![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
|
كانت أول زيارة لنا خارج ألمانيا هي زيارة تونس الخضراء لمدة أسبوعين جميلين. كانت العائلة كاملة على بسط وانشراح من هذه الإجازة وقد تعرّفنا على شعب طيّب هناك. وتونس بلد منفتح ومتحرّر من كثير من القيود التي يراها المرء في بعض البلدان العربيّة. كانت زيارتنا بالتحديد إلى مدينة "سوسة" والتي يقال عنها إنها عروس الساحل التونسي وكنا في المساء نشاهد أنوار تنبعث من بعيد صفحة البحر, فقيل لنا إنها قادمة من إيطاليا. كانت مدّة الأسبوعين جميلة وعلى الرغم من بعض الغلاء في الأسعار, إلا أنه وعلى وجه العموم كانت زيارة جميلة مع كامل أفراد الأسرة وكان ذلك قبل حوالي ثماني سنوات. في هذه المدة وكما أسلفت تعرّفنا إلى بعض الشباب والأشخاص الذين لمسنا منهم الطّيب والمعشر الحسن في الأخلاق, ونشأت بيننا علاقة طيّبة, وكان السيّد " هادي طيّب" أحد هؤلاء وهو كان يحبّ الشّعر, وكنت أسمعه من أشعاري وأنظم له أشعاراً في مدة الإجازة هذه. ومن هذه الأشعار قصيدة لا أزال محتفطاً بها, نظمتها فيه بعد سقوطه وإصابة يده بكسر وتقول أبياتها:
سألتُكَ ما اسمُك؟: فأجبتَ: طيّبْ .. وأنتَ في الحقيقةِ جدّ طيّبْ! فقلتُ يا فؤادُ أجبهُ شعراً .. فروحُ الشّعرِ تخلدُ لا تشيّبْ! قصدنا تونسَ الخضراءَ حتّى .. نفرفشّ عن مشاغلنا بطيّبْ! فكانتْ شمسُ "سوسٍ" في لهيبٍ .. وحرّكمُ لكلّ هوىً يُغيّبْ! فقلنا: أمرُنا لله فهي .. لأيّامٌ ستمضي في تغيّبْ فنأتي دارنا من حيثُ جئنا .. وقد عاشرنا كلّ أخٍ حُبَيّبْ ف(هادي) كم أسفتُ للأتاهُ .. من التعتيرِ في كسرٍ عُصيّبْ! شكرنا باقةَ الزّيتونِ منه .. فهذي للتذكّرِ لا تُذيّبْ فأنتم شعب تونس رائعونَ .. جمالُ الخلقِ ليس له مُعَيّبْ! وحاشى الله إنْ قالوا خلافاً .. لما قلناهُ قلنا: الأصلُ طيّبْ! التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-01-2006 الساعة 12:43 AM |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|