Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > أخبار ومتفرقات منوعة أخرى

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-05-2007, 03:12 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,037
افتراضي القيَم الروحية والسلام العالمي كلمة المطران جورج صليبا رئيس مطرانية جبل لبنان وطرابلس


القيَم الروحية والسلام العالمي




2007/5/15

تم ترشيح المطران جورج صليبا رئيس مطرانية جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس عضوا في المجلس الاستشاري الدولي بمركز الدوحة الدولي للحوار بين الاديان.
عقد المؤتمر الخامس للحوار بين الاديان في الدوحة عاصمة قطر برعاية سمو الامير حمد بن خليفة آل ثاني ممثلا بسعادة رئيس مجلس النواب القطري محمد بن مبارك آل خليفة.
تمثل في هذا المؤتمر الاديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام، ومفكرين من مختلف انحاء العالم. وكانت حوارات ومناقشات مفتوحة ومتنوعة.
القى المطران صليبا كلمة في جلسة الافتتاح بعنوان \"القيم الروحية والسلام العالمي\" تضمنت ما يلي:
في خلائق الله العظيم القدير، في الانسان بما يسمو به من الارض والارضيات الى السماء والسماويات، وقصة بطبيعتين حثيثين الواحدة فانية والاخرى باقية. ودعا الطبيعة الفانية الجسد وقد اختار الانسان الموت بالمصعية والتمرد على حكم الله وارادته وكانت العقوبة (ان هذا الجسد تراب والى التراب يعود).
اما الطبيعة الثانية فهي الروح الخالدة غير القابلة للفناء وبواسطة الجسد تسمو به اذا تجاوب معها وتتعب معه اذا لم يعرها اهمية واهتماما.
ومن هنا جاء تفضيل الروح على الجسد وكل ما هو روحي على كل ما هو مادي. فالروح للخلود والبقاء والمادة للفناء والزوال. فالقيم الروحية لا يوازيها امر في هذه الحياة الدنيا، بل هي الهدف والوسيلة الامنية والطلب الغاية والطريقة.. والقيَم من القيمة، والقيمة تسمو وتهبط بمقدار ما تنفع وتعم ولكنها المطلوبة ابدا.
القيم الروحية تضم الفضيلة ومعانيها والخير ومتفرعاته.
فالفضيلة ومعانيها وصفاتها وممارستها والالتزام بها وبمبادئها السامية بما يطابق الوصايا الإلهية من شرائع ونواميس وقوانين خص بها الله السحابة من الشهود الذين اختارهم ليتعلموا ويعلموا ويقولوا ويعملوا ما يعزز مسيرة الانسان في هذا العالم فيكونوا مجتمعات مثالية بالقدوة الحسنة والصفات الايجابية التي تمتاز بها النخبة.
الخير ومتفرعاته: فالخير هو وسيلة وغاية، وسيلة لمساعدة الانسان، كل انسان بدون تمييز بين قريب وبعيد وكبير وصغير بل الكل في دروب الخير يتساوون وخاصة الناس الذين هم بحاجة مادية او معنوية.. لأن في هذا كثير من الاحيان يفعل الانسان الخير من حيث لا يدري. فالوصايا الإلهية تدخل في صلب القيَم الروحية لأننا بدون هذه الوصايا والالتزامات الروحية لا ننفع شيئا بل بالعكس تسير حياتنا الى هباء.
عندما صدر الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948 تبنته امم وشعوب كثيرة وأمم متنوعة.. جسمت هذه المبادئ طموحات الاسنسان سعيه الى الكمال بكل الطرق. فالقيم الروحية منارة تهدي وترشد وتأتي التضحية في قمة القيم الروحية والانسانية. وبالتضحية يحقق الافراد والمجتمعات والجماعات اهدافهم ورسالتهم. اذ هناك تعلم سام اتى به السيد المسيح بقوله: ليس حب اعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه. وحث تلاميذه ان يطبقوا القول بالعمل.
اما السلام العالمي فهي ثمرة العقول النيرة وأصحاب القيم الروحية العالية. وهو امنية الخليقة برمتها. فالطبيعة بحاجة الى سلام لتحفظ الاصول من جهة الجماد والنبات وكل ما هو باستعمال الانسان.
ترى هل يمكن ان ينال احد امنياته ويحقق تطلعاته الا بالسلام.. ففي اجواء الحروب والاضطرابات.
فالانسان طموح الى السلام ويسعى الى تثبيته وتاكيده في حياته وهو الغاية والرسالة ابدا.
نقرأ في الانجيل المقدس عند ولادة السيد المسيح هتف الملائمة في سماء بيت لحم انشودتهم الخالدة الباقية على الاجيال: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر. السلام يظهر في اشكال ومعطيات متنوعة. السلام مع الذات اذا لم يعش الانسان سلاما داخليا مع ذاته يطمئنه ويجعله عنصرا نافعا نفسه والآخرين.. ايجابيا متفهما مميزا الامور بكل دقة ودراية.. وهذا السلام هو الذي يبني شخصية الفرد ويجعله عنصر استقرار في المجتمع وعامل سعادة وفرح..
السلام مع الآخرين.. لا يمكن ان يعيش الانسان ويكون انسانا طبيعيا الا اذا كان له ارتباط بالآخرين. وعلم الاجتماع يقول، ان الانسان اجتماعي بالفطرة ويصعب عليه ان يعتني منفردا.. فمن السلام مع الذات، يأتي السلام مع الآخرين.
السلام العالمي.. هذا هدف ورجاء ترى هل الانسان قادر ان يحقق هذه الاهداف.. نظريا يعيش الانسان احلام اليقظة والمنام وبالحالتين يعجز عن تحقيق هذه التطلعات.. ليكن السلام شاملا والاستقرار كاملا والرجاء ثابتا. فالانسان هو المحور، البداية والنهاية بكل امر في هذا الوجود. فإن غلبت عنده ارادة الخير حوّل الكون الى جنة وفردوس مثالي. وإن تغلبت لديه ارادة الشر فالويل للانسانية عامة..
يحاول الانسان ان يجد اسبابا وسبلا لتحقيق السلام العالمي من خلال المؤسسات والمنظمات الانسانية والوطنية والاجتماعية، بل من خلال القيم الروحية التي اكتسبها من ضميره ووجدانه وعائلته ومجتمعه ودينه.
ولكنه في النهاية قاصر وعاجز بسبب ضعفه البشري وتغلبه الانسانية وحب الذات وتتحول حياته داخليا ومن اعمق اعماقه الى طالب مصلحة ومتوخي رب ومكاسب ذاتية غالبا، فلا يحقق السلام العالمي.
قديما قال النبي حزقيال: يقولون سلام سلام ولا سلام ومع تمنياتنا ان تكون نظرتنا ايجابية الى المبادئ والتطلعات، لكننا عند الممارسة والتجربة نصطدم بجدار افخاخ اعدتها هذه الانانية وصارت سببا لفشلنا.
ان الاتكال على الله والتنازل عن حب الذات، السير في دروب التضحية وتقديم مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد واختيار والتزام كل ما هو ايجابي ونافع للبنيان، يزرع السلام في الارض الذي هو سلام مع الذات والآخرين والمجتمع والوطن بل هو سلام مع الله.
ومن هنا، فالقيم الروحية اذا التزمها الانسان اي انسان، هي كفيلة لنشر السلام العالمي.. وكم هي البشرية بحاجة الى هذا السلام. ويقيني ان لم ترتفع الوية السلام في ارجاء العالم.. فنهاية غير حسنة تنتظر جنس البشر.
فهل وعينا ان بحصة وحبة رمل صغيرة نقدمها لمجتمعاتنا هي كفيلة ان تبقي هذا البنيان ثابتا والسلام قائما ومنتشرا لتسعد البشرية ويعيش الانسان اجواء الثقة والسلام بكل ما تمثل هذه الكلمة.
طوبى لفاعلي السلام فإنهم ابناء الله يدعون..
وفي ختام المؤتمر تمت الدعوة من قبل الجميع الى متابعة الحوار والطلب من اليهود المشاركين ان يمارسوا بكل ما عندهم من وصايات لكي تخفف اسرائيل من الظلم والاضطهاد والخوف الذي يحل بالعالم.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke