نامَتْ عيونُ الوردِ بالأغصَانِ ... تَحْنُو رُؤاها في مَدى الأجفَانِ
سامَرْتُها حُبًّا أناجي طيفًا ... مِنْ مَبْسَمٍ ما تاهَ عنْ عُنْوَانِي
ألْقَتْ إليَّ الشوقَ عندَ الهمسِ ... ما فارَقتْ وجدي ولا أحضَانِي
أيْقَظْتُها مِنْ نومِها أغراها ... بَوحي كَما بَوحٌ لها أغرَانِي
عيناها سِحرٌ في مغَانِي روحٍ ... والسّحرُ لم تُغمَضْ لهُ عَيْنَانِ
قالتْ وفي عَذبٍ مِنَ الإيقاعِ ... مُغرٍ: حَمَاكَ اللهُ[F1] مِنْ أحزَانِ أنتَ الذي أيقظتَ وجدًا نامَ ... رَتَّلْتَ عشقًا رائعَ الألحَانِ
هذي مزاميرُ الهوى لو تُتْلَى ... جاءتْ تعابيرًا معَ الوجدانِ
زِدْ لَهفتِي فالسّحرُ سأمًا يبدو ... مِنْ دونِ نَظمِ الشّاعرِ الهَيمَانِ
هذي تراتيلي وهذا وعدٌ ... والوعدُ منّي منطقُ الإنسَانِ
أسْمَعْتَها رَدّي بِلا إبطاءٍ ... أنتِ عُيونٌ فجرُها أغوَانِي
نامِي على أعطافِ وِدٍّ يحلُو ... في فلكِهِ والطّيفُ في ألوَانِ
لا تُوقِظِي عشقِي بِصومٍ حتّى ... لا تَكْسِرِي قارورةَ الإيمَانِ.