![]() |
Arabic keyboard |
#4
|
||||
|
||||
![]() همسة إلى زمن الحب يا زمن الحبّ وعهد الوفاء، هل حطّتْ رحالكما في غير هذا الزمان وغير هذا المكان؟ لقد تغيّرتْ صور جماليات الكون واختفتْ سبلُ تنفّس العشق في عالم مليء ببراغيث الخداع وسرطانات الخبث. يا زمن الحبّ وعهد الوفاء هلْ رحلتما إلى غير رجعة لتمتلأ الدنيا بشعاع الأمل وتورق الوحشة من جديد بسنابل الفضيلة وترفل بحلّة الرّوح الصافية تجمّل هذا العالم وتسربله بأشعة الضياء؟. يا زمن الحبّ ويا عهد الوفاء، هل لم تعدْ أشجار السنديان تورق وقمم الورود تزهر وتفيض بعطر يجدّد مسامات عشقنا ويمسح عن رئتينا غبار الخديعة والكذب والرّياء؟. يا زمن الحبّ وعهد الوفاء متى رحلتما إلى مجهول لا نعرف مِنْ آتيه أمراً؟ متى قرّرتما عدم الانكفاء على هذا العالم الأرعن فأرسلتما إشارة عدم الرّغبة في هذا الانكفاء لنقطع دابر كل اجتهاد ونجزّ ناصية كل رجاء يحدّث عن بادرة أمل، منغمسين في أحلام يقظة ومستسلمين ليقظة أحلام هذه العوالم؟. إني اشتقتُ إليكما... تمنّيتُ لو عادتْ أيامكما ورستْ سفنكما في شطآن إنسان هذا اليوم التائه في خضمّ عباب متاهات لا نهاية لها، وهو ضائعٌ بين الشك واليقين يسعى إلى الانسلاخ عنْ واقعه الذي كان جميلا يوم كنتما فيه حاضرين! إنه يسعى إلى التحليق في سماوات خيال معتم لا تتضح منه صوره رغبة ًفي هروب واستسلاماً لوهم غلب الواقع وقهره وشوّه كل صور الدعة فيه... قد يكون الحلم أوسع مدى وأشهى صورة وأبهى جمالا... لكنّه لن يكون أصدق واقعية وأرسخ ثباتاً. وداعاً يا زمن الحبّ... وداعاً يا عهد الوفاء لأنه لم يعدْ في عالم هذا اليوم شيءٌ من معالمكما الجميلة والرّاسخة رسوخ الحقّ و لا قليلٌ من أنسكما المشرق والمتجدّد. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-06-2005 الساعة 08:30 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|