اصفرارُ العقاربِ
تزرعُ خلفها أوبئةً قميئةً ..
لم تعُدْ للربيعِ نكهةً ..
إلى ضبابٍ مغلَّفٍ بالسُّمومِ
زمنٌ تهربُ مِنْهُ الفراشات
قَبْلَ أنْ ترى السَّواد..
بتضخُّمِ جموحِ الصَّولجان
بانزلاقِهِ في آبارِ الجنونِ ..
لماذا وجهُكِ مضرَّجٌ بالكآبةِ
وخدّاكِ الحنونانِ باهتان؟
هربَتْ مِنْ هطولِ الشَّظايا
من تراكماتِ تدفُّقِ الحنظلِ
الحزنُ حائمٌ حولَ حدباتِها
لَمْ يفارقْ شفاهَهَا المتدلّية عطشاً
عَبَرَتْ من غيظِهِا
أعماقَ الصَّحارى
تجترُ أوجاعَ السِّنين!
والرِّيحُ تراخَتْ أوصالَهَا
ارتطمَت فيوجْهِ الوطاويطِ
تريد أنْ تكسرَ أعناقَ الرِّيحِ
مَنْ أجَّجَ هذِهِ النِّيران الملتفَّة
من خلخلَ كلّ هذِهِ الأغصانِ؟
يلتفُّ حولَ أوتارِ الرُّوحِ
تَحَشْرَجَ الكلامُ في سماءِ الْحَلَْقِ
ولم يعُدْ للشهيقِ شهقةَ الاشتياقِ
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم