ضربة قاضية أصيب بها الشيخ إدريس على /قناة الحياة/
في مناظرته مع الأخ وحيد
بقلم: فؤاد زاديكه
البارحة الخميس 6/11/2008 و في تمام الساعة الثامنة مساء كان موعدنا مع المناظرة التي جرت بين الأخ وحيد و الشيخ إدريس المغربي الداعية الإسلامي و إمام مساجد عدة في بريطانيا.
في الحقيقة انتظرنا المناظرة التي أعلمنا عنها الأخ الحبيب رشيد مقدّم برنامج (سؤال جريء) على قناة الحياة الفضائية. هذا البرنامج الصادق و المحبوب و الذي له ملايين العشّاق و المتتبّعين من كلّ أنحاء العالم. نعم انتظرنا هذه المناظرة بشغف و شوق كبيرين و خاصة أن الشيخ إدريس في كلّ حلقة تُبَثّ من برنامج (سؤال جريء) و الذي كما قلنا يقدّمه الأخ رشيد ببراعة و حنكة و توازن هادئ، و برنامج (حوار الحقّ) الذي يشارك فيه الأب القمص زكريا هذا الأب الفاضل المتنوّر عقلا و الممتليء معرفة و علما و روحا ربانيّاً. نرى في كلّ مرّة يتصدّى الشيخ إدريس من لندن لكي يتحدّى و يعرب عن استعداده لمناظرة القمص زكريا بطرس نفسه أو رشيد أو غيره لكي يردّ على ما يسمّيها هو تهما بحقّ الإسلام و تهجمّات على هذا الدين و على نبيّ الإسلام محمد. ظننا بأنّ معركة من معارك الفتوحات الإسلامية سيخوضها هنا هذه المرّة فارس من فرسان الإسلام بفكره و علمه و حجّته و منطقه و صلّينا من أجل الأخ وحيد المشارك كطرف مسيحي في هذه المناظرة المعركة، علما أن الأخ رشيد بقي مراقبا و موجها و مديرا للحوار دون مشاركة منه كطرف. لم نشهد و الحلقة تنتهي إلا لفّاً و دوراناً من الشيخ إدريس و هو يحاول التهرّب الواضح من الإجابة على جميع الأسئلة التي طرحها الأخ وحيد بل أنه لم يجب على سؤال واحد من مجموع كلّ تلك الأسئلة، فيما أجاب الأخ وحيد ببراعة المتمكن و الأكاديمي الفاحص الدارس على كلّ الأسئلة التي طرحها الشيخ إدريس. كانت مواجهة واثقة من الأخ وحيد بإجابات شافية و كافية و دلائل دامغة فيما ظلّ الشيخ إدريس الإمام في عدد من مساجد لندن و الداعية الإسلامي يصرّ على أنّ لديه أجوبة كافية على جميع هذه الأسئلة لكنه لا يريد أن يجيب لأنه _ و على حد قوله _ لن يقتنع الطرف الثاني بها. يا لها من حجج واهية ضعيفة و بالغة السخف و قليلة الحيلة. على الرغم من رجاء الأخ وحيد له ليجيب و لو على سؤال واحد من عشرات الأسئلة التي كانت من صلب موضوع المناظرة و هي "هل محمد هو أشرف المرسلين؟" لم يكن من الشيخ إدريس سوى أن يكرّر عشرات المرات (نبينا محمد ص و على آله الخ ) و هي عبارات معروفة جاءت حشوا فارغا لم يجد و الأنكى من كل ذلك أنه استهل مشاركته بتجويد إحدى آيات القرآن. أصبنا بخيبة أمل كبيرة من حاصل هذه المناظرة و كما توقعنا فإن الإفلاس الفكري و ضعف المعتقد البنيوي للمسلم ليست لديه القدرة و لا الجرأة على الاعتراف بالنقص بل بالتهرب متى لزم الأمر و باللف حول الموضوع دون فائدة للتضليل و التمويه و التغطية على العجز الحقيقي الموجود لديه. و قد لفت انتباهي اتصال أحد المسلمين بالبرنامج و إعلانه أن هذا الشيخ ليس كفؤا و ليست لديه الخبرة و لا الدراية الكافية ليتكلم باسم الإسلام. بالتأكيد كانت هذه المكالمة دليلا واضحا على عجز الشيخ إدريس عن الإجابة و محاولته التكابر و المفاخرة لصرف الأنظار عن هروبه من الإجابة. أشكر الأخ وحيد على هذه الصراحة و هذا الوعي و هذه الخبرة و العلم و المعرفة فقد كان هو الوحيد في مناظرة أمسية البارحة فيما كان مناظره قد أعلن إفلاسه منذ اللحظة الأولى من هذه المقابلة بامتناعه عن الإجابة على الأسئلة الموجّهة له و بدل أن يجيب كان يطرح أسئلة جديدة أو يكرّر أسئلة سابقة طرحها و كان أجاب عنها الأخ وحيد بحرفية و دقة و صواب و إقناع. كما أشكر الأخ رشيد على برنامجه و على موقف الحياد التام الذي التزمه في توجيهه لهذه المقابلة و إدارة الحوار فيها, كما أنه كان عادلا في تخصيصه لوقت الضيفين بل هو أعطى الشيخ إدريس من الوقت أكثر مما أعطاه للأخ وحيد كما كان كذلك عادلا في استقباله للمكالمات و في قراءته للإيميلات فاختار دائما متصلا مسلما و آخر مسيحيا ليضمن التوازن و المصداقية وقد كان له ذلك مشكوراً. إنّ خلاصة ما يمكن أن أقوله في نهاية هذا اللقاء أمرين إثنين هما: إما أن الشيخ إدريس _الذي أصيب بضربة قاضية من يد حكمة الأخ وحيد و هدوئه المتّزن و إجاباته المتمكنة و المقتدرة _ سيعبر إلى دين المسيح بعدما لمس ضعف معتقده الإسلامي و إما أنه سيكف عن الاتّصال بكلا البرنامجين المذكورين أعلاه. لقد تبيّن من خلال هذه المناظرة أين يكمن نور المعرفة والحق و أين يسود الظلام الفكري و الجهل و التعنّت. نتمنى أن يحصل المزيد من مثل هذه المقابلات لكي يرى إخوتنا المسلمون إلى أين هم يسيرون و يحاولون الدراسة و التركيز والمقارنة لتتوضّح لهم أشياء كثيرة تغيب عنهم بفعل الترهيب و المنع من المناقشة و طرح الأسئلة بقصد الحصول على المعرفة. لقد تغيّرت أمور الحياة كثيرا و بات من المستحيل قبول الجهل على علاته بدواعي واهية لا تفيد في شيء بل هي تبقي على القديم الفاسد. لم تكن مناظرة بين اثنين بل كان درسا قاسيا و صفعة فكرية على وجه الشيخ إدريس الذي أعلن إفلاسا فكريا و ضعف حجة و عدم قدرة على المواجهة.
هذا هو رابط المناظرة