Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-07-2025, 08:15 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,189
افتراضي مشاركتي على برنامج ماذا لو... و فقرة توسّلت النّسيم يدركني بشذى عطرك من إعداد و تقديم

مشاركتي على برنامج ماذا لو... و فقرة توسّلت النّسيم يدركني بشذى عطرك من إعداد و تقديم الدكتورة سيليا علي و إشراف الدكتورة شهناز العبادي في أكاديمية العبادي للأدب و السلام


ماذا لو توسَّلْتُ النَّسيمَ يدرِكني بِشذى عِطرِك؟

بقلم: فؤاد زاديكى

ماذا لَوْ خَاطَبتُ النَّسيمَ الهارِبَ بينَ الأغصانِ، المُتَسَلِّلَ إلى الأمانِي؟
ماذا لَوْ توسَّلْتُهُ أنْ يَحمِلَ عِطرَكِ إلَيَّ، فَيَروِي القلبَ الظامئَ لِلذِّكرى؟
هَلْ كُنتِ ستَشعُرينَ بي؟ أَمْ سَيَعبُرُ العِطرُ خُدودَكِ كأنَّهُ سَرابٌ لا يَعرفُ مَنْ أرسَلَهُ؟

يا نَسيمَ السَّحَر، يا رَسولَ الحنينِ، قُلْ لي: أَتَقْدِرُ أنْ تَحمِلَ مَعَكَ بعضًا مِنْ شذاها؟
قُلْ لها إنَّ رَجُلاً في الضِّفَّةِ الأُخرى يَشتاقُ، و إنَّ الرِّيحَ لا تَكفِي حينَ يغيبُ العِطرُ.
قُلْ لها إنَّ الصَّمتَ صارَ لغةَ البُعدِ، و إنَّني كُنتُ أَفتِّشُ عَن طَيفِها في نُدَى الفجرِ.

لَوْ أدركَني شَذا عِطرِكِ، لَتفتَّحَتْ أَزهارُ قَلبي المُطفَأِ، و تَنَهَّدَتْ غُصونُ الحنينِ داخِلي.
كُنتُ سَأُغمِضُ عَينَيَّ، و أُردِّدُ في سِرِّي: "هِيَ هنا، وَ إِنْ غابَتْ."
سَيَحمِلُني العِطرُ إِلى عالَمٍ لَطيفٍ، كَما تَحمِلُ الأُمُّ طفلَها النّائمَ إلى سَريرِ الأمانِ.

كَمْ نَحتاجُ في زَمنِ الضَّوضاءِ إِلى نَسمةٍ مِنْ عِطرٍ نَقيّ، تُعيدُنا إِلى أنفُسِنا، إِلى مَن نُحبُّ.
فَفي رَائحةِ مَن نُحبُّ، سِرٌّ لا تُدْرِكُهُ الحَواسُّ، بَل تَشعُرُ بِهِ الأرواحُ وحدَها.
أَليسَ العِطرُ ذِكرى؟ أَليسَ النَّسيمُ رِسالةً صامِتةً تُنقَلُ بِلا حُروف؟

لَوْ كانَ النَّسيمُ يَفهَمُ، لَبَعثتُ إليهِ كُلَّ أَشواقي، و كُنتُ سأقولُ لَهُ: "قُلْ لَها إِنَّ الغِيابَ يُؤلِم."
سأرْجُوهُ أنْ يَمرَّ عَلى خُصلاتِ شَعرِها، و يَسرِقَ منهُ قَطرةَ حَنينٍ، تُعيدُني إليها.
فَلَوْ عادَ العِطرُ، لعادَ كُلُّ شيءٍ، لعادَ الزَّمنُ، و عادَ النَّظرُ فَيَّ بِتِلكَ العُيونِ، الَّتي عَرَفْتُ الحُبَّ فيها.

يا نَسيمَ الرُّوح، لَوْ أنَّ لكَ لِسانًا، لَسَألتُكَ: هل مَرَرْتَ بها؟ هل اهتزَّتْ أهدابُها حينَ ذكَرتُها؟
قُلْ لِي: هل شَعَرَتْ؟ هلِ استدَارَ وجهُها لِتَبحثَ عَنِّي؟
كَمْ مِنَ الحَنينِ يَسكنُني، و كَمْ مِنَ العِطرِ أَشتاقُهُ ليُخبِرَني أَنَّها ما زالَتْ تَذكرُني!

ماذا لَوْ توسَّلْتُ النَّسيمَ كُلَّ يَومٍ؟ هَلْ سَيَملُّ رِسالتي؟ أَمْ سَيَعتادُ أنْ يَكونَ ساعيَ ذِكراكِ؟
هَلْ سَيَحمِلُ إليَّ جَوابًا، أَمْ سَيَعودُ فارغَ الرِّيحِ كعادَةِ الأَملِ في زَمنِ البُعدِ؟
كَمْ مِنْ مَرَّةٍ غَفَوتُ عَلى وَعدِ عِطرٍ، و صَحَوتُ عَلى وَجعِ الغِيابِ.

يا عِطرَها، إِنْ عُدتَ، فَكُنْ لَطيفًا، لا تُوقِظْ كُلَّ الجِراحِ نَفْسِها، قُلْ فقط: "ما زالتْ تُحِبُّكَ."
يا نَسيمَ الأملِ، إِنْ أَدركتَني بِشذى عِطرِها، فَأَخبِرْها أَنِّي ما زِلتُ أَنتَظِر.
وَ قُلْ لَها: مَا زالَ هُناكَ قلبٌ يَفتَحُ نَوافِذَهُ كُلَّ فَجرٍ، عَسى أَن يَمُرَّ بِه النَّسيمُ... حامِلًا عِطرَها.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke