أَرَى نَفْسِي[1] بِأولادِي ... متى كانُوا بِأمجادِ[2] مُرِيْحٌ, مُفْرِحٌ قلبِي ... وفيهِ سَعْدُ إسْعَادِي
وإنِّي أسْتَحِي (فِيْهِمْ)[3] ... إذا عاشُوا كأوغادِ[4] حَماقاتٌ تَعاطِيهم[5] ... وسوءٌ زادَ إجْهَادِي لِهذَا يَنْبَغِي مَسْعَى ... جُهُودٍ دونَ إيصَادِ[6] سَمِعْتُ أنَّ مِنْ شَوكٍ ... وُرودًا[7] حُسْنُهَا بادِي وَمِنْ وَرْدٍ أذَى شَوكٍ ... مَقالٌ شَاعَ في نادِي
فأولادِي هُمُ جِيلٌ ... لِجِيلٍ كانَ أجدَادِي
وَتَمْثِيْلٌ لآباءٍ ... وإنذارٌ لأحفَادِ
مَتى رَبَّيْتَ أبناءً ... على خَيْرِ بِإعْدَادِ
مِنَ المَفْرُوضِ أنْ يأتِي ... بخيرٍ مثلِهِ بَادِ[8] لِكَي يَحْظَى بإنْعامٍ ... وإكْرامٍ وإسْنَادِ
يَقِيْنًا كلُّ إنسانٍ ... أبٌ مِثلِي لأولادِ
يُرَاعِي مَنْطِقِي[9] هذا ... يُغَنِّي لَحنَهُ[10] الشَّادِي.
[1] - أرَى نفسي بأولادي: أفخر بهم وأتباهى أمام النّاس عندما يسلكون السبيل القويم ويتمتّعون بالصِّيت الحَسَنْ
[2] - أمجاد: جمع ماجد وهو الشّخص صاحب العِزّة والرِّفعة والشّرَف
[3] فيهم: كلمة عامّيّة حلّت محلّ الفُصحى (بهم)
[4] - أوغاد: جمع وغد وهو الشّخص الأحمق الدنيء الرَّذل الضّعيف العقل
[5] - تعاطيهم: هو سلوكهم تجاه الآخرين من خلال معاملتهم لهم
[6]- إصاد: إغلاق. إقفال والمقصود هنا ترك الباب مفتوحًا أمام مساعي الدأب و استمرار الجهود لتحقيق الغاية المنشودة
[7] - عملًا بالمثل الشّعبي الشّامي القائل:"الوردة بتخلفشوكة والشوكة بتخلفوردة والبطن بستان" و جاء في أمثالنا الأزخينيّة:" مِنْ الوردِهْ يِقَعْ شوكِهْ, ومِنْ الشّوكِهْ يطلَعْ وَردِهْ" بمعنى أنّ الأبناء قد لا يتطابقون في صفاتهم و سلوكهم و أخلاقياتهم مع آبائهم و كلمة آباء أعني بها الوالدين معًا أي الأمّ و الأب لأنّهما شريكان في عمليّة التربية والتنشئة والتوجيه والإرشاد والوعظ.
[9] - يُراعي: يتقهّم ويُداري طرحي هذا
[10] - يُغّني لحنَه: بمعنى يتبنّاه ويعمل بمضمونه والمقصود هنا المنطق الذي دَعوتُ إليه.