وحيد كوريال ياقو
09-10-2008, 08:16 AM
بين الطالباني والمشهداني ضاعت لحانا
لقد ضاعت لحانا فعلا بين الطالباني والمشهداني او بين مجلس الطالباني ومجلس المشهداني .. لقد ضاعت لحانا كلها او الاصح ما تبقى من لحانا او القليل المتبقي من لحانا .. ولم يبقى منها لا الابيض ولا الاسود , وحالها بذلك حال لحية ذلك الرجل الذي ضرب به هذا المثل القديم والمشهور ( بين حانة ومانة ضاعت لحانا ) ولو ان لحانا كانت معظمها قد ضاعت قبل هذا بكثير وحتى قبل ان ينوجد هذا المثل المشهور اساسا .
ومن يعرف قصة هذا المثل يعرف جيدا ما المقصود بعنوان هذا المقال ويعرف ايضا ما نريد ان نقوله في هذا الموضوع .. واما من لم يسمع به ولا يعرف قصته فلا بأس ببعض الايجاز عنها .. ولكن قبل ذلك يجب ان نعرف اين ومتى يضرب هذا المثل ولماذا ؟ .
فبصورة عامة يضرب هذا المثل على من يقع بين طرفين متخاصمين او فريقين متنازعين او جهتين مختلفتين او حتى موقفين متباينين او مكانين متفارقين او متباعدين او ما شابه ذلك , وبسبب ذلك يخسر هذا الانسان ما لديه او يفقد ما عنده او ما كان يسعى الحصول عليه او غير ذلك مما كان له او مما كان يجب ان يكون له .
واما قصة هذا المثل فيحكى انه كان هناك رجلا مسكينا مبتليا على حاله ومتزوجا بامرأتين مختلفتين دائما وكالعادة , احداهما كبيرة في السن واسمها ( حانة ) والثانية شابة صغيرة واسمها ( مانة ) , وكان الرجل يحبهما كلتاهما ولا يريد ان يفرق بينهما ولم يكن يرفض لأية منهما اي طلب , ولكن الزوجتين فقد كانت كل واحدة تريده ان يكون زوجا لها فقط وتريده ان يبدو كما تريد هي , ولهذا فقد كانت الزوجة الكبيرة ( حانة ) تريد ان يبدو زوجها هذا رجلا كبيرا وقورا ليناسبها هي , واما الزوجة الصغيرة ( مانة ) فقد كانت تريده ان يكون شابا صغيرا نشطا مثلها لكي لا تشعر انها متزوجة من رجل عجوز .. فكان الرجل كلما يتواجد مع زوجته الكبيرة ( حانة ) تحاول ان تتخلص من بعض شعرات لحيته السوداء لكي تبدو البيضاء منها فقط ليبدو زوجها كبيرا في السن ويناسبها هي اكثر من ضرتها ( مانة) , واما الزوجة الصغيرة ( مانة ) فكلما كان زوجها يتواجد معها تحاول ان تتخلص من كل شعرات لحيته البيضاء لكي لا يبدو زوجها كبيرا لا يناسبها .. وبمرور الايام وجد الرجل نفسه بدون لحية ( لا بيضاء ولا سوداء ) في ذلك الزمن الذي كانت تعتبر اللحايا من شيمة الرجال ويصفونها بزينة الرجال ولا رجل بلا لحية ولا يعتبر الرجل رجلا اذا لم يكن لديه لحية .. وهكذا ضرب هذا المثل المشهور ( بين حانة ومانة ضاعت لحانا ) على هذا الرجل المسكين المبتلي الذي فقد لحيته بين او بسبب زوجتيه المختلفتين المتخاصمتين دائما وابدا .
وما حصل لهذا الرجل هو ما حصل ويحصل لشعبنا في العراق اليوم وهذا هو حال ابنائه الان حيث هم الان بين فرق كبيرة وصغيرة مختلفة ومتخاصمة , متنازعة ومتحاربة على مصالحها الخاصة بها , وبسبب هذا الصراع خسر ابناء شعبنا وما زالوا يخسرون حقوقهم وامتيازاتهم وكل ما لديهم وما يجب ان يكون لديهم ,واخرها كان ضياع حقوقهم او بالاحرى ما تبقى من حقوقهم المتمثلة بالمادة ( 50 ) التي كانت تمثل الحد الادنى من حقوقهم والتي الغيت من قانون مجالس المحافظات الذي اقره مجلس النواب العراقي مؤخرا وبالاجماع .. هذه المادة التي كانت مجرد تخصص لهم بعض المقاعد في مجالس بعض المحافظات التي يعيشون ويتواجدون فيها ولا شيء غير ذلك .
وقد الغيت هذه المادة بين مجلسين للشعب او منتخبين من قبل الشعب , مجلس رئاسة الجمهورية المتمثل بالسيد جلال الطالباني ومجلس النواب الذي يرأسه السيد محمود المشهداني .. اي ان المادة الغيت بين مجلسي هذين الشخصين الطالباني والمشهداني .. ولا احد يعرف من الغى هذه المادة .. او من كان السبب في الغائها .. او ماهو السبب الحقيقي لالغائها واختفائها من قانون مجالس المحافظات ( وهذا يتطلب موضوعا اخرا ) .
واما موضوع ضياع حقوق شعبنا بين طرفين متخاصمين او متنازعين او متحاربين فليس بموضوع جديد ولا حديث , بل قديم جدا وقد حدث كثيرا في السابق .. فقد ضاعت حقوقنا قديما بين الفرس الساسانيين عبدة النار والرومان البيزنطيين المسيحيين , المتخاصمين والمتنازعين على دولتيهما دائما وبعدها ضاعت بين الفرس المجوس نفسهم والعرب المسلمين الفاتحين ثم ضاعت بين الاتراك العثمانيين والاكراد الميديين المختلفين دائما وابدا كما ضاعت حديثا بين العرب المقاومين والانكليز المستعمرين وتضيع الان بين الغرب ( المسيحي ) او ما يسمى بالصليبيين او المشركين او الكفار وبين المسلمين المتطرفين المتشددين بايمانهم او الارهابيين وما تبقى منها ضاعت اخيرا بين الطالباني والمشهداني ومجلسيهما ..
وهذا ما جعل ابناء شعبنا ان يتعودوا على العيش بدون حقوق كل هذا الزمن ولكن ما يدعوا الى العجب والاستغراب هو ان كل هذا حدث وما زال يحدث وقادتنا ما زالوا مختلفين وغير متفقين .. وكل هذا حصل وما زال يحصل وزعمائنا ما زالوا يصلون من اجل كل هؤلاء ويطلبون من الله ان يغفر لهم جميع ذنوبهم ويدخلهم ملكوت السماوات .. وما سلطانهم الا من عند الله .. وما ظلمهم علينا الا بأمر من الله .. وما اضطهادهم لنا الا بسبب خطايانا نحن الخطاة ..
ولكن ومهما يكن فقد ضاعت حقوق هذا الشعب المسكين مجددا بين مجلسيه كما ضاعت لحية ذلك الرجل المسكين بين زوجتيه .. وقد اصبح ابنائه المسالمين شعبا بلا حقوق كما اصبح ذلك الرجل رجلا بلا لحية .
وحيد كوريال ياقو
تشرين اول 2008
مشيكن
لقد ضاعت لحانا فعلا بين الطالباني والمشهداني او بين مجلس الطالباني ومجلس المشهداني .. لقد ضاعت لحانا كلها او الاصح ما تبقى من لحانا او القليل المتبقي من لحانا .. ولم يبقى منها لا الابيض ولا الاسود , وحالها بذلك حال لحية ذلك الرجل الذي ضرب به هذا المثل القديم والمشهور ( بين حانة ومانة ضاعت لحانا ) ولو ان لحانا كانت معظمها قد ضاعت قبل هذا بكثير وحتى قبل ان ينوجد هذا المثل المشهور اساسا .
ومن يعرف قصة هذا المثل يعرف جيدا ما المقصود بعنوان هذا المقال ويعرف ايضا ما نريد ان نقوله في هذا الموضوع .. واما من لم يسمع به ولا يعرف قصته فلا بأس ببعض الايجاز عنها .. ولكن قبل ذلك يجب ان نعرف اين ومتى يضرب هذا المثل ولماذا ؟ .
فبصورة عامة يضرب هذا المثل على من يقع بين طرفين متخاصمين او فريقين متنازعين او جهتين مختلفتين او حتى موقفين متباينين او مكانين متفارقين او متباعدين او ما شابه ذلك , وبسبب ذلك يخسر هذا الانسان ما لديه او يفقد ما عنده او ما كان يسعى الحصول عليه او غير ذلك مما كان له او مما كان يجب ان يكون له .
واما قصة هذا المثل فيحكى انه كان هناك رجلا مسكينا مبتليا على حاله ومتزوجا بامرأتين مختلفتين دائما وكالعادة , احداهما كبيرة في السن واسمها ( حانة ) والثانية شابة صغيرة واسمها ( مانة ) , وكان الرجل يحبهما كلتاهما ولا يريد ان يفرق بينهما ولم يكن يرفض لأية منهما اي طلب , ولكن الزوجتين فقد كانت كل واحدة تريده ان يكون زوجا لها فقط وتريده ان يبدو كما تريد هي , ولهذا فقد كانت الزوجة الكبيرة ( حانة ) تريد ان يبدو زوجها هذا رجلا كبيرا وقورا ليناسبها هي , واما الزوجة الصغيرة ( مانة ) فقد كانت تريده ان يكون شابا صغيرا نشطا مثلها لكي لا تشعر انها متزوجة من رجل عجوز .. فكان الرجل كلما يتواجد مع زوجته الكبيرة ( حانة ) تحاول ان تتخلص من بعض شعرات لحيته السوداء لكي تبدو البيضاء منها فقط ليبدو زوجها كبيرا في السن ويناسبها هي اكثر من ضرتها ( مانة) , واما الزوجة الصغيرة ( مانة ) فكلما كان زوجها يتواجد معها تحاول ان تتخلص من كل شعرات لحيته البيضاء لكي لا يبدو زوجها كبيرا لا يناسبها .. وبمرور الايام وجد الرجل نفسه بدون لحية ( لا بيضاء ولا سوداء ) في ذلك الزمن الذي كانت تعتبر اللحايا من شيمة الرجال ويصفونها بزينة الرجال ولا رجل بلا لحية ولا يعتبر الرجل رجلا اذا لم يكن لديه لحية .. وهكذا ضرب هذا المثل المشهور ( بين حانة ومانة ضاعت لحانا ) على هذا الرجل المسكين المبتلي الذي فقد لحيته بين او بسبب زوجتيه المختلفتين المتخاصمتين دائما وابدا .
وما حصل لهذا الرجل هو ما حصل ويحصل لشعبنا في العراق اليوم وهذا هو حال ابنائه الان حيث هم الان بين فرق كبيرة وصغيرة مختلفة ومتخاصمة , متنازعة ومتحاربة على مصالحها الخاصة بها , وبسبب هذا الصراع خسر ابناء شعبنا وما زالوا يخسرون حقوقهم وامتيازاتهم وكل ما لديهم وما يجب ان يكون لديهم ,واخرها كان ضياع حقوقهم او بالاحرى ما تبقى من حقوقهم المتمثلة بالمادة ( 50 ) التي كانت تمثل الحد الادنى من حقوقهم والتي الغيت من قانون مجالس المحافظات الذي اقره مجلس النواب العراقي مؤخرا وبالاجماع .. هذه المادة التي كانت مجرد تخصص لهم بعض المقاعد في مجالس بعض المحافظات التي يعيشون ويتواجدون فيها ولا شيء غير ذلك .
وقد الغيت هذه المادة بين مجلسين للشعب او منتخبين من قبل الشعب , مجلس رئاسة الجمهورية المتمثل بالسيد جلال الطالباني ومجلس النواب الذي يرأسه السيد محمود المشهداني .. اي ان المادة الغيت بين مجلسي هذين الشخصين الطالباني والمشهداني .. ولا احد يعرف من الغى هذه المادة .. او من كان السبب في الغائها .. او ماهو السبب الحقيقي لالغائها واختفائها من قانون مجالس المحافظات ( وهذا يتطلب موضوعا اخرا ) .
واما موضوع ضياع حقوق شعبنا بين طرفين متخاصمين او متنازعين او متحاربين فليس بموضوع جديد ولا حديث , بل قديم جدا وقد حدث كثيرا في السابق .. فقد ضاعت حقوقنا قديما بين الفرس الساسانيين عبدة النار والرومان البيزنطيين المسيحيين , المتخاصمين والمتنازعين على دولتيهما دائما وبعدها ضاعت بين الفرس المجوس نفسهم والعرب المسلمين الفاتحين ثم ضاعت بين الاتراك العثمانيين والاكراد الميديين المختلفين دائما وابدا كما ضاعت حديثا بين العرب المقاومين والانكليز المستعمرين وتضيع الان بين الغرب ( المسيحي ) او ما يسمى بالصليبيين او المشركين او الكفار وبين المسلمين المتطرفين المتشددين بايمانهم او الارهابيين وما تبقى منها ضاعت اخيرا بين الطالباني والمشهداني ومجلسيهما ..
وهذا ما جعل ابناء شعبنا ان يتعودوا على العيش بدون حقوق كل هذا الزمن ولكن ما يدعوا الى العجب والاستغراب هو ان كل هذا حدث وما زال يحدث وقادتنا ما زالوا مختلفين وغير متفقين .. وكل هذا حصل وما زال يحصل وزعمائنا ما زالوا يصلون من اجل كل هؤلاء ويطلبون من الله ان يغفر لهم جميع ذنوبهم ويدخلهم ملكوت السماوات .. وما سلطانهم الا من عند الله .. وما ظلمهم علينا الا بأمر من الله .. وما اضطهادهم لنا الا بسبب خطايانا نحن الخطاة ..
ولكن ومهما يكن فقد ضاعت حقوق هذا الشعب المسكين مجددا بين مجلسيه كما ضاعت لحية ذلك الرجل المسكين بين زوجتيه .. وقد اصبح ابنائه المسالمين شعبا بلا حقوق كما اصبح ذلك الرجل رجلا بلا لحية .
وحيد كوريال ياقو
تشرين اول 2008
مشيكن