Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2006, 07:23 PM
الصورة الرمزية فريدة زاديكه
فريدة زاديكه فريدة زاديكه غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 896
افتراضي وآه يازمن






وآه يازمن
كل مسيحي يحمل إزره ويمشي . كالمسيح الذي حمل صليبه على كتفه ومشى إلى حتفه .
شعبه لا بل ذويه آل داؤود آل أمه البتول الطاهرة الطاهرة التي ولدته .كانوا يعادونه ، يسخرون منه،
ويضربونه ليسقط تحت صليبه . الحمل ثقيل لم يعد يستطيع الوقوف . المجرمون الجبناء السفلة ،
اللذين اتهموه وحاكموه باطلا . لم يرد عليهم أفعالهم المشينة ، وهو ملك الملوك ورب الأرباب.
فقط طلب لهم السماح (ياأبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون)
كانت عائلة مكونة من إثني عشر شخصا . أب سكير يترنح يمينا وشمالا لايعرف الطريق إلى منزله
شاحب ذابل كأوراق الشجر الذابلة المتساقطة ، طوال فصل الخريف وهي لاتدري أن مثواها الأخير
هو القمامة. وأم بائسة محطمة لا حول لها ولا قوة ، تبرز أخاديد الزمن على وجهها كخريطة عثة
مهترئة لا خير فيها . لم تكن يوما يائسة من رحمة الله ، ولم يدخل القنوط إلى قلبها . بل كانت كلمتها
المعهودة
(إن الله رحمته واسعة، فهو يمهل ولا يهمل )
مضطرة للعمل ليل نهار ، لتقيت تلك الكتاكيت
بالفتافيت . فيلم
( أفواه وأرانب )
.الأم المسكينة لم تعرف السكينة ، الأم الصبورة كانت بأمرها مغدورة
وبقدرها مجبورة .
عندما يعود الأب في الهزيع الأخير من الليل ثملا يبدأ الكلام شروي غروي . من باب الدار ليدخل إحدى
الغرف لا يعرف الكلل والملل ويرتمي دون حراك . حتى شروق الشمس ليبدأ فيلم ذلك السكيرالفظ الذي
حالفه الحظ ، بتلك الزوجة المقهورة الوجلة الخجلة لا تنبس ببنت شفة . ليقوم بركلها في ظهرها بحذائه
الضخم وكأنه حذاء أبي القاسم الطنبوري . كلوح خشبي يضربه عدة ضربات متتالية ليكسره ويقضي
عليه ، ثم يتابع فيلمه الدرامي بسحب شعرها عله يحصل على بعض خصلاته كذكرى لفعلاته وخيباته .
بينما الأولاد المساكين كل منهم يختبئ في زاويته الخاصة به ، عندما يبدأ الفيلم وله نصيبه الخاص به .
وللأم حصة الأسد . الأم الدؤوب داخل المنزل تعجن وتخبز وأحيانا تبيع ذلك الخبز اللذيذ الذي تخبزه
في التنور بيديها الطيبتين. أو تعجن الطين الأحمر برجليها المنهكتين لتصممه تنورا ثم تنشفه وتبيعه .
أما عمل الأولاد فكان البيع أمام الباب على بسطة صغيرة أشياء بسيطة : كالبزر المسلوق ، والبيض
المسلوق مع سندويشات الفلافل اللذيذة. بالاضافة إلى القصبات المقلية ، وغير ذلك مما يستطيع الأولاد بيعه والإستفادة منه . ثم تذهب إلى القرى المجاوره مع عدد من أولادها القادرين ، لجمع ما أمكن من الأعشاب المألوفة لتحضيرها في اليوم الثاني كوجبة رئيسية للغذاء .
ناهيك عن الأشغال اليدوية التي كانت تلك الأم المثالية تحترفها ، لتنفذها ليلا عندما ينام الأولاد وتركن للراحة والهدوء . الأيام تتوالى ، والشمس تتوارى وتظهر مئات المرات والحال هو كما كان . لا حال ولا مال ، وحياة تلك العائلة جحيم وخيم .
دخل الأب السجن لمدة عامين كاملين ، وتابعت الأم نضالها وكفاحها بغياب الأب على منبر الحياة المعقدة المكفهرة ،. وبينما كانت تحفر في البرية لجمع النباتات كعملها اليومي مع أولادها ، صعب عليها إقتلاع تلك القطعة المستعصية من العشب ، فنادت أولادها لمساعدتها . وبعد ساعات من التنقير والتحفير أكتشفوا أن الأيام المكشرة أصبحت مبشرة .

وأن القدر المصور قد تحول إلى بدر منور .
وأن أول الربيع برعم أخضر . يالها من تباشير وأمال
( ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل )
. كان ذلك الصندوق الحديدي المصدأ يحتوي على قطع أثرية لا تقدر بثمن . ظل الأمر مكتوما بين الأم وأولادها
خوفا على ذلك الكنز من مصادرته إلى متحف الأثار . حتى خرج الأب من السجن
( فحط عقلو فراسو وعرف خلاصو )
وسبحان مغير الأحوال كان مديونا بمبلغ من الليرات ، طالبه الدائن بحقه أول يوم شاهده في الشارع ، إعتذر الأب بتوفية الدين في يوم آخر ، لكن الرجل أصر وقال : الآن أريد حقي .
قصد جاره قارضا منه المبلغ المطلوب ليوفي دينه . كانت تلك الحادثة الصغيرة نقطة تحول لبداية صفحة جديدة في قاموس حياة تلك العائلة المنحوسة المكبوسة .
أمر الوالد زوجته وأولاده بالإستعداد للسفر ، والرحيل إلى بلاد الله الواسعة ، وإخفاء أمر الثروة وقد حالفهم الحظ أن أحد أعضاء الجمارك كان معروفا ومن الأهل . حتى أن أستقروا في دولة كبيرة ، باعوا تلك القطع الأثرية وألتحق الأولاد بمدارسهم وأعمالهم .ثم تزوجوا الواحد تلو الآخر ، أخيرا بقي الزوجان وحيدين وعاشا حياة سعيدة لكن الأسى لا ينتسى .
( و آه
يازمن )
من
فريدة زاديكه



التعديل الأخير تم بواسطة فريدة زاديكه ; 04-11-2006 الساعة 07:28 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-11-2006, 08:23 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,220
افتراضي

كل الشكر لك يا فريدة على هذه القصة الممتعة ومن خلال سياق لغوي متين استطعت أن تحوّلي الكلمات الصامتة إلى حركة دؤوب تنطق بالحياة وتعبّر عنها. إنها مأساة إلا أن الرب لا ينسى عبيده الصالحين فهو يعطيهم من حيث لا يدرون وله يتوجّب علينا تقديم الشكر الذي لا حدود له.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-11-2006, 09:09 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

تشكري ياغالية فريدة على سردك هذه المأساة العائلية !!! مسبقا كانت الحياة صعبة يافريدة وخصوصا إذا كان الرجل يتصرف هذا التصرف الذي نسبتيه لرجل القصة !! لكنك كما ذكرتي بأن الله يمهل ولا يهمل !! وأخيرا كافأ الله تلك المرأة القنوع والمخلصة !!
دمتي ياعزيزتي
تقديري ومحبتي
ألياس
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-11-2006, 10:12 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

وآه يازمن يافريدة وهناك قصصا لاتعد ولا تحصى مثل هذه القصة التي دونتيها لتكن عبرة للذين يسيرون في هذا الطريق الصعب والمؤلم لحق
المرأة المضحية ويكون جزاؤها هذا النصيب من الضرب والعذاب والأيام الصعبة لايمكن نسيانها حتى إن طواها الزمن بين صفحاته
شكرا لك يافريدة سردك للقصة كان رائعا وهي دراما من الواقع...
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke