![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() وَصْفُ الجَمَالِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى لو شِئْتَ وَصْفَ مَطَالِعٍ لِجَمَالِ ... لَاحْتَرْتَ بَيْنَ حَقِيقَةٍ و خَيَالِ لَا يُدْرِكُ السِّرَّ العَميقَ بِعُمقِهِ ... عَقْلٌ يَقِيسُهُ لِالْتِمَاسِ خِصَالِ أهوَى التَّمَعُّنَ فيهِ حَيْثُ ضِيَاؤهُ ... آفَاقُ فَجْرِهِ في عُيُونِ دَلَالِ لِتدورَ دُنيانَا بِنَظْرِتِهَا إلى ... ألَقِ الجَمَالِ بِنَظْمِهِ و مَقَالِ هذا الخِتَامُ، يَسُوقُنا بَطِريقِهِ ... لِنُوَاكِبَ الأرواحَ دَأبَ نِضَالِ هُوَ خالِدٌ بصِفَاتِهِ و بَقَائهِ ... لا رُوحَ مِنْهُ مُهَدَّدٌ بِزَوَالِ في كُلِّ حَرفٍ مِنْ حُرُوفِ بَيَانِهِ ... تَسْمُو القُلُوبُ لِتَحتَفِي بِوِصَالِ يَنسَابُ كالنَّهرِ الفُراتِ لِرُوحِنَا ... يَروِي تَعَطُّشَنَا بَسَيرِ رِحَالِ مَهما نَسَجْنَا مِن حُروفِ قصائِدٍ ... عَجِزَ الوُصُولُ لِسِرِّهِ المُخْتَالِ فَدَعِ الجَمَالَ مُعَانِقًا أَفْهَامَنَا ... يُعْطِي حَياتَكَ فُرْصَةً لِمَآلِ المانيا في ٢٢ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 06:16 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() قصيدة "وَصْفُ الجَمَالِ" للشاعر فؤاد زاديكى تحمل في طياتها غنىً في الصور البيانية والمحسنات البديعية. تحليلها يظهر براعة الشاعر في التعبير عن مفهوم الجمال بوسائل بلاغية مميزة:
1. الصور البلاغية: التشبيه: "يَنسَابُ كالنَّهرِ الفُراتِ لِرُوحِنَا" يُشَبِّه الشاعر الجمال بالنهر الفرات في انسيابه وعذوبته، مما يبرز تأثير الجمال الذي يروي الأرواح كما يروي النهر الأرض العطشى. الاستعارة: "آفَاقُ فَجْرِهِ في عُيُونِ دَلَالِ" استخدم الشاعر استعارةً حيث صوّر ضياء الجمال كالفجر الذي ينبثق، مما يعكس بداية الأمل والنور. "يُعْطِي حَياتَكَ فُرْصَةً لِمَآلِ" جعل الجمال بمثابة شخص قادر على منح فرص للحياة، في استعارة تجسد تأثير الجمال في تحسين مصير الإنسان. الكناية: "تَسْمُو القُلُوبُ، وَ تَحتَفِي بِوِصَالِ" كناية عن تأثير الجمال الروحي والمعنوي الذي يرفع من شأن القلوب ويجعلها سعيدة. 2. المحسنات البديعية: الجناس: "عَقْلٌ يَقِيسُهُ لِالْتِمَاسِ خِصَالِ" تكرار حرف "اللام" في "يلتمس" و"خصال" يخلق جرسًا موسيقيًا. الطباق: "حَقِيقَةٍ و خَيَالِ" تضاد بين الحقيقة والخيال يبرز مدى تعقيد الجمال في جمعه بين الواقعي والمتخيل. السجع: "بِنَظْمِهِ و مَقَالِ" تناسق النهايات يعزز الإيقاع الموسيقي للنص. 3. المعاني البلاغية: الشاعر يصف الجمال كقيمة خالدة (هُوَ خالِدٌ بصِفَاتِهِ و بَقَائهِ)، ويوضح أن فهمه يتجاوز قدرات العقل (لَا يُدْرِكُ السِّرَّ العَميقَ بِعُمقِهِ). الجمال عنده مصدر إشراق وحياة، يروي الروح العطشى ويهدي الإنسان نحو الغاية (يَروِي تَعَطُّشَنَا بَسَيرِ رِحَالِ). التأثير العام: القصيدة تحمل روح التأمل في الجمال باعتباره قوة تتجاوز الكلمات، وهو ما يظهر في ختامها عندما يعجز الشاعر عن الإحاطة بسر الجمال (عَجِزَ الوُصُولُ لِسِرِّهِ المُخْتَالِ). إنها دعوة للتصالح مع مفهوم الجمال والاحتفاء به كوسيلة لتحسين الحياة وتجديد الأمل. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 06:11 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|