لقاء تيباين مع مهاجرين عراقيين

[fouadzadieke]

لقاء تيباين مع مهاجرين عراقيين

استنزاف ا لبراءة المسيحية

تعاني الشعوب المسيحية في العالم من اضطهادات وأساليب قاسية يمارسها الظالمون بحق الأبرياء. خصوصاً المسيحيين في الشرق، ذنبهم الوحيد أنهم أبرياء ،عزل متمسكين بأرضهم رغم كل العواصف ، لأنها الحياة والأمل والمستقبل بالنسبة اليهم .يصيب العراق مرض خبيث من عوارضه ارتكاب الجرائم البشعة بحق الانسانية . الغدر والحقد يملأقلبالظالم الذي لا يرى ولا يسمع سوى منطق الربح والسرقة والنهب والاعدام والذبح والتهديد. للأسف الشديد

عار عليك ايها الظالم لأنك لا تعلم ماذا تفغل ، لأن الكنز الحقيقي هو في السماء وليس على الأرض. التقينا ببعض المهاجرات العراقيات في لبنان وهن "اميلدا كوريا توما ،جاكي كدجل وهدى يوسف ،وكان لنا هذا الحوار.

السؤال الأول ما هي الأسباب التي دفعتك الى الهجرة من العراق؟

زوجي يعمل في مخرطة وذات يوم هدد بالقتل فخاف على العائلة. حينها قررنا أن نهرب الى بغداد وخلال السفر تم الأمساك بزوج أختي وذبحه. هذا الحادث جعلنا ندرك خطورة الوضع عن كثب، فقد جئنا الى لبنان بطريقة غير شرعية.

السؤال الثاني كيف هو الوضع الاجتماعي والانساني داخل العراق؟

لا أدري من أين ابدأ فالمناشير موزعة على الطرقات وفي الاسواق وفيها تهديد لكل الناس لا أحد مستثنى من القتل والاضطهاد. اضافة الى السيارات المفخخة قرب الاسواق والكنائس فالمجرم لا يهمه سوى رائحة الدماء. هناك مراقبة مشددة ومؤامرات فاسدة تعتبر ان المسيحيين هم خونة للوطن وهم جواسيس ضد الحكومة. من خلال هذه الافكار يتم اضطهادهم بطردهم من بيوتهم وتصفية كثيرين بقتلهم ظلماًوبدون رحمة. ازداد الشر بين البشر وسفك دم الابرياء. سادت الوحشية التي لا يستطيع أن يصفها انسان. حتى الكلمات تكاد تختنق قبل التفوه بها. اضافة الى حرق الكنائس وقتل عدد من الآباء.
هناك أناس تموت من الجوع وذلك لأن المجرمين يسرقون المساعدات التي تصل الى الناس.لا نستطيع الخروج من البيت محاصرون من كل جانب. كثرت أساليب الخطف والقتل العشوائي واحياناً كثيرة يقتل الرهائن ولا تصل أخبارهم الى أهلهم.الوضع رهيب والكل مرتعب من الظروف التي تحل بالعراق. صحيح أني في لبنان وعائلتي بجانبي الا أنني أشعر بالخوف على أشقائي، أبكي طوال الوقت فما ذنبنا، ولما يحصل ذلك معنا؟ نحن لا نطلب الكثير، فقط الاحترام والطمأنينة، وان تنعم أرضنا بالسلام لترتاح القلوب.هناك أناس عالقة في جحيم الحرب تريد الرحيل ولا تستطيع. اضافة الى اعتماد طرق غير انسانية كإجبار المسيحيين على ان يعتنقوا الاسلام او يقتلوا. فالناس تترك كل شيء من المال والاملاك من أجل الحفاظ على حياتهم.

السؤال الثالث كيف كانت الحياة غي عهد صدام وبعده؟

في عهد صدام لم يكن يوجد اي تمييز طائفي بين السنة والشيعة والمسيحية وغيرها. كنا ننعم الامان والطمأنينة نذهب الى الكنيسة بحرية. بعد عهد صدام، عمت الفوضى مختلف القطاعات. انقطعت المواد الغذائية بسبب السرقات والنهب على الطرقات. فقد عدنا الى الطرق البدائية في تحضير الاطعمة وذلك لانعدام الغاز والكهرباء والماء. اضافة الى سرقة المنازل واختطاف الناس.

السؤال الرابع هل هناك أمل بالعودة الى العراق؟

صراحة لا أشعر اننا سنعود الى العراق لاننا مهددون بالقتل. كل ما أتمناه ان اكون بأمان مع عائلتي. أهم شيء بالنسبة الينا هو الاستقرار. اريد أن اشكر كل من ساعدنا من مؤسسة كاريتاس، اضافة الى مطرانية الكلدان، الى مساعدات وحصص غذائية من الرابطة السريانية ودعمها المعنوي لنا حفظكم الله.
اجرت الحوار مارغريت خشويان .

Published: 2007-04-21

[Malki Morad Herdan]

.
الأستاذ فؤاد شكرا لنقلك المقال
العنف الدائر في العراق سيعيده الى العصر الحجري
.