Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2007, 06:50 PM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي أليسار

أليسار

بقلم
حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس
Hasaleem
خرقا لنظم القوانين الأرضية في الخلق, وساوس شيطانية والعياذ بالله تتراءى لي ربما, أجدف عنوة بعكس إتجاهات التيارات؟! فقط لغاية دفينة في نفسي الأمارة بالسوء؟! خالف الجماعة تعرف بين الجمهور؟! وكأنني بلا قلب نابض خفاق خلقت؟! أو بلا أحاسيس تنتابني وتهز جوارحي؟! أو بلا مشاعر إنسانية تخفق لها دواخلي؟! وكأن دمائي السيالة في أوعيتي جفت في عروقي؟! وأفكاري الثائرة في جوف رأسي نضبت في عقلي؟! وكأن النظر الذي أتمتع به لرؤية الجمال أصابه العمى في عيني؟! لماذا تنتابني هذه الأحاسيس؟! ولماذا تقض مضجعي هذه الأفكار؟! لست أدري ماذا دهاني صباح هذا اليوم؟! فقد تجمدت كل الحروف عند لسان يراعي؟! ولم يعد البوح يخاطرني بالجديد من الأفكار؟! ويتراءى لي الورق قد إصفر بين يدي؟! ولم يعد التفكر في البعد المرتجى يخالجني؟! عجب أمري فقد أرعبني جدا ما أنا فيه؟! ووقفت حائرا أجتر الوساوس وتجترني المتاهات في قلب الضياع في الإمتدادات؟! هائما فاقد العقل كالمجنون أطوي المسافات لا ألوي على شيء؟! تسخر مني كل الأشياء والجمادات والأحياء والمخلوقات؟!...

فجأة, راقني من مخلفات بقايا الوساوس, التي تنتابني بين الحين والحين, فذات صباح ربيعي من صباحات ختام نوار, تناهى لإنتباهي عند نافذتي ترددات موسيقى عذبة السيمفونية... فتحت جفني المطبقين على عيني, وحدقت من بين الرموش المتشابكة, ببؤبؤ حدقتي الصغيرتين جدا, مكحلا طرفي بمشهدية لوحة صباحية غنائية جميلة... فغلبني الإستماع لعصفور صغير, ريشه الناعم مزركش الألوان, متمسك الأقدام الدقيقة بقضبان الشباك, وكأنه مسمر المخالب الرفيعة في مكانه, يرفرف بجناحيه لافتا نظري المثقل بالنعاس, مشرئبا برأسه الصغير كما قلبي الصغير إلى العلا, وكأنه يحاكيني بالعنفوان العربي الشرقي الأصيل... تهتز فرجتي منقاد العصفور بسرعة فائقة, وهو يغني الحب في زقزقاته, فطربت لشجي صوته...

أنا السجين في جسدي الرميم الفاني, أمارس هدأة الصمت عنوة ولا صوت لي حتى في المواقف الحرجة, وأنشد الإنفلات من سلاسل ربقتي المادية ولا حول لي ولا قوة, والعصفور هو الطليق في شجي صوته... فراودتني نفسي بما ليس من مناقبي, وطاردت العصفور وسطوت عليه بلا رحمة, ومسكت به في راحة كفي اليمنى, وهو يرتجف خوفا ورعبا من فظاظتي, وأنا أضحك له من فرط جنوني, وإبراز قوتي على ضعفه, متناسيا ضعفي أمام عظمة الباري, غير ملتفت أن من شيم المرء العفو عند المقدرة... ولكن عبثا ما دار بين عقلي المفكر وعواطف قلبي وهذياني, فزججت بالعصفور الصغير داخل قضبان قفص ضيق لا يتسع لشيء, وراح المسكين يتخبط بقضبان القفص يحاول الفرار... ولما باءت كل مساعيه بالفشل, إنطوى على ذاته في زاوية القفص, متكورا على بعضه كأنه يرثي حاله, ساكتا لا ينبث ببنة شفة ولا يرسل شجي زقزقاته, فكيف يتسع قفص صغير لصوت رخيم كصوته الذي يشق السماء عند إطلالة الفجر؟! ليشكل الصباحات بالحب ويلونها بالعشق, ويضفي عليها بهجة وجمالا حيويا بصوت أنغامه الشجية...

وإنتهت اللعبة غير المتكافئة بيني وبين العصفور, الذي تحول أصما أخرسا جامدا محبطا, لا يأخذ من الحب الذي دفقته له في أرضية القفص, ولا يشرب من الماء الذي صبب له في إناء من البلور الخاص بالعصافير, ولم يعد يأتي بحركة رغم كل محاولاتي اليائسة... مما دفعني لقراءة فعل الندم على فعلتي, فقد أصبت بالخيبة نتيجة تسرعي في سجن العصفور, فعزمت الأمر على تحريره من سجنه... وأخذته براحة كفي متلمسا ريشه الناعم بأصابعي, ماسحا على رأسه الصغير بأناملي, حانيا عليه بكل مجامع قلبي, وقبلته على صدره وبطنه ورأسه وفي منقاده... معتذرا له على إقترفت من خطأ في حقه... حدق بي بعينين دامعتين إلى قلب المحجر, يريد أن يعكس إلي, أنه شعر بما يتفاعل في حناياي اتجاهه, فغفا لهنيهة وراح يتمرغ بين كيفي, يقبل أصابعي حينا وحينا يحاول عضها بحنو... فترقرقت دمعة من مقلتي, سقطت حارة على رأس العصفور الصغير, فإنتفض بين يدي وطار ليقف على كتفي مزقزقا إبتهاجا بحريته, ثم يطير مجددا ليجثو عند نافذتي, منطلقا في سيمفونيته للحب والعشق, عازفا أشجى الألحان على مسمعي... مكررا منظومته صباحا وظهرا ومساءا, يواظب على زياراته لي عند الفجر, فيقترب مني وأنا أغط في نومي, ويقف عند رأسي مغردا بشجي أنغامه, حتى أتململ في هجعتي, فيقترب أكثر من خدي يقبلني ويدغدغني ويطير إلى نافذتي مغردا, قبل أن يودعني على زقزقات العهد والوعد باللقاء يوميا في الصباحات في نفس المكان معي...

تخاطرا آخر من إيحاءات اللعبة مع العصفور, متى ترتعش الضمائر المتجمدة كما تجمد القطب عند دول الإستعمار المسماة بالعظمى؟! وتقدم على خطوات الجرأة وتحرر ما إستعمرت عنوة من أقطار تسرق ثرواتها, ومتى يستفيق العالم من غفوته ويحرر بلادي الكبرى من ربقة الإحتلالات؟! ومتى ينتفض الضمير الدولي من مواته ويرفع يده عن التدخلات في شؤون وطني الممتد؟! ومتى تخرج زمر الإرهاب الإسرائيلي من فلسطين وتتركها حرة أبية لأهلها؟! ومتى العراق العربي يعود إلى العراقيين العرب سليما معافى؟! ومتى نعيش في عروبتنا أحرارا من دون وصايات أميركية أو غربية الصنع؟! ومتى نجروء ونرفع الصوت عاليا ونرفض عيشة الخنوع والذل؟! ومتى؟! ومتى؟! يا وطني المنكوب الجريح النازف في هذا العصر؟! تشفى الجروح وتندمل وتتكامل منظومة الضاد في الوطن بتعاضد مع الوطن؟!...

أليسار الحب العربي الشرقي عفوا مليكة القرطاج, ما زلتِ تلهمينني الأفكار في البعد وما بعد البعد, وأتخاطر بكِ في المساء مع غياب الشمس عند تشكيل الشفق, وما زلتً أنتظركِ تتطلين مشرقة مع إشراقة نجمة الفجر قبل بزوغ سيالات الصبح, وما زلتً أرسم صورتكِ في الصباح مع الشروق من سيالات الشمس... عفوا ملهمتي, بعض السر العربي ضقت به, فأتى البوح الشرقي للسر العربي أشد إيلاما من فعل الكتمان؟! فمتى؟! متى أليسار تشاد قرطاج الحب والعشق في وطني الكبير وتمتد من حدود الماء إلى حدود الماء؟! ومتى يتحرر القلب الصغير من سجن الصدر ويغدو طليقا في بلاده بلاد العرب؟! كما حررت أصابعي العصفور الزقزاق من قوقعة القفص؟! وغدا طليقا في وطن الحب والعشق...
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-11-2007, 07:15 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,048
افتراضي

أليسار نكبت بما حمل لها التاريخ من ويلات كانت هي سبباً فيها. غبار جاثمٌ على صدر الواقع بعض خرابيش رجاء بحّ صوتها و تلظّت بنار غرور أحمق جاهل لم يدرك من واقع حياته سوى العنف المرذول و الخديعة الملوّثة و الخزي الأسود الذي نشحت رائحته و تعفّنت ذكريات ماضيه. شكرا لك يا أستاذي حسين فبريق الماضي لم يعد من توهّجه شيء لأن الحاضر لا مستقبل له!!
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke