|
Arabic keyboard |
|
#1
27-02-2007, 02:30 PM
|
|||
|
|||
الإعلامية السريانية سلام اسحق
سلام اسحق : عن فارسٍ أبحث لا عن رجل  كميل شمعون :زهريرا - القامشلي: شهد المركز الثقافي العربي بالقامشلي مساء الأحد 28 / 1 / 2007 ، حضوراً مميزاً للإعلامية السورية سلام اسحق ، ليس في مجال الأعلام المرئي كما اعتدناها نجمة فيه ، بل في مجال الأدب والشعر حيث أحيت مع القاصة وجيهة عبد الرحمن ، والقاص عبد الرحمن السيد ، أمسية أدبية ،تخللها الكثير من المداخلات والنقاشات الأدبية .و سلام أسحق ، من أبناء شعبنا السرياني الآشوري في القامشلي ، وهي مذيعة في التلفزيون العربي السوري ، وتغطي أخبار الجزيرة السورية كاملة عبر برنامجها ( في رحاب الجزيرة ) ، وهذه هي المشاركة الأدبية الثانية لها ، وكانت الأولى في المركز الثقافي بالحسكة بتاريخ 12 / 9 / 2006 ، وللشاعرة ديوان قيد الطبع ، وتمتاز سمات شعرها عموماً بمزيج بين الوجداني والعاطفي والهجاء والنقد ، وتحدي الآخر بلا حدود . وتنفرد سلام بأنها الفتاة السريانية الوحيدة ، التي استطاعت أن تصل إلى أعلى وأقوى منبر إعلامي في سوريا وهو التلفزيون ( كمقدمة برامج ومذيعة أخبار ) وربما ما أهلها للوصول إلى ذلك يكمن في ذاتها أولاً . . فهي تمتلك طلة جميلة كإطلالة شجرة نخيل على ضفاف النهرين . . وحضوراً كملكة شرقية . . ونبرة يمتزج فيها عبق دجلة مع رحيق الفرات ، وثقافة ، واليوم فاجأتنا كشاعرة . وفي البيئة والمحيط الذي ترعرعت فيه ثانياً . . فهي تنتمي إلى عائلة فنية . فوالدها هو الفنان التشكيلي يعقوب اسحق ، والى عائلة أكبر . . إلى أمة عظيمة كانت على مدى التاريخ نبع عطاء وثقافة ومدنية وحضارة ، ولازالت شواهدها ماثلة في أوابدها الغافية على امتداد هذا الوطن ، وفي أبناءها الموزعين خلف تخوم العالم ، وجزره النائية . وقد كانت المشاركة الأولى في هذه الأمسية ، للقاصة وجيهة عبد الرحمن التي قدمت قصتان قصيرتان ( دفترها الأزرق ) و ( رصيف الهجرة ) وقد مرت في قصصها على حالات لشخصيات محبطة، تنتابها اختلاجات نفسية وروحية ، وأحلام يقظة ، وصفحات صفراء . في مساحة جسد تتصارع فيه قيم المدنية والحرية ، مع رواسب مجتمع . ابتلعته عادات وتقاليد أضحت أوبئة أكثر مما هي قواعد لتنظيم المجتمع وحياة الفرد ، وكتبتها بأسلوب أدبي هو أقرب إلى الشعر والنثر منه إلى الطريقة التقليدية في كتابة القصة القصيرة . تلتها الشاعرة سلام أسحق بتقديم مجموعة شعرية رائعة ، مؤلفة من أثنتا عشرة قصيدة ( جزيرتي ، حكاية شيب ، لا ترحل ، قصة رجل عاشق ، عفواً ، سأظل أحبك ، لقد عاد حبيبي ، سيدي ، أتبيع القمر من أجل نيزك ، صورة ، آكل وناكر ، لا أصدق ) ، فبدت ومن خلال ترتيب قراءتها وكأنها ملحمة شعرية واحدة . وقد عبرت سلام ومنذ اللحظات الأولى ، وهي تردد قصيدتها ( جزيرتي ) وحتى آخرها ( لا أصدق ) عن أسلوب تميزت به ، وقد يميز أعمالها ، وتتميز به أدبياً من خلال أعمالها مستقبلاً ، إذا استمرت على هذا المنوال . فلكل عضو من أعضاء الجسد عند سلام أسحق أحاسيسه ومشاعره ، وذكرياته وأحلامه، فلهذه الأعضاء أجنحة ترفرف في فضاء جسد واحد ، تتحاور فيما بينها ، تغوص في أعماق الروح البشرية ، تلتقط الرواسب الكامنة في قاعها ، لتطفو بها شراعاً ، يبحث رياح قادمة من خلف أبواب موصدة . . عن حبيب تائه تحت شجرة نخيل في جزيرة نائية . . لكنها لا تبحث عن رجل . . ؟ بل عن فارس لا يتيه . . ولا يغفو ، ولا تكون سماءه شجرة نخيل يحلم تحت ظلالها . فارس سيفه الكلمة . . ورمحه غصن زيتون في ليلة باردة . وفي قصائدها تبدو آثار لريشة رسام هادئ ، وتنبض روحها في كل سطر من أسطر أشعارها ، وترى صورتها بين أسطح الأسطر وثنايا الجمل . . وفي جوف طفلتها السمراء المدللة ( الجزيرة ) تنام حضارات أوركيش وناكار . . وضفائرها التي لم تذكرها سلام . . تعانق نينوى وما تبقى من الأسوار . . وقد حيت الحضور بتودي بالسريانية ( شكراً ) بعد أن فرغت من قراءة أشعارها . بعد ذلك قدم القاص عبد الرحمن السيد مجموعة من القصص القصيرة جداً ، وهي كما قال عنها السيد مجموعة قصصية قصيرة تعالج الحالة العربية الراهنة ، وواقع الثقافة والسياسة فيها، بأسلوب أدبي ساخر . وبالنجاح الذي حققته ابنة نصيبين في الأعلام السوري الرسمي ، وبالنجاح الذي يحققه أي فرد من أبناء أمتنا في أي مجال كان ، يضاف رقيم جديد إلى مكتبة آشور بانيبال . . وفيما يلي بعض النماذج من القصائد التي قدمتها الشاعر سلام أسحق في هذه الأمسية على أن نحاول تخصيص زاوية في زهريرا نورد فيها إحدى قصائدها بشكل دوري . . . . قصيدة : جزيرتي جزيرتي ….. يا طفلة سمراء يا خصل شعر أسود وعيون حوراء غاليتي …… يا هدية الأرض من السماء وهبك الله ذهباً وماءً وأرضاً معطاء فجار عليك زمان الأرض ………. واجتاح ربوعك وهج الرمضاء فبات السهل أرض خلاء جزيرتي ….. مدللة كنت في سماوات العلي فحباك كنوزاً صفراء وسوداء وبيضاء باكورة حبه للأرض كنت …………. ألفه في دجلة وفي الخابور تصب الياء لكنك الأشقى بين الأخوات فقد صنفوك الأخيرة بين الأسماء والحجة واهية والتبرير محض غباء قولي لهم … في جوفي تنام حضارات أوركيش وناكار ألفظها رقماً ولقى …… فتمطر السماء أطعمت الدنيا من زادك منكسرة خبز سمراء فاستخسروا في إصبع راحتيك وزنة حناء أنتم يا أبناءها استفيقوا …………………. قد ثكلتكم جزيرتكم وأنتم أحياء أعطوها من مالكم من حرصكم من جهدكم لتعيشوا في ربوعها في صفاء وهناء . ……………………………………….. قصيدة : أتبيع القمر من أجل نيزك أتبيع القمر من أجل نيزك ….؟ اوا لا تعلم أن النيازك سريعاً تهلك أتبيع القمر من أجل نيزك ……؟ ومن غيره جعلك تهوي ومن غيره جماحك أمسك أتبيع القمر من أجل نيزك …….؟ قد كنت عصياً وعاقاً ومضطرباً لا ترى نفسك تضرب بالمشاعر هنا وهناك وله عليك ألف ممسك أتبيع القمر من أجل نيزك ……؟ من مائه شربت وبنوره استضأت ويحك حرقت كل ذلك بعود ثقاب ويحك هنيئاً لك مسكنك الجديد اليوم نلت قدرك ووزنك ستعيش معه في ضياء منير وحين يموت ستهلك تستحق هذه النهاية يا صديقي لأنك. . بعت القمر من أجل نيزك . ……………………………. قصيدة : لا أصدق لا أصدق انك اكتفيت ارتشاف الحب المتساقط من عيني لا أصدق انك سئمت وضجرت وخنت نهدي فمن هو مثلك لا يشبع . . . ومهما سافر ورحل سيرجع فمن هو مثلك لأحد لا يركع . . . لكنه لجيد أسمر يخضع . . ترهاتك التي اخترعتها لا تهمني على الرغم من أنها ذبحتني كما يفعل المبضع ليس لأنها مهمة بل لأنها قناعك الزائف عن وجهك أخذت ترفع كنت لي فيما مضى أشياء كثيرة والتجربة وان لم تنجح فصاحبها تنفع وتجربتي معك أعطتني درساً لا اخجل منه بل أطيع واسمع الأيام وحدها ستثأر لي حين تجد نفسك في الأسفل تقبع واحذر فالنحلة تعطيك شهداً لكنها أيضاً تلسع والنار تمنحك الدفء لكنها الأخضر واليابس تبلع والنساء تهبنك الحب بيد والأخرى لقتلك تشرع تكفيك هذه الأبيات فليس فيك ما يسر وما يمتع قد كنت صانع حروفي . . واليوم شكواي فيك ارفع .      
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
العرض الشجري