Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
كالعاااادة بقلم: فؤاد زاديكى
كالعاااادة بقلم: فؤاد زاديكى اليوم و هو المصادف 11/11/2023 سيجتمع قادة الدّول العربيّة و الإسلاميّة في السعودية في لقاء أسموه بالطّارئ, لبحث الهجوم الإسرائيلي على غزّة, و كالعااادة سوف تصدر بيانات شجب لهذا الهجوم و المطالبة بوقفه و التّنديد به, لكنّ كلّ هذا سوف تتمّ كتابته على الورق, و سوف يجفّ حبرُه سريعًا, أمّا فيما يخصّ المجال الميداني و العسكري, فهو سيكون من الأمور المستحيلة, لأنّ قادة العالمين العربي و الإسلامي, ماتزال تستغبي شعوبها, و تتلاعب بمشاعرها, و هي تصدر بيانات و تردّد شعارات فارغة لا حياةَ فيها, لا تخرجُ عن حدود كونها سوى فقاعات في الهواء. إنّنا اليوم سنشهد في قاعة الإجتماعات هذه, دخولًا للمدرعات العربية و الدّبابات و المدفعية على مشارف طاولات القادة, كما سنرى ذباب طيرانهم الحربي محلِّقًا فوق رؤوسهم, و هم يكذبون على بعضهم البعض, و بالوقت نفسه يكذبون على شعوبهم. فإيران المسبّب الأوّل لكلّ ما يجري اليوم في غزّة لن نسمع منها غير كثرة الكلام كما هي العادة, و التحدّث عن محور المقاومة و الممانعة, هذا الذي أصبح محورًا أكيدًا للمقاولة و المياوعة, أمّا بالنسبة "لقاهر إسرائيل" بتغريداته النّارية, زعيم الإرهاب الإسلامي في العالم الرئيس التركي أردوغان فهو سَيُطِيلُ لسانَه شبرين, ربّما أكثر من البارحة و أوّل البارحة, لكنّه سيعود بعد انتهاء الإجتماع لبلعهِ مِنْ جديد, لأنّه سيكون تَعِبَ مِن كثرةِ البقاء خارج الحلق. أمّا بخصوص الرّئيس المصري عبد الفتّاح السيسي, و هو يدري أنّه و العاهل الأردني الملك عبد الله مرتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل, لن يستطيع سوى مجاراة زملائه من القادة بالإكثار من التّصريحات غير الواقعيّة و غير الحقيقيّة. أمّا بخصوص أغلب قادة دول الخليج فأمرهم معروف, إذ لا يستطيعون كتابة أسمائهم على الورق بدون إشارة و موافقة من أمريكا. دولة قطر هي أكثر هذه الدّول التي تخدم مصلحة إسرائيل, و هي حليف قوي لها لكنْ من تحت الطاولة, و يعلم الجميع حقيقة هذا الأمر فهو ليس سرًّا. أمّا بقيّة الدّول الإسلاميّة, فهي توافق على ما تعمل له السعوديّة, و موقفها منطقي جدًّا, و أنا واثق من أنّ جميع هؤلاء القادة الذين سيجتمعون اليوم السّبت في الرياض, موافقون ضمنيًّا على إنهاء دور حركة حماس الإرهابيّة في غزّة و إلى الأبد. إذًا عمّا يُمكنُ أن يُسفر هذا الاجتماع, الذي تمّ التّضخيم و التّهويل و التّطبيل له؟ من المؤكد أنّه سينتهي كسابقاته من مؤتمرات جامعة الدّول العربية, قرارات بمثابة حبر على ورق, لن يتحقّق منها أيّ شيء, لكنّ هؤلاء القادة محقّون في عقد هذا الاجتماع الشّكلي, كي يمتصّوا نقمة شعوبهم و يتخلّصوا من غضبتها على سكوتهم, بخصوص الحرب على غزّة. قبل أن يُعقد هذا الاجتماع أقولُ لكم و بصريح العبارة, إنّه سيكون فاشلًا و غير ذي اعتبار في كلّ ما سيصدر عنه من قرارات و من بيان, لأنّه لن يتجاوز حدود كونه كلامًا على الورق. أفيقوا أيّها العرب و اعلموا أنّ قادتكم يضحكون على عقولكم, فهم يعلمون أنّه ليس بمقدورهم فعل أيّ شيء, سوى مثل هذه المحاولات, بيانات. تنديد. شجب. مطالبة بوقف التهجير. إعادة مطالبة بحلّ الدولتين. استنكار ما يجري في غزة, لكن ربّما يتضمّن البيان الصّادر توجيه اللوم لحماس على ما فعلت ولو بشكل ضمني غير صريح العبارة. الكلّ يترقّب ما سيصدر عن هذا المؤتمر الفاشل سلفًا قبل انعقاده, و من جهة ثانية سوف يُطِلُّ علينا اليوم في حوالي الساعة الثالثة عميل إيران الأكبر حسن خرتوشة من لبنان, لِيُكَرِّرَ نفس الخطاب السابق, لكن ربّما بتغيير في بعض الكلمات و حركات الإصبع التي عوّد مشاهديه عليها. محور ممانعة فاشل و متآمر على قضايا بلدانه, عميل للخارج, حكّام عرب يبيعون قضية فلسطين بقرشين, و شعوب عربية هائجة تعاني من إحباط شديد للواقع الذي تعيشه, هي فاقدة لكلّ أمل و تريد تحقيق أيّ إنجاز في حياتها, لكنّ هذا أيضًا يبقى بعيد المنال, فالشّعوب عندما تقودها عواطفها الهوجاء و العمياء دون التّحكم بعقلها و العمل به, هي تكونُ عرضة للنّكبات و للهزّات و للفشل الدّائم. تبقى النّتيجة أنّ شعب فلسطين, هو ضحيّة هؤلاء الحكّام من أوّلهم إلى آخرهم, و هذا ما حصل تمامًا سنة 1948 عندما تمّت الموافقة على حلّ الدّولتين, حينها رفض القادة العرب البواسل و خاضوا الحرب, فتشرّد الشعب الفلسطيني في كلّ أصقاع الأرض, و لغاية اليوم. القومجيون العرب و المسلمون الصّلاعمة هم أكثر مَن عقّد قضية الشّعب الفلسطيني و أسهم في وصولها إلى هذا الباب المسدود, و أكثر مَنْ تسبّب في أذيّة الشّعب الفلسطيني و في تشريده من أراضيه, همّهم الوحيد المتاجرة بقضية فلسطين و شعبها, لكي يبقوا على كراسيهم, و يكون ذلك مبرّرًا لبقائهم في السّلطة, فلا تَأملوا خيرًا مِنْ مثل هذه القمم, التي فقدت كلّ معانيها, لأنّها قمم كذب و نفاق و تملّص من المسؤوليّات. |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|