Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى السرياني

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2007, 04:38 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي بلاد ما بين النهرين منذ سقوط بابل حتى يومنا هذا الجزءالأخير

الهجرة المعاصرة وبداية نشوء الصراع من خلال محاولة بعض رجال الدين خلق صراع بين الشبيبة القومية والكنيسة
إن من أخطر الأمراض التي يتعرض لها شعبنا في الوقت الحاضر هو مرض الهجرة الذي انتاب أبناء شعبنا في أوطانه تشرده إلى شرذمات صغيرة متناثرة في جميع أنحاء العالم، وقد يكون لما جرى لشعبنا في الماضي من مآس ونكبات دور كبير فيما يجري حالياً من هجرة وتأثيرها على نفسيتهم.

فإن عمليات التهجير والقتل والإبادة والتآمر جعلت شعبنا يفقد الثقة بمحيطه ويشعر بعدم الاطمئنان لما يجري حوله،وقد فشلت الإدارات الدينية بمختلف أشكالها من إيجاد وحدة وتكاتف وترابط تجعله يُعيد الثقة بنفسه، بل أن تصرفات بعض السادة الكهنة كانت سبباً في نفور أبناء الشعب، بعضهم من بعض وفقدان الأمل على المحافظة على وجودهم وكيانهم، كما أن عدم وجود هيئات سياسية قومية مُعترف عليها في مناطق سكناهم قادرة على جمع أبناء شعبنا بالكامل، وإعادة الثقة والطمأنينة إلى نفسه، أدت إلى محاولة كل فرد البحث عن خلاصه بنفسه، والخلاص الفردي كما نعلم هو هروب من الواقع وما ساعد على ذلك هو وجود هجرات سابقة إلى أوربا وأمريكا ولبنان خلال ظروف ما بعد الحرب العالمية الأولى.

هذا بالإضافة إلى تحول الهجرة إلى مهمة يسترزق منها التجار والسماسرة من أبناء شعبنا أنفسهم الذين تفننوا في تزوير جوازات السفر والفيز لجميع أنحاء العالم وبيعها بأسعار خيالية، نهبوا من خلالها الفقراء من أبناء شعبهم، وأن ظروف عدم استقرار الواقع في الشرق الأوسط بالكامل أيضاً كانت عاملاً مساعداً، فمنذ بداية السينات بدأت الهجرة الفردية تنخر كياننا في الوطن حتى استفحل خطرها في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات، فقد هاجر خلال هذه الفترة إلى ألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وسويسرة والسويد وأمريكا واستراليا أكثر من مائة ألف معظمهم يعيشون في مناطق متفرقة ومتناثرة وفي حالات نفسية واجتماعية غير مستقرة بتاتاً، كان من الطبيعي أن يشعروا بالحنين إلى الوطن والأهل وأن يسعوا للارتباط بشكل أو بآخر بآمال العودة فلم يروا وسيلة لذلك سوى التعلق بالأفكار القومية، وبحكم كون الفكر القومي الآثوري هو الفكر القومي الوحيد الذي كان مطروحاً على الساحة بشكل عملي ومعظمهم كان يشعر بالارتياح له في في الوطن من خلال ما قدمه مفكروا الأمة وأدبائها.

كما ساهمت المنظمة الآثورية الديمقراطية أيضاً في زيادة تثبيت هذا الشعور القومي فقد سعى أبناء شعبنا في المهجر إلى تأسيس الأندية الآثورية تحت تأثير الشعور الارتباط في الوطن والإحساس القومي، ولا ننكر أن هناك الكثير ممن انتسب إلى الأندية الآثورية في المهجر لم يكن يعي بشكل جيد معنى القومية والأفكار الآثورية كحركة تحررية قومية إنسانية تسعى لمنع أبناء شعبنا من الذوبان والاضمحلال في المهجر والسعي لتأكيد الوجود القومي في الوطن، بل كانوا ينطلقون من شعور عاطفي بحت، وفي السبعينات هاجر بعض السادة الأحبار وبعض الكهنة من أبناء طائفة السريان الأرثوذكس إلى أوربا، ولاحظوا أن الوعي القومي قد أخذ مجر قوياً بين أبناء الكنيسة السريانية فانطلقوا من خطأ تاريخي دون الوعي والإدراك من أن الوعي القومي بين أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هو سند وتمتين لدعائم الكنيسة السريانية نفسها ولرفع شأنها كمؤسسة حافظت وما زالت على وجود هذا الشعب واستمراره في التاريخ كشعب ذو ميزات حضارية وإنسانية متكاملة وأنها أصبحت جزء رئيسياً من تراثه، فوقف هؤلاء السادة ضد الأفكار القومية الآثورية وحاولوا استخدام اسم الكنيسة السريانية طرفاً في دوامة الصراع مّدعين أن كل من يؤمن بالأفكار الآثورية أو يدعي الانتماء إلى الحضارة الآشورية يتحول إلى النسطورية متذرعين من اتخاذ الطائفة الشرقية الآشورية كاسم طائفي لها، ولكننا نسألهم الآن هل إذا حاول أحد الفروع العودة إلى الأصل مبرراً لعدم عودة الفروع الأخرى إلى هذا الأصل، أو مبرراً لمحاربة الأصل أيضاً.

فشن رجال الدين بالاتفاق مع بعض العلمانيين حملة عشوائية ضد الآثوريين وبالأخص في أوربا مستخدمين سلطتهم الكهنوتية وسيلة لذلك حتى أنهم لجئوا إلى منع الخدمات الروحية عن أبناء كنيستهم الذين لا ينكرون الآثورية أو يكفرون بها، وكأن الآثورية هي بدعة دينية جديدة ظهرت في الكنيسة، إلا أن الوعي الذي تحلى به الرفاق الآثوريون وأعضاء الأندية الآثورية فوت عليهم هذه الفرصة، فزاد تمسك الآثوريين من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسة بكنيستهم ورفضوا الانحياز عنها بالرغم من كل الصعاب والمحاربات والمهاترات التي جوبهوا بها، وبذلك منعوا انشقاقاً أكيداً كان يهدف إليه بعض المخربين لتمزيق شمل أبناء شعبنا مرة أخرى ومحاولة إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.

فبرهنوا على أصالة ونضج في الفكرة القومية وتجردها من الحساسيات الثانوية، وأن القومية شئ والكنيسة شئ آخر، لأن القومية هي مجموع التراث الثقافي والاجتماعي والتاريخي والحضاري يميز شعب عن آخر والنضال من أجل الاستمرار في هذا الوجود الحضاري، أما الكنيسة فهي قيم دينية سماوية تدعو للتسامح والمحبة والخير والأيمان بالخالق وتسعى لخلاص البشرية والأيمان بالله. ونحن نقدس كنائسنا بكافة تسمياتها وبمختلف طوائفها ومذاهبها الدينية لدورها الإنساني في المحافظة على وجود شعبنا وإيصاله إلى شاطئ الأمان وما زالت، ولا نقبل من أي كان ومهما كان شأنه فرد أو هيئة سياسية أن يتعرض لتسمياتها أو لعقائدها الدينية لأنها جزء مهماً من تراث شعبنا عبر مراحل التاريخ ولأنها ترتبط بالشعور الدين الداخلي لأبناء شعبنا، وأن حرية العقيدة والعبادة لا تسمح لأي كان التطاول عليها.

وخلال هذه الفترة أيضاً حدثت عدة تطورات في العراق وإيران إثر قيام الثورات الكردية المسلحة في شمال العراق في نهاية الخمسينات وحتى بداية السبعينات والتي كانت تطالب بحكم ذاتي محلي، ومنها مناطق الآشوريين وقد كانت تضم بينها عدة فرق آشورية مسلحة بقيادة الجنرال كيو والأميرة مارغريت، وقد كانت النتيجة أن تم الصلح والاتفاق ببيان 11 آذار 1970م، على إعطاء الحكم الذاتي للأكراد في شمال العراق دون ذكر لحقوق الآشوريين لا من قريب ولا من بعيد مما أدى إلى إعادة زرع الشك من قبل الآشوريين بنية الأكراد وشعورهم بالغبن والخديعة مرة أخرى، وكانت النتيجة الناجمة عن ذلك انتهاء المقاومة المسلحة الكردية والقضاء عليها كاملاً في الشمال، ثم قامت الحكومة العراقية بمحاولة لإرضاء الآشوريين بمختلف طوائفهم أيضاً فأصدرت قراراً بمنح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية عام 1973م، كما أعطتهم ساعتين في الإذاعة لبث البرامج باللغة السريانية، وكان منم المفروض أن تُعطى حقوق الآشوريين القومية على أرض الآباء والأجداد كغيرهم من الأقليات الأخرى، ولما عانوه من مآس ونزوح وقتل وتشريد خلال مسيرتهم التاريخية في أرض الوطن ولأن الآشوريين لم تكن لهم غاية طيلة وجودهم إلا الاستقرار والعيش بسلام مع كافة الفئات المتواجدة معاً كما أوضحنا فيما سبق.

كما عانى شعبنا في العراق منذ منتصف السبعينات من هجرات متتالية شبه جماعية وفردية بعضها إلى استراليا وبعضها الآخر إلى أمريكا وهجرة شبه جماعية إلى أثينا عانوا خلالها ولمدة أكثر من عامين كثيراً من الذل والفقر والحرمان دون أن تكون هناك إمكانية لمساعدتهم ودعمهم وتشتتوا بعدها إلى عدة جهات من العالم ووقعوا تحت رحمة السماسرة وتجار جوازات السفر والفيز المزورة ليهيموا على وجوههم وبشكل فردي وعائلي بحثاً عن لقمة الخبز بعد أن عانوا في وطنهم هم وأجدادهم لأكثر من ستة آلاف سنة بنوا فيها حضارتهم وازدهرت فيها مدنيتهم وقدموا خلالها للإنسانية كل طاقاتهم وذاقوا فيها مرارة الألم والعذاب دون أن يتزحزحوا.

وأخيراً فالذين هاجروا وتركوا الأرض والوطن فقدوا كرامتهم وعزتهم وتحولوا إلى متسولين على أبواب مدنيات العالم وفي زوايا التاريخ يبحثون عن اسم وعن هوية، وكان لقيام الثورة الإسلامية في إيران دور كبير في إحداث هجرات كثيرة للآشوريين من إيران لأن ما رافق الثورة من فوضى وعدم استتباب الأمن وعوامل الإعدام دون محاكمة وما رافقها من مآس أدت إلى هجرات جديدة لأبناء شعبنا أفراداً وجماعات بحثاً عن أماكن للاستقرار في كل أنحاء العالم دون تحديد، وكان من نتيجة ما عاناه الآشوريون بمختلف طوائفهم من ظلم واضطهاد ومرارة أدت إلى هجرة أكثر من مليون خارج الوطن يبحثون عن العدل في العالم دون أن يعلموا أن من يبحث عن العدل متسولاً على أبواب الغرباء يبقى عرضة للابتزاز والاستغلال وتُهان كرامته لأن العدل لا يؤخذ إلا في الوطن وبعد نضال مرير وتضحية من أجل إثبات الوجود والبحث عن سبل لتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع الفئات والأقليات القومية بما يضمن سلامة وكرامة الوطن والقاطنين فيه ورفع صوتهم من أوطانهم لضمها إلى أصوات الشعوب المناضلة والمكافحة من أجل إثبات وجودهم ولنشر العدل والسلام في العالم كله.

أن مجمل الظروف غير الطبيعية التي اجتاحت بلاد الرافدين بالكامل والمآس التي عانت منها شعوب المنطقة بشكل عام وأبناء شعبنا بشكل خاص، والدسائس والفتن التي نشرها الاستعمار بمختلف الطرق والوسائل دور كبير في إبقاء المنطقة في حالة تخلف وجهل مُطبق، استمر مئات السنين وساهم بقدر كبير في شراء ذمم الزعماء المحليين من إقطاعيين وزعماء عشائر وبيكاوات الأكراد لإبقاء نيران الحقد والبغضاء مُتقدة في المنطقة بالإضافة إلى نشر الأحقاد الطائفية والدينية وإتباع الأسلوب العشائري في العلاقات الاجتماعية، كل هذا ساهم في منع الشعوب الفقيرة في المنطقة من إدراك مصالحها الحقيقية القائمة على الاستقرار والتفاهم واحترام حقوق الفئات الأخرى التي تعيش بينها فساهمت بصورة أو بأخرى في دوامة الصراع الدموي الطائفي الذي أودى بحياة الاستقرار في المنطقة وأوقع أبناء المنطقة بالكامل في دائرة الاستغلال الاستعماري الإمبريالي واستغلال البيكاوات وزعماء العشائر التي من مصلحتها استمرار هذا الواقع المتردي في العلاقات الاجتماعية والإنسانية لصيانة مركزها الاجتماعي كزعامة تقليدية ولحماية مصالحها الاقتصادية القائمة على الاستغلال والنهب وتشريد الشعوب ونشر الفقر والاضطهاد والجهل كي لا يعي الشعب واقعه أو يسعى لتغيير هذا الواقع الفاسد وباء علاقات جديدة ينتفي منها الاستغلال والاضطهاد الذي يُعتبر محور علاقة الزعامات التقليدية والبيكاوات المحليين والاستعمار دوماً.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke