![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
الاديب الكبير جبران خليل جبران وفي معرض حديثة عن الصداقة في كتابه الشهير ( النبي )...تطرق اليها على انها الاسمى في علاقات البشر مع البعض اذ ان الصديق هو كل شئ في حياة المرء اذا اعطى الصداقة حقها وهذا يجب ان ينم عن ادراك صحيح لمفهوم كبير كالصداقة....
حيث يقول ثم قال له شاب : هات حدثنا عن الصداقة فأجاب وقال : إن صديقك هو كفاية حاجتك هو حقك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر هو مائدتك وموقدك لأنك تأتي إليه جائعا , وتسعى ورائه مستدفئا ........وما أجمل جبران وهو يرسم صورة رائعة عن الشفافية المطلقة للتعامل دون خداع او مكر........ أو فكر ينم عن نميمة وفساد إذ يقول : ....فأذا أوضح لك صديقك فكرة فلا تخش أن تصرح بما في فكرك من النفي ,أو ان تحتفظ في ذهنك من الأيجاب وإذا صمت صديقك ولم يتكلم ,فلا ينقطع قلبك عن الأصغاء إلى صوت قلبه لأن الصداقة لاتحتاج الى الألفاظ والعبارات في إنماء جميع الأفكار والرغبات والتمنيات التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات.... ويعود مبدع القرن الماضي الى المفهوم الأعمق للصداقة حيث يرى الصديق حتى ولو كان غائبا جميلا وصورته نقية مما لو كان حاضرا ...إذا يجب أن يغلب مبدء المحبة فوق كل المبادئ والمنافع الشخصية التي تزول إذا كان الرابط أو الجسر الممتد بينك وبين الصديق قويا مبنيا على أسس متينة .. عندها تعلو وتسمو إلى الافق البعيد .....يقول جبران ......وإن فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه , لأن ما تتعشقه فيه, أكثر من كل شئ سواه , قد يكون في حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره.... لأن الجبل يبدو لمن ينظر إليه من السهل أكثر وضوحا ممن يظهر لمن يتسلقه, ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير ان تزيدوا في عمق نفوسكم لأن المحبة ,التي لا رجاء لها سوى كشف الغطاء عن أسرارها ليست محبة بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة ولا تمسك غير النافع وليكن أفضل ماعنك لصديقك فأن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك فالأجدر بك ايضا أن تظهر له مداها, وما قيمة صديقك الذي لاتطلبه إلا لتقضي معه ما تريد أن تقتله من وقتك ,فاسع بلأحرى الى الصديق الذي يحي أيامك ولياليك, لأن له وحده قد أعطى أن يكمل حا جاتك, لا لفراغك ويبوستك وليكن ملاك الأفراح واللذات المتبادلة مرفرفا فوق حلاوة الصداقة, لأن القلب يجد صباحه في الندى العالق بالأشياء الصغيرة, فينتعش ويستعد قوته. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-07-2005 الساعة 02:28 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|