صراع ديني بين موسكو وكييف يعمّق الانقسام الأرثوذكسي

[fouadzadieke]

صراع ديني بين موسكو وكييف يعمّق الانقسام الأرثوذكسي


July 28, 2008

السفير -- يبدو أنّ الصراع بين موسكو وكييف بدأ يتخذ منحى دينياً، بعدما أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو، الموالي للغرب، عن رغبته في توحيد مواطنيه الأرثوذكس في بطريركية مستقلة عن روسيا، مستغلاً زيارة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول إلى كييف، في الذكرى الـ١٠٢٠ لاعتناق الروس المسيحية، للحصول على اعتراف منه بالبطريركية الجديدة.

وقال برثلماوس، عند وصوله إلى كييف أمس، لقد جئنا إلى هنا للصلاة سوياً معكم لتوحيد المسيحيين الأرثوذكس في أوكرانيا في كنيسة واحدة، كنيسة لشعبكم، كنيسة لبلدكم«، وأضاف »لقد جئنا لملائكة سلام، للنضال من أجل الوحدة والحرية والسلام«، في إشارة دعم واضحة لما سبق أن تعهد به يوتشينكو حول لمّ صفوف أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، حيث أعرب عن أمله أن تشكل الاحتفالات دافعا قويا للوحدة بينهم. ويتوزع الأوكرانيون الأرثوذكس إلى بطريركيات ثلاث، حيث يتبع بعضهم بطريركية موسكو، وآخرون بطريركية كييف التي انشقت عن روسيا في العام ،١٩٩٢ إضافة إلى مجموعة أعلنت استقلاليتها في العام .١٩١٧ وفيما تتجه الأنظار إلى كييف اليوم، حيث من المتوقع أن يلتقي برثلماوس ببطريرك موسكو وعموم روسيا ألكسي الثاني، نقلت وكالة »نوفوستي« عن الأرشمندريت كيريل، المسؤول في بطريركية موسكو، تحذيره من أن تحقيق ما تخطط له السلطات الأوكرانية يمكن أن يؤدي إلى »جولة جديدة من العنف الديني كما حدث في بداية التسعينات«، فيما أشار ممثلو البطريركية إلى أنهم منعوا من المشاركة في التحضيرات لذكرى اعتناق الروس المسيحية على يد الأمير فلاديمير. ويتخوف خبراء من أن مساعي كييف لإقامة بطريركية مستقلة عن روسيا قد تعمّق الخلاف بين الكنيسة الروسية وكنيسة القسطنطينية التي يرأسها برثلماوس، والتي تضم ٩٥ مليون أرثوذكسي من أصل ٢٥٠ مليون مؤمن حول العالم. من جهته، قال المتحدث باسم الكنيسة المستقلة في أوكرانيا الأسقف يفستراتي أنّ »لأوكرانيا الحق في إقامة كنيستها الخاصة، وللأسف، فإنّ موسكو تنكر عليها هذا الحق، تماماً كما تحاول معارضة أوكرانيا كدولة مستقلة«، مشدداً على أنّ »الأوكرانيين الأرثوذكس لا يخرقون القـانون الكنسي، فالمشكلة هي أنّ موسكو تحارب من أجل السلطة في أوكرانيا، على المستوى الاقتصادي والسياسي والروحي«. وفي السياق، نددت وزارة الخارجية الروسية، التي استدعت سفير أوكرانيا كوستيانتن غريشتشينكو، بالتصرف غير »اللائق تجاه رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ومعتقدات ملايين الارثوذكس« ضمن الاحتفالات بذكرى تنصير روسيا عندما كانت كييف أهم مدنها. واعتبرت الوزارة أنّ منع كييف النائب القومي الروسي قسطنطين زاتولين من دخول أوكرانيا أمر »منفر«. (»نوفوستي«، »انترفاكس«، رويترز، أ ب، أ ف ب)