Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2006, 03:32 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,220
افتراضي لعبة الحظ المميتة ...القسم الرابع والأخير

لعبة الحظالمميتة ...
القسم الرابع والأخير
أفاق (منير) بعد فترة وجيزة دون أن يعرف كم من الوقت استغرق معه ذلك الغثيان, وتلك الدوامة من الدهشة الكبيرة التي سيطرت عليه وأوقعته ضحيتها. كانت صرة الذهب سقطت من يده على الأرض وهو في حالة إغمائه تلك وتناثرت القطع الذهبية لتملأ مساحة واسعة من أرض غرفته الحقيرة.
خشي أن يعلن عن ذلك فيعرف الناس السرّ فيخسر كلّ شيء في لحظة عين. إلا أن قلقاً عظيماً بدأ يدخله ويشوّش عليه فكره الفارغ إلا من هموم الفقر والذي بات الآن مشحوناً بأفكار كثيرة ومعظمها يصبّ في خانة القلق والخوف من أن ينكشف أمره. وكيف سيتصرف وغير هذه وتلك من الأسئلة.
استطاع أن يصرف قسما من الذهب في إحدى المدن الكبيرة ويعود بالمال الوفير إلى بلدته فاشترى البيوت والمحالّ التجارية وخلال بضعة شهور لم يعد في البلدة أغنى منه فصارت الألسن تتحدث عن أسباب غناه المفاجئ وهو الفقير المعدم. تزوج وأنجب ابناً وكانت في كلّ مرة تحاول زوجته السؤال عن مصدر ثروته الطائلة هذه غير أنه لم يكن يجيبها إلى سؤالها ويحاول على الدوام التهرب من الإجابة.

مرّت السنوات وهو ينعم بهذا الغنى وهذه الوجاهة وصارت الناس تحسب له ألف حساب وتخشاه بعدما كانت قبل بضعة سنوات تحتقره لفقره وتسخر منه ولا تعيره أيّ اهتمام. صارت الناس تتناقل أخبار ثروته ووصلت الأخبار إلى الحكومة التي لم تنتظر طويلا فاستدعته من أجل معرفة أسباب هذا الغنى المفاجئ ووجهت له عدة تهم منها الاختلاس والتزوير والسرقة حتى وصل الأمر إلى حالة اتهامه بالعمل لحساب دولة معادية يقوم بنقل أخبار سياسية أو عسكرية عنها إلى هذه الدولة المعادية.
انقلبت سعادة (منير) إلى جحيم خلال عدة أسابيع وكان يعلم أنه بمجرد أن يذيع الخبر مفصحا عن مصدر الثروة هذه فهو سيخسرها في الحال لذا حاول أن يضحي بكلّ شيء من أجل ألا يعود إلى فقره المعدم وحاجته مرة أخرى وخاصة بعد أن عاش السعادة والفرح وملك أشياء كثيرة لم يكن يجرؤ على أن يحلم بها مجرد حلم! كبرت همومه أكثر عندما لم تقتنع الحكومة من مصدر الثروة هذه ولم تجد لها تفسيرا مقنعاً فهو في نحو بضعة أيام أصبح مليونيراً شهيراً. فمن أين له كلّ هذا؟

لم يتمكن من إقناع زوجه فحين تم إيقافه قررت تركه والتخلي عنه بعدما أصدرت الحكومة أمراً بتجميد جميع أمواله لغاية معرفة مصدرها وخسر بذلك ركناً أساسيّا من أركان حياته غير أنّه أصرّ على عدم الإفصاح عن أسباب هذه الثروة الكبيرة. وتمّ توقيفه لغاية التحقيق وقد وجهت له تهم خطيرة بالتآمر والخيانة ومن شأنها أن تؤدي به إلى حبل المشنقة.
دامت فترة التحقيق والتوقيف شهرا وفي كلّ جلسة ادعاء من قبل محكمة أمن الدولة كان لا يجيب على السؤال الرئيس والقائل في صيغة الاتهام: من أين لك هذا؟ رفض إعلام السلطات عن مصدر هذا المال قناعة منه بأنه سيرجع إلى فقره كما كان وأمام إصراره هذا لم يكن بدّ من اتخاذ المحكمة قرارها وهو الحكم عليه بتهمة الخيانة والتجسس والعمل مع مخابرات دولة معادية, والذي زاد من اقتناع السلطة من صحة شكوكها أنه لم يجب إجابات شافية على ما كانت تودّ معرفته وهي لم تعتبره جاسوساً فقط بل وخطيراً أيضاً واعتبرت أن سكوته وعدم تعاونه معها إنما يثبت حقيقة التهم الموجهة إليه. وتمّ إصدار الأمر بالحكم عليه شنقاً حتى الموت.
تمّ تحديد موعد تنفيذ الحكم به وسيق إلى المنصة التي أعدّت لشنقه وتمّ وضع حبل المشنقة في رقبته وصار لديه مؤكدا أمر موته وأنّه لا مناص من ذلك لكن خوفه الشديد من عودته إلى فقره منعه من قول كلمة الحق والحقيقة حتى آخر لحظة, وعلى مرأى جميع أهل البلدة تمّ تنفيذ حكم الإعدام به وتمّت مصادرة جميع أملاكه المنقولة وغير المنقولة وخسر كلّ شيء ماله ونفوذه ومكانته والأهم من كل ذلك حياته ولم يتمكن من استيعاب مقولة السيد المسيح التي تقول: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه" وهكذا يكون إغراء المال قد أقفل العقل عن التمييز والعمل وأعمى البصر والبصيرة فصار الإنسان جشعاً لا ينوي التخلص من سلطان أهواء هذا المال وهي كثيرة وتبقى القناعة فيما يملك الإنسان راحة للضمير وهدوءاً للنفس والفكر وليت الناس تعي أهمية هذا القول وتأخذ من قصة (منير) الجشع هذا درساً لها في الحياة!
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-11-2006, 11:34 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي

>>ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه>>
نعم أنها احدى الحكم النبيله التي علمنا اياها السيد المسيح له المجد .
قصه جميله جداً وأعتقد أن من لا يحسن رفع شأنه بتعبه وجهده لن يستوعب قيمة ما هو عليه
سلمت يداك يا
أستاذ فؤاد
مع أجمل تحيه
اثرو
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-11-2006, 07:41 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

القناعة كنز لايفنى لو اقتنع بما عنده لما وصل إلى حبل المشنقة
والمال ليس كل شيء في الحياة قصتك فيها مغزى
وربما نستفيد من مغزاها ..شكرا لك يافؤاد ..
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-12-2006, 07:21 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,220
افتراضي

شكرا لكما يا غوالي أثرو وسميرة وفعلا للقصة مغزى تلخص في قول الرب يسوع: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" حكمة ومقولة خالدة ثبت صحتها وما نظرية فريدريك انجلز الماركسية والتي تقول: " إن الإنسان أثمن رأسمال" سوى قول مأخوذ من قول يسوع المسيح منذ ألفي سنة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:48 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke