![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() مسيحيو تركيا يؤيدون حزب العدالة والتنمية رغم ماضيه يحب أعداء حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اتهام الحزب بالتخطيط لإقامة دولة إسلامية على النمط الإيراني لكن كثيريين من أفراد الأقلية المسيحية في البلاد يفضلون الحزب فيما يبدو على الأحزاب الأخرى الأكثر علمانية. وفي قرية واقفلي آخر قرى الأرمن العرقيين التي تحيطها بساتين البرتقال وتطل على شرق البحر المتوسط يقول المزارعون من كبار السن إنهم سيصوتون على الأرجح لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية في الانتخابات التي ستجرى يوم 22 تموز. وقال حنا بيبيك (76 عاما) وهو يلعب الورق مع جيرانه في مقهى القرية «هذه الحكومة قدمت الكثير لنا. نريدهم أن يعودوا. يظهرون لنا ولديننا الاحترام. كل الأديان مقدسة». أما رئيس القرية بيرك كارتون (54 عاما) فقال «حزب العدالة والتنمية حاول أن يساعد الأقليات بينما تكتفي أحزاب أخرى بالكلام». والاغلبية الساحقة في تركيا من المسلمين لكنها تضم أيضا العديد من التجمعات المسيحية التي تنحدر من المجتمعات الكبيرة التي ازدهرت أحوالها على مدى قرون في عهد الإمبراطورية العثمانية. وقامت تركيا الحديثة على أنقاض هذه الامبراطورية في عام 1923. وتشمل هذه التجمعات نحو 70 ألف أرمني و 20 ألفا من الروم الارثوذكس يعيش معظمهم في اسطنبول و02 ألف مسيحي سرياني يتكلمون اللغة الآرامية التي كان يتحدث بها المسيح. ويقول محللون إن المسيحيين في تركيا كانوا كثيرا ما يدلون بأصواتهم في الماضي للأحزاب العلمانية مثل الحزب الشعبي الجمهوري الذي ينتمي لتيار يسار الوسط. لكن الحزب انضم إلى مد القومية التركية المتصاعد الأمر الذي جعل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اختيارا أكثر جاذبية. وتقع قرية واقفلي في إقليم هاتاي الذي كان تابعا من قبل لسوريا والذي يزهو بتقليد قديم من التسامح الديني. والقرية التي يسكنها نحو مئة شخص معظمهم من المزارعين المسنين الذين يعيشون على زراعة المحاصيل العضوية هي بالفعل كل ما تبقى من المجتمع الأرمني الذي كان كبيرا ويتمتع بالرخاء في شرق تركيا. وفي الاونة الاخيرة أيد البطريرك مسروب الثاني الزعيم الروحي للأرمن الأتراك الذي يقيم في اسطنبول حزب أردوغان. وقال البطريك خلال مقابلة مع مجلة دير شبيجل الالمانية «حزب العدالة والتنمية أكثر اعتدالا وأقل اتساما بالقومية في تعامله مع الأقليات. حكومة أردوغان تنصت لنا ...سنصوت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة». ورغم أنه مسلم ملتزم ترتدي زوجته الحجاب يرفض أردوغان بقوة وصفه بالإسلامي. وسعى حزبه الذي تولى السلطة في عام 2002 إلى تطبيق إصلاحات اقتصادية وسياسية بما في ذلك المزيد من الحقوق للأقليات الدينية مثلما طالب الاتحاد الأوروبي الذي تأمل تركيا في الانضمام إليه. وبدأت أنقرة محادثات الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في 2005. لكن محللين يرون أن تاريخ أردوغان بعيد عن أن يكون مثاليا. وقال باسكين أوران وهو محللل سياسي وناشط في مجال حقوق الإنسان «حزب العدالة والتنمية أكثر ليبرالية بمئة مرة من الأحزاب الأخرى...يستحق بعض الإشادة لكن ليس أكثر مما ينبغي». ووضع أوران تقريرا في عام 2004 عن الأقليات في تركيا بتفويض من مكتب أردوغان سحب بعد ذلك بهدوء بعد رد فعل قومي غاضب سلط الضوء على الحساسية المستمرة تجاه قضية الأقليات في تركيا. وقال أوران «الضغط القومي أثار هلع الحكومة فاستسلمت له». وقد يستقطب أوران نفسه أصوات الأقليات الدينية من حزب العدالة والتنمية في اسطنبول حيث يخوض المنافسة كمرشح مستقل ببرنامج انتخابي ليبرالي. ويتعامل القوميون الأتراك الذين من المتوقع أن يكون أداؤهم قويا في الانتخابات بحساسية تجاه المزاعم التي يؤيدها الكثيرون في الاتحاد الأوروبي وغيره بأن زهاء 5.1 مليون أرمني تعرضوا لابادة جماعية على يد الإمبراطورية العثمانية في عام 1915. وتقول تركيا بشكل رسمي إن أعدادا كبيرة من المسلمين والأرمن المسيحيين لاقوا حتفهم في صراع عرقي مع اقتراب الإمبراطورية العثمانية من انهيارها أثناء الحرب العالمية الأولى. وتساور القوميين الشكوك بشأن اليونانيين العرقيين وزعيمهم الروحي البطريك بارثولوميو الذي يتهمونه بالسعي لإقامة دولة صغيرة على نمط الفاتيكان في اسطنبول. ويرفض بارثولوميو هذه الاتهامات ويصفها بانها هراء. كما فشلت السلطات في اقتلاع نمط من السلوك القومي راح ضحيته الصحفي الارمني هرانت دينك في كانون الثاني. وقتل دينك رميا بالرصاص على يد قومي متطرف خارج مكتبه في اسطنبول مما أثار موجة جارفة من الحزن والتضامن بين الأتراك. ولايزال أثر الجريمة محفورا في ذاكرة الأرمن الاتراك. وقال أريس نالجي المحرر الإخباري لصحيفة أجوس الأسبوعية التي كان يعمل بها دينك «الكثير من الأرمن أرادوا أن يغادروا البلاد (بعد الجريمة)... لكن ليس من السهل أن تترك المكان الذي ولدت فيه أنت وأهلك». ويقول مزارعو واقفلي إن الكثير من الاتراك قدموا من بلدات على بعد مئات الكيلومترات لتقديم التعازي في دينك في كنيسة القرية التي أعيد ترميمها. وقال كارتون «كل أشكال القومية المتطرفة سيئة... لكن هنا في إقليم هاتاي على الأقل لانزال نعيش معا في سلام...أتراك وعرب وأرمن ومسلمون ومسيحيون». (رويترز) عن الديار Published: 2007-06-22 |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|