Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-05-2025, 12:43 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,931
افتراضي مشاركتي على برنامج بوح الصورة إعداد و تقديم الاستاذة سميرة علاونة في ملتقى نبض الروح

مشاركتي على برنامج بوح الصورة إعداد و تقديم الاستاذة سميرة علاونة في ملتقى نبض الروح للشعر و الأدب العربي

حنايا البوحِ وا ختلاجُ الأرواحِ


بقلم: فؤاد زاديكي

فِي زَوَايَا الصَّمْتِ المَنسِيِّ، وَ خَلْفَ سُتُورِ الزَّمَنِ المُمَزَّقِ، تَسْكُنُ حَنَايَا البَوْحِ كَجَمْرَةٍ تَتَوَقَّدُ فِي قَلْبِ اللَّيْلِ. هُنَاكَ، تَكْتُمُ الأَرْوَاحُ زَفِيرَهَا، وَ تَرْتَجِفُ فِي صَدْرِ التَّوْقِ كَنَبْضِ وَجْدٍ مُتَأَرْجِحٍ بَيْنَ الرَّغْبَةِ وَ الخَوْفِ.

يَا أَيُّهَا البَوْحُ، مَا أَكْثَرَ مَا جَرَحْتَ مِنْ قَلْبٍ، وَ مَا أَعْذَبَ مَا لَمَسْتَ مِنْ رُوحٍ! أَأَنْتَ نَجَاةٌ أَمْ هَلَاكٌ؟ أَصَوْتُ صَدْرٍ مُعَذَّبٍ أَمْ نَغْمَةُ خَلَاصٍ فِي مَتَاهَاتِ الغِيَابِ؟

فِي كُلِّ اخْتِلَاجٍ مِنْ تِلْكَ الأَرْوَاحِ، تُسَافِرُ كَلِمَةٌ، تُرَافِقُهَا عَبْرَ الطَّرِيقِ دَمْعَةٌ، وَ نَظْرَةٌ، وَ صَدًى يَتَرَدَّدُ فِي أَرْجَاءِ الذِّكْرَى. كَأَنَّهَا تُنَاجِي غَائِبًا، أَوْ تَبْتَهِلُ لِعَوْدَةِ وَجْهٍ تَبَخَّرَ فِي فَجْرِ الرَّحِيلِ.

كَمْ مِنْ صَوْتٍ كُتِمَ! وَ كَمْ مِنْ صُورَةٍ تَشَقَّقَتْ فِي مِرْآةِ الوَجْدِ! فَالبَوْحُ لَيْسَ كَلِمَاتٍ تُنْطَقُ، بَلْ جُرْحٌ يُفْتَحُ، وَ دَمٌ يَنْزِفُ مِنْ مَسَامِّ الأَحْلَامِ.

فِي حَنَايَاهُ، تَتَوَارَى صَفَحَاتُ العُمْرِ، وَ تَتَلَوَّنُ بِأَحْبَارٍ خَفِيَّةٍ؛ مَرَّةً بِاللَّهْفَةِ، وَ مَرَّةً بِالنَّدَمِ، وَ كَثِيرًا مَا تَحْمِلُ عِطْرَ مَا لَمْ يُقَلْ، وَ جُمَلَ مَا لَمْ تُكْتَبْ.

هُنَاكَ، فِي ظِلِّ قَمَرٍ وَحِيدٍ، يَجْتَمِعُ الاخْتِلَاجُ وَ البَوْحُ، يَتَنَازَعَانِ فِي جَسَدِ الرُّوحِ كَعَاشِقَيْنِ ضَلَّا الطَّرِيقَ؛ فَلَا هُمَا افْتَرَقَا، وَ لَا اجْتَمَعَا.

يَتَفَجَّرُ البَوْحُ أَحْيَانًا كَسَيْلٍ جَارِفٍ لَا يَذَرُ مَا أَمَامَهُ، يُدَمِّرُ جُدْرَانَ الكِبْرِ، وَ يَكْشِفُ عَنِ الوَهَنِ، وَ فِي كُلِّ نَفَسٍ مِنْهُ وُعُودٌ قَدِيمَةٌ، وَ أَحْلَامٌ انْتَحَرَتْ عَلَى أَعْتَابِ الخُذْلَانِ.

يَا حَنَايَا البَوْحِ، كَمْ تَسَعِينَ مِنْ وَجْدٍ؟ وَ كَمْ تُخْفِينَ مِنْ أَلَمٍ؟ أَأَنْتِ مَلْجَأُ المُتَأَلِّمِينَ أَمْ مَرَافِئُ الشُّعَرَاءِ؟ أَأَنْتِ لِلسُّكُوتِ مَأْوًى، أَمْ لِلقَوْلِ مَثْوًى؟

إِنَّ الاخْتِلَاجَ، الَّذِي يَهُزُّ الأَرْوَاحَ عِنْدَ الطَّفْرَةِ الأُولَى لِلبَوْحِ، هُوَ وَلِيدُ الحَقِيقَةِ، وَ هَزِيمُ الكِبْرِ، وَ صَوْتُ الإِنسَانِ الَّذِي أَخْفَى نَفْسَهُ طَوَالَ دُرُوبِ الصَّمْتِ.

وَ فِي نِهَايَةِ الحَكْيِ، يَبْقَى البَوْحُ رِسَالَةَ رُوحٍ أَرَادَتْ أَنْ تُرَى، وَ اخْتِلَاجًا نَابِضًا يَقُولُ: "كُنْتُ هُنَا، وَ مَا زِلْتُ أَتَنَفَّسُ."
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-05-2025 الساعة 05:31 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke