Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > حقوق الإنسان و الحريات العامّة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-07-2010, 04:19 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي سوريا: الخوف على المدارس السريانية بعد المرسوم الرئاسي -55سليمان يوسف

سوريا: الخوف على المدارس السريانية بعد المرسوم الرئاسي 55

منذ القديم اشتهر الآشوريون(سريان- كلدان)،سكان بلاد ما بين النهرين الأوائل، بعشقهم للثقافة وحبهم للعلم والمعرفة.لهذا تميزوا عبر تاريخهم وحيثما وجودوا ببناء المدارس والأكاديميات العلمية قبل الكنائس والمعابد.لا بل عند اللزوم حولوا الأديرة الى مراكز للتعليم ولنشر الثقافة والمعرفة.هذا ما قاما به المعلمان الكبيران (مار افرام ومار نرساي)في بدايات القرن الخامس الميلادي. اذ حولا " دير نصبين"العريق،المعروف بدير مار يعقوب النصيبيني- يعود تاريخه الى سنة 313 ميلادية، ،يقع في بلاد ما بين النهرين العليا،حالياً ضمن الأراضي التركية ملاصق لمدينة القامشلي السورية ويجري حالياً إعادة ترميمه من قبل مديرية المتاحف التركية - الى (مدرسة ) لتعليم العلوم الفلسفية واللاهوتية والطبية والرياضيات وغيرها من العلوم الإنسانية، باللغتين السريانية واليونانية.و"مدرسة نصبين" تعتبر أقدم أكاديمية علمية عرفها الشرق القديم.لكن كثرة حروب الغزاة المستعمرين القادمين من الشرق والغرب والويلات التي جروها على بلاد ما بين النهرين والمنطقة تسببت بتدمير مدرسة نصيبين وجميع الصروح الحضارية والثقافية والعلمية الأخرى للآشوريين.وما تبقى منها اليوم هو أشبه بمتاحف ومحجات دينية يؤمها السياح والمؤمنين من كل أنحاء العالم.
في الدولة السورية الحديثة، ذات الإرث السرياني(الآشوري) المسيحي،حيث تحتضن اليوم أكبر تجمع في العالم للآشوريين السريان بطوائفهم المختلفة- طبعاً بعد تراجع وانحسار الوجود الآشوري في العراق للأسباب المعروفة- وعاصمتها دمشق تحتضن (الكرسي البطريركي) لأكثر من كنيسة عالمية،ازدهرت المدارس والمؤسسات التعليمية و التربوية السريانية في المرحلة الليبرالية التي سادت سوريا. رغم المصاعب المالية الكبيرة والتحديات السياسية والمضايقات الأمنية التي عانت منها وواجهتها المدارس السريانية في ظل حكم حزب البعث العربي الاشتراكي منذ انقلابه على السلطة عام 1963واحتكاره لها ، بقيت أبواب العديد من المدارس السريانية مفتوحة في المدن والبلدات السورية. في مدينة القامشلي وحدها تحتضن المدارس السريانية اليوم أكثر من ألفي طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي.يتعلمون اللغة السريانية،الى جانب تدريس مناهج التعليم العام المقررة من قبل وزارة التربية.
فيما يبدو،أنه الخطوة الأولى على طريق إنهاء احتكار دولة البعث للتعليم في سوريا،أصدر الرئيس (بشار الأسد) المرسوم التشريعي رقم 55 لعام 2004 المتعلق بتنظيم التعليم الخاص والمشترك في سوريا، من خلال مؤسسات تعليمية خاصة متنوعة تكون قادرة على الإسهام الى جانب المؤسسات الحكومية في الاضطلاع بمسؤولية التربية والتعليم وتطويرها في الاتجاهات جميعها.
أشاع هذا المرسوم نوع من الارتياح في أوساط الآشوريين(سريان- كلدان)، كونه شرعن وجود مدارسهم السريانية الخاصة وأقر بقانونيتها بوضعها الراهن ، بعد أن كانت تعمل منذ أربعينات القرن الماضي من غير ترخيص في اطار هامش الحريات الدينية. لكن بالمقابل ثمة مخاوف حقيقة وشكوك لدى الآشوريين من أن يكون لهذا المرسوم مضاعفات سلبية على مستقبل مدارسهم ومؤسساتهم التربوية والتعليمية،خاصة وأنه بموجب هذا المرسوم لن يسمح بفتح مدارس سريانية جديدة في سوريا،ووجود تيار بعثي تقليدي (عروبي اسلاموي) متشدد غير راغب ببقاء واستمرار المدارس السريانية، لهذا التيار نفوذه في مختلف مؤسسات الدولة ووزارتها وبشكل أكثر ضمن سلك التربية والتعليم.الخوف من أن يتخذ أنصار هذا التيار من بعض الثغرات والمفاهيم الفضفاضة التي تتضمنها المرسوم التشريعي المشار اليه وتعديلاته بالمرسوم رقم 35 لعام 2008،ذريعة لممارسة مزيد من الضغوط المادية والمعنوية على المدارس السريانية وإجبارها في النهاية على اغلاق أبوابها. وبالفعل، كشف لنا القائمين على المدارس السريانية عن حصول مثل هذه المضايقات،بطرق وأشكال مختلفة، من قبل المسؤولين عن التعليم الخاص في مديرية التربية بمحافظة الحسكة.ناهيك عن إلزام المدارس السريانية بضرورة أخذ موافقة الجهات الأمنية كذلك موافقة مديريات التربية التابعة لها في تعيين المعلمين والمدرسين لديها. قبل أشهر قليلة، بأمر من أجهزة المخابرات (الأمن السياسي)،تم فصل مدرسة لغة انكليزية من مدرسة السريان بالقامشلي، لأسباب تتعلق بميولها القومية والسياسة.
صحيح أن المرسوم رقم 55 لعام 2004 وتعديلاته، وكما أشرنا، شرعن ما هو موجود وقائم من المدارس السريانية.لكن الصحيح أيضاً، أن هذا المرسوم تضمن مواد وفقرات عديدة أبقت جميع المدارس الخاصة في سوريا ،خاصة المدارس السريانية،مهددة بالإغلاق الكلي والنهائي في أية لحظة تريدها السلطات المعنية.من هذه المواد، (المادة 44: أ-" تغلق كلياً المؤسسة التعليمية الخاصة إذا ثبت بالتحقيق الذي تجريه الوزارة عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية ..".ب- "تغلق كلياً المؤسسة التعليمية الخاصة إذا تبين أن فيها فساداً أخلاقياً أو ترويجاً للشقاق الوطني أو مساً بالوحدة الوطنية أو تدعو للطائفية أو التعصب المذهبي بشكل مباشر أو غير مباشر". والمادة 57: "لا يجوز ان يطلق على المؤسسة التعليمية الخاصة اسم يدل على أي انتماء طائفي او عرقي او مذهبي .كما لا يجوز لهذه المؤسسات ان تكون جزءا من مؤسسة او جمعية سياسية او دينية " ).هذه المادة(57) وحدها كافية للتذرع السلطات السورية بإغلاق المدارس السريانية متى أرادت ذلك،باعتبارها مدارس تشرف عليها وتديرها "المؤسسة الكنسية" وهي مؤسسة دينية.
والمسألة الأخرى المثيرة للقلق والاستياء في المرسوم التشريعي المشار اليه وتعديلاته تتعلق بالجانب المالي.اذ حمل المرسوم المدارس والمؤسسات التعليمية الخاصة بالآشوريين السريان أعباء مالية باهظة تقدر بملايين الليرات سنوياً، وذلك من خلال فرضه ضريبة دخل على أقساط الطلاب، رغم أن هذه المؤسسات التعليمية هي "غير ربحية"،لا بل تعاني بالأصل من عجز مالي كبير.وقد أكد لنا القائمون على هذه المدارس بأن أقساط الطلاب لا تغطي أكثر من 40% من الميزانية المطلوبة، والعجز يتم تغطيته من تبرعات المؤمنين فقط، اذ لا من مصدر آخر يمول هذه المدارس.وكما هو معلوم، ان تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سوريا لا يسمح بزيادة سقف الأقساط المدرسية على الطلاب.والمثير أن هذه المدارس ملزمة بدفع ما يعرف بـ"تعاون ونشاط " لمديرات التربية في المحافظات سنوياً عن الطلاب المسجلين،رغم أن هذه المدارس لا تتلقى أية خدمات من التربية وهي تتحمل كافة الأعباء المالية ،من تشييد البناء ودفع رواتب المعلمين وحتى شراء الكتب المدرسة من وزارة التربية، في حين هذه الكتب توزع مجاناً على جميع طلاب مرحلة التعليم الأساسي في المدارس الحكومية.ورغم أنها مدارس خاصة تشرف عليها الكنائس لكنها احتضنت ومازالت تحتضن مئات من الطلبة المسلمين وهي تخصص لهم مدرسين لتعليمهم الديانة الاسلامية على نفقتها الخاصة.
حقيقة أنه لأمر مؤسف ومحزن جداً، أن تتجاهل الحكومة السورية الدور الريادي الكبير الذي قامت به "المدارس السريانية" في مجال التربية والتعليم، وأن لا تقدر الأعباء المالية والتربوية والاجتماعية الكبيرة التي تحملتها في تعليم المنهاج العامة والمقررة من وزارة التربية الى جانب تعليمها اللغة السريانية لمئات الآلاف الطلبة السوريين منذ أربعينات القرن الماضي، في مرحلة كانت الدولة عاجزة عن القيام بكامل أعباء التعليم، خاصة في منطقة الجزيرة النائية،حيث الفقر والنقص الكبير في المدارس الحكومية.وهذه المدارس مازالت تخفف على الدولة أعباء مالية وتربوية كبيرة، ناهيك عن آلاف فرص العمل التي توفرها في بلد تجتاحه البطالة.

لإنقاذ المدارس السريانية من خطر الاغلاق ومن المستقبل المجهول الذي ينتظرها،أرى ضرورة إصدار مرسوم رئاسي تشريعي جديد:
- يراعي الخصوصية الاجتماعية والثقافية والتاريخية للمدارس السريانية،التي أنشأت منذ البداية لأغراض تربوية واجتماعية بحتة، وبشكل خاص لتعليم اللغة السريانية التي ترفض الدولة تعليمها في مدارسها الحكومية .
- يحصن المدارس السريانية وطنياً ويضمن استمراريتها ويتيح المجال لتطويرها وبما يعزز دورها الوطني في العملية التربوية والتنموية والتعليمية في سوريا.
- يستثني المدارس السريانية من دفع كافة الرسوم والضرائب المالية..
- يجيز إنشاء مديرية رسمية(حكومية) خاصة بالتعليم السرياني في سوريا تتبع وزارة التربية، و تمويل المدارس السريانية من قبل الدولة السورية.
طبعاً،في ضوء الحالة السورية الراهنة وطبيعة النظام السياسي القائم في سوريا، وهو نظام عروبي يتنكر للحقوق القومية والثقافية لغير العرب في سوريا، لست متفائلاً بصدور مثل هذا المرسوم التشريعي.لكن الاحباط وعدم التفاؤل لا يجب أن يكونا سبباً بعدم طرح قضايانا واثارتها والتحذير من مخاطر تجاهلها وبقاءها من دون حلول ومخارج وطنية عادلة.
فليس من المبالغة القول: أن اغلاق المدارس السريانية في سوريا لأي سبب كان ،سيزيد من مشاعر الاحباط لدى الآشوريين السوريين وسيزيد من شكوكهم بأن في الدولة السورية ثمة من يحارب ثقافتهم ولغتهم ويخطط لطمس هويتهم وما تبقى لهم من وجود قومي،وربما ثمة من لا يرغب بقائهم في وطنهم الأم سوريا.
السؤال الذي يطرح نفسه في سياق قضية المدارس السريانية هو: ما الجدوى من أن تتحمل المؤسسات الكنسية ومن خلالها الطبقات الآشورية الفقيرة كل هذه الأعباء المالية والتربوية الباهظة والكبيرة لتدريس مناهج ومقررات وزارة التربية لآلاف الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي وعلى نفقتها الخاصة لقاء تعليم في الأسبوع ثلاث أو أربع حصص مدرسية "لغة سريانية"؟.هل حقاً لا يوجد طريقة أو آليات بديلة أقل كلفة وأكثر فعالية لتعليم اللغة السريانية للآشوريين السوريين،أو لمن يرغب منهم، الى حين تتخلى "حكومة البعث" عن سياساتها الشوفينية تجاه الحقوق القومية والثقافية واللغوية للآشوريين وتجاه حقوق الشعوب السورية الأخرى الغير عربية مثل الأكراد؟.
أسئلة أتركها برسم المؤسسات الكنسية(الآشورية/السريانية/الكلدانية) وأيضاً برسم فصائل وتنظيمات الحركة الآشورية في سوريا.

سليمان يوسف
كاتب آشوري سوري مهتم بقضايا الأقليات
shuosin@gmail.com
الصور المرفقة
نوع الملف: png avatar_10979.png‏ (6.6 كيلوبايت, المشاهدات 2)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke