونة .. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لدى فيهم إشعاعات النور الإلهى .. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة فتتشجع النفس وترتقى إلى السماويات ماسكة برجاء المجد ... ناظرة إلى رئيس الإيمان ومكملة الرب يسوع ...

د- خاتمة الصلاة : "لأنه مبارك ومملوء مجداً اسم القدوس أيها الأب والابن والروح القدس الأن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين" حقاً القديسون يمجدونك يارب وبمجد ملكك ينطقون .. ووجودهم بيننا فى الكنيسة هو برهان مجد الله "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات" (مت 16:5) .

لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس ... إذ عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين الله .


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-05-2008, 01:46 PM
raoufmounir raoufmounir غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 8
افتراضي الايقونات والشفاعة

نقبل ايادي قدسك ابونا ميخائيل
سلام لكل القائمين على هذا المنتدى ربنا يبارك حياتكم
اما عن موضوع الصور والأيقونات فانقل لكم هذه العبارات الجميلة
في الأيقونة الأرثوذكسية رموز متعددة. سنحاول التوصل إلى فهم أهم رموز الأيقونات الموجودة في كنيستنا، ولا سيّما الأكثر استخداماً في الليتورجيا. وجدير بالانتباه أن الرموز تطال الألوان وهندسة خطوط الأيقونة وتوزيع المشاهد وكذلك وضعية الجسد. فالأيقونة تنطلق من واقع الحدث في التاريخ والمكان، لتنقلنا إلى واقع متألّه متجلٍ.
†††
وأقول ان الايقونة ما هي الا وسائل ايضاح يفهمها الكبير والصغير حينما أقف امام الايقونة كانني أقف بالفعل ام الشخص ذاته وعلى سبيل المثال وليس الحصر "صورة السيد المسيح" حينما أقف امامها تحسسني وكانى واقف امامه على اني انسان ضعيف أو صورة "كلية الطهر أم النور العذراء مريم" لكي اكتسب منها اجمل الفضائل أمام "يوحنا المعمدان" لكي اتذكر الكهنوت الكاهن ابن الكاهن وامام "مارمرقس" لكي انشر كلمة الله وأن اتكلم بكل جهارة وبدون خوف نحن لان نقدم فروض العبادة لاشخاص انما لله وحده
والايقونة بالوانها الجميلة لها مدلولات في غاية الروعة
وانقل لكم ايضا تحديد كل لون على حدا
†††

الألوان :


أحمر قاتم : يرمز إلى الإنسانية المتألمة، وإلى محبة المسيح وإلى الالوهة.
الأزرق : رمز المعرفة التي لا تدرَك بالعقل ولكن بالقلب. ويرمز إلى المجد الإلهي.
الأخضر : يرمز إلى التجديد وإلى الطبيعة البشرية.
الذهبي : يرمز إلى الأبدية، الملك الأبدي الذي لا يفنى ( كل الأيقونات تؤسَّس على اللون الذهبي).
الأصفر : يرمز إلى النور الإلهي.
الأبيض : يرمز إلى الطهارة، والى توهج النور الإلهي.
الأسود : يرمز إلى الضياع والمجهول والى ظلمة الخطيئة والموت.
البنّي : يرمز إلى الأرض، فآدم الأول من تراب.
البنفسجي : يرمز إلى الاتحاد بالله (وهو مزيج من الأزرق، طبيعة البشر، والأحمر، رمز الطبيعة الإلهية).


†††
أما عن وضع اجساد القديسين بالكنائس : ما هي الا لاخذ بركة هؤلاء الذين جاهدوا في حياتهم الروحية ونتذكر قول الكتاب المقدس "انظروا الى نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم" والكنيسة الأرثوذكسية لا تقوم بفروض العبادة لأجساد القديسين إنما لأخذ البركة منهم كما ذكرت سلفا لكي نتذكر ضعفنا ونتقوى "شجعوا صغار النفوس" وهؤلاء القديسين الذين جاهدوا هم الذين يقوننا على المسيرة في الجهاد الروحي
والمقصود ، "لا تصنع لك تمثالا منحوتا" أن لا تاخذ اي انسان وتصيره إله ، أو مادة ما مثل الأموال أن يكون سيد عليك .
وأن لا ننكر عمل الشفاعة وهذا الموضوع كبير أيضاً ولا أتطرق له بل اذكر النقاط عنه والشفاعة نوعين :
†††
الشفيع = المدافع = المحامي = الوسيط
†††
النوع الأول الشفاعة الكفارية : هذه الشفاعة لله فقط لا يوجد فيها وسيط بين الله والناس .
النوع الثاني الشفاعة التوسلية : هذه الشفاعة لها ثلاث نقاط
1. شفاعة أحياء في احياء
2. شفاعة أحياء في منتقلين
3. شفاعة منتقلين في احياء
وكلمة طقس تعني ترتيب وتنظيم والسيد المسيح بنفسه عمل بالطقس من خلال حياته اليومية وعلى سبيل المثال ايضا حين عمل القداس يوم خميس العهد بذاته وسلمه للرسل الأطهار نأتي نحن ونهدم ما قدمه السيد المسيح حاشا وأرجوا ان اكون قد قدمت لو جزء بسيط من معرفتي البسيطة واستخدام الروح القدس في تحريك اصابعي للكتابة في هذا الموضوع الشيق .
وأشكر محبتكم على سعة سدركم على اعطائي المساحة الكافية في الكتابة في هذا الموضوع
اذكروني في صلواتكم

التعديل الأخير تم بواسطة raoufmounir ; 03-05-2008 الساعة 02:01 PM سبب آخر: اضافة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-05-2008, 02:11 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,041
افتراضي

بارككم الرب يا إخوتي و أحبتي على هذا التعاطي مع الموضوع بكل روح المسئولية بعيدا عن التهجم و عن النقد الشخصي لأن هذا ليس من محبة المسيح في شيء. قد تختلف نظرتنا و رؤيتنا و فهمنا فنحن بشر أولا و أخيرا و إني أشكر كل من الأحبة الأب القس ميخائيل و الأخ في الرب العزيز يوحنا و ابنة عمي المباركة هيلانة كما أشكر حبيبنا و أخانا منير رؤوف الذي افتقدناه لزمن طويل و ها هو يطل علينا بهذا الكلام العذب و الجميل مثل روحه. شكرا أحبتي و بارككم الرب ناقشوا و لتتفاعل آراؤكم لكن بمحبة المسيح كما هي لغاية اليوم. مباركون أنتم باسم الرب و شكرا لمحبتكم و حرصكم على الكنيسة و نقائها و سلامة نهجها.
العبد إلى طاعة الرب فؤاد
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-05-2008, 04:12 PM
raoufmounir raoufmounir غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 8
افتراضي سلام ومحبة

اشكرك اخويا الغالي فؤاد ولروحك الطيبة واشكر كل من له تعب في هذا المنتدى وربنا يكافئ كل واحد بحسب تعبه
ومستهلش الكلام الكبير يا أخانا حبيب القلب فؤاد المحبة العميقة
وحشتوني جدا ربنا يبارك في حياتكم واعمالكم وانا افتقدت المنتدى ولي زمن بعيد لم ادخله لظروفي
صلوا لي
رؤوف منير
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-05-2008, 05:33 PM
يوحنا يوحنا غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 52
افتراضي لوحة سوز بعد عناء الحصول عليها

عدم المحبة في هذا المنتدى
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg أ¤أˆأ¦أ‰ أ“أ¦أ’.JPG‏ (72.5 كيلوبايت, المشاهدات 31)

التعديل الأخير تم بواسطة يوحنا ; 09-05-2008 الساعة 04:27 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke