Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > موضوعات ثقافية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2006, 04:40 PM
الاميرة عروبة بايزيد الاميرة عروبة بايزيد غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 0
افتراضي مااسباب انتحار( تارا جمال) اللاجئة العراقية في مدينة ميونخ اللالمانية

قصة حقيقية حدثت في مدينة ميونخ اللالمانية



تارا أمرأة عراقية جميلة هادئة الطبع تربت وترعرعت في احلى مدن كردستان العراق في مدينة السليمانية حالها كحال اي فتاة عراقية عندما يتقدم لخطبتها شاب يوافق علية الاهل دون ان يعطوا الفرصة للفتاة في فترة الخطوبة كي تتعرف على زوج المستقبل فيما اذا كانت ستتلائم افكارهم وميولهم واتجاهاتهم مع بعضهم البعض لبناء حياة جديدة مشتركة وهذا بالضبط ما حصل مع ( تارا جمال علي عزيز ) التي تقدم لخطبتها الشاب ( علي حسن , مواليد 1969 ) لتدخل تارا الحياة الزوجية وهي في ربيها العشرين لتبدأ مشوارها هذا جاهدة ان تكون حياتها اجمل مايكون ورزقها الله بابنتها البكر ( كـُلان) ... وبلا شك ان الحياة برمتها لاتخلو من الاختلاف والتباين ان كان ذلك على مستوى الاسرة او علاقة الاسرة بالاخرين الا ان تارا كانت بصبرها وحرصها على بيتها وحياتها الزوجية تتجاوز مابينهما من اختلاف في وجهات النظر او الاختلاف بالميول والطباع وهذا الى حد ما أمر عادي يحدث مع الكثير من الازواج الى ان يتعود الزوجان على بعضهما ويقدم كل طرف تنازلة للطرف الثاني لكي تسير الحياة بهما بأمان , ولكن وللظروف التي تعرض لها العراق من خلال الحروب التي دمرته والتي ادت بالكثير والكثير من العراقيين للهجرة والهروب من الوطن الذي لم يعد يؤمن لهم راحة البال والعيش الرغيد أوابسط مستلزمات المعيشه قرر( علي ) الهروب من العراق وذلك في صيف عام 1996 واللجوء الى المانيا وبعد ان حصل على اللجوء الانساني رجع الى السليمانية بعد سنتين ليصحب زوجته وابنته وجاءت تارا الى المانيا في عام 1999 وحصلت هي الاخرى على اللجوء الانساني ورزقت بعد حين بتوأمين ( محمد ومصطفى ) , اثناء هذه الفتره شد انتباه تارا بان زوجها (علي) قد تغير كثيراً وانه لم يعـُد ذلك الرجل الذي كانت تعرفة ! فتصرفاته بدأت تتغير ولم يعـُد يرجع الى البيت الا متأخراً وهو سكران ولم يعد يهتم بها وباولاده كما كان سابقأً حتى وصل الامر به ان يضربها اذا ماتفوهت بكلمة واحدة معه مع العلم انها انسانة رقيقة وجميلة وتهتم بنفسها وببيتها ولم تتوانى بتلبية كل ما يطلبه منها حباً له وتقديراً وهذه بشهادة جميع معارفهم واقاربهم وجيرانهم , يوم بعد اخر تزداد الفجوة بينهم وتتسع ويبدأ علي يطالب زوجتة ( تارا ) بان تسلمه مصروف البيت لسد مصروفه الشخصي و يـُشبع ملذاته الخاصة وظلت هي صاغرة صابرة مؤمنة بالله تتحمل الضرب والتعدي والاهانات هذه الوسائل الوحشية البعيدة عن الانسانية كل البعد ظناً منها انه سيرجع الى رشده ويـعدل يوماً ما , وكثيراً مانصح الجيران (تارا) بأن تشكي زوجها للسلطات والبوليس الالماني خاصة وأن المرأة في الدول الاوربية لها قدر كبير من الاحترام ولها حقوق واجب على الرجل احترامها , وبما ان اثار الضرب كانت تبدي على وجهها وجسمها بشكل واضح لكن (تارا) كانت تقول (لا) فحتماً سيتغير زوجي يوماً ونعود للمحبة والانسجام ولم تدخر جهدا من اجل ان تعيده الى جادة الصواب ولكن لافائدة . حاولت جلب انتباهه بعدة وسائل ورزقت تارا بولدها الرابع (شات ) ظناً منها ان تجد الاهتمام منه لكن للاسف فالامور ساءت اكثر واكثر فباتت كل محاولاتها لكسب علي بالفشل ولم تيأس وضلت تحاول .. وهو يزداد جبروت وقسوة ... بقيت تتحمل وحدها اعباء البيت والاولاد وكل شئ الى ان جاء اليوم الذي صدر قرار من المحكمة العليا لشؤون اللاجئين في المانيا الاتحادية بأرجاع هذه العائلة الى العراق حالهم كحال الكثير من اللاجئين الذين شملهم هذا القرار وهنا يجب عليهم ان يوكلوا محامي لهم للدفاع والنظر في قضيتهم , فما كان من (علي) ألا أن وكل محامي له( شخصياً ) دون زوجته واولاده وعندما سئلته تارا عن السبب أجاب بانة لايملك النقود الكافية لاعطائها للمحامي لكي يترافع عن ستة اشخاص ( الزوج والزوجة واربعة اولاد) , وبالطبع هنا عندما لاتوكل تارا محامي للدفاع عنها في هذه القضية فانها حتماً سترجع الى العراق ! جن جنونها فكيف سترجع الى العراق وهو يبقى هنا وحده وعرفت بانها النهاية الحتمية وقرروا الانفصال بالرغم انها لم تكن مقتنعه بهذا القرار , قصدت العائلة في صيف 2005 العراق لاجراء معاملة الطلاق هناك ووكلت تارا والدها بان يتولى اجراءات قضية الانفصال ورجعوا مرة اخرى الى المانيا بأنتظار استلام ورقة الطلاق وبدأ علي يهددها بانة سيأخذ الاطفال منها (طمعاً في مخصصاتهم المالية ) (لا حبا بهم ) وسيعيشون معه وسترجع هي وحيدة الى العراق الا ان تارا كانت تريد ان تخسر كل شئ ولاتخسر اولادها الاربعة فكيف يأخذ اولادها منها وهم كل حياتها وكل ماتملك في هذه الدنيا !!! كانت تترجاه رغم هذا الهول والهوان وتتمنى ان يعدل عن قرار الانفصال وحضانة الاولاد ويعود لها زوجا وحبيب .. وفي الشهر العاشر من نفس العام اي بعد شهرين من رجوعهم من العراق قال لها بانه سيذهب مرة اخرى الى العراق ليرى ماذا حصل من اجراءات الطلاق ولم تكن تعرف انه قد سافر مع عشيقته العراقية ( المطلقة) التي تسكن هي الاخرى في المانيا وفي نفس المدينة والتي بسببها كانت تحدث المشاكل وليطلبها من اهلها ويتزوجها هناك بين اهله واحبائه ,, ورجع مع زوجته الجديده الى المانيا وسكن معها في نفس سكنها القديم واشتدت الحال سوءاً بتارا بعدما عرفت بخبر زواجه وكذبه عليها وعرفت انه لم يعد هناك اي بارقة امل لتصحيحه ولن يأتي لها بعد الان , لا بل كان يأتي لها بين الحين والاخر وبالتحديد وقت استلامها لمخصصاتها ومخصصات الاطفال المعاشية ليأخذها منها , وفي هذه المرة وبمساعدة الخيرين أشتكت علية عند السلطات وجاء تبيلغ رسمي بأن يـُمنع زوجها منعاً باتاً من ان يصل الى منطقة سكن تارا واولادها لكنه كان يذهب هناك بحجة ان لدية بريد ورسائل تـُرسل له على عنوانه القديم , ولانه في المحاكم الألمانية لم يطلق زوجتة رسمياً وانه مستمر بالسكن مع العائلة بالرغم من انه لم يجلب عقد زواجة الثاني من العراق ويسلمه لدوائر الدولة وفضل ان يعيش مع زوجتة الجديدة باعتباره صديقاً لها في سكن واحد مشترك كانت تعيش به مع اولادها من زوجها الاول في نفس المدينه ( ميونخ ) , بقت تارا اسيرة البيت خوفاً من زوجها المجنون وخوفاً ان ترجع الى العراق دون اولادها الاربعه فهذا الهاجس كان يقلقها وجعلها منهارة الاعصاب ومضطربة ولم تعد تارا كما كانت بحيويتها ونشاطها وكان زوجها قد حرم عليها الخروج وحدها طالما هو غير موجود معها وعاشت الوحدة واليأس وبما انه لم يكن احد من اقاربها قريباً لها في المانيا تشكي له الحال وماتتعرض اليه اليوم بسبب الوضع الحرج الذي تعيشه وكان لوجود اولادها معها عامل يشجعها على الاستمرار في الحياة والصبر على الحال , تجرأت في احدى الايام وخرجت مع جارتها العراقية تتلفت يميناً يساراً خوفاً من ان يراها زوجها ويضربها امام انظار الجميع وكان لخروجها في هذا اليوم قصد مهم فذهبت لتشتري شيئاً يساعدها في الخلاص من الحياة لكي لاترى اليوم الذي يأخذ منها اولادها ولاتستطيع ان تستردهم منه وفي صبيحة ال 28 من مارس العام الحالي وعندما نهضت ابنتها الكبيرة ( كـُلان) في الصباح الباكر كعادتها للذهاب الى المدرسة فلم ترى امها في الفراش وبحثت عنا في البيت فلم تجدها وعندما فتحت باب الحمام واذا بأمها ممددة على الارض والشال الذي اشترته مع جارتها قبل ايام قليلة ملفوف حول عنقها بشدة وفتحت الطفلة الشال من امها ظناً منها انها ستلحق بأمها لتعيدها للحياة لكن للاسف فقد كانت الام جثة هامدة ممتدة على الارض قبل اكثر من عدة ساعات وذهبت البنت الى الجارة وشكت لهم ماتراه وكانت تارا تراقب ماذا يفعل اطفالها الصغار والجيران من بعيد وهي تطيروتحلق كالفراشه البيضاء في السماء .....انتحرت تارا اوقفت سنوات عمرها الغض عند الثلاثة والثلاثين بعد يأسها من الحياة وخوفاً من ان يأخذ زوجها اولادها منها وترجع الى العراق وحيدة دونهم وهاهي رجعت اليوم وحيدة دون اولادها ولكن كجثمان الى العراق ( السليمانية ) , لقد فقدت كل شئ وخسرت كل شئ فهل كان تصرفها صحيحاً عندما شنقت نفسها بنفسها وماهو الذي دفعها للانتحار وهي الام الحنون والمرأة العطوف والصابرة وما مصير اولادها ولمن سيكونون .. قضية تطرح للنقاش ولينظر بها العالم والرأي العام



الاميرة
عروبة بايزيد اسماعيل بك
المانيا
6.4.2006

التعديل الأخير تم بواسطة الاميرة عروبة بايزيد ; 06-04-2006 الساعة 07:38 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-04-2006, 04:48 PM
ابو الحكم ابو الحكم غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 11
افتراضي وجهة نظري الشخصية

رحم الله الاخت تارا



أنا في وجهة نظري الشخصية . كان على( تارا) ان تصبر لان أطفالها بحاجة لها وخصوصا هم صغار السن وأن تبقى معهم وتؤدي رسالتها الانسانية في تربيتهم , او ترجع الى العراق مع أطفالها .

( تارا) فقدت حياتها وخسرت أطفالها لان الحكومة الالمانية اخذت الاطفال الى جهة مجهولة حسب علمي , وزجها الان متمتع بحياتة مع زوجتة الجديدة . اي ان تارا خسرت كل شيء

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-04-2006, 05:06 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

الأخت الغالية الأميرة عروبة يالها من قصة حزينة فقد أضاق الخناق عليها ولكنها ومن أجل أولادها كان يجب أن تحارب العالم كله من أجلهم وتعلمين جيدا بأن الأولاد في المانيا من حق الأم إن كان هو السبب. ولربما أعصابها تعبت ولم تجد إلا الانتحار السبيل الوحيد للتخلص من العذاب الذي سببه لها هذا المجرم تسلم يديك وليقرأ الناس وليفهموا كم هي المرأة مظلومة في مجتمعاتنا فلما لم تفعل هي أيضا مثلما فعل زوجها ..ألم يكن حرصا على الشرف وحرصا على أولادها ووووالخ تشكري على هذه القصة الأليمة بالفعل!!!!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-04-2006, 06:09 PM
Fahmi Wiedmann Fahmi Wiedmann غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 144
افتراضي

اشكرك ايتها الأخت الاميرة على هذه القصة الواقعية والمؤلمة.
رأيي هو من يأكل الضرب ليس كمن يعده، وليس من السهولة ان نقول : الأفضل لو فعلت هذا أو ذاك لأنها وحسب سردك كانت رزينة ومنطقية وعاقلة ولو رأت منفذا صغيرا لخرجت من أزمتها ولكن كلمة لو...
الذي يعيش الواقع يدري كيف تسير الامور في بيوت اخواننا الاكراد والاتراك والعرب وخاصة المسلمين منهم / لا أريد جرح شعور الآخرين مطلقا/ . يذهب الرجال كأمراء الى بلادهم ليجلبوا لهم زوجة من بلدانهم ويضعوها حبيسة البيت دون عمل ولغة دون احتكاك ومعاشرة فهي تكاد لا تعيش في اي مجتمع، لا مجتمعها الاصل فهي بعيدة عنه ولا المجتمع الجديد فهي لا ترى أكثر من زاويةضيقة منه/

وبهذا تعيش في اللاعالم وفي اللامجتمع!!!!
قصة قصيرة حصلت معي قبل اسبوعين:
انني ادرس اللغة الالمانية في المدرسة للشعب الاجنبي الذي يعيش هنا وقد عملت لهم فحصا في مجال ال Konjunktiv II أي اذا الشرطية أو حالة النصب في الفعل المضارع، كان احدالاسئلة كالتالي:
ماذا ستفعلين لو اصبحت مرة ثانية 18 سنة؟
فكتبت سيدة تركية هادئة رزينة معروفة بولائها ومعروف زوجها بغيرته ما يلي:
سأتزج مرة أخرى !!! ففي البداية ضحكت ثم فكرت وسألتها على حدة : نفس الزوج؟
فنظرت الي بعينين كاد الدمع ينهال منهما، ففهمت الجواب ولم اذكر الموضوع ثانية.

فهمي زاديكة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-04-2006, 06:21 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي

الأخت الكريمة الأميرة عروبة لك أولا التحية والاحترام على نشرك لهذا الخبر المؤسف والأليم, ولكوننا عرفنا به لكن هناك الكثير من الأخبار والحوادث والمواقف تحصل في مجتمعاتنا قد تكون أصعب من هذه لكن لا يعلم أحد بها ولا يخبر عنها لأسباب متعددة ومختلفة منها الخوف ومنها وجوب الخضوع للعادات والتقاليد والقبول بالأمر الواقع, وفي جميع الحالات تكون المرأة هي الضحية لأنها الحلقة الأضعف في الحياة الأسرية وفي نظام المجتمع السائد.

كنتُ كتبت قبل يوم مقالة عن أنواع الزواج في العالم ومن ضمنه زواج القهر أو الزواج بالإكراه أو الزواج القسري أو سمّه ما شئت, فالمرأة في مثل هذا الزواج وفي كثير غيره من أنواع وحالات الزواج لا يكون لها رأي البتة, فهي تعيش حياتها على الهامش وهي مجبرة إكراها وغصباً أن تقبل بإرادة الأب أو الأخ فتتزوج بمن يرونه مناسباً لها لغنى أو لسبب آخر يكون عليه, أما الفتاة وهي التي ستعيش معه عمرها كلّه, وتقبل به زوجا على مضض فهي لا تستطيع التعبير عن رأيها لا بالرفض ولا بالمقدرة في خروجها عن طوع العائلة وهو يعتبر نوع من الكفر والإجرام!

المرأة في أغلب المجتمعات العربية والإسلامية سلعة حقيقيّة, لا كرامة لها ولا يراعي شعورها ولا يحقّ لها أن تمارس حياتها إلا من خلال الإطار الذي يريده لها الأب ومن ثم الأخ ويأتي بعد ذلك القاهر الأعظم والذي هو الزوج. والذي يفلقني أكثر من كلّ هذا وذاك هو خروج رجل دين ما أو امرأة أو مسؤول ما على شاشة قناة فضائية عربية وهو يتبجّح بكل وقاحة ويتحدّث عن المساواة بين الرجل والمرأة أو هو يقول أن المرأة حصلت على حقوقها في مجتمعاتنا وأن المرأة المسلمة تعيش حرية شخصية واجتماعية فيما الوقائع الجارية والواقع المعاش يدحض هذه الأقاويل جملة وتفصيلا, ويظهر كم القهر الذي تعاني منه المرأة في هذه المجتمعات قاسياً وهولا يرحم الدور الإنساني الرائع والكبير الذي تقوم به المرأة كزوجة وأم تقوم بتربية أبنائها ليصيروا رجالا في المستقبل, وكيف ستتمكن من القيام بهذه المهمة على وجه صحيحة عندما تكون مسلوبة الإرادة ومقهورة النفس وذليلة الوضع وكسيرة القلب والعين وغير محترمة الرأي وناقصة والخ...؟

بعد هذه المداخلة البسيطة أحب أن أعود إلى موضوع هذه الضحية التي ذهبت ليس لقاء سبب واحد بحد عينه بل هي ذهبت لعدة أسباب منها ما هو خارج عن إرادتها ومنها ما كان بإرادتها, إن مأساة المرأة (تارا) هي رمز لمأساة المرأة ككلّ في هذه المجتمعات وحتى وهي تخرج من تلك المجتمعات, يظلّ العنف يلاحقها, ويؤرّق سبيل عيشها, فتبقى أسيرة عادات وتقاليد بالية, فهي تخشى من الفضيحة إن هي دافعت عن حقها, وتخاف على مستقبلها ومستقبل أولادها فتقبل بالذل والإهانة والتعسّف الممارس ضدها من قبل الزوج, خاصة متى كان على شاكلة هذا الزوج الذي كان يعرف مدى ضعف زوجته ويجيد استغلال نقاط الضعف لديها ويستغلّها إيّما استغلال للوصول إلى غاياته الحقيرة وكذلك لتحقيق مآربه الدنيئة.

كان عليها أن تتخذ قرارا حازما, بأن تقرّر التخلّي عنه فهي تعيش في مجتمع أوروبي تستطيع فيه أن تحصل على جميع حقوقها, ولو كانت تعيش في واقع عربي لعذرناها بعض الشيء لكني أقول إنها كانت غير واعية بما فيه الكفاية وهي لم تستطع الاستفادة من الظروف التي كانت ستخدمها في ألمانيا لو هي شاءت الحصول على حقها. الوعي لعب دورا كبيراً وخطيراً لديها فلو كانت على مستوى راقي من الوعي والفهم والإدراك لما لها من حقوق وما عليها من واجبات لما صار مصيرها إلى هذه النهاية المفجعة. أجل هي فكّرت بطريقة عاطفية شأنها شأن جميع الشرقيّين ولم تترك قرار حياتها بأمر عقلها الذي كان سينصفها ويعينها وربما سينقذها فيمنعها من الإقدام على مثل هذه الخطوة الخاطئة والتي ليست من الصواب في شيء البتة.

التوعية في مجتمعاتنا ناقصة والإعلام له دور خطير في هذه الناحية ولا نرى إعلاما موجها ينصف المرأة بالحق وبالفعل بل هو يسعى إلى تخدير المرأة ليلهو بها ويثبط من همّتها ويجعلها فريسة تمنيات ووعود لن ترى منها شيئاً, إذا هي لم تتحرّك وتتحرّر بمعونة الرجل. أما أن يحرّرها الرجل فهذا لن يحصل! ابنة الدكتورة نوال السعداوي صرّحت قبل بضعة أيام أنها تريد أن تتسمّى باسم أمها بدلا من أن تتمّ تسميتها باسم أبيها كما هي العادة فقامت قيامة رجال الأزهر والدين في مصر والعالم الإسلامي. كيف يكون ذلك؟ هذا دليل قاطع على أن رجال الدين لا يريدون للمرأة أن تتحرّر بل أن تظلّ تابعاً للرجل فهي بنصف عقل وهي بنصف دين وشهادتها لا تقبل وأن أكثر سكان النار هم من النساء, وأن الرجال قوّامون على النساء و و و إلى ما هنالك من قيود هائلة تقف في وجه تحرير المرأة في المجتمعات الإسلاميّة. وكل نداء ظاهر يكون مبطّنا بكذب ورياء من الداخل.

لنعود إلى موضوعنا وهو موضوع الساعة وإني تأثرت لما حصل غاية التأثر وقد أعذرها كإنسانة رقيقة عانت بما فيه الكفاية وحاولت أن تقاوم بقدر ما توفّرت لها سبل المقاومة, وهي تشكر على كل ذلك, لكنها لم تكمل المشوار وسقطت تحت سيطرة الضغوط الهائلة التي مورست عليها وكان من أخطر هذه الضغوط هو ضغوطها هي بحق نفسها والتي كانت القشّة التي قصمت ظهر البعير. أما فيما يخصّ فكرة الانتحار فإن الإنسان ليس حرا في انتزاع الروح لأنها ليست ملكاً له, فهي وديعة من الله عزّ وجل على الإنسان أن يحافظ عليها نقية صافية إلى أن تأتي ساعة الحساب! ومن المعروف أن نحو نصف مليون شخص ينتحرون كل سنة وهو معدّل كبير والإنتحار هو تدمير النفس البشرية بالإرادة الحرة من الشخص نفسه, وله أسباب كثيرة منها نفسية ومنها عقلية ومنها عائلية ومنها اجتماعية ومنها طبية وغيرها. أما بالنسبة إلى حكمي على الانتحار فإنه, برأيي المتواضع, ضعف وعمل غير أخلاقي وهو هروب من الواقع وهو كفر بإرادة الخالق وهومحاولة سلبية للهروب من مواجهة مصاعب الحياة.

كلمة أخيرة أحبّ أن أسجّلها في هذا الموضوع, وأنا مقتنع كلّية بها وهي: أن جانب التوعية الضعيف في مجتمعاتنا يلعب دورا كبيرا وهاما في التغيير أو في الإبقاء على الوضع كما هو عليه, فنداءات الشجب والاستنكار وأية دعوات تتعارض مع مصالح رجال الدين المهيمنة والمسيطرة على إرادة القرار في هذه المجتمعات العربية والإسلامة, لن يكتب لها النجاح وعلينا أن نطالب بالتغيير الجذري في الجوهر والأساس وليس فقط بالشكل الخارجي فعمليات التجميل لن تغيّر من واقع الفساد المستشري, على الهيئات الدولية والعالمية أن تزيد من ضغوطها على هذه المجتمعات المتخلفة لتقوم بتغيير أنظمتها والنظم السائدة فيها فيما يخص تنظيم الأسرة والعلاقات الأسرية وقانون الأحوال الشخصية وأن يتم الاعتراف بالأخطاء والسعي سعياً جادا إلى محاولة إصلاح الفساد الذي فيها والعمل على سن قوانين وتشريعات جديدة أكثر إنسانيّة تعطي المرأة حقوقها كاملة دون نقصان وإلا فإنّنا سنظلّ نسبح في متاهات ضياع في عالم الفتاوى التي لا تنتهي والتي ما أنزل الله بها من سلطان كلّ يفتي بما يراه هواه وما يرشده إليه فهمه والإنسان ليس ربّا فهو معرّض للوقوع في الخطأ ولا يجوز أن يشمل هذا الخطأ القانون أوالتشريع لأنه سيصير كارثة كما هو عليه الآن. المجتمعات العربية والإسلامية تحتاج إلى هزّة عنيفة وإلى ثورة إصلاحية في الفكر وأنماط الوعي بما يناسب التحولات الخطيرة التي طرأت على العالم ويعيش العرب والمسلمون وكأنهم فقط في العالم ليست هناك شعوب أخرى تعيش معهم وإلى جانبهم, وأنهم ملزمون لسبب أو لآخر في التعامل معهم والتعاطي مع أفكارهم. فإلى متى يظلّ العرب والمسلمون نياماً؟ وإلى متى تظلّ المرأة مقهورة ومغبونة الحق ومداسٌ عليها؟ إلى متى يبقى العرب والمسلمون لا يعترفون بأنهم مخطئين بل أن غيرهم هم المخطئون بحقهم؟ ومتى حصلت لهم مشاكل أو نالهم مكروه أسرعوا إلى إلقاء اللوم على الآخرين واتّهموا الغير بأنهم وراء كل ما يحصل لهم, دون أن يقرّوا ولو لمرّة واحدة أن أفكارهم المشوّشة الظلاميّة وأن عقولهم الجامدة وغير المتحركة هي السبب في كلّ ما حصل لهم وما يحصل وما سيحصل لهم من مآسي وماعب ومشكلات ولن تكون مأساة (تارا) أول ولا آخر مأساة في هذه المجتمعات لطالما بقيت على ما هي عليه, تنادي بأنها لا تريد التغيير من الخارج ولا تقبله, فيما هي لا تحرّك ساكنا في طريق التغيير الذاتي المنشود وأقول رحمة الله على العرب والمسلمين..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-04-2006, 11:48 AM
Bassam Bassam غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 48
افتراضي

مأساة تارا هي مأساة المرأة في المجتمعات الظلامية التي ترى فيها عضوا ً قاصرا ً لا يحق له تقرير مصيره .
مشكلة تارا هي المجتمع المريض الذي سلبها أبسط حقوقها .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke